علي البترول
07 -10- 2009, 08:32 AM
مقال جميل جدآ للكاتب راكان الحبيب في جريدة الوطن يوم الأحد 15/10/1430ه
يحكي معاناة والمشاكل التي واجهتها الدكتورة / غادة المطيري في جامعاتنا
المطيرية في جامعاتنا !
تخيل أن الدكتورة غادة المطيري الأستاذة والباحثة في جامعة كاليفورنيا بمدينة سان دييجو .. قالت وطني أولى بي .. فكل إكتشاف علمي أنجزه وتتهافت عليه مراكز البحوث , أسجله بإسم بلادي وأمتي .. وأرفع إسم الوطن في العالي . أحسنت الظن بالتراحيب الإعلامية العصماء وتوجهت للوطن .. والتحقت بجامعة من جامعاتنا . ترى كيف استقبلتها البيئة العلمية , وماهي المشاكل التي واجهتها .. هل تغلبت عليها .. وإلى أين انتهت مسيرتها ؟ لن أسرد التفاصيل ولكن سأكتفي بتلخيص معاناتها في قصة واحدة .
ذهبت إلى الجامعة واكتشفت أن الكلية التي تعمل بها لا تستطيع توفير ميزانية البحث التي تقدر بعشرة ملايين ريال . وبعد أن تلقت الصدمة الأولى وأخذت تعمل على إعداد الميزانية , واجهتها مشكلة ثانية متعددة الأوجه , حيث طلبوا منها تجهيز معملين أحدهما نسوي والثاني ذكوري والإستغناء عن عدد من الباحثين الذين عملