المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الفنون !! (2)



سابح الصحر
31 -01- 2005, 08:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إكمالاً للموضوع (( من روائع الفنون )) لم أجد ما أضيفه حيث أن الأخ
أبا إسماعيل أجاد وأفاد، تعريفا ًوعرضاً ،نماذج وشواهد، سوى هذه التعريفات ببعض أعلام هذا الفن الجميل والتي ربما جاءت في ثنايا مشاركته، أسأل الله أن ينفعنا بها وأن نرى من إخواننا وأبنائنا من ينهض بهذا الفن الرائع ويعيده إلى مجده .

من أعلام الخط العربي
الوزير ابن مقلة (272- 328)هو أبو علي بن محمد بن علي بن مقلة توفي سنة 328هـ.تقلب في مواضيع كثيرة إلى أن استوزره المقتدر بالله سنة316هـ للمرة الأولى والإمام القاهر بالله سنة320 والراضي بالله سنة322هـ إلا أن الغيرة والحقد والحسد والتآمر من الحاكم ابن رائق قد دفع الخليفة الراضي بالله إلى قطع يده اليمنى وهنا تتجلى قمة المأساة حين تقطع اليد التي صنعت الحرف , وطورت الخط وكتبت أجل الكلمات . وقد ندم الخليفة الراضي على هذه الجريمة فأمر الأطباء بملازمته للمداواة وبقي الوزير ينوح على يده ويبكي ويقول:
خدمت بها الخلفاء وكتبت بها القرآن الكريم دفعتين
تقطع كما تقطع أيدي اللصوص , وينشد مع نفسه:
إذا ما مات بعضك فابك بعضًا فإن البعض من بعض قريب
وكان يشد القلم على ساعده ويكتب به .
ولم تنته مؤامرة ابن رائق الذي دبر له كيدًا عند هذا الحد ولم يقف حقده الأسود على الحرف العربي عند هذه الجريمة التي بقيت مثار استنكار وموضع استهجان وإنما تجاوز ذلك إلى تحريض بجكم التركي وكان من المقربين إليه فأمر بقطع لسانه وحبسه فأقام في الحبس مدة طويلة حتى توفي ستة 328هـ.
والوزير ابن مقلة هو مؤسس المدرسة البغدادية التي حدد أصولها منهجاً لدراسة الخط وسبيلاً ينتهجه الخطاطون وقمة شامخة من قمم الخط العربي رحمه الله.

