المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انظروا يا إخوان إلى دقائق الرياء...!



ا.عبدالله
27 -06- 2009, 08:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:


"حكى أن أبا حامد الغزالي بلغه أن من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه قال: فأخلصت أربعين يوماً فلم يتفجر شيء، فذكرت ذلك لبعض العارفين فقال لي: إنك إنما أخلصت للحكمة ولم تخلص لله تعالى".


وهذا مسلك خطير كما سمعت وقليل من يتفطن له.



يقول سفيان الثوري:


يقول: ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي لأنها تتقلب علي.


وقال يوسف بن أسباط، :


تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.


وقال بعض السلف:


من سره أن يكمُل له عمله، فليحسن نيته، فإن الله عز وجل يأجر العبد إذا أحسنت نيته حتى باللقمة.


قال سهل بن عبد الله التستري:
ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص، لأنه ليس لها فيه نصيب.


وقال ابن عيينة:


كان من دعاء مطرف بن عبد الله: اللهم إني استغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد علمت.


وهذا خالد بن معدان كان رحمه الله:


إذا عظمت حلقته من الطلاب قام خوف الشهرة.


وهذا محمد بن المنكدر يقول:


كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت.


وهذا أيوب السختياني :


كان يقول الليل كله فإذا جاء الصباح (أي الفجر) رفع صوته كأنه قام الآن.


وكان رحمه الله إذا حدث بحديث النبي يشتد عليه البكاء (هو في حلقته)


فكان يشد العمامة على عينه ويقول: ما أشد الزكام ما أشد الزكام.



وهناك مسالك دقيقة جداً من مسالك الرياء يوقع الشيطان فيها العبد المؤمن من حيث يشعر أو لا يشعر، وسأذكر لك بعضها لأن الحديث عن الرياء والعجب وغيرهما مما ينافي الإخلاص حديث طويل جداً، ولكن حسبي في هذا المقام أن أورد لك ثلاثة من تلك المسالك الدقيقة للرياء، وهذه المسالك غالباً يقع فيها الصالحون إلا من رحمه الله.


أما أولها:


فما ذكره أبو حامد الغزالي حيث قال أثناء ذكره للرياء الخفي:


وأخفى من ذلك أن يختفي العامل بطاعته، بحيث لا يريد الإطلاع، ولا يسّر بظهور طاعته، ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدأوه بالسلام، وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير وأن يثنوا عليه، وأن ينشطوا في قضاء حوائجه، وأن يسامحوه في البيع والشراء، وأن يوسعوا له في المكان فإن قصر فيه مقصر ثقل ذلك على قلبه.


ووجد لذلك استبعاداً في نفسه، كأنه يتقاضى الاحترام مع الطاعة التي أخفاها مع أنه لم يطلع عليه، ولو لم يكن قد سبق من تلك الطاعة لما كان يستبعد تقصير الناس في حقه. وكل ذلك يوشك أن يحبط الأجر ولا يسلم منه إلا الصديقون.


وأما ثانيها:


فهو أن يجعل الإخلاص لله وسيلة لا غاية وقصداً، فيجعل الإخلاص وسيلة لأحد المطالب الدنيوية.


وقد نبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على تلك الآفة الخفية كما سبق في قصة أبي حامد الغزالي


والأمثلة عليه كثيرة من الواقع، فتجد بعض الناس يكثر من الأعمال الصالحة في أيام الاختبارات مثلاً كصيام النوافل وقيام الليل وكثرة الصلاة والخشوع، وقلبه منعقد على أنه إذا أكثر من العبادات سيوفق في اختباره أو سيفوز بوظيفة ما، فهذا بالحقيقة إنما أخلص للاختبارات وذلك أخلص للوظيفة.



وأما ثالث هذه المسالك الدقيقة :


وهو ما أشار إليه الحافظ ابن رجب رحمه الله بقوله:


ههنا نكتة دقيقة، وهي أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس، يريد بذلك أن يري الناس أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك عندهم ويمدحونه به، وهذا من دقائق أبواب الرياء، وقد نبه عليه السلف الصالح



فانظروا ياإخوان إلى دقائق الرياء


نسأل الله الإخلاص

هيذام
27 -06- 2009, 08:27 PM
النقطة الأخيرة هي المصيبة
الله يرحمنا برحمته
شكراً عزيزي

ا.عبدالله
28 -06- 2009, 12:48 AM
النقطة الأخيرة هي المصيبة
الله يرحمنا برحمته
شكراً عزيزي


شكرا لمرورك أخي هيذام

وفقك الله..

همس الروح
28 -06- 2009, 07:21 AM
الجهاد بالنفس والاخلاص النيبة

من أصعب الجهاد

بارك الله بك ولك

جعله في موازين حسناتك ان شاء الله

و كثر الله من الاقلام النيرة النصوحة

ودي وتقديري

Genral
28 -06- 2009, 07:43 AM
فعلا جهاد النفس من اشد انواع الجهاد

لان النفس دئما امره بي السوء . ورئينا جهاد النفس في قصه سيدنا يوسف

موضوع جميل وشيق شكرا لقلمك

هادي
28 -06- 2009, 09:26 AM
الإخلاص عزيز أخي أ عبد الله

ولذلك حينما تُطرح بعض المواضيع التي فيها أجر لمن عملها يظن بعضهم أن كل من عملها
يتحقق له ذلك الثواب المترتب عليها - مثل بعض التسبيح والتحميد والتهليل - بطريقة إليكترونية
ولايستطيع من يدخلها إلا بعد تكلملتها 100مرة ويظنون أن ذلك من الذكر - وهو ليس منه
إذ ينقصه في كثير من الأحيان الإخلاص والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام
وربما الواحد منا لايذكرباللسان ولكن فقط بالضغط على الفأرة ليصل لنهاية الذكر

نسأل الله الإخلاص في القول والعمل
والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام
إذأن العبادة حتى تكون مقبولة عند الله عزوجل لابد فيها
من توفر شرطين 1- الإخلاص2 - والمتابعة

حفظك الله وبارك فيك على هذه الدرر النفيســـــــــــــــــــة

المشهور
28 -06- 2009, 09:30 AM
الريا موضوع يطول الحديث فيه
الانسان في هذا الزمان يحاول اظهار
الجانب الجيد منه و يخفي في داخله شخصيه متزعزعه يظهر للناس كم هو تقي
نقي زاهد و بينه و بين نفسه غير يرائي الناس في كل شي
نسأل الله العفو و العافيه
علينا بجاهد انفسنا بالكتاب و سنه المصطفي عليه الصلاه و السلام
شكر لك اخي على الطرح موضوع رائع
تقبل تحياتي و مروري

ا.عبدالله
28 -06- 2009, 10:16 AM
الجهاد بالنفس والاخلاص النيبة

من أصعب الجهاد

بارك الله بك ولك

جعله في موازين حسناتك ان شاء الله

و كثر الله من الاقلام النيرة النصوحة

ودي وتقديري



آمين

وإياك شكرا لمرورك

وفقك الله..

ا.عبدالله
28 -06- 2009, 10:45 AM
فعلا جهاد النفس من اشد انواع الجهاد

لان النفس دئما امره بي السوء . ورئينا جهاد النفس في قصه سيدنا يوسف

موضوع جميل وشيق شكرا لقلمك


شكرا لك عزيزي على مرورك

وفقك الله..

ا.عبدالله
28 -06- 2009, 10:48 AM
الإخلاص عزيز أخي أ عبد الله

ولذلك حينما تُطرح بعض المواضيع التي فيها أجر لمن عملها يظن بعضهم أن كل من عملها
يتحقق له ذلك الثواب المترتب عليها - مثل بعض التسبيح والتحميد والتهليل - بطريقة إليكترونية
ولايستطيع من يدخلها إلا بعد تكلملتها 100مرة ويظنون أن ذلك من الذكر - وهو ليس منه
إذ ينقصه في كثير من الأحيان الإخلاص والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام
وربما الواحد منا لايذكرباللسان ولكن فقط بالضغط على الفأرة ليصل لنهاية الذكر

نسأل الله الإخلاص في القول والعمل
والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام
إذأن العبادة حتى تكون مقبولة عند الله عزوجل لابد فيها
من توفر شرطين 1- الإخلاص2 - والمتابعة

حفظك الله وبارك فيك على هذه الدرر النفيســـــــــــــــــــة


وإياك أخي أبو رائد

أسأل الله تعالى يصلح قلوبنا وأعمالنا

وفقك الله...

ا.عبدالله
28 -06- 2009, 10:50 AM
الريا موضوع يطول الحديث فيه
الانسان في هذا الزمان يحاول اظهار
الجانب الجيد منه و يخفي في داخله شخصيه متزعزعه يظهر للناس كم هو تقي
نقي زاهد و بينه و بين نفسه غير يرائي الناس في كل شي
نسأل الله العفو و العافيه
علينا بجاهد انفسنا بالكتاب و سنه المصطفي عليه الصلاه و السلام
شكر لك اخي على الطرح موضوع رائع
تقبل تحياتي و مروري


صدقت يا أخي المشهور

أعاننا الله وإياكم على طاعته

وفقك الله..

ابن البدوي
08 -07- 2009, 02:47 PM
اللهم إنا نعوذ بك من الرياء

جزاك الله خيرا

ا.عبدالله
08 -07- 2009, 11:53 PM
اللهم إنا نعوذ بك من الرياء

جزاك الله خيرا

وإياك شكرا لمرورك