المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض مقالات الدكتور حمود ابوطالب الساخنه



البلوي
25 -08- 2009, 07:33 AM
د. حمود ابوطالب:

« نحن بحاجة إلى ظهور مفكرين ومربين وفقهاء متخصصين في فقه الواقع، أمّا المفتون فأظنها ليست إيجابية كثرتهم، نحن بحاجة إلى المفكرين والمربين أكثر من حاجتنا للمفتين، وكثرة المفتين تدفع الناس للسؤال، وبعضهم يسأل بدون هدف، بل يسأل عن أشياء سكت الإسلام عنها رحمة بالمسلمين. وفجأة تجد أن السائل يسأل: لماذا؟ لأنه توفر له بيئة تجيب عليه.»
«برامج الإفتاء مضارها أكثر من منافعها حتى لو كنا لا نعلم، يجب أن نفتح ونطلق برامج حوارية دينية تصنع الوعي أفضل من التسابق في إطلاق برامج إفتاء تضيق على الأمة بدلاً من أن توسع عليها..».
الجملتان السابقتان لم يقلهما شخص قليل العلم، أو ممّن يمكن اتهامهم بالخوض فيما لا يفقهون، أو من أصحاب الأهواء والأغراض. صاحب القول السابق هو الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز، ويكفي هذا تعريفًا به. وقد جاءت هاتان الجملتان ضمن حديث موسع أجرته معه صحيفة “الوطن” يوم الجمعة الماضي 12 رمضان، تناول فيه جوانب غاية في الأهمية فيما يختص بالفتاوى، مسترجعًا كثيرًا من الأحداث التي عاصرها حين كان ملازمًا لوالده مفتي المملكة السابق سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-..
لقد جاء حديث الشيخ أحمد في وقت حساس تكاثرت فيه منابر الفتاوى في كل شيء، وعن أي شيء، واستسهلها غير المؤهلين لها، والقادرين عليها، والعارفين لنتائجها وتبعاتها، حتى أصبحنا نلاحظ أنه ما من قناة فضائية أو إذاعة أو صحيفة إلاَّ وخصصت حيزًا في موادها للفتوى، وكأنها موضة الوقت الراهن، ناهيكم عمّا يتبرع به البعض بمبادرة شخصية، ويتم نشره بوسائل أخرى.. وقد أفرز هذا الوضع مشاكل كبيرة يعرفها الجميع، تسببت في التشويش على الناس، ونشوء جدل محتدم لا طائل منه، ولا حاجة للناس به ..
وممّا ذكره الشيخ أحمد من أسباب قد تؤدي إلى الفتنة أن بعض الناس لديه رأي خاص به، ويريد أن يدعمه برأي عالم له كلمته وثقته عند الناس، فيبدأ بتفصيل السؤال من أجل الحصول على إجابة توافق هواه، وضرب مثلاً بسيطًا على ذلك بأنه لو سأل أحدهم والده -رحمه الله- عن حكم لبس الجينز مع أن فيه تشبهًا بالكفار، فهنا وضع التشبه بالكفار هو العلة، ومن الطبيعي أن يفتي الشيخ بناءً على سؤال السائل..
لقد تحدث الشيخ أحمد بن باز بوضوح وتجرد، ولغة غير مواربة عن جوانب كثيرة في موضوع الفتوى، وكم هو مطلوب أن يتحدث بقية أهل العلم بهذا الشكل من الوضوح، براءة للذمة، وحتى تتحقق المصلحة، ويهدأ ضجيج الخلاف، وتقفل أبواب الفتنة