المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إحدى صديقاتي 0000000000000



أبومراد
08 -01- 2005, 01:30 AM
تقول السائلة :

فضيلة الشيخ : أريد أن تساعدني في هداية إحدى صديقاتي .

هي إنسانه طيبة القلب جدا ، محترمة عطوفة محبة للغير يحبها الجميع ، وهي لا ترتدي سوى الملابس المحتشمة ومشكلتي معها أني لا أستطيع اقناعها بارتداء الزي الإسلامي ( الحجاب ) .

حاولت إقناعها ، ولكنها تقول لي : إن هناك نواحي أخرى كثيرة تحتاج إلى تقويتها في أداء الفروض والعبادات قبل أن أرتدي الحجاب لأنها ـ على حد قولها ـ تخدع نفسها ومن حولها إذا ارتدت الجاب وهي لا تؤدي العبادات كما ينبغي .

حاولت معها ولكن لا فائدة .

أريد أن تساعدني في ذلك لأني أحبها وأخاف عليها .

كما أنني في حياتي اليومية أقابل الكثيرات مثلها وأريد أن أفعل معهم نفس الشيء ، ولكن لا أقدر في معظم الأحيان ، فهلا ساعدتني في ذلك ؟

وجزاكم الله خيرا
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000
المفتي: أيمن سامي
الإجابة:

الحمد لله رب العالمين وجامع الناس ليوم لا ريب فيه ، وصلى الله وسلم وبارك على النبي المصطفى والعبد المجتبى نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعــــد :

أختي في الله :

استعيني بالله ، فربي نعم المعين ، ونحن نردد في كل صلاة : { إياك نعبد وإياك نستعين } .

فهو سبحانه وبحمده نعم المعين ، ومن استعان به أعانه .

ثم إنني أنصح كل أخت مقصره في الحجاب بما يلي :

قال تعالى : { قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا } ، فهي دعوة من الله لكل مخالف لشرع الله أن يقف وقفة تفكر .

فهل أعملت ِ عقلك أختي ؟

من الذي خلق ورزق ؟

إن لله على العباد نعما عظيمة ، فمن هو الذي يستطيع أن يحصي نعم الله عليه ! ؟

كيف ؟ ، وحياتنا من ابتدائها نعمة من نعم الله .

النَفـَس نعمة ، وتعاقب الأنفاس نعمة ، ودقات القلب نعمة ، واستمرارها وقت النوم نعمة ، فكم لله من نعم ٍ نحن عنها غافلون { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم } .

من تأمل في هذا الكون من أوله إلى آخره وجده كله ينطق بنعم الله .

لله في الآفـــــــاق آيـــــات ٌ * * * لعـــل أقلها هو ما إليه هداكَ

ولعل ما في الكون من آياته * * * عجبٌ عجاب لو ترى عيناك َ

والكـون مشحون ٌ بأسرار ٍ * * * إذا حاولت تفسيرا ً لها أعياك َ

فكيف تقابل هذه النعم ؟

هل بالعصيان ؟

فيا عجبا ً كيف يعصى الإله * * * أم كيف يجحده الجاحد ُ ؟

وفي كل شــيء له آيـــــــة ٌ * * * تدل على أنه واحـــــد ُ

فالواجب شكر نعم المنعم جل وعلا ، ولا يكون ذلك إلا بتحقيق العبودية لله .

قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } .

والعبودية : هي السمع والطاعة لله في كل صغيرة وكبيرة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسل .

وقال العماد ابن كثير ـ رحمه الله ـ : وعبادته هي طاعته بفعل المأمور وترك المحظور .

إنني أوجه ندائي من أعماق قلبي :

قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم } .

وقال جل وعلا إخبارا ً عن المؤمنين : { وقالوا سمعنا وأطعنا } .

وقال عنهم : { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } .

فهل تستجيبي أختي لتكوني من المفلحين ؟

بل وتفوزي أيضا ً { ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } .

إنه الفوز العظيم . جنة ٌ عرضها السماوات والأرض ورضوان من الله أكبر .

هل تستشعري معنى رضى الله عنك ؟

ثم ماذا تساوي الدنيا كلها بكل لذاتها أمام غمسة واحدة في النار ؟

آه ٍ أختي لو حدث هذا .

تعلمي أختي أن غمسة واحدة في النار تنسي نعيم الدنيا كله ؟ والحديث في سنن ابن ماجه وهو صحيح .

ماذا يضرك لو تحجبتي في الدنيا ؟

هل سيصفونك بأنك متسترة ؟ أو محجبة ؟ أم تراهم يسخرون منك ِ ؟

هل ستتعبي نوعا ً ما ؟

وبالمقابل لا أستطيع أن أصف الراحة النفسية التي تعيشها كل مؤمنة لبت نداء الله واستجابت لله ، وتلك عاجل بشرى المؤمن ، وهذا مؤشر يسير لما ينتظر في الآخرة من الحبور والسرور ، فغمسة واحدة في الجنة تنسي تعب الدنيا كله ، والحديث في سنن ابن ماجه ، وهو صحيح كما تقدم .

فهل تصغي الآن لكلام الله ؟

قال تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } .

ثم انظري إلى صنيع المؤمنات لما نزلت آية الحجاب :

في سنن أبي داود عن أم سلمة قالت : لما نزلت يدنين عليهن من جلابيبهن خرج نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان من الأكسية .

وفي صحيح البخاري وسنن أبي داود ، واللفظ له عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت نساء الأنصار فأثنت عليهن ، وقالت لهن معروفا ، وقالت : لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجور أو حجوز ـ شك أبو كامل الراوي ـ فشققنهن ، فاتخذنه خمرا .

هكذا صنعت الصحابيات بعد نزول آية الحجاب ، فماذا عساك تصنعين ؟

هل تريدي أن تصنعي مثلهن لكن تخافين أنك مقصرة في فروض أخرى ؟

وما يدريك ِ لعل التزامك بالحجاب ـ بل هو الغالب ـ يكون سببا لالتزامك بكثير مما تفرطين فيه قبل الحجاب .

ثم أخيرا ً :

ماذا عساه يكون الحال لو ـ لا قدر الله ـ أن حانت لحظة لقاء الله قبل اتخاذك القرار ؟

لا إله إلا الله كيف تلقين الله مقصرة في هذا الأمر ! ؟ .

ومن يدري ، فالأعمار مقدرة والآجال مكتوبة ، والأيام تمضي سريعا ً .

، فهلا بادرتي الآن 00 الآن قبل الدقيقة التالية وأطعت ِ ربك وخالفت ِ شيطانك وانتصرت ِ على نفسك الأمارة بالسوء ؟ .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ً إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أني لي كرة فأكون من المحسنين } .

نفعني الله وإياكم بما نقول ونسمع ، وجعله حجة لنا لا علينا ، ووقاني وإياكم عذاب السموم .

الدانة
08 -01- 2005, 05:07 AM
http://www.al-wed.com/pic-vb/30.gif



جـــزاك اللة خيــر أخى الفاضـــل : أبو مــراد


وجعــلة بميــزان حسنــاتك




إحترامــي وتقــديــرى


http://www.al-wed.com/pic-vb/24.gif


الـــــدانـــــــــــــــــــــــــــة