أبو فهد
05 -10- 2009, 06:53 AM
رحم الله المتنبي، ملك الشعر، وأمير الفصاحة والبيان، صاحب الكلمة الفصيحة، والعبارة البليغة، والألفاظ الجزلة، والحكمة الواضحة، الذي أعجز شعراء عصره، ونافس السابقين وأذهل اللاحقين، ومع ذلك يشكو ظاهرة سوء الفهم، والعجز عن إدراك المعاني، فيقول:
وكم من عائب قولا صحيحا ****وآفته من الفهم السقيم
لقد كان في شكوى المتنبي عزاء، لكل من يتعرض لحملات التشويه من نفر يتقن الطعن والتشهير، وقلب المعاني واجتزائها، بطريقة غريبة تخلو من الحد الأدنى من الذوق الأدبي والمعرفة اللغوية، ويحضر في هذا المقام شاعر التهكم والسخرية عندما اجتزأ من كلام الله عز وجل ما ينكس المعنى ويقلب المفهوم:
لم يقل رب العزة ويل للسكارى بل قال ويل للمصلين
إذا كانت مشكلة عصر المتنبي آفة سوء الفهم والعجز عن إدراك المعاني، وعدم القدرة على سبر غور العبارات البليغة والألفاظ الجزلة، فمشكلة هذا العصر أشد بلاء وأعظم مصيبة، إذا أن بعض الناس حظه من العلم قليل ولم يستطع نيل الدرجة العلمية، فبضاعته في اللغة مزجاة، يخطئ في النحو والصرف، يجر الفاعل، ويرفع المفعول به، ثم تجده يتعالم، وليس هذا فحسب، بل يجمع إلى ذلك عقدة النقص، والحقد على أصحاب الفكر، ويتنطح لإصدار الأحكام القاطعة، ويدخل في الإسلام ويخرج منه بأسلوب لا يليق إلا بالخالق جل وعلا، فيصبح هؤلاء سدنة على الأحكام، وحراسا على الثوابت، يملكون مفاتيح أبواب الإيمان، يدخلون من يشاؤون ويحجبون عنها من يشاؤون.
في الحقيقة نحن نقف على أعتاب زمن بائس وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه علامة على قرب الساعة.
لماذا يصر نفر على معاداة الهدوء والكلمة اللطيفة، ويصرون على مصاحبة الغلظة والتنطع، والكلمة الخشنة، والعبارة القاسية، وكأنهم يستمتعون بالإساءة، ويتلذذون بإثارة الفرقة والقطيعة، ويعتدون على قيم الإخوة والمودة.
ما أشبه هؤلاء بنفر كانوا على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتقنوا التنطع والتشدد المفضي إلى التكفير والتجهيل، فقد جاء أحدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول له بلغة قاسية وألفاظ خشنة وعيون جاحظة، ويمسك بعباءة الرسول عليه الصلاة والسلام، ويشدها قائلا: أعطني من مال الله، ليس من مالك ولا من مال أبيك، وقد أثر الرداء في عاتق الرسول صلى الله عليه وسلم، فقام نفر من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذوا بهذا الرجل الأعرابي الجلف، فقال لهم الرسول: دعوه، يخرج من ضئضني هذا الرجل قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصومه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
وفعلا ابتلي هذا الدين ببعض الأتباع من هؤلاء الذين ينفرون الناس من الدين، ويسيئون إلى الإسلام ولا يحسنون، يصدرون الأحكام على الناس، يخرجون من الدين، ويدخلون في الدين كقضاة على أبواب جهنم، ونسوا أنفسهم أنهم دعاة، ولم يتركوا الحكم لرب الجلال والعزة.
وما أروع ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: أعظم الناس ذنبا يوم القيامة، الذي يكره الله إلى عباده، صدق رسول الله.
رحيل غرايبة
وكم من عائب قولا صحيحا ****وآفته من الفهم السقيم
لقد كان في شكوى المتنبي عزاء، لكل من يتعرض لحملات التشويه من نفر يتقن الطعن والتشهير، وقلب المعاني واجتزائها، بطريقة غريبة تخلو من الحد الأدنى من الذوق الأدبي والمعرفة اللغوية، ويحضر في هذا المقام شاعر التهكم والسخرية عندما اجتزأ من كلام الله عز وجل ما ينكس المعنى ويقلب المفهوم:
لم يقل رب العزة ويل للسكارى بل قال ويل للمصلين
إذا كانت مشكلة عصر المتنبي آفة سوء الفهم والعجز عن إدراك المعاني، وعدم القدرة على سبر غور العبارات البليغة والألفاظ الجزلة، فمشكلة هذا العصر أشد بلاء وأعظم مصيبة، إذا أن بعض الناس حظه من العلم قليل ولم يستطع نيل الدرجة العلمية، فبضاعته في اللغة مزجاة، يخطئ في النحو والصرف، يجر الفاعل، ويرفع المفعول به، ثم تجده يتعالم، وليس هذا فحسب، بل يجمع إلى ذلك عقدة النقص، والحقد على أصحاب الفكر، ويتنطح لإصدار الأحكام القاطعة، ويدخل في الإسلام ويخرج منه بأسلوب لا يليق إلا بالخالق جل وعلا، فيصبح هؤلاء سدنة على الأحكام، وحراسا على الثوابت، يملكون مفاتيح أبواب الإيمان، يدخلون من يشاؤون ويحجبون عنها من يشاؤون.
في الحقيقة نحن نقف على أعتاب زمن بائس وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه علامة على قرب الساعة.
لماذا يصر نفر على معاداة الهدوء والكلمة اللطيفة، ويصرون على مصاحبة الغلظة والتنطع، والكلمة الخشنة، والعبارة القاسية، وكأنهم يستمتعون بالإساءة، ويتلذذون بإثارة الفرقة والقطيعة، ويعتدون على قيم الإخوة والمودة.
ما أشبه هؤلاء بنفر كانوا على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتقنوا التنطع والتشدد المفضي إلى التكفير والتجهيل، فقد جاء أحدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول له بلغة قاسية وألفاظ خشنة وعيون جاحظة، ويمسك بعباءة الرسول عليه الصلاة والسلام، ويشدها قائلا: أعطني من مال الله، ليس من مالك ولا من مال أبيك، وقد أثر الرداء في عاتق الرسول صلى الله عليه وسلم، فقام نفر من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ليأخذوا بهذا الرجل الأعرابي الجلف، فقال لهم الرسول: دعوه، يخرج من ضئضني هذا الرجل قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصومه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
وفعلا ابتلي هذا الدين ببعض الأتباع من هؤلاء الذين ينفرون الناس من الدين، ويسيئون إلى الإسلام ولا يحسنون، يصدرون الأحكام على الناس، يخرجون من الدين، ويدخلون في الدين كقضاة على أبواب جهنم، ونسوا أنفسهم أنهم دعاة، ولم يتركوا الحكم لرب الجلال والعزة.
وما أروع ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: أعظم الناس ذنبا يوم القيامة، الذي يكره الله إلى عباده، صدق رسول الله.
رحيل غرايبة