المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعاع أمل عند الغروب



أبو فهد
03 -08- 2009, 07:44 PM
عندما تراكمت أعباء الحياة , وناء كلكلي بحملها , وطال المسير بها
وامتدت الطريق وتنوعت مساربه بين الوهاد والصحارى والسهول وشعاب الجبال
حتى أعياني التعب وحلَّ بيَ النصب
أنزلتها عن عاتقي ساعة كي أستريح من مشقة الطريق ووعورته
ثم خلعت جلباب همومي الداكن ، وثوب أحزاني المؤلم
وارتديت غِلالة الإيمان البيضاء التي تُشِعُّ ضياء - وينفذ من خلالها قبس من كُوَّة القدر - إلى قلبي المكلوم
الذي برَّحته تناقضات الواقع الأليم المنتشر طولاً وعرضًا بأبناء البشرية المتلونة
وفي خبايا وزوايا النفوس المتمردة - نفوذ قطع الأنوار المتساقطة من بين فجوات الأغصان المتشابكة إلى فيافي الأشجار وظلالها
فسرى النور الإلهي بين طيات همومي المؤينة
فأخرجني من قيود الهَمِّ والوهم إلى الأمل إلى صفاء ونقاء الطبيعة وهدأتها عند الغروب
وقفت متأملاً صُوَر الماضي والحاضر المرير والمستقبل المجهول
وقوف قرص الشمس وهي تنثر أشعتها الذهبية الصفراء
الساقطة على هَامِ الصخور وذوائب الأشجار
سارحًا بخيالي سَرَحَ الغيوم المتسابقة السابحة في أبحر الماضي والحاضر المتلون بتلون الشفق الأحمر
الممتد على حاشية الأفق الفسيح
ولم يَطُل بي الوقوف مديدًا حتى أسدل الليل سَتاره ، وأطَلَّت عيون الكواكب من فرج السحب
وامتدت أيدي النسائم المبلَّلة بندى الليل تمسح عن وجهي وأجفاني غبار الطريق
الذي علق من طول السير بالنهار, والسُّرَى بالليل
فاعتراني هاجس الخوف من الواقع الأليم مع هاجس العزلة
العزلة التي تلجأ إليها سفينة الحياة حين تتقاذفها الأمواج
وتصطلح عليها الأعاصير وهوج الرياح .
نامت الشمس في خِدْرِها مستريحة من حركة النهار
فبنومها مات النهار ، وبموته مات الصَّخَبُ والضَّجِيج والتعب
وشعرت بالوِحْدَةِ التي هَفَتْ إليها نفسي التي تراودني مرارًا وتكرارًا
بترك الحبل على الغارب ، والبعد عن الناس وحبائلهم ومشاكلهم
وكِدْتُ أن أطيعها لولا شعلة الإيمان التي تضيء جوانحي ، فتبعث الأمل من جديد
والتزامات أثقلت كاهلي لا بد من إنجازها ، والصبر على لأوائها
وطلب الأجر في ثوابها , والعزاء ببلسم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مَن خالط الناس وصَبرَ على أذاهم ، خيرٌ ممن لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
طالما القافلة تسير غير عابئة بالمصير ، ولا بآهات الضمير
وإن ادلهم الخطب في زمان جحد الأجير حق الأمير , وتطاول الصغير على الكبير !!!
ووُسِّدَ الأمر إلى كل دعي حقير .
فيا خُطوب الحياة ادلهمي ، ويا أعاصير الهموم وأمواج الرزايا عُمِّي وطُمِّي
ويا ظلام الظلم تمدد وتوعد
لا بد من فجرٍ ساطعٍ نورهُ يبدِّد ظُلمة الليل البهيم
وسيفٍ قاطعٍ حده يعيد للمجد عزه ، وللحزم عزمه
وصبرٍ جزيلٍ ثوابه , وإيمانٍ راسخةٍ أركانُه , وقلبٍ ثابتٍ جَنَانُه
قال الله تعالى : ﴿ يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ , وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ ﴾ صدق الله العظيم .

أعجبني فجلبته من كتابات الأخ المبدع : مصطفى أحمد البيطار

ا.عبدالله
03 -08- 2009, 10:03 PM
جميل أن نقوي أنفسنا بالايمان

فبعد الظلام نور

وبعد الحزن فرح

وبعد الهم فرج

وهكذا هي الحياة

مقال جميل من قلم مبدع

شكرا لك يا أبا فهد

قلب الوفا
03 -08- 2009, 11:41 PM
<> <> <> <> <> <> <>

سبحــان الله وبحمــده , , , ,
, , , , سبحــان الله العظيــــم

<> <> <> <> <> <> <>
http://www.mo3alem.com/vb/imgcache/2896.imgcache.gif (http://fashion.azyya.com/)
صدى الوجدان
مقال رائع جدا
http://www.mo3alem.com/vb/images/smilies/25%20(168).gif http://www.mo3alem.com/vb/images/smilies/25%20(168).gif http://www.mo3alem.com/vb/images/smilies/25%20(168).gif http://www.mo3alem.com/vb/images/smilies/25%20(168).gif

نزف قلــــم
05 -08- 2009, 06:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والله لانه من اجمل المقالات التي قرأتها
عن الوحدة وعزلةا ا لنفس و وصف العزلة
بالليل ووحشة ظلمته الذي ماان يلبث
حتى ينقشع اسداله ويولد فجرا جديد
وكأنه يقول لصاحبه لاتحزن فأنا
خلقني الخالق لاكون املك وبصيص
الامل في الحياه لتقتدي بالحكمة التي تقول
لاتحزن فغدا يوم جديد

شاكر لك اخي جميل طرحك
وتقبل مروري

حـــذيفــة
05 -08- 2009, 05:04 PM
مقال رائع جداً ملئته البلاغة ويَسْكُنُهُ الأمل .

- أعجبني حقيقة الحديث عن نوم الشمس - ثمّ ذكر وفاة النّهار -

نامت الشمس في خِدْرِها مستريحة من حركة النهار
فبنومها مات النهار ، وبموته مات الصَّخَبُ والضَّجِيج والتعب


وهذا فيه بلاغة مليئة بالإيمان والتصديق بما ورد في الأحاديث :
أنّه حينما يطلع الصّبح يقول : يابن آدم أنا يومٌ جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة .

وهنا أيضاً يتألم الكاتب على ماضينا العزيز الذي مات بموت يومِه .


لا بد من فجرٍ ساطعٍ نورهُ يبدِّد ظُلمة الليل البهيم
وسيفٍ قاطعٍ حده يعيد للمجد عزه ، وللحزم عزمه
وصبرٍ جزيلٍ ثوابه , وإيمانٍ راسخةٍ أركانُه , وقلبٍ ثابتٍ جَنَانُه
قال الله تعالى : ﴿ يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ , وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ ﴾ صدق الله العظيم .


صدق الله العظيم .

وبإذن الله سيكون ماتأمله ونأمله .


شكراً أخي صدى الوجدان .
مقال رائع بحق .

:: ليالي جيزان ::
05 -08- 2009, 11:20 PM
وقوف قرص الشمس وهي تنثر أشعتها الذهبية الصفراء
الساقطة على هَامِ الصخور وذوائب الأشجار
سارحًا بخيالي سَرَحَ الغيوم المتسابقة السابحة في أبحر الماضي والحاضر المتلون بتلون الشفق الأحمر
الممتد على حاشية الأفق الفسيح


نادراً مااكمل قرأة مقال ..وهنا اكملت القرأة
تصوير بلاغي وكاني اشهاد منظر الغروب كما صورتها آخرى
بمذبحت الشمس

فهي تسعى وتمد الكون بالطاقه وهي تعلم نهايتها
وتعود لما خلقت له من يومها الثاني وهكذا

رائع ياصدى الوجدان حتى بالنقل ::sa05::

بياض الثلج *
26 -09- 2009, 02:36 AM
قرأت الأسطر الأولى باستمتاع حقيقي
ظننتها من كتاباتك حيث جذبتني الكثير من الكلمات القوية

وفي الآخر وجدت اسم الكاتب
انتقاء موفق جيد


(( هذه تجربة فقط ::sa01:: ، ولا أنكر أن النص أعجبني كثيرا ))

سراب الصمت
26 -09- 2009, 04:49 AM
مشكور والله الموضوع جميل جداً
وقت الغروب ماأروعه....ومنظر السماء ماأجمله
وقت يحبه القلوب.... وينتظره كل من له محبوب
وانا انتظره مع قلبى.... بشوق وحنين الى ربى
ودموع عينى تسبقنى ... بقول سبحانك ياخالقنى
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

البحار الكبير
26 -09- 2009, 10:54 PM
الأخ الغالي
أبو فهد
اسأل الله ان يجعل لنا ولك وللمسلمين نورا في الدنيا والآخرة
وأن يثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة
لقد اثرت في نفوسنا الشجون وأنت تتنقل بنا في الوهاد والصحاري وجبال وسهول
وكاهلك المثقل .
وتلك الإستراحة القصيرة لإلتقاط الأنفاس وكأنك محارب تثلم سيفه من كثير الطعان في ميادين المعارك
و أنت تتأمل الشمس وبعتبير رائع جعلت اشعة الشمس الذهبية تنثر على هامات الصخور وعلى ذوائب الأشجار
شكرا لك وننتظر منك دائما أن تحلق بنا على هامات الجمال
وتقبل مروري ودمت بخير