المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أتعلم منه قلة الأدب؟!!



فتاة الأمجاد
02 -10- 2009, 06:17 PM
((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))


في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا بردمن البائع على تلك التحية،


وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل،


وتكررت اللقاءات أمام الكشك بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر أبكم لا يتكلم،


إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع الماضية.. وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية؟؟


فقال الرجل: وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟


فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟


فقال صاحبنا: لا.


قال: إذن لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟


فسأله صاحبنا: وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟


فقال: أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى عليه التحية.


فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟


قال: نعم.


قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟


فسكت الرجل لهول الصدمة.. ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.


فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟


ثم عقب قائلاً: يا سيدي أياً كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا فإن مايجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا،


ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب، وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو المسيطر، وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ،


ولكن حين أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن به،


وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق،


ثم أردف قائلاً: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار؟.. فإن ألقينا على السم سماً زاد أذاه وإن زدنا النار ناراً أو حطباً زدناها اشتعالا،


صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين الصواب والخطأ،


ولمعرفة الصواب.. تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال حين سأله: يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟


فقال: لا.. إني أطمع أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.


لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من الصواب إلى الخطأ! مع أنه بشر.. يتألم كما يتألم البشر، ويحزن ويتضايق إذا أهين كما يتضايق البشر،


ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا،



ويبقى السؤال قائماً: حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم نعلمهم الأدب؟








بقلم د.ميسره طاهر
نشرت في جريدة عكاظ

الشفق
02 -10- 2009, 09:32 PM
رائع هذا النقل والاختيار أختي ( فتاة الأمجاد )
بكل اسف اصبحنا في زمن غابت فيه أغلب المثل والقيم
ولعل السبب في ذلك هو علاج الخطأ بخطأ مثله ومواجهة الأمور السلبية بمثلها
دائما هناك صراع بين الخير والشر والحق والباطل والصالح والطالح
وتبقى الحياة مسرحا لهذه الأحداث ومن يغلب منهما الآخر
ولنضرب مثلا على هذا الموضوع ( حسن الجوار ) فقد يبتليك الله بجار سيئ الخلق ويأذيك بالقول والفعل
وهنا تأتي ردة الفعل منك فأما أن تقابل الإساءة بأساءة مثلها فيضيع الحق ويعلو الباطل
وتزداد المشاكل ويحصل الصد والهجران والنكران .
وأما أن تصبر على اذى جارك وتحسن معاملته وتقابل الإساءة بالأحسان فتخجله من نفسه
وتعيده لرشده وصوابه وهنا يعلو صوت الحق وتعود الأخوة بينكما .
الأمثلة من واقعنا كثيرة ولكن تبقى الحلول مجتمعة في فكر نير وتعامل حسن وخلق فاضل وصبر وحكمة
تجعل الحق دائما في القمة وتسقط الباطل في مهاوي الردى .

أبو نوف
02 -10- 2009, 10:50 PM
التعامل السوي يحتاج منا للصبر
والمبادئ الفاضلة تحتاج للاستمرار
وكلاهما عاملان يساعدان على التغيير
لذا أدب الخُلق هو رضاعة طبيعية من الصغرلا تبدلها المواقف
والتعامل الحسن غير اقوام وهناك دروس منها قصة الرسول عليه السلام مع اليهودي
لذا علينا أن نؤدب من قل ادبه بالسلوك الحسن وما اكتسبناه من فضائل حميدة
وأن لا نقف عند اول محاولة صد او ردة فعل سلبية من المتلقي
شكراً فتاة الأمجاد اختيارك الجميل وبورك فيه

فتاة الأمجاد
03 -10- 2009, 02:02 AM
رائع هذا النقل والاختيار أختي ( فتاة الأمجاد )
بكل اسف اصبحنا في زمن غابت فيه أغلب المثل والقيم
ولعل السبب في ذلك هو علاج الخطأ بخطأ مثله ومواجهة الأمور السلبية بمثلها
دائما هناك صراع بين الخير والشر والحق والباطل والصالح والطالح
وتبقى الحياة مسرحا لهذه الأحداث ومن يغلب منهما الآخر
ولنضرب مثلا على هذا الموضوع ( حسن الجوار ) فقد يبتليك الله بجار سيئ الخلق ويأذيك بالقول والفعل
وهنا تأتي ردة الفعل منك فأما أن تقابل الإساءة بأساءة مثلها فيضيع الحق ويعلو الباطل
وتزداد المشاكل ويحصل الصد والهجران والنكران .
وأما أن تصبر على اذى جارك وتحسن معاملته وتقابل الإساءة بالأحسان فتخجله من نفسه
وتعيده لرشده وصوابه وهنا يعلو صوت الحق وتعود الأخوة بينكما .
الأمثلة من واقعنا كثيرة ولكن تبقى الحلول مجتمعة في فكر نير وتعامل حسن وخلق فاضل وصبر وحكمة
تجعل الحق دائما في القمة وتسقط الباطل في مهاوي الردى .


حياهلا أخي الشفق’’
أرومكَ ممن سيعلمه الأدب ,
متجاهلاً مابه من شنائع طباع,
في زمنٍ وكأنما الأخلاقُ قد رفعت ,
فبمجرد أن تتعامل مع من هم قمم الأخلاق سيتبادر في إلى ذهنك سؤال محتم!!
من أي البلاد هذا ,,إن لم تشك أنه من كوكب آخر ,
قد أكون بالغتُ قليلاً,,
ولكن كون الحال في تردٍ يَلزمني المبالغه.

الفاروق
03 -10- 2009, 06:09 AM
الأخلاق وحسنها ترفع الأمم دائما وتعلي شأن شخوصها
والتعامل بالتي هي أحسن .. بالتأكيد هو الأحسن والأفضل
وكم هو جميل حسن الخلق وحسن التعامل مع الآخرين

شكرا فتاة الأمجاد
كما هو دائما الدكتور ميسره .. يبدع حيثما يحل

فتاة الأمجاد
04 -10- 2009, 02:55 AM
التعامل السوي يحتاج منا للصبر

والمبادئ الفاضلة تحتاج للاستمرار
وكلاهما عاملان يساعدان على التغيير
لذا أدب الخُلق هو رضاعة طبيعية من الصغرلا تبدلها المواقف
والتعامل الحسن غير اقوام وهناك دروس منها قصة الرسول عليه السلام مع اليهودي
لذا علينا أن نؤدب من قل ادبه بالسلوك الحسن وما اكتسبناه من فضائل حميدة
وأن لا نقف عند اول محاولة صد او ردة فعل سلبية من المتلقي
شكراً فتاة الأمجاد اختيارك الجميل وبورك فيه

حياهلا ابانوف,
مهما كانت فضاضه طبع المتلقي,
فبأدبك وحُسن خُلقك وطِيب طباعك,
ستملكه بذالك فحس,,
ان المكـارم اخـلاق مطـهـرة *** الديـن اولهـا والعلـم تاليهـا
والعقل ثالثهـا والحلـم رابعهـا *** والجود خامسها والفضل ساديهـا
والبر سابعها والشكـر ثامنهـا *** والصبر تاسعها والليـن باقيهـا


راق لي مرورك:)

كليوباترا
04 -10- 2009, 11:08 AM
رائعٌ ما نُقل هنا !

فتاة الأمجاد
05 -10- 2009, 02:34 AM
الأخلاق وحسنها ترفع الأمم دائما وتعلي شأن شخوصها

والتعامل بالتي هي أحسن .. بالتأكيد هو الأحسن والأفضل
وكم هو جميل حسن الخلق وحسن التعامل مع الآخرين

شكرا فتاة الأمجاد
كما هو دائما الدكتور ميسره .. يبدع حيثما يحل




أنرتَ المكان اخي الفاروق فمرحباً عددَ خَطوك ,

أصبت فماوزنه ذاكَ الذي ضرب بحسنِ الخُلق عرض الحائط!!
إلا حفنة ترآب تذرى على رأسه,

انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا (http://quran.maktoob.com/vb/quran26346/)
تُرانا نهدِرُ مجدنا؟؟

دمتَ فاروق,,

فتاة الأمجاد
05 -10- 2009, 06:32 AM
رائعٌ ما نُقل هنا !


أنتِ الأروع كيلوباترا:)
هلّا أدليتِ بدلوك أم ستكتفين بالأثر!!
أنتظرك بشغف,

فتاة الأمجاد
28 -10- 2009, 12:25 AM
\


\



\



\



\



\

الفيصل
28 -10- 2009, 09:52 PM
روووووووووووووووووووووووعه

فتاة الأمجاد
28 -10- 2009, 10:58 PM
الأروع هو حضورك أخي الفيصل,,