أبو الحسن علي بن هلال المعروف بابن البواب:وتأخذ المدرسة العراقية طريقها وتكتمل فناً ومنهجاً على يد ابن البواب المتوفى 413هـ أكمل قواعد الخط وأتمها واخترع غالب الأقلام التي أسسها ابن مقلة.قال عنه ياقوت : هو علم متميز من أعلام الخط العربي الخالد عبر العصور وهو الذي أقام الخط على قواعد جمالية وخلف بعده مدرسة تجري على آثاره.
ومما قيل عنه ((إنه جمع خطوط ابن مقلة في النسخ والثلث اللذين قلبهما من الخط الكوفي وذهبهما , ونقحهما , وصححهما , وروجهما فاستقام بفضله أسلوب ابن مقلة من كل الوجوه ونال شهرة عظيمة باقية إلى يوم الدين حتى أطلق عليه :"الناقل الأول" وعد أكبر كُتّاب الخط بعد ابن مقلة لأنه استطاع أن يقلب الخط الكوفي بعده على وجه يسترعي الانتباه وأن يستنبط أسلوب الثلث والنسخ ويعلو بهما إلى مرتقى رفيع من الكمال))
ونُقل عن ((ميزان الخط على وضع أستاذ السلف ) : (( أن الأستاذ علي بن هلال المعروف بابن البواب هو الذي أكمل الخط وأتمه واخترع الكتابة بأفضل أسلوب مقبول , استناداً إلى خط ابن مقلة)).
وقد كتب ابن البواب أحد المصاحف بالخط الريحاني وقام السلطان سليمان الأول العثماني بإهدائه إلى جامع (لا له لي) في إسطنبول
وهو محفوظ فيه.وابن البواب هو مبتدع الخط الريحاني الذي كتب به هذا المصحف وهو خط تتداخل فيه الحروف بعضها في بعض بما يشبه أعواد الريحان ولذلك سمي هذا الخط قديماً بالريحاني .
وفي عصرنا أطلق عليه الخط الغزلاني نسبه إلى مصطفى بك غزلان الخطاط المصري المتوفى في أواخر سنة1356هـ فإنه كان يتقنه إتقاناً عظيمًا وله ذوق سليم . وقد تخرج من مدرسة ابن البواب عدد كبير من القمم الشامخة في الإقتداء به والنهج على منواله.
ياقوت المستعصمي(000-698هـ):هو أبو الدر جمال الدين ياقوت بن عبد الله المستعصمي وكان مولى من موالي الخليفة العباسي الأخير المستعصم بالله فنشأ منذ صباه في بلاط الخليفة وله الفضل الكبير في تحويل الخط إلى فن من فنون الإسلام الأصيلة . وقد أتقن اللغة والأدب إلى جانب العلوم التي كانت في زمانه وكان خازناً بدار الكتب في المدرسة المستنصرية ببغداد مما ساعد على تنمية مواهبه الأدبية والعلمية والفنية وقد عاش ياقوت حياة رغدة مرفهة في ظل انتسابه إلى الخليفة العباسي كما استطاع أن يستعيد منزلته القديمة بعد الغزو المغولي (1258م).وقد ذكر أن ياقوتاً ولد في بلدة أماسيا بالأناضول وهناك أيضاً روايات متباينة حول أصله إذ يذهب بعضها إلى أنه تركي أورومي ويذهب بعضها إلى أنه حبشي.
وكانت الأقلام الستة(الثلث والنسخ والمحقق والريحان والتواقيع والرقاع)قد بلغت حدا من التطور قبله فجودها وحسنها ووصل بها إلى الوضع الأخير الذي كانت عليه قبل العهد العثماني إذ اتخذ القط المائل للقلم بدلاً من القط المستوي فأضفى بذلك على خطوطه جمالاً أخاذا حتى بلغ بهذه الأنواع حداً كبيرًا من الجودة بينما استمرت طرق الكتابة الأخرى في مناطق أخرى من العالم الإسلامي.
وقد ألف ياقوت بعض الكتب وقرض الشعر غير أن تفوقه الحقيقي كان يتجلى في الخط . وقد ترك لنا أعمالاً خطية كثيرة في خزائن الكتب على رأسها المصاحف وعدد من المجموعات الخطية. وقد توفي ياقوت المستعصمي في بغداد عام 698هـ(1298م).

الشيخ حمد الله الأماسي (833-926هـ/1429-1520م):ولد الشيخ حمد الله في بلدة أماسيا عام 833هـ/1429م بناءً على إحدى الروايات , أو عام 840هـ/1436م على رواية أخرى غير أننا نرجح الرواية الأولى نظراً لأننا شاهدنا المصحف الذي كتبه وهو في التاسعة والثمانين من عمره (مكتبة السليمانية- برتونيال-1)
والده هو مصطفى دده ، أحد أتراك بخارى الذين هاجروا إلى هذه البلدة وكان من المشايخ ولهذا السبب كان حمد الله أفندي يكتب اسمه في الغالب على أعماله بشكل (حمد الله ابن الشيخ)ولم نر أبداً أنه كتب اسمه بشكل (الشيخ حمد الله).وقد تعلم في بلدة أماسيا إلى جانب العلوم الأخرى الأقلام الستة فأخذها عن رجل يدعى
خير الدين المرعشي الذي كان يكتب على طريقة ياقوت المستعصمي كما دقق ومحص خطوط عبدالله الصيرفي وكان
با يزيد بن السلطان محمد الفاتح عندما كان واليا على أماسيا قد صاحب الشيخ وتعلم على يديه الخط فلما توفي والده السلطان واعتلى العرش من بعده في إستانبول ليصبح معلماً للخط في السراي العثماني.
وبهذه الحادثة بدأت صفحة جديدة هامة في حياة الشيخ الفنية.وكان السلطان بايزيد الثاني يجله إجلالاً كبيراً , بحيث كان يمسك له الدواة وهو يكتب ويجلسه على صدر مجلس العلماء وأفصح له عن رغبته في أن يخرج بأداء جديد من أسلوب ياقوت المستعصمي في الكتابة وعلى ذلك قدم له أجمل خطوط ياقوت المحفوظة في خزانة السراي ليقوم بفحصها ودرسها.
وكانت هذه الحادثة في عام 890هـ(1485م)على وجه التخمين فقام الشيخ بدراسة أسلوب ياقوت حتى استطاع أن يبدع لنفسه أسلوباً خاصاً ويشرع في الكتابة منتهجاً إياه حتى عرف "بقبلة الكتاب"
وكان الشيخ أستاذا في الأقلام الستة قضى عمره في كتابة العديد من المصاحف التي بلغ عددها سبعة وأربعين مصحفاً كما كتب العديد من الإنعامات الشريفة وأجزاء القرآن ومجاميع الدعاء والطومار والقطع والمرقعات والأمشاق وغير ذلك . وقد قام الشيخ بكتابة الخطوط الموجودة في جامعي بايزيد (في إستانبول وأدرنه) وجامع فيروز آغا وجامع داود باشا (إستانبول) وهي على الرغم من أنها نماذج من خطه في الثلث الجلي إلا أنها تعد بدائية بالنسبة لمفهوم "الجلي"الذي ظهر بعده.
وليس بإمكاننا أن نحصر عدد الطلاب الذين نشؤوا على يديه في عدد مؤكد ولكن أبرزهم ابنه مصطفى دده الذي سماه باسم ابيه وصهره ( شكر الله خليفة) ثم تعلم أبناؤهما وأحفادهما الخط وعلموه للأجيال التالية فعائلة الشيخ حمد الله هي على ما يبدوا أكثر العائلات التي خرجت في تاريخ فن الخط أساتذة يجيدونه ويبرعون فيه وقد توفي الشيخ حمد الله في نهاية عام 926هـ/1520م.



حامد إيتاشي الآمدي (1309هـ-1402هـ):
"اسمه الحقيقي الشيخ موسى عزمي واشتهر بحامد إيتاشي الآمدي نسبة إلى ( (آمد)) وهي قرية في ديار بكر اسم والده "ذو الفقار" وكان جده خطاطاً درس في الكتّاب في مسجد ((أولو))بقريته وأكمل دراسته الثانوية بالمدرسة العسكرية الرشيدية بديار بكر ثم انتقل إلى إستانبول لدراسة القانون حيث أمضى سنة واحدة في"كلية الحقوق" أو مكتب القضاة كما كانت تسمى ثم انتقل إلى أكاديمية الفنون الجميلة والصنائع ثم اضطر إلى تركها لوفاة والده للعمل وكسب القوت . وقد تعلم الخط الثلث على يد أحمد حلمي بك كما تعلم الرقعة على يد وحيد أفندي ثم عمل مدرساً ثم خطاطاً كما أنه تعلم "جلي الثلث"من الحاج نظيف بك وكتابة الطغراء عن إسماعيل حقي وغيرهم من مشاهير الخطاطين في عصره توفي سنة(1402هـ).
ومن آثاره التي يمكن مشاهدتها في تركيا والعراق ومصر
ما تركه من كتابات قرآنية في كثير من المساجد كما كتب أربعين حديثاً نبويا وكثيرا من كتب تعليم الخط والآلاف من مختلف الكتابات الإسلامية والمدائح النبوية والأشعار وغيرها.
ولعل قمة إنتاجه كتابة المصحف الشريف مرتين ويعتبر من أجمل الخطوط ، وله تلاميذ كثيرون في تركيا والشام والعراق أجازهم ومن الغريب أن تعلمت على يديه طالبه يابانية أجازها في الخط العربي.
هؤلاء نماذج من أعلام الخط العربي ارتقوا بهذا الفن الرائع إلى أعلى مراتبه ، فجزاهم الله الخير الكثير على ماقدموه .
وأما عن أعلام الخط العربي ((من النساء )) ففي المشاركة القادمة إن شاء الله .
مع خالص تحياتي
سابح الصحراء

القرش
04 -02- 2005, 02:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور أخي سابح الصحر على المعلومات المفيدة
أين نحن من هؤلاء المبدعين
ومن القلب تحية

سابح الصحر
08 -02- 2005, 12:52 AM
لك وافر الشكر أخي القرش على مرورك وذوقك الرفيع


سابح الصحراء