المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحصاد المر



البلوي
11 -09- 2009, 02:06 PM
كلمة اليوم
11 سبتمبر بعد 8 سنوات .. الحصاد المرّ؟

غداً تحل الذكرى الثامنة لأحداث سبتمبر المشؤومة والتي زلزلت كيان الولايات المتحدة، ومعها الغرب كله، وجعلتنا نحن المسلمين ندفع الثمن الأفدح في تاريخنا الحديث.
إذ لم يكن 11 سبتمبر يوماً عادياً، بل كان يوما استثنائياً في منهج التفكير البشري، ليس لأنه دفن آلاف الضحايا تحت أنقاض توأمي نيويورك، وليس لأن الكبرياء الأمريكي ضرب في مقتل، لكن لأن غبار تدمير البرجين اللذين تساقطا كالرمال المنثورة، حمل معه مفهوماً جديداً للحرب على ما تسميه أمريكا بالإرهاب، هذه المرة حمل المصطلح بُعدا يرى فيه بعض الغرب نموذجاً للصراع المعروف «حرب الحضارات».
19 شخصاً، قلبوا وجه العالم، ومرّغوا إدارة بوش في الوحل، وبطريقة ساذجة للغاية، استطاعوا فيها اختراق كل شيفرات الأمن الأمريكية، ليكتشف بوش وإدارته وكل العالم أن الولايات المتحدة ليست سوى قطعة من الجبن الهش، ما جعل رد الفعل يكون الأعنف والأكثر سعاراً منذ الحرب الأهلية الأمريكية، ذلك لأن الولايات المتحدة رأت فيما حدث فصل من فصول الحرب على الحضارة.. ولتبدأ حملة التجييش الأكثر خطورة، إذ ينبغي على كل طرف أن يختار، إما أن تكونوا مع العالم المتحضر وإما أن تكونوا مع الإرهابيين، وكان الاتهام واضحا للعرب بأنهم مكمن التخلف الذي يحارب الحضارة الغربية، باختصار كانت رؤية خفية لكتابة الشرق الأوسط الجديد، ومعه منطقة الهلال الخصيب التي تصل للباكستان، وكان الثمن الأولي، إنهاء نظام طالبان، الذي اعتبر مع القاعدة مسؤولاً عما حدث، وكان العراق الضحية الثانية بعد أقل من عامين، بنفس الحجة: الإرهاب!
كانت النظرة للشرق الأوسط على أنه منطقة تخلف في مسيرة التقدم السياسي والاقتصادي في العالم. والتي ينبع منها الإرهاب الذي ينبغي على العالم كله أن يحاربه. وهذه بالضبط هي محور الأكذوبة الإعلامية القديمة/ الجديدة أيضا. ومن هنا كانت الدعوات لكتابة رواية جديدة فصولها التجارة والتنمية والديمقراطية، للقضاء على هذا التخلف.
كان الغرب يردد نفس المقولة أثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، ثم غاب المصطلح ليعود صبيحة أحداث سبتمبر، فقد استمر الإعلام الغربي منذ ذلك الوقت في الترويج لنظرية الحرب، وأن ما حصل ليس إلا حربا على الحضارة الغربية من قبل العالم الأصولي الإرهابي الذي يمثله المسلمون بالطبع.
بعد ثماني سنوات، هل تغير شيء؟
يبدو أن لا جديد!

تحيااااااااااااااااتي