المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معجزات الرسول ( صلى الله عليه وسلم)



حزم الظامي
12 -06- 2009, 02:45 AM
اللهم اهد شيبة

عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين والله ما أخرجني الإسلام ولا معرفة به ولكني أنفت أن يظهر هوازن على قريش فقلت وأنا واقف معه يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أرى خيلا بلقا قال : يا شيبة إنه لا يراه إلا كافر فضرب يده على صدره ثم قال : " اللهم اهد شيبة ثم ضرب بها الثانية فقال اللهم اهد شيبة ثم ضرب بها الثالثة فقال اللهم اهد شيبة فوا الله ما رفع يده من صدري في الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه " ، قال : فالتقى الناس والنبي صلى الله عليه وسلم على ناقة أو بغلة وعمر آخذ بلجامه والعباس آخذ بثفر دابته فانهزم المسلمون فنادى العباس بصوت له جهير أو جهوري فقال : أين المهاجرون الأولون أين أصحاب البقرة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فرماه قدما:" ها أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب فعطف المسلمون فاصطكوا بالسيوف " ، فقال صلى الله عليه وسلم :"الآن حمي الوطيس " قال : وهزم الله المشركين ..


اسلام طلحة رضي الله عنه

قال طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه : " عملا سوق بصرى فإذا راهب في صومعته يقول سلوا أهل هذا الموسم أفيهم من أهل الحرم ؟ قال طلحة : فقلت نعم ، قال: هل ظهر أحمد بعد ؟ قلت : ومن أحمد ؟ قال: ابن عبدالله بن عبدالمطلب هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء ومخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ فإياك أن تسبق إليه " ، قال طلحة : فوقع في قلبي ما قال فخرجت سريعاً حتى قدمت مكة ، فقلت : هل كان من حدث ؟ قالوا : نعم محمد الأمين تنبأ وقد تبعه ابن أبي قحافة فخرجت حتى دخلت على أبي بكر فقلت اتبعت هذا الرجل قال نعم فانطلق فادخل عليه فاتبعه فإنه يدعو إلى الحق فأخبره طلحة بما قال الراهب فخرج أبو بكر بطلحة فدخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فلما أسلم أبو بكر وطلحة رضي الله عنهما أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدهما في حبل واحد فلم يمنعهما بنو تيم وكان نوفل بن خويلد يدعي أشد قريش فلذلك سمي أبو بكر وطلحة القرينين.

عيني قتادة
قال ابن اسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها ( طرفها ) فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده ، وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان ، حتى وقعت على وجنته . قال ابن اسحاق : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردها بيده فكانت أحسن عينيه وأحدهما وأن قتادة كان حديث عهد بعرس ..

عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جده قتادة أنه أصيب عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأراد القوم أن يقطعوها فقالوا تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم تستشيره في ذلك فجاء نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فأدناه رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فرفع حدقته حتى وضعها موضعها ثم غمزها براحته وقال : " اللهم اكسه جمالا " فمات وما يدري من لقيه أي عينيه أصيبت " ..

مع بعض الصحابة

أخبر صلى الله عليه وسلم بالغيوب وأنذر عثمان بن عفان بأن تصيبه بلوى بعدها الجنة ، وبأن عمار تقتله الفئة الباغية ، وأن الحسن يصلح الله بن فئتين من المسلمين عظيمتين .

وحين اتبعه سراقة بن مالك فساخت قدما فرسه في الأرض وأتبعه دخان حتى استغاثه فدعا له فانطلق الفرس ، وأنذره بأن سيوضع في ذراعيه سوارا كسرى فكان ذلك .

وأخبر بمقتل الأسود العنسي الكذاب ليلة قتله وهو بصنعاء اليمن وأخبر بمن قتله ، وخرج على مائة من قريش ينتظرونه فوضع التراب على رؤوسهم ولم يروه .

وقال لنفر من أصحابه مجتمعين :" أحدكم في النار ضرسه مثل أحد فماتوا كلهم على استقامة وارتد منهم واحد فقتل مرتداً " .

وقال لآخرين منهم : " آخركم موتاً في النار "؛ فسقط آخرهم موتاً في النار فاحترق فيها فمات ..

قال ابن اسحاق : " حين انكشف المسلمون في أحد ، ترس أبو دجانة رضي الله عنه دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل ، ورمى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه دون رسول الله ، قال سعد : فلقد رأيته يناولني النبل وهو يقول : " إرم ، فداك أبي وأمي ، حتى أنه ليناولني السهم ما له نصل . فيقول : إرم به " ..

هنيئاً لك يا أم مالك هذه بركة
عن يحيى بن جعدة عن جدته قال جاءت أم مالك الأنصارية بعكة سمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال فعصرها ثم دفعها إليها فرجعت فإذا هي مملوءة فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت نزل في شيء يا رسول الله قال وما ذاك يا أم مالك قالت رددت علي هديتي قال فدعا بلال فسأله عن ذلك فقال والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيئا لك يا أم مالك هذه بركة عجل الله لك ثوابها"..

سيف عكاشة

قال ابن اسحاق :

... وقاتل عكاشة بن محصن بن حرثان الاسدي ، حليف بني شمس بن عبد مناف ، يوم بدر بسيفه ، حتى انقطع في يده . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه جذلاً من حطب فقال : قاتل بهذا ياعكاشة !! ، فلما أخذه عكاشة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هزه فعاد سيفاً في يده طويل القامة ، شديد المتن ، أبيض الحديدة . فقاتل به ، حتى فتح الله تعالى على المسلمين وكان ذلك السيف يسمى ( العون ) ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استشهد يوم الردة رضي الله عنه

اليد المعلقة

قال الحافظ البيهقي :

عن خبيب بن أساف قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ورجل من قومي ، في بعض مغازيه . فقلنا : نشتهي أن نشهد معك مشهداً ، قال : أأسلمتم ؟ قلنا : لا ، قال : فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين ، فأسلمنا ، وشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتني ضربة على عاتقي فجافتني ، فتعلقت يدي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتفل فيها والزقها ، فالتأمت وبرأت ، وقتلت الذي ضربني ..


فداء العباس


قال يونس بن بكير :

عن الزهري عن جماعة سماهم ، قالوا : بعثت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أسراهم ( بعد بدر ) . ففدى كل قوم أسيرهم بما رضوا . وكان العباس ـ أسيراً ـ فقال : يارسول الله قد كنت مسلماً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أعلم بإسلامك ، فإن يكن كما تقول ، فإن الله يجزيك ، وأما ظاهرك فقد كان علينا ، فافتد نفسك وابني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب ابن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو أخي بني الحارث بن فهر . قال العباس : ماذاك عندي . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأين المال الذي دفنته أنت وأم الفضل ؟ فقلت لها إن أصبت في سفري هذا ، فهذا المال الذي دفنته لبني الفضل وعبد الله وقثم ؟ " قال : والله يا رسول الله ، إني لأعلم أنك رسول الله ، إن هذا لشيء ماعلمه أحد غيري وغير أم الفضل ، فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا . ذاك شيء أعطانا الله تعالى منك " . ففدى نفسه وابني أخويه وحليفه .

استشهاد عامر بن الأكوع

قال ابن اسحاق :

عن أبي الهيثم أن أباه حدثه : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره لعامر بن الأكوع وهو مع سلمة بن عمرو بن الأكوع : انزل يا ابن الأكوع فخذ لنا من هناتك . وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحدو بهم والإبل يستحثها الحداء ، فنزل ابن الأكوع يرتجز برسول الله الله صلى الله عليه وسلم ويقول :

ولا تصدقنـــا ولا صلينــا والله لولا الله ما اهتدينا

وإن أرادوا فتنـــة أبينـــا إنا إذا قوم بغـوا علينــا

وثبـت الأقـــدام ان لاقينـا فانزلن سكينـــة علينــا


فقال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم : يرحمك الله . ـ وكان إذا قالها لأحد قتل ـ . فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : وجبت والله يا رسول الله . لو أمتعتنا به !! .

فقتل عامر رضي الله عنه يوم خيبر شهيداً ، وكان قتله فيما بلغني : أن سيفه رجع عليه وهو يقاتل فجرحه جرحاً شديداً فمات منه ، فكان المسلمون قد شكوا فيه وقالوا : إنما قتله سلاحه ، حتى سأل ابن أخيه سلمة رسول الله الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأخبره بقول الناس ، فقال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم : إنه لشهيد ، وصلى عليه فصلى عليه المسلمون ..

عين علي بن أبي طالب

قال الإمام البخاري :

عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر يقول : " لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه" وفي رواية : " يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " ، فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى . حتى قال عمر بن الخطاب : " والله ما تمنيت الراية إلا يومها " .. فلما كان اليوم الثاني كانوا يتطاولون ليراهم رسول الله فقال : أين علي ؟ فقيل : يشتكي عينيه فأمر فدعى له فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء . فقال : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، فقال : على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي بك رجل واحد ، خير لك من حمر النعم ..

نخيل سلمان الفارسي

قال ابن اسحاق:

قال سلمان الفارسي : ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كاتب يا سلمان . قال : فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير ( الحفر والغرس ) وأربعين أوقية من ذهب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أعينوا أخاكم ، فأعانوني بالنخل ، الرجل بثلاثين وديّة ( فسيلة ) والرجل بعشرين ودية والرجل بخمس عشرة ودية والرجل بعشر ، يعين الرجل بقدر ماعنده ، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية . فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب يا سلمان ففقر لها ( أي احفر ) فإذا فرغت فأئتني ، أكن أنا أضعها بيدي . قال : ففقرت وأعانني أصحابي ، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها ، فجعلنا نقرب إليه الوديّ ، فيضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده حتى فرغنا ، فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة وأنه أثمر من سنته ، قال : فأديت النخل وبقي علي المال ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن فقال : ما فعل المكاتب ؟ قال سلمان : فدعيت له . فقال : خذ هذه فأدها مما عليك يا سلمان . قال : قلت : وأين تقع هذه يا رسول مما عليّ ؟ قال : فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلّبها على لسانه ثم قال : خذها فأوفهم منها . قال : فأخذتها ، فأوفيتهم منها حقهم كله أربعين أوقية ..

فرس سراقة

قال الطبراني :

عن سراقة بن مالك قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً إلى المدينة جعلت قريش لمن رده مائة ناقة ، فبينا أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل فقال : والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا علي آنفا إني لأراه محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فأومأت إليه أن اسكت إنما هم بنو فلان يبغون ضالة لهم .

فلبثت قليلاً ثم قمت فدخلت فأمرت بفرسي فقيد إلى بطن الوادي ، وأخرجت سلاحي من وراء حجرتي ثم أخذت قداحي الذي أستقسم بها وليست لأمتي ، ثم أخرجت قداحي فاستقسمت فخرج السهم الذي أكره أن لا أضره ، قال : وكنت أرجو أن أرده فآخذ المئة الناقة فركبت على رجاء ، فبينما فرسي يشتد بي عثر فسقطت عنه فأخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره لا أضره ، فأبيت إلا أن أتبعه فركبت فرسي فلما بدا لي القوم فنظرت إليهم عثر بي فرسي وذهبت يداه في الأرض وسقطت عنه ، فاستخرج يديه فاتبعهما دخان مثل العصا فعرفت أن قد منع مني وأنه ظاهر فناديتهم .

فقلت : انظروني فوالله لا آذيتكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماذا تبغي ؟ قلت : اكتب لي كتاباً يكون بيني وبينك آية ، قال : أكتب له يا أبا بكر ، قال : فكتب لي كتاباً ثم ألقاهم إلي قال : فرجعت فسكت فلم أذكر شيئاً مما كان حتى إذا فتح الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة وفرغ من حنين ، خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لألقاه ومعي الكتاب الذي كتب لي فبينما أنا عامد له دخلت بين كتيبة من كتائب الأنصار فجعلوا يقرعوني بالرماح ويقولون : إليك إليك ، حتى دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته انظر إلى ساقه في غرزة كأنها جمارة فرفعت يدي بالكتاب رجاء يا رسول الله هذا كتابك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يوم وفاء وبر )) فأسلمت وسقت إليه صدقة مالي ..

مصارعة ركانة

قال ابن اسحاق في سيرة ابن هشام :

كان ركانه بن عبد يزيد بن هاشم أشد قريش ، فخلا يوماً برسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض شعاب مكة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ركانة ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه ؟ " قال : إني لو أعلم أن الذي تقول حق لاتبعتك ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق ؟ " قال : نعم ، قال : " فقم حتى أصارعك " فقام إليه ركانه يصارعه فلما بطش به رسول الله صلى الله عليه وسلم أضجعه وهو لا يملك من نفسه شيئاً ثم قال : عد يا محمد ، فعاد فصرعه ، فقال : " يا محمد والله إن هذا للعجب أتصرعني ؟!! ..

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأعجب من ذلك إن شئت أن أريكه إن اتقيت الله واتبعت أمري " ، قال : ما هو ؟ ، قال : " أدعوا لك هذه الشجرة التي ترى فتأتيني " ، قال: أدعها ، فدعاها فأقبلت حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقال لها: ارجعي إلى مكانك فرجعت إلى مكانها ، فذهب ركانة إلى قومه ، فقال : يا بني عبد مناف ساحروا بصاحبكم أهل الأرض فوالله ما رأيت أسحر منه قط ، ثم أخبرهم بالذي رأى والذي صنع ..

مصباح الطفيل

قال ابن اسحاق :

لما قدم الطفيل بن عمرو الدوسي مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها فمشى إليه رجال من قريش وكان الطفيل رجلاً شريفاً شاعراً لبيباً ، فقالوا له : يا طفيل إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا وقد فرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئاً .

قال : فوالله ما زالوا بي حتى اجمعت أن لا أسمع منه شيئاً ولا أكلمه حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفاً ( قطناً ) فرقاً من أن يبلغني شيء من قوله وأنا لا أريد أن أسمعه ، فغدوت إلى المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة، فقمت منه قريباً فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله ، فسمعت كلاماً حسناً ، فقلت في نفسي واثكل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفي علي الحسن من القبيح فما يمنعني أن اسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسناً قبلته وإن كان قبيحاً تركته ..

فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فاتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت عليه ، فقلت : يا محمد إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا للذي قالوا فوالله ما برحوا يخوفونني التابعين حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ثم أبى الله إلا أن يسمعني قولك فسمعته قولاً حسناً فاعرض علي أمرك ، فعرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وتلا علي القرآن فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمراً أعدل منه ..

قال : فأسلمت وشهدت شهادة الحق . وقلت : يا نبي الله إن امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عوناً عليهم فيما أدعوهم إليه ، فقال : اللهم اجعل له آية للطفيل ليصدقه قومه ..

قال : فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح ، فقلت : اللهم في غير وجهي إني أخشى أن يظنوا أنها مثله وقعت في وجهي لفراقي دينهم ، فتحول فوقع في رأس سوطي فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق وأنا أهبط إليهم من الثنية حتى جئتهم ..

كتاب حاطب

وروي في سيرة ابن هشام وابن كثير :

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : " لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي مكة أسرَّ إلى أناس من أصحابه أنه يريد مكة منهم حاطب بن أبي بلتعة وأفشى في الناس أنه يريد خيبر ، قال : فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد وليس منا رجل إلا وعنده فرس ، فقال : " ائتوا روضة خاخ فإنكم ستلقون بها امرأة معها كتاب فخذوه منها " ..

فانطلقنا حتى رأيناها بالمكان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : " هات الكتاب " ، فقالت : ما معي كتاب ، فوضعنا متاعها وفتشناها فلم نجده في متاعها ، فقال أبو مرثد : لعله أن لا يكون معها ، فقلت : ما كذب رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ولا كذبنا ، فقلنا لها : لتخرجنه أو لنعرينك ، فقالت : أما تتقون الله ألستم مسلمين ؟؟!

فقلنا : لتخرجنه أو لنعرينك ، قال عمرو بن مرة : فأخرجته من حجزتها ، وقال حبيب بن أبي ثابت أخرجته من قبلها ، فأتينا به رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فإذا الكتاب من حاطب بن أبي بلتعة فقام عمر فقال : يا رسول الله المطلوب الله ورسوله فائذن لي فلأضرب عنقه ، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم : " أليس قد شهد بدراً " ، قالوا : بلى ، وقال عمر : بلى ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك ؟! ..

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فلعل الله يتحقق على أهل بدر فقال : (( اعملوا ما شئتم إني بما تعملون بصير )) ، ففاضت عينا عمر وقال : الله ورسوله أعلم ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب فقال : يا حاطب ما حملك على ما صنعت ؟ ، فقال: يا رسول الله إني كنت امرأ ملصقاً في قريش وكان لي بها مال وأهل ولم يكن من أصحابك أحد إلا وله بمكة من يمنع أهله وماله فكتبت بذلك إليهم ووالله يا رسول الله إني لمؤمن بالله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق حاطب فلا تقولوا لحاطب إلا خيراً " ..

كن أبا خيثمة

قال ابن اسحاق في الطبراني وفي سيرة ابن هشام :

عن أبو خيثمة قال : " تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك حتى مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت حائطاً فرأيت عريشاً قد رش بالماء ، ورأيت زوجتي ، فقلت : ما هذا بالإنصاف ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السموم والحميم وأنا في الظل والنعيم ! ، فقمت إلى ناضح فاحتقبته وإلى تميرات فتزودتها فنادت زوجتي : إلى أين يا أبا خيثمة ؟ ..

فخرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنت ببعض الطريق لحقني عمير بن وهب الجمحي فقلت : إنك رجل جريء وإني أعرف حيث النبي صلى الله عليه وسلم وإني رجل مذنب فتخلف عني حتى أخلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتخلف عني عمير فلما اطلعت على العسكر فرأى الناس ..

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كن أبا خيثمة " ، فجئت فقلت : كدت أهلك يا رسول الله ! ، فحدثته حديثي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا لي ..

سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفي صحيح ابن حبان عن جابر بن عبد الله قال : " قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة بنخل فرأوا من المسلمين غرة ، فجاءه رجل منهم يقال له عوف بن الحارث أو غورث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ، فقال : من يمنعك مني ؟ ، قال : الله ، فسقط السيف من يده فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال له : " من يمنعك مني ؟ " قال : كن خيراً مني : قال : " تشهد أن لا إله إلا الله ؟ " قال : لا ، ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك ، فخلى سبيله فجاء إلى أصحابه ، فقال : جئتكم من عند خير الناس ..

نظر رسول الله من خلفه ومن أمامه

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : صلى رسول الله يوما ثم انصرف فقال : " يا فلان ألا تحسن صلاتك ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي فإنما يصلي لنفسه إني والله لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي " ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل ترون قبلتي هاهنا فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم إني لأراكم من وراء ظهري "..

عرف ما كانوا يريدون قبل أن ينطقوا!

عن عمر رضي الله عنه قال : اجتمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتماروا في شيء فقال علي رضي الله عنه : انطلقوا بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم نسأله فوقفوا عليه فتبسم ضاحكاً ثم قال : جئتموني تسألوني عن أمر إن شئتم فسلوا وإن شئتم أخبرتكم ، فقالوا : أخبرنا يا رسول الله فقال : " جئتم تسألوني عن الصنيعة لمن تحق لا تحق الصنيعة إلا لذي حسب أو دين وجئتم تسألوني عن الرزق ما يجلبه على العبد الله يجلبه فاستنزلوه وجئتم تسألوني عن جهاد الضعفاء جهاد الضعفاء الحج والعمرة وجئتم تسألوني عن جهاد المرأة جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها وجئتم تسألوني عن الرزق من أين يأتي أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يعلم" ..

ذاكرة أبو هريرة القوية

عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : تقولون إن أبا هريرة قد أكثر والله الموعد ، وتقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون مثل أحاديثه وسأخبركم عن ذلك ؛ إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أرضيهم ، وأما إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وكنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً : (( أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا ثم يجمعه إلى صدره فإنه لا ينسى شيئاً سمعه )) فبسطت بردة علي حتى فرغ من حديثه ثم جمعتها إلى صدري فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئاً حدثني به ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئاً أبداً (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ، إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) (البقرة:159-160)..

المصباحان المضيئان

عن أنس بن مالك رضي الله عنه : " أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما فلما افترقا كان مع كل واحد منهما حتى أتى أهله " ..

رايح فيها
12 -06- 2009, 03:20 AM
اللهم صلي وسلم على الحبيب الكريم,


جزاك الله الجنة .

ا.عبدالله
12 -06- 2009, 03:43 AM
جزاك الله خيرا أخي حزم الظامي ونفع بك

حزم الظامي
12 -06- 2009, 03:57 AM
جزاك الله خيرا أخي حزم الظامي ونفع بك


اخي العزيز خادم الدعوة وجودك هنا شرف لي

هادي
12 -06- 2009, 05:37 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الفاضل

وجعل ذلك في ميزان حسناتك ونفع به الجميـــــــــع

وفـاء العواطف
11 -11- 2009, 03:42 AM
بارك الله فيك
أثابك المولى

طال السكوت
11 -11- 2009, 04:05 AM
اللهم صلي وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
جزاك الله خيرا

كـايـتـو
21 -12- 2009, 01:19 PM
جزاك الله خيرا اخي حزم

رديمة
15 -02- 2010, 11:32 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خير على منقولك
في ميزان حسناتك ان شاء الله