المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين من الماضي الى الحاضر



المشهور
19 -09- 2009, 01:54 PM
قبل البدية الموضوع طويل لكنه غني بالمعلومات

تاريخ فلسطين قد يكون تاريخ فلسطين محل خلاف حاد ، وذلك لحساسية موضوع تاريخ فلسطين المرتبط بالواقع السياسي حتى يومنا هذا .



فلسطين ما قبل الميلاد
وجدت اثار الوجود البشري في منطقة جنوبي بحيرة طبريا ، هي ترقى إلى نحو 600 الف سنة قبل الميلاد ، وفي العصر الحجري الحديث (10000 ق.م. - 5000 ق.م. ) انشأت المجتمعات الزراعية الثابتة ، ومن العصر النحاسي (5000 ق.م. - 3000 ق.م.) وجدت ادوات نحاسية وحجرية في جوار أريحا وبئر السبع والبحر الميت، ووصل الكنعانيون من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين بين 3000 ق.م. و 2500 ق.م. ، وفي نحو 1250 ق.م. استولى بني إسرائيل على أجزاء من بلاد كنعان الداخلية، وما بين عامي 965 ق.م. و 928 ق.م. بنى الملك سليمان هيكلاً في القدس ، وفي عام 928 ق.م. قسمت دولة بني إسرائيل إلى مملكتي إسرائيل ويهودا وفي 721 ق.م. استولى الآشوريون على مملكة إسرائيل ، وفي عام 586 ق.م. هزم البابليون بقيادة بختنصر مملكة يهودا وسبوا أهلها إلى بابل وهدموا الهيكل ، 539 ق.م. يستولي الفرس على بابل ويسمحون لليهود بالعودة ، ويبنى الهيكل الثاني ، وفي عام 333 ق.م. يستولي الاسكندر الأكبر على بلاد فارس ويجعل فلسطين تحت الحكم اليوناني ، وبموته وبحدود 323 ق.م. يتناوب البطالسة المصريين والسلوقيين السوريين على حكم فلسطين .
حاول السلوقيون فرض الدين والثقافة الهلينيستية (اليونانية) ولكن في عام 165 ق.م. حسب التاريخ اليهودي يثور المكابيون على انطيوخس ابيفانس السلوقي ، حاكم سوريا ، ويمضون في اقامة دولة يهودية مستقلة ، وفي عام 63 ق.م. تضم فلسطين إلى الامبراطورية الرومانية.
فلسطين زمن روما وبيزنطة
قام الحاكم الروماني بومبي العظيم بالسيطرة على فلسطين عام 63 ق.م. وجعل منها مقاطعة رومانية يحكمها ملوك يهود ، في سنة 70 للميلاد ، قمع الامبراطور الروماني تيتوس ثورة يهودية في فلسطين ، وسوى القدس بالأرض ودمر معبدها. وفي اعقاب ثورة يهودية أخرى ما بين 132م و135م شيد الامبراطور هادريان مدينة وثنية جديدة على انقاض القدس اطلق عليها اسم كولونيا ايليا كابوتاليا ، وحرم على اليهود دخولها . وبعد انتهاء عهد هادريان ، زاد باطراد عدد المسيحيين المقيمين في القدس . ومع اعتناق الامبراطور قسطنطين الأول للمسيحية ، وزيارة امه الملكة هيلانة للقدس سنة 320م ، بدأ طابع القدس وفلسطين المسيحي يغلب على طابعهما الوثني. وشيّد قسطنطين نفسه كنيسة القيامة ، ودأب خلفائه، ولا سيما جستينيان على الاكثار من بناء الكنائس والنصب المسيحية في فلسطين . وسمح البيزنطيون لليهود بدخول القدس يوما واحدا في السنة فقط ، للبكاء قرب حجر كان لا يزال باقيا في موقع المعبد . ولكن البيزنطيين ابقوا على الموضع اجرد موحشا، اكراما لما كان قد تكهن به المسيح (إنجيل متى 2:24) .
فلسطين صدر الإسلام والخلفاء الراشدين
قبل ظهور الإسلام في القرن السابع ، كان قد حدث تمازج متصل بين المسيحيين في فلسطين والسكان العرب (الذين كان العديد منهم من المسيحيين أيضا) القاطنين إلى الجنوب والى الشرق من فلسطين. وكان نبي الإسلام محمد بن عبد الله واتباعه يتجهون إلى القدس كقبلة الصلاة ، وتروي الرواية الإسلامية اسراء النبي من مكة المكرمة إلى القدس وعروجه منها إلى السماء.
وبعد معركة أجنادين وانتصار المسلمين فيها بدأ المسلمون يسيطرون على اراضي فلسطين ، وقد استولى العرب المسلمون على القدس من البيزنطيين سنة 637م ، اعرب الخليفة عمر بن الخطاب عن احترامه للمدينة بان تقبل بنفسه استسلامها، وكتب لهم وثيقة أمان عرفت فيما بعد بالعهدة العمرية ، اعطاهم فيها امانا لأنفسهم واموالهم وكنائسهم وصلبانهم ، فمن خرج منها فهو آمن ومن أقام فهو آمن ، وشهد على ذلك خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ، ومعاوية ابن ابي سفيان ، وقد اقرّ السير وليم فينز جيرالد "لم يحدث قط في التاريخ المؤسف للفتوحات حتى غزو القدس ونادرا منذ ذاك ، ان اظهر فاتح تلك المشاعر السخية التي اظهرها عمر للقدس ." وكان الاسم العربي الذي اطلق على القدس هو البيت المقدّس ، كمقابل للبيت الحرام . وأصبحت ولاية فلسطين البيزنطية ولاية ادارية وعسكرية عربية اطلق عليها اسم جند فلسطين منذ ذاك. لا اله الا الله
فلسطين زمن الأمويين
كانت عاصمة الأمويين وعاصمة الخلافة دمشق وبلغت الخلافة اوج سلطانها ووصل نفوذها إلى وسط آسيا شرقآ وحدود فرنسا في أوروبا غربآ لتكون بذلك أكبر دولة أسلامية في التاريخ ، وكان معاوية أول الخلفاء الامويون ، كما ان الخليفة الاموي الخامس عبد الملك ، شيد المسجد الذي عرف ياسم قبة الصخرة ، كما شيّد الوليد بن عبد الملك المسجد الاقصى المجاور ، وكان تفضيل الامويين لفلسطين والقدس سياسي إلى حد ما ، لان مكة المكرمة كانت في يد خصوم بني اميّة في العقود الأولى ، ولكن حتى بعدما دانت مكة المكرمة والمدينة المنورة بالولاء للأمويين سنة 692م ، فان الخليفة السابع سليمان ، نصب على كرسي الخلافة في القدس ثم في العاصمة دمشق ، وذلك يرجع إلى ما ذكره الحديث الشريف من ذكر فضل الصلاة و الزيارة والسكنى في القدس.
فلسطين زمن العباسيين
اتخذ العباسيون من بغداد عاصمة لهم ، وبلغت الخلافة العباسية اوج سلطانها ونفوذها في غضون قرن من إنشائها ، امّا بعد ذلك ، فقد وقع الكثير من اراضي الامبراطورية تحت سلطان حكامها الذين كان ولائهم للخلافة العباسية اسميا ، وظلت فلسطين طوال الشطر الأكبر من الفترة الواقعة بين انتهاء القرن التاسع الميلادي وحتى الحملات الصليبية في نهاية القرن الحادي عشر للميلاد تحكم من قبل حكام مسلمين اتخذوا من القاهرة مقرا لهم.
زارها من العباسيين اثنان من الخلفاء ، كان المنصور اولهما ، وهو ثاني الخلفاء العباسيين ، زار القدس مرتين وأمر بإصلاح التلف الذي لحق بالمدينة بسبب زلزال كان قد اصابها ، اما الخليفة الثاني فهو المهدي ، ثالث الخلفاء العباسيين ، زار القدس خصيصا لأداء شعائر الصلاة في المسجد الاقصى ، وقد أمر المأمون سابع الخلفاء العباسيين باجراء ترميمات كبرى في مسجد قبة الصخرة ، تحت اشراف شقيقة وخلفه المعتصم ، الذي كان انذاك مندوب الخليفة في سوريا .
فلسطين زمن حروب الفرنجة والحملات المضادة لها
انقطع تسلسل الحكم العربي والإسلامي لفلسطين بفعل حملات الفرنجة غزوالفرنجة واقامة مملكة القدس اللاتينية بين عامي 1099 و 1187 للميلاد ، ولكن الحملات المضادة للفرنجة بقيادة صلاح الدين الايوبي وخلفائه استمرت حتى عام 1291 ، حيث استرد المسلمون آخر المعاقل الفرنجة في قيصرية(قيسارية) وعكا ، وقد قام الفرنجه ، بعد دخولهم القدس بتعذيب واحراق وذبح آلاف من المسلمين العزّل من الرجال والنساء والاطفال ، فضلا عن العدد القليل من الأهالي اليهود الذين التجأوا إلى معبدهم ، وقد قامت عدّة حروب في تلك الفترة حاول فيها القادة المسلمون تحرير فلسطين منها محاولة الوزير الأفضل الفاطمي التي باءت بالفشل .
فلسطين في عهد المماليك
كان المماليك هم من اخرج آخر الصليبيين من فلسطين وهم من هزموا المغول بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان ، وامتدت فترة سيطرتهم ما بين عامي 1260 إلى الغزو العثماني لمصر عام 1517 ، وظل اسمها "جند فلسطين" وقسمت إلى ستة اقضية هي
غزة
اللد
قاقون
القدس
الخليل
نابلس
فلسطين تحت الحكم العثماني
هزم العثمانيون المماليك في حدود 1517 وكانت الدولة العثمانية سيطرت على فلسطين عام 1516 بعد معركة مرج دابق في 23 آب أغسطس من ذلك العام، وعينت القسطنطينية حاكما محليا عليها ، كانت البلاد قد قسمت إلى خمسة مناطق تسمى سناجق هي سنجق القدس وغزة وصفد ونابلس واللجون، وكانت جميعها تابعة لولاية دمشق، ولكن كان الحكم إلى حد بعيد في أيدي السكان المحليين . وتم اعادة اعمار المرافق العامة في القدس على يد سليمان القانوني عام 1537.
وقعت أجزاء فلسطين المختلفة وعموم بلاد الشام تحت سيطرة عائلات وكيانات متعددة في فترة الدولة العثمانية تراوحت بين الولاء والعداء للدولة المركزية، راجع ابوغوش, ظاهر العمر، معنيون.
آل أبوغوش
آل أبوغوش، عائلة فلسطينية من الاقطاعيين القدماءوزعماءعشائر اليمنية والقيميين على طريق القدس..يافا, عرفوا بسيادتهم على جبال القدس وصفهم احدالمورخين بانهم الملوك الغير متوجين في عهد الحكم العثماني.
اما عن اصل العائلة يقول بعض المؤرخين ان ال أبوغوش ليسوا من أصل عربي بل انهم من الشركس جاءوا إلى فلسطين مع السلطان سليم في مطلع الحكم العثماني ونزلوا غربي القدس (أنظر الكسندر شولش, الترجمة العربية, كامل العسلي, الجامعة الأردنية -عمان). وقال اخرون (بعض الإسرائيليين) ان عائلة اابوغوش هم احفاد الصليبيين الذين نزلوا القدس في القرن الثاني عشر الميلادي. اما ال ابوغوش انفسهم وبعض المؤرخين, وهم الاغلبية, فيقولون ان ال ابوغوش من أصل عربي, جاءوا من الجزيرة العربية بصفتهم امراء اليمن, جاءوا من اليمن إلى مصر ثم إلى فلسطين مع السلطان سليمان واتخذوا جبال القدس مقرا لهم (قارن المخطوطات الملكية المصرية). ومع الوقت اختلط ال ابوغوش باهل فلسطين الأصليين الذين كانوا يقطنون جبال القدس حينذاك وهم من أصل كنعاني, عن طريق الزواج والمصاهرة, كما اختلطوا باحفاد الصليبيين الذين تواجدوا في جبال القدس حينذاك. وال ابوغوش هم بنومالك اليمانية . أما"أبوغوش" فهو لقب. ويقول البعض ان اصل الكلمة "ابوغوث" بالثاء وليس بالشين.
هناك من يقول ان لقب ابوغوش بدء في القرن الثامن عشر الميلادي نسبة إلى أحد زعماء العائلة, محمد الملقب ابوغوث, وكان أول ظهور له في السجلات المدنية للمحاكم الشرعية في القدس حيث سكن قرية العنب التي تزعمها وسميت باسمه, ومن اولاده عيسى وعبداللة الملقب ابوقطيش . يقال أيضا ان هناك قبائل لها علاقة قرابة مع ال ابوغوش مثل عشيرة البطاينة والسيوف في الأردن وال ابوبكر وفرعهم الأحمد في جنين ومنهم نجيب الأحمد وابنه عزام الأحمد وهولاء من قبيلة شمر الطائية وهي من اقوى وامنع القبائل العربية على الإطلاق وانتشرت في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام وابرز من ظهر منها ال الرشيد الذين اقاموا دولة قبل دولة آل سعود.
والرواية الاخيرة هي الاصح كون الزيارات متبادلة وقائمة حتى يومناهذا بين ال ابوغوش والعشائر المذكورين سابقا. اما مسالة الاصل الشركسي والاصل الصليبي فهي لا أساس لها إطلاقا.
عرف شيوخ ابوغوش بأنهم امراء اليمن أو الامراء اليمانية ونتيجة لتسيدهم في جبل القدس كان يطلق على مشايخهم شيوخ مشايخ جبل القدس كما هو ثابت في سجلات المحكمة الشرعية. ظهر منهم الشيخ إبراهيم ابوغوش شيخ مشايخ جبال القدس والشيخ عثمان ابوغوش الذي عرف عنه انه جند 500 مقاتل من بني مالك ضد نابليون عام 1899م والشيخ عبد الحميد ابوغوش الذي اشتهر بوطنيته وكان صديقا للسلطان الاطرش والشيخ مصطفى ابوغوش الملقب بسلطان البر والشيخ نمر ابوغوش الذي اقام دولة داخل دولة والشيخ سعيد ابوغوش الذي اشتهر بتدينه ووطنيته.
ومقر عائلة ابوغوش يقع على بقعة "قرية يعاريم" الكنعانبة وكلمة "يعاريم" كلمة كنعانية وتعني "الغابات". وفي العهد العربي الإسلامي عرفت قرية يعاريم باسم "قرية العنب". وفي القرن الثامن عشر حملت هذه البقعة اسم العائلة "ابوغوش". و" أبوغوش" بلدة صغيرة غربي مدينة القدس وتبعد عن القدس حوالي 10 كيلومتر. كانت العائلة عند نزولها جبل القدس مكونة من بضغة افراد اي من اربعة اخوة(إبراهيم وعثمان وجبر وعبد الرحمن)وكبر عدد افراد العائلةعن طريق الزواج والمصاهرة وكبرمعه مقرالعائلة ثم أصبح مجموعة من البيوت, ثم تطورت هذه البيوت إلى بلدة صغيرة. وتتميز أبوغوش عن البلدان الأخرى بأن جميع سكانها من عائلة واحدة. وتسمى أيضا "قرية أبوغوش" بسبب حجمها الصغير وموقعها بين القرى القريبة من مدينة القدس, ولكنها تختلف عن القرى بأن أهلها (النساء) كن يلبسن الزي المدني التركي "الكاب" المألوف في المدن الفلسطينية.
تاريخ العائلة
في اوائل القرن السادس عشر عهد السلطان سليمان إلى ال ابوغوش حماية الحجاج الأجانب الذين كانوا يصعدون إلى القدس ومنحهم "فرمان" يسمح لهم بفرض اتاوة (خاوة) على الحجاج و السياح الأجانب, وهي رسوم كانت تفرض على الاجانب الذين يسلكون الطريق من الساحل إلى القدس. أما الكنائس والاديرة المسيحية في القدس فكانت تحصل على حق المرور لزوارها مقابل دفع رسوم لال ابوغوش بانتظام(انظر الكسندر شولش الترجمة العربية).
كانت فلسطين تشكل الجزء الجنوبي من سوريا والحكومة السورية كانت حكومة لامركزبة اي اقطاعات تحكمها حكومة امراء ومشايخ. وكان كل شيخ يمارس نوع من الحكم الذاتي على منطقتته. فكان ال ابوغوش يحكمون بني مالك وبني حسن وبني زيد وبني مرة وبني سالم في مناطق جبال القدس والوادية وكان شيوخ هذه المناطف جميعهم تابعين لسلطة ال ابوغوش (قارن فين: ستيرينج تايمز, قارن أيضا الدباغ: بلادنا فلسطين). وكان يتبع منطقة بني مالك اي ال أبوغوش زهاء 22 قرية. كان ال ابوغوش يفرضون على فلاحي المناطق الواقعة تحت سيطرتهم ضرائب رسمية واتاوات وغرامات غير منتظمة ويسلمون نسبة منها إلى الحكام العثمانيين المختصين أثناء حملات جمع الضرائب. وكانت علاقة فلاحي القرى المذكورة اعلاه وال ابوغوش علاقة ولاء يتمتع من خلالها الفلاحون بحماية ورعاية ال ابوغوش. واذا اختلف اثنان كانا يتقاضيان عند شيخ ابوغوش زعيم العائلة ويقبلون حكمه لا محالة. ومن خالف العادات أو اخل بالتقالبد سجن في سجنهم. استعمل ال ابوغوش كنيسة قديمة كسجن لسجنائهم. كما كان لال ابوغوش عسكر هدفه حفظ الامان والدفاع عن المنطقة التابعة لهم. فكانت السلطة القضائية والتنفيذة والعسكرية والاجتماعية جميعها في أيدي زعماء ال أبوغوش في تلك المناطق.
تميزت ابوغوش حينذاك ببيوتها الحجرية المنيعة, كما تميزت ببرجها المحصن الملفت للنظر وهو المقرالرئيسي لشيخ العائلة الذي وصف من قبل الأوروبيين السياح بأنة "قصر حقيقي .... وكأنة حصن دفاعي" (قارن تيشندورق ص 165 , فارن أيضا شولش الكسندر, الترجمة العربية ص 224). تميزت ابوغوش أيضا ببقايا كنيسة صليبية مصونة صونا جيدا استعملت كاسطبل لخيول ال ابوغوش (نفس المصدر) وبقايا كنيسة أخرى بيزنطية اتخذها ال ابوغوش سجنا لسجنائهم من عام 1756 إلى عام 1834 حيث استولى عليها الحاكم المصري أثناء احتلال مصر لفلسطين (1831-1840).
روي عن الليدي ستانهوب (ابنة لورد إنكليزي وابنة اخت رئيس وزراء بريطانيا ويليام بيت وقريبة سير سيدني سميث الذي كان له مع الشيخ إبراهيم ابوغوش, زعيم ال ابوغوش في ذلك الوقت, مراسلات عندما كان يحاصرعكا وانتصر فيها على قوة نابوليون) عندما زارت القدس انها سافرت من مصر إلى يافا حيث خرجت راكبة إلى القدس تحف بها كوكبة عظيمة من الحرس. وجرت العادة قي ذلك الوقت ان كل مسافر إلى القدس مارا بأبوغوش عليه ان يقدم احترامه إلى شيخها, وعندما اقتربت الليدي ستانهوب من برج العائلة نزلت لتقدم احترامها للشيخ. وروي عن الشيخ إبراهيم ابوغوش انه أعجب بتلك السيدة لدرجة انه اقام لها مأدبة غداء وسرح الحراس ليحرسها بنفسه. وكان ذلك قي عام 1811 م (قارن رحلة كنغليك إلى المشرق, الترجمة العربية-عمان 1971 ص 33) كما روي أن الليدي ستانهوب عادت مرة أخرى في العام التالى وقابلت الشيخ إبراهيم ابوغوش للمرة الثانية وسرالشيخ ابوغوش بقدومها واصر ان يرافقها بصحبة حاشيته إلى القدس (نفس المصدر).
وهذه إحدى الوثائق التاريخية من سجلا ت المحكمة الشرعية تبين علاقة ال ابوغوش بحراسة الطريق وثيقة عمرها 200 سنة تقريباعام 1232 هجري حيث تبين هذه الوثيقة ان الشيخ إبراهيم ابوغوش يتنازل عن حق عائلة ابوغوش من المعتادالتي تاخذها من بطريك الفرنج عند دخوله مدينة القدس فقط:
انه لما كان بحسب القوانين السلطانية لاجل المحافظة والمحارسة مرتبا من قديم الزمان على طايفة الروم القاطنين بدير العامود حتى دخول ريسهم إلى محروسة القدس مبلغا من معلوم مقدرا إلى عرب الحارات وعرب العويسات بموجب الدفاتر القديمة المختومة بختمهم إلى عائلة ابوغوش حضريوم تاريخه عمدة المشايخ الموقرين الشيخ إبراهيم ابوغوش شيخ مشايخ قرا القدس الشريف والمتكلم على عايلتهم عايلة ابوغوش المزكور وحضر بحضوره فخر ملته المسيحية الراهب كلانتوسيوس وكيل رهبان الفرنج المرسومين واقرواعترف واشهد على نفسه الشيخ إبراهيم ابوغوش بحسب اختياره ورضاه عن طيب قلب وانشراح صدر من غير اكراه له في ذلك ولا اجبار عالما بمعنى هذا الاشهاد وما يترتب عليه بحسب كلمته وشيخته واصالته واشهد على نفسه ان هذا المعتاد المزكور المرتب لعايلتنا عايلة ابوغوش حين دخول وذهاب الريس من القدس وضبطه منصب المريسة بالقدس الشريف وانه اذا اراد الريس المرسوم واراد التوجه لبلاده فلا نطالبه بشيء وأيضا اذا اراد الريس المسفور الخروج من القدس لزيارة بعض المحلات بهذا الاقليم وبهذه الديار وهذا يسمونه فيما بينهم الدورة ثم يرجع بنفسه للقدسوانه برضاناقد اسقطنا حقنا من المعتاد المرتب لعايلتنا عايلة ابوغوش حين ذهاب الريس من القدس لبلاده وجعلنا بدله حين حضور الريس للقدس ناخذ المعتاد لنا بموجب الوصولات المختومات بختمنا وان وكيل الفرنج المتكلم على جماعته المرسوم قبل ورضىينا بذلك وكلامنا قبل هذا وارتضاه والزم العمل بمقتضاه ومن الآن وصاعدا ليس لنا حق عند الرهبان المرسومين الا بوقت دخول الريس فقط كما ذكر وانه عند خروجه ليس لنا عندهم لاجزى ولا مصرية الفرد اقرارا واعترافا واشهادا صحيحا شرعيا .وصدق على ذلك كله وكيل الافرنج المرسوم وقبل ذلك وارتضاه كما ذكر وشرح اعلاه وعلى بما وقع تحديدا في غزة شهر رجب الفرد سنة اثنتين وثلاثين ومئتين وألف.
وبعد احتلال فلسطين عام 1831 م ألغي محمد علي حاكم مصر الرسوم التي كانت تفرض على الحجاج الاجانب في فلسطين, مما كان له تأثير سلبي على ايراد ال ابوغوش السنوي (المخطوطات الملكية المصرية). قام الحاكم المصري في فلسطين بفتح أول قنصلية بريطانية في القدس. وبعد فترة وجيزة تلت قنصليات أوروبية أخرى. فكانت تلك القنصليات أول بذور تزرع في أرض فلسطين للوجود والتوغل الاجنبي. واعترض الشيوخ الاقطاعيون على تلك السياسة وعلى رأسهم ال ابوغوش, ورفضوا الاعتراف بالحاكم المصري. وجرت معارك عنيفة في القدس بين ال أبوغوش والحاكم المصري في فلسطين. وفي عام 1834 قام الحاكم المصري إبراهيم باشا(وهو ابن محمد علي) بشن هجومات مفاجئة عنيفة على ال ابوغوش انتقاما للمعارك التي قام بها ال ابوغوش في القدس وقام الجنرال إبراهيم بتدمير قصر ابوغوش واستولى على الكنيسة التي كانت تستعمل سجنا لسجناء ال ابوغوش. وقيل ان الحاكم المصري سلم بقايا تلك الكنيسة للقنصل الفرنسي فيما بعد. وكان الشيخ إبراهيم ابوغوش قد توفي عام 1831 بعد احتلال مصر لفلسطين بقليل. خلف الشيخ إبراهيم ابوغوش الشيخ جبر ابوغوش الذي تزعم ال ابوغوش أثناء تلك الحملة . كما دمر الجنرال إبراهيم حصنا لال ابوغوش في قرية صوبا المجاورة لابوغوش. وبعد عودة العثمانيين 1840 طرد الحاكم المصري من فلسطين وعين السلطان ال ابوغوش على المنطقة من جديدومنحهم فرمان يسمح لهم بفرض الرسوم على الحجاج والسياح من الساحل إلى القدس (انظر فين -قنصل بريطانيا في القدس- ستيرينج تايمس, ص 232) مما أغضب القناصل الأوروبيين. اضطرت الدولة العثمانية إلى ان تغمض عينيها على استمرار نشاط القنصليات في فلسطين بسبب مساندة الدول الأوروبية له في اعادة بلاد الشام إلى الدولة العثمانية.
وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي بدء عهد جديد وهو عهد التنظيمات والاصلاحات للدولة العثمانية. كان المسؤولون في القسطنطنية يعتبرون شيوخ الجبال الفلسطينية عوائف في تنفيذ الاصلاحات والتنظيم الاداري الجديد وكانوا يؤمنون بانه لا يمكن تنفيذ مشاريع الدولة الجديدة الا من قبل حكومة مركزبة قوية وتجريد العائلات الحاكمة من سلطتها. فأصبح من أهم اهداف السياسة العثمانية تقويض نفوذ العائلات الراسخة وجعلهم ينقادون للسلطة المركزية. ففي عام 1860 تلقى قناصل الدول الأوروبية تعليمات بان بقفوا إلى جانب السلطة المركزية ضد سلطة الشيوخ المحليين. وقصفت انذاك بمساعدة بريطانية القرى التابعة للشيوخ المتمردين. وتحولت السلطات المحلية لشيوخ العائلات إلى سلطة مركزية يراسها حاكم متصرفية تركي مقره مدينة القدس. وقال فين, قنصل بريطانيا في القدس متشفيا "اجنحتهم (ال ابوغوش) كانت قد قصت إلى حد بعيد" (شولش الكسندر، الترجمة ص.272).
تزعم ال ابوغوش حينذاك الشيخ مصطقى ابوغوس شيخ مشايخ جبال القدس الملقب "سلطان البر" كما ورد في سجلات المحكمة الشرعية. قاد الشيخ مصطفى جيشا مؤلفا من 12,000 مقاتل في حملة واسعة لاعادة نفوذ العائلة واصطدم مع السلطات حيث استمر في زعامة المنطقة مما اجبر السلطات العثمانية بالاعتراف بالامر الواقع. تزعم الشيخ مصطفى المنطقة رغم انف السلطات العثمانية حتى وفاته عام 1863م . والشيخ مصطفى هو جد(أبو ام)الاديب الفلسطيني المشهور محمد اسعاف النشاشيبي.
عشية انهيار النظام الاقطاعي الذي دام ما يقارب اربعة قرون و تجريد الشيوخ الاقطاعيين من سلطتهم تمهيدا لتنفيذ الاصلاحات, كانت بعض العائلات التي تقطن مدينة القدس, بسبب موقعها في المدينة, مثل عائلة النشاشيبي وعائلة الحسيني, قد بدأت تنهض في المجتمع الفلسطيني من خلال توظيفها في الدوائر الحكومية الجديدة والقنصليات الاجنبية, وتأخذ مركزا هاما في المجتمع الفلسطيني. وهكذا انتقلت السلطة من الريف إلى المدينة. وكانت عائلتا النشاشيبي والحسيني في ذلك الوقت تابعتين لحزب اليمنية الذي كان يتزعمه ال ابوغوش حتي الستينات من القرن التاسع عشر. اما عائلة الخالدي فكانت تابعة للحزب القيسي الذي كان يتزعمه ال سمحان من العائلات الاقطاعية. ودارت معارك طويلة الامد بين ال ابوغوش وال سمحان واللحام في الخمسينات حول السيطرة على بني حسن. كان زعيم اليمنية حينذاك الشيخ أحمد ابوغوش وكان عمره 90 عاما فكلف ابن اخيه مصطفى(المذكور اعلاه, الذي تسلم زعامة النطقة بعد وفاة عمه) بالقيادة العسكرية . كان مصطقى شاب جسور جدا قاد جيشا عام 1853 يضم 10000 مقاتل (قارن بيروتي: قاستمز اند تراديشن, ص 273) وصلت الاضرارأثناء تلك الاشتباكات إلى تخريب 20000 غرسة عنب و10000 شجرة زيتون و1000 شجرة فواكه وخسارة 3000 رأس ماشية (نفس المصدر).
وبوفاة مصطفى ابوغوش الملقب سلطان البر انتهت سلطة ال ابوغوش اي في الستينات من القرن التاسع عشر.
في اوائل القرن العشرين اشتهر شخص من ال ابوغوش يدعى سعيد ابوغوش وكان ابن اخ مختار قرية ابوغوش. كان سعيد ابوغوش على خلاف مع عمه المختار, فترك قرية ابوغوش وبنى منزلا له, فيلا حجرية محصنة, في أرض كان يمتلكها (22 الف دونم بين ابوغوش والرملة) بالقرب من قرية القباب. استعمل ابوغوش على تصميم عزبته مهندسا ألمانيا. تزوج ابوغوش من ابنة جنرال تركي صديق للعائلة كان يقطن قرية القباب. استعان الشيخ سعيد ابوغوش بمئات من الفلاحين من القرى المجاورة لفلاحة اراضيه وتربية الغنم والخيول. عرف ابوغوش بتدينه ونبل اخلاقه ووطنيته وحبه للفلاحين, الذين كان يعتبرهم اصحاب الأرض الحقيقيين, ومساعدته لهم. وقدم حمايته لجميع القرى المجاورة دون مقابل. وروي عنه أنه اسس "سبيل" ماء كان موقف المسافرين والمارين إلى القدس عن طريق الرملة. كما روي عنه انه كان يفطر في رمضان مع الفلاحين يستمع اليهم ويلبي جميع طلباتهم ولا يرفض لهم طلبا في شهر رمضان قط. فكان من اراد الزواج ولم يقدر على أجر المهر ينتظر رمضان ليطلب طلبه وكان ابوغوش يزوجه ويقدم له بيتا هدية له. عرف أيضا عن ابوغوش أنه كان بشتري الاراضي المعروضة للبيع كي لا تقع في ايدي اليهود. كان يبعث وكيله للبحث عن الفلاحين الذين اجبرتهم الظروف على بيع اراضيهم وكان يحاول اقناع الفلاح بالا يبيع ارضه وان أصرعلى البيع اشترى الأرض منه واحيانا كان يؤجر الأرض للبائع بثمن زهيد. كان معروفا عن اليهود انهم يخططون لاقامة دولة يهودية على الاراضي الفلسطينية. وكان الشيخ ابوغوش يرى أن الإنكليز هم العدو الأصل. فكان يساعد كل من حاربهم بالمال والسلاح. توفي الشيخ سعيد ابوغوش عام 1936 ودفن في عزبته.
ابوغوش بعد النكبة في عام 1948 عام " النكبة" هرب اهالي القرى والمدن في جميع انحاء فلسطين من ديارهم خوفا على االأطفال والنساء بعد ان شن مجموعات مسلحة من اليهود هجومات ارهابية عنيفة على الأهالي العزل. كانت المجموعات اليهودية الارهابية (الهاجانا والارجون وليهي) تشن هجومات همجية على الاهالي العزل وتقتل النساء والاطفال وكبار السن قتلا عشوائيا وكانوا احيانا يدمرون البيوت امام اعين اصحابها.
كان تدمير عزبة سعيد ابوغوش (المتوفى 1936) على ايدي مجموعات الهاجانا في الأول من ابريل 1948. اقتحم اليهود العزبة في فجرذلك اليوم وهددوا أفراد العائلة بالقتل ان تأخروا عن الخروج. ولم يعطى لهم أكثر من ربع ساعة للخروج. فهربت العائلة مشيا على الأقدام باتجاه رام الله ثم الأردن. رحلوا إلى الأردن وبنيتهم الرجعة عندما تنتهي الحرب.
قال شهود عيان ان اليهود اخرجوا محتويات الفيلة قبل نسفها ودمروها تدميرا كاملا بعد ان قتلوا حارسها, ودمروا بئر الماء بالقرب من المنزل في نفس اليوم الذي أخرجت منه العائلة. ودمروا معصرة الزيتون وطاحونة الحبوب فيما بعد كما دمروا المستشفى الخاص للطبيب (ابن المرحوم سعيد ابوغوش المذكوراعلاه), الذي كان له عيادة في مدينة الرملة. ودمرت جميع القرى المجاورة فيما بعد (القباب وابوشوشة وعمواس) في مايو 1948.
أما في داخل قرية ابوغوش فتتابعت هناك موجتان من الهجرة : الأولى, حصلت مباشرة بعد تدميرعزبة ابوغوش وتهجيرالعائلة. ضمت تلك الهجرة هؤلاء الذين كانت لهم علاقة مباشرة مع المقاومة (عقدت اجتماعات سرية للمقاومة الفلسطينية عدة مرات في قرية ابوغوش). هاجروا هؤلاء إلى الأردن ولم يبقى منهم الا الشبان الذين كانوا قد انضموا إلى المقاومة الفلسطينية. اما الموجة الثانية, التي جاءت في اعقاب مذبحة دير ياسين في ابريل 1948 فكانت أكبرعددا وضمت الكثيرين من السكان. ولم يبقى في قرية أبوغوش بعد الهجرة سوى كبار السن ومن لم يقدرعلى الهروب.
وصلت المجموعات اليهودية المقاتلة إلى قرية أبوغوش في السابع من ابريل 1948 بعد ان قصفت الطائرات الحربية الصهيونية قرية ابوغوش لثلاث ليال متتالية, وواصلت طريقها إلى القدس دون اي تدخل عسكري من القرية. كان مختار أبوغوش قد تعهد هو وبعض المخاتير من القرى المجاورة مثل دير ياسين وقرى أخرى بعدم القتال مقابل سلامة اهالي القرية. فاختار المخاتير سلامة اهالي القرية على ان يقاتلوا, لأن القرى لم تكن تمتلك اية آلة دفاعية. كانت المجموعات اليهودية منظمة ومتدربة على القتال وسلاحها متطور, في حين أن المقاومة الفلسطينية كانت عبارة عن افراد متطوعين غير متدربين وغير منظمين وسلاحهم قديم. اتخذ مختار ابوغوش قراره حينذاك بالنيابة عن اهالي قرية.
وبعد أن بعد الجيش اليهودي من القرية اشتبك مع المقاتلين الفلسطينيين بقيادة عبد القادر الحسيني. ودارت معارك عنيفة بين اليهود والفلسطينيين قرب القسطل التي تبعد عن أبوغوش حوالي كيلومتر واحد. واستشهد في معركة القسطل اغلبية المقاتلين كما استشهد قائدهم عبد القادر الحسيني.
بالرغم من أن قرية دير ياسين كانت من ضمن القرى التي وافقت على عدم القتال مقابل سلامة اهالي القرية, تعرضت هذه القرية لمذبحة همجية قام بها اليهود ضد الأهالي العزل. فقتلوا النساء والأطفال واغتصبوا البنات قبل قتلهن وشقوا بطن امرأة حامل في الشهر التاسع وأخرجوا الطفل من بطنها وقتلوه. يبرر اليهود تلك العملية بأن عند عبورهم الطريق إلى القدس اطلق النار عليهم من قبل افراد يبدو انهم من دير ياسين ولهذا حصل ما حصل. كان لمذبحة دير ياسين أثر كبيرعلى أهالي أبوغوش وسيطر الرعب عليهم فقرروا الرحيل خوفا على الأطفال والنساء . تركوا القرية بنية العودة.
وبعد انتهاء الحرب وتثبيت الهدنة حاول أهالي أبوغوش العودة إلى بيوتهم عبر الحدود الأردنية - الفلسطينية. ولكن الكثيرين منهم قتلوا على ايدي اليهود خلال عبورهم الحدود ومنهم نساْء وأطفال. كان اليهود يسمون هؤلاء الأهالى العائدين إلى بيوتهم "متسللين غير شرعيين" ويبررون قتلهم بتلك التسمية .
حوصرت قرية ابوغوش سنة 1949 لمنع اهالي القرية من العودة. وطرد اليهود هؤلاء الذين عادوا إلى القرية. مارس اليهود اجراءات لا إنسانية في قرية ابوغوش وأخرجوا "المتسللين" من بيوتهم بالقوة. اعتقل هؤلاء "المتسللون" وتعرضوا للتعذيب وبعد فترة وجيزة نقلوا إلى حدود الأردن واطلق اليهود النارعليهم وهم يعبرون الحدود, فمات اغلبهم. (انظر كتاب بيني موريسو المؤرخ الإسرائيلي). وعاد الجيش الإسرائيلي وحاصر القرية مرة أخرى عام 1950 واعتقل الكثيرين منهم ولم يعرف أحد عن مكان المعتقلين والبعض يعتقد انهم قتلوا.
والان ابوغوش مثلها كمثل القرى العربية الأخرى تخضع لسلطات الاحتلال الإسرائيلية منذ عام 1948. وجميع الاراضي التي امتلكتها العائلة خارج القرية صودرت. ويبرر اليهود مصادرتهم لتلك الاراضي التي تمتلكها عائلة ابوغوش خارج القرية بأنها " أملاك غائب" أو" أراض أميرية". ولم يتبقى ملك لال أبوغوش سوى الأرض التي بنيت عليها البيوت داخل القرية. ويعيش الكثيرون من ال ابوغوش الآن في المهجر اغلبهم في الضفة الغربية وفي الأردن ظهر منهم الشهيد ياسر ابوغوش الذي اغتالته القوات الخاصة الاسرائيلية في الانتفاضة عام 1989في مدينة رام الله والشهيد سامي ابوغوش عضو الجبهة الديمقراطية الذي اغتيل هو وزوجته عام 1981 في بيروت.
وفي عام 1950 استولى الإسرائيليون على قرية بيت نكوبة القريبة من قرية ابوغوش ودمروا بيوتها لبناء مستوطنة يهودية هناك. فلجأ اهلها إلى قرية ابوغوش كحل مؤقت. والبعض منهم ما زال يسكن في القرية. وينظر اهالي ابوغوش إلى هؤلاء بأنهم غرباء غير مرغوب بهم في القرية. فأصبح هناك مشاكل مستمرة بين ال ابوغوش وهؤلاء "الغرباء" الذين لا ينتمون إلى العائلة. يقال ان البعض منهم اخذ اسم العائلة عن طريف الرشوة لكي لا يستطع أحد اخراجهم من القرية.وابوغوش الآن محاطة بالمستوطنات اليهودية ويسكن ابوغوش الآن يهود أيضا. فالوضع الآن يختلف عن السابق حيث كان سكان ابوغوش جميعهم ينتمون إلى عائلة واحدة. فمنذ 1950 ليس كل من سكن ابوغوش هو من عائلة ابوغوش وليس كل فرد من عائلة ابوغوش يسكن قرية ابوغوش.
فلسطين منذ ثمانيات القرن ال19
خلال الثمانينات من القرن التاسع عشر والفترة ما بعدها، تأزمت حالة المجتمعات اليهودية في أوروبا، وخاصة في شرقي أوروبا (المنطقة التي سكن فيه أغلبية اليهود في ذلك الحين)، حيث تعرضت لاضطهاد مكثف من قبل سلطات الإمبراطورية الروسية، ولسياية لاسامية من قبل حكومات أوروبية أخرى. هذا بالإضافة إلى نمو الإيديولوجية القومية في أوروبا (التي بلغت ذروتها عند "ربيع الشعوب عام 1848) إلى بلورة الصهيونية، وهي إحدى الحركات القومية اليهودية المقامة آنذاك. حددت الحركة الصهيونية منذ نشوئها هدفا لها جمع جميع اليهود في بلاد واحد تصير موقع دولة يهودية، وفضلت "إيرتس يسرائيل" (أي فلسطين) كالبلاد حيث تقام هذه الدولة اليهودية لاعتبارها الوطن اليهود الأزلي.
نشأت الصهيونية في فترة تعزز فيها التأثير الأوروبي في الشرق الأوسط، حيث استولت بريطانيا على مصر ووسعت حدودها وجعلتها جزء من الإمبراطورية البريطانية وكذلك أقامت عدد من الحكومات الأوروبية مندوبيات وقنصليات في فلسطين الخاضعة للسلطة العثمانية. فاعتبرت هذه الحكومات أيضا فلسطين بلادا متعلقة بالشعب اليهودي، كما يتبين من خطاب نابليون بونابرت في أبريل 1799 عندما حاصر جيشه مدينة عكا، ومن وعد بلفور الصادر من قبل حكومة بريطانيا في نوفمبر 1917، وكذلك من مراسلات حسين مكماهون التي قال فيها المندوب البريطاني هنري مكماهون عن منطقة فلسطين أنه "لا يمكن أن يقال أنها عربية محضة" (السير مكماهون، 24 أكتوبر 1915)، وكانت الحكومات الأوروبية تشجع بشكل ما الهجرة اليهودية إلى فلسطين التي بدأت تتكثف منذ ثمانيات القرن ال19 إثر دعوة الحركة الصهيونية، والتي أدت إلى تأسيس تجمعات يهودية جديدة في فلسطين، خاصة في منطقة السهل الساحلي، حول القدس وفي مرج بن عامر.
الانتداب البريطاني


ضمن الحرب العالمية الأولى، احتل الجيش البريطاني المتجه من مصر منطقة فلسطين، وفي 1922 تأسس الانتداب البريطاني على فلسطين بموجب قرار عصبة الأمم في مؤتمر سان ريمو عام 1920. وأشارت شرعة الانتداب إلى "وعد بلفور"، الذي كانت الحكومة البريطانية قد نشرته في 2 نوفمبر 1917، أساسا للانتداب (الفقرة الثانية من مقدمة الشرعة)، والذي قال إن: "حكومة صاحب الجلالة (البريطاني) تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين". كان من ردود الفعل العربية الفلسطيننية لوعد بلفور عقد أول مؤتمر وطني فلسطيني عام 1919 رافضا له.
في أبريل 1920 حدثت أولى الأزمات العنيفة بين العرب واليهود في سلسلة من الأزمات كانت ذروتها بين السنوات 1933 و1936 في ما يسمى بالثورة الفلسطينية الكبرى والتي تطورت بعد انتهاء الانتداب إلى ما يسمى بالقضية الفلسطينية أو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. في ثورة القدس عام 1920م احتشد الفلسطينيون من مختلف مدن فلسطين، في القدس يحتفلون كعادتهم كل عام بما يسمى موسم النبي موسى. وفي 4 ابريل اندلعت اشتباكات عنيفة بين المحتفلين واليهود المقدسيين. وبلغ عدد الضحايا في الاشتباكات 4 عرب و5 يهود بينما أصيب 23 عربيا و216 يهوديا بجروح.
أما العدالة البريطانية فحكمت على عدد من الزعماء العرب واليهود بالسجن بين 10 و 15 سنة مع الأشغال الشاقة، ولكنه أطلق سراحهم بعد عدة أشهر.
كما وتتابعت مظاهر الرفض العربي وتصاعدت أعمال العنف بين العرب والمهاجرين اليهود، ففي أغسطس 1929 تبدأ أعمال شغب تسفر عن مقتل 133 يهودي و 116 عربي.
الثورة الكبرى عام 1936


تصاعدت الأحداث في فلسطين منذ مقتل عز الدين القسام ، وكان فرحان السعدي قد استمر بعده بتنظيم الهجمات المسلحة على القوافل البريطانية واليهودية في فلسطين حتى قبضت عليه القوات البريطانية ، وفي 15 ابريل 1936 اشتبك الفلسطينيون مع جماعة من اليهود الصهيونيين في طريق نابلس - طولكرم ، فقتل ثلاثة من الفلسطينيين ، وفي الليلة التالية قتل فلسطينيين قرب مستعمرة بتاح تكفا ، وفي اليوم التالي جرت اشتباكات بين العرب واليهود في يافا وتل ابيب قتل فيها ثلاثة من اليهود ، ففرض نظام منع التجول في يافا وتل أبيب ، واعلن قانون الطواريء.
الاضراب العام وإعلان الثورة
في 20 ابريل 1936 تألفت لجنة قومية في مدينة نابلس دعت البلاد إلى الإضراب العام المستمر حتى تبدل السلطات سياساتها ، واستجابت البلاد للدعوة وشمل الإضراب مختلف نواحي الحياة ، وفي 25 ابريل أجمعت الأحزاب على تشكيل لجنة عربية عليا بقيادة الحاج أمين الحسيني وعضوية ممثلين عنها ، ودعت هذه اللجنة إلى الاستمرار في الاضراب حتى تبدل الحكومة سياستها تبديلا تاما وتوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنع انتقال الأراضي إلى اليهود وانشاء حكومة وطنية نيابية ، وعمت التظاهرات المدن الفلسطينية ووقعت اشتباكات.
في 8 مايو عقد مؤتمر اللجان القومية بدعوة من اللجنة العليا ، تقرر فيه الاستمرار في الاضراب واعلان العصيان المدني بالامتناع عن دفع الضرائب اعتبارا من 15 مايو .
قيام دولة إسرائيل
حرب 1948
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، تصاعدت حدّة هجمات الجماعات الصهيونية على القوات البريطانية في فلسطين ، مما حدا ببريطانيا إلى احالة المشكلة الفلسطينية إلى الامم المتحدة ، وفي 28 ابريل بدأت جلسة الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة بخصوص قضية فلسطين ، واختتمت اعمال الجلسات في 15 مايو بقرار تأليف لجنة الامم المتحدة الخاصة بفلسطين (unscop) ، وهي لجنة مؤلفة من 11 عضوا ، نشرت هذه اللجنة تقريرها في 8 سبتمبر الذي أيد معظم افرادها حل التقسيم ، بينما اوصى الاعضاء الباقون بحل فيدرالي ، فرفضت الهيئة العربية العليا اقتراح التقسيم اما الوكالة اليهودية فاعلنت قبولها بالتقسيم ، ووافق كل من الولايات الأمريكية المتحدة والاتحاد السوفييتي على التقسيم على التوالي ، واعلنت الحكومة البريطانية في 29 أكتوبر عن عزمها على مغادرة فلسطين في غضون ستة أشهر اذا لم يتم التوصل إلى حل يقبله العرب والصهيونيون (انظر تقسيم فلسطين).
وفي الفترة التي تلت ذلك ، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية من جميع الاطراف ، وكانت لدى الصهاينة خطط مدروسة قامت بتطبيقها وكانت تسيطر على كل منطقة تنسحب منها القوات البريطانية ، في حين كان العرب في حالة تأزم عسكري بسبب التأخر في القيام باجرائات فعّآلة لبناء قوة عربية نظامية تدافع عن فلسطين ، ونجحت القوات الصهيونية باحتلال مساحات تفوق ما حصلت عليه في قرار التقسيم ، وخرجت اعداد كبيرة من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم بسبب المعارك أو بسبب الخوف من المذابح التي سمعوا بها .
وفي 13 مايو وجه حاييم وايزمان رسالة إلى الرئيس الأمريكي ترومان يطلب فيها منه الايفاء بوعده الاعتراف بدولة يهودية ، واعلن عن قيام دولة إسرائيل في تل ابيب بتاريخ 14 مايو الساعة الرابعة بعد الظهر ، وغادر المندوب السامي البريطاني مقره الرسمي في القدس متوجها إلى بريطانيا ، وفي أول دقائق من 15 مايو انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأصبح الاعلان عن قيام دولة إسرائيل نافذ المفعول ، واعترفت الولايات الأمريكية المتحدة بدولة إسرائيل بعد ذلك بعشرة دقائق ، ولكن القتال استمر ولكن هذه الآن أصبحت الحرب بين دولة إسرائيل والدول العربية المجاورة.
مع نهاية الحرب كانت إسرائيل قد أصبحت واقعا ، وسيطرت على مساحات تفوق ما نص عليه قرار تقسيم فلسطين ، وإحتلت من فلسطين (حسب تقسيم الانتداب البريطاني) كامل السهل الساحلي بإستثناء قطاع غزة الذي سيطر عليه المصريون ،كما قامت على كامل النقب والجليل وشمال فلسطين ، وأصبحت مناطق القدس الشرقية والضفة الغربية جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية. وبدأ تاريخ جبهة أعرض من الصراع مع الدول العربية،


.
العدوان الثلاثي عام 1956
العدوان الثلاثي على مصر
في ليلة 29 أكتوبر سنة 1956 بدأت القوات الإسرائيلية بضرب سيناء ، في 5 نوفمبر دخلت القوات البريطانية بور سعيد وتعرضت بور فؤاد لهجوم من قبل القوات الفرنسية ، وظلت إسرائيل تحتل غزّة لفترة 6 أشهر حتى مارس ‏1957 .
حرب 1967
:حرب 6 ايام
في عام 1967 قام الجيش الإسرائيلي باحتلال الضفة الغربية من نهر الأردن التي كانت في ذلك الحين جزء من الأردن ، كما احتلت قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية و هضبة الجولان السورية بالإضافة إلى مناطق أردنية أخرى في الشمال ، وعرفت هذه الحرب باسم حرب الايام الستة ، ودخلت القاموس الفلسطيني باسم النكسة.
وصدر عن مجلس الأمن القرار 242 في تشرين ثاني 1967 الذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران 1967 كما يدعو الدول العربية إلى الاعتراف بإسرائيل.
الانتفاضة الفلسطينية 1987 (أطفال الحجارة)


قام الفلسطينيون بهبة جماهيرية عام 1987 وحتى 1993 عرفت بإسم الإنتفاضة الأولى أو إنتفاضة أطفال الحجارة، كانت هذه الإنتفاضة سببا في نشوء ضغوط دولية على إسرائيل.
فك الإرتباط الأردني مع الضفة الغربية
قرار فك الإرتباط
في شهر يوليو من العام 1988 قامت الحكومة الأردنية بناء على توجيهات من الملك الأردني حسين بن طلال بإتخاذ سلسلة من الاجراءات التي أعتبرت إعادة تعريف للوضع القانوني للضفة الغربية بالنسبة للأردن ، فلم تعد الضفة الغربية جزء من الأردن تحت الاحتلال ، واصطلح على هذه الخطوات بتسميتها "فك الإرتباط".
محادثات السلام
إثر الإنتفاضة الأولى بدأت محاولات حل المشكلة عن طريق مفاوضات ترعى من قبل أطراف دولية، فبدأت مفاوضات مدريد متعددة الأطراف التي ضمت كل من سوريا ولبنان والاردن والفلسطينين وإسرائيل، تبعتها مفاوضات أوسلو وواشنطن التي أفرزت إتفاقية أوسلو.
السلطة الوطنية الفلسطينية والحكم الذاتي
سلطة وطنية فلسطينية
كان قيام حكم ذاتي فلسطيني محدود في غزة ومناطق معينة من الضفة الغربية عام 1994 هو بداية لأسترداد بعض حقوق الفلسطينين ، و في عام 1996 أقيمت انتخابات رئاسية فاز بها ياسر عرفات على منافسته الوحيدة سميحة خليل .
في عام 1997 تم الاتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل على ما عرف بإسم اتفاق الخليل الذي ترتب عليه إنسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق مأهولة بالفلسطينيين وبقاء مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية في البلدة القديمة والطرق المؤدية إليها .
الانتفاضة الفلسطينية 2000 (انتفاضة الاقصى)
كانت بداية انتفاضة الاقصى في تاريخ 28/9/2000 ردة فعل شعبية على دخول ارئيل شارون أحد باحات المسجد الاقصى المبارك.
في يونيو حزيران 2002 بدأت الحكومة الإسرائيلية ببناء جدار فاصل داخل الضفة الغربية، قائلة بأن الهدف من بناء الجدار هو حماية مواطنيها من "الهجمات الإرهابية" والحفاظ على أمنها، وأدى بناء الجدار إلى تحديد الحركة بين مناطق الضفة الغربية، كما حدّ من الحركة إلى إسرائيل بالإضافة إلى خلق مناطق مغلقة وجيوب محصورة خلف الجدار لا يستطيع السكان الفلسطينيون الوصول إليها إلا بتصاريح خاصة، وكذلك إلى حصر ما يقدر ب 5000 فلسطيني خلف الجدار.
في 9 يناير 2005 إستلم محمود عباس لمنصب الرئاسة للسلطة الوطنية الفلسطينية بعيد وفاة ياسر عرفات الذي يظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته وإقامة انتخابات رئاسية. وعام 2006 إقيمت الانتخابات التشريعة الثانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أسفرت عن نجاح حركة حماس بالأغلبية النيابية في المجلس التشريعي الفلسطيني، وهو ما اعتبر تغيير كبير على الخارطة السياسية الفلسطينية، وتعرض الفلسطينيون بعدها لضغوط دولية تمثلت في تغيير سياسة الدول المانحة في تحويلها للأموال للسلطة الوطنية الفلسطينية أو إيقافها تماما مما أدى إلى ضائقة مالية خانقة تعرضت لها مؤسسات السلطة، كما ظهرت خلافات داخلية عدّة تطورت أحيانا إلى مواجهات مسلّحة على خلفية خلافات سياسية بين الفصائل الفلسطينية.
الحسم العسكري في غزة، حكومة الطوارئ وإستئناف محادثات السلام
لقد اتسمت فترة حكم حماس في المناطق الفلسطينية المحتلة بالكثير من الاضطرابات. وقد وصلت هذه الاضطرابات إلى حد الاشتباكات المسلحة في قطاع غزة بين مناصري حركتي حماس وفتح. وتمت تهدئة هذه الاضطرابات من خلال مفاوضات رعتها المملكة العربية السعودية والتي أسفرت عن ما يعرف باتفاق مكة. وكنتيجة لذلك قامت حركة حماس بإعلان أول حكومة وحدة وطنية فلسطينية ضمت في صفوفها ممثلين عن العديد من الأحزاب.
لكن الاضطرابات ما لبثت أن تجددت في قطاع غزة وأخذت وتيرتها بالتسارع إلى أن قام أفراد حركة حماس بالاستيلاء بالقوة العسكرية على كافة مقرات الأجهزة الأمنية في القطاع وقتل عدد كبير من افراد الأجهزة الامنيه الفلسطينية .
اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما قامت به حماس انقلاباً مسلحاً وقام بإعلان حالة الطوارئ في المناطق الفلسطينية وأوكل لسلام فياض مهمة تشكيل حكومة طوارئ باشرت أعمالها في اليوم التالي. في هذه الأثناء ادعت حماس أنها تمثل الحكومة الشرعية الوحيدة نظراً لفوزها في الانتخابات التشريعية الأخيرة واستمرت هذه الحكومة بالقيام بأعمالها في قطاع غزة، الذي بسطت سيطرتها عليه بشكل كامل، ما أسفر عن اتهامات متبادلة بين الطرفين بـ"الإنقلاب على الشرعية". أما في الضفة الغربية فإعتقل معظم أعضاء المجلس التشريعي الممثلين لحركة حماس على يد إسرائيل.
نظراً للمتطلبات الدستورية التي توجب انعقاد المجلس التشريعي الفلسطيني في غضون شهر من إعلان حالة الطوارئ، قام عباس بدعوة المجلس للانعقاد عدة مرات، الأمر الذي لم يحدث حيث أن نصابه لم يكتمل لعدم تلبية حركة حماس لهذه الدعوة. واستمرت حكومة سلام فياض في الحكم بصفتها "حكومة تسيير أعمال".
في هذه الأثناء تغيرت توجهات المجتمع الدولي اتجاه الحكومة الفلسطينية الجديدة لعدم احتوائها على أعضاء من حركة حماس، وقامت الدول المانحة بدعم هذه الحكومة لتخفيض العجز الناجم عن قطع المساعدات طوال العام السابق. وقد سارعت الولايات المتحدة الأميركية إلى الدعوة لمؤتمر سلام عرف في حينه بمؤتمر الخريف، حيث عقد في مدينة أنابوليس الأميركية في 26 تشرين الثاني 2007. وعلى ضوء التوجهات الإيجابية نحو إعادة محادثات السلام، التزمت الدول المانحة بتقديم أكثر من 7.5 مليار دولار للسلطة الوطنية الفلسطينية خلال السنوات الثلاث التالية ضمن ما يعرف باسم خطة الإصلاح والتنمية متوسطة المدى.
في الفترة اللاحقة ظل قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي، وأصبح الخلاف الفلسطيني الفلسطيني على "السلطة" سببا في عدم مشكلة عدم فتح المعابر مع مصر، وأصبحت حكومة حماس في غزة مقاطعة فعليا من قبل جميع الأطراف في المنطقة، وفشلت محاولات المصالحة بين حماس وفتح لتكوين حكومة وحدة وطنية، وفي 27 ديسمبر تشرين أول بدأت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة قائلة أن الهدف من العملية هو حماية المدنيين الإسرائيليين القاطنين في جنوب إسرائيل من الصواريخ المحلية الصنع التي يطلقها أقراد المقاومة في غزة من أعضاء حماس وتنظيمات أخرى وتمت العملية بتواطىء عدد من الأنظمة العربية مثل مصر والسعودية واستمرارهم بتأيد إسرائيل وتعنت الحكومة المصرية وموقفها المخزي في قفل المعابر مع قطاع غزه والتي يعد مشاركه واضحة في قتل الشعب الفلسطيني في غزة والتصريحات المصرية المؤيدة للعدوان عى لسان الرئيس المصري ووزير خارجيته ، أسفرت العملية عن وقوع عدد ضخم من الضحاياوصل في يومها الخامس عشر إلى 801 شهيد وأكثرمن 3300 جريح اربعين بالمائة منهم من الاطفال والنساء .
مجزرة غزة ديسمبر 2008
متحف غزة
في أحد مخيمات اللاجئين غرب مدينة غزة المحاصرة، شيدت جدران جديدة لتضم بين جنباتها قطعاً أثرية تعود لسنوات ما قبل الميلاد، لا سيما العصر الروماني والبيزنطي والإسلامي.
أقيم المتحف في قاعة مذهلة تكونت جزئيا من حجارة متبقية من منازل قديمة ووصلات خشبية مهملة لخط سكة حديد قديم ومصابيح من البرونز وأعمدة رخامية اكتشفها صيادون وعمال بناء في غزة. وتجمعت في تلك القاعة الإضاءة الخفية مع القطع الأثرية المعلقة على الحائط والموضوعة على الأرض والتي من مجرد النظر إليها تعيد إلى الأذهان حياة الأجداد والزمن القديم. ويقول مؤسس المتحف رجل الأعمال جودت الخضري إن الهدف من إنشاء المتحف هو إعطاء الشكل الحضاري لغزة وصورة مشرقة لها رغم الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ عامين.
تدخل المتحف من البوابة المشابهة للزمن القديم، وتتجول بين جنبات المتحف، حيث رؤوس السهام والمراسي الرومانية وقوارير العصر البرونزي والأعمدة البيزنطية، وكانون لطهي الطعام يعود للعصر الروماني عمره يزيد عن 270 عاماً.
وفي داخل المتحف، صندوق كتب عليه العصر البرونزي القديم يعود إلى 3500 قبل الميلاد، يحتوي على جرة فخارية كانت تستخدم لحفظ المياه والطعام، إضافة إلى كأس لشرب الماء تتخذ على شكل سلة صغيرة، كما تتواجد فيه ما تشبه المطرقة تزن نصف كيلو غرام تستخدم كنوع من أنواع الأسلحة، إضافة إلى قوارير لحفظ العطور، وأعين قريبة لشكل العدسات توضع للمومياء.
وجاوره بمكان ليس ببعيد صحون تم صناعتها في العصر الروماني من حجر البازلت ترجع صناعتها إلى 2070 سنة، إلى جانب سنارة نسيج الأقمشة، وأحجار لعبة الشطرنج الكبيرة والصغيرة ولعبة أطفال على شكل عربة والتي ترجع صناعتها إلى 1200 قبل الميلاد.
ويذكر الخضري أنه حصل على القطع الأثرية من خلال عملية الحفريات التي تمت في قطاع غزة سواء أكانت بالبحر أو بالبر، مرجعاً فكرة تأسيس المتحف إلى رغبة في داخله للمحافظة على التاريخ الفلسطيني، داعياً المواطنين إلى الاهتمام بالقطع الأثرية والحفاظ عليها.
دموع داخل القوارير في العصر الروماني كان سكانها يهتمون بصناعة القوارير الزجاجية الصغيرة بحيث يجمعون داخلها دموعهم على الميت ويضعونها في القبور"، مشيراً إلى أن العصر البيزنطي عرف سكانه مشط الشعر الذي يشبه قطعة من العظم ويكون صغير الحجم.
وفي منتصف المتحف، يوجد تيجان الأعمدة التي توضع على أعمدة القصور والذي يعود البعض منها إلى العصر الروماني والبعض الآخر للعصر البيزنطي.
كما احتوى المتحف على قطع صغير كانت بمثابة أختام كانت دائرية الشكل، إلا أن مرور السنوات عليها جعلها متآكلة الأطراف صنعت من الفخار وبعضها من الرصاص تعود للعصر الروماني.
وهذه الحقبة اهتمت بوجود بلابيل أي قوارير صغيرة تحفظ في داخلها كحل العين وكانت تجاورها قوارير صغيرة لحفظ الطعام والزيوت والعطور، إضافة إلى أسرجة للإضاءة كانت تستخدم للمنازل".
الاحتلال يسرق التراث وعلى أحد جدران المتحف يعلق غطاء لتابوت على شكل وجه كبير يعود للعصر الحديدي مصنوع من الفخار وجد في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، علق إلى جانبه عدد من القوارير التي تعود للعصر الإسلامي والروماني والبيزنطي والتي تحفظ من خلالها الطعام، وتستخدم البعض منها للتجارة في الاستيراد والتصدير. واتهم الاحتلال الإسرائيلي بسرقة العديد من القطع الأثرية الموجودة في دير البلح وغيرها من الأراضي الفلسطينية ليضعها في متحفه. وكان المتحف الإسرائيلي في القدس المحتلة نشر مؤخرا دليلا عن المواد التي حصل عليها فريق إسرائيلي في السبعينيات والثمانينيات نتيجة حفريات جرت في مدينة دير البلح تحت حراسة الجيش واكتشف مجوهرات ذهبية، وقوارير، والأهم من ذلك أنهم اكتشفوا أكفانا نقلت كلها إلى المتحف الإسرائيلي. وقد اقتنص بعضها وزير الحرب في ذلك الوقت موشيه دايان، المولع بعمليات البحث عن الآثار، واحتفظ بها لنفسه، إلا أن مجموعته الآن محفوظة في المتحف الإسرائيلي أيضاً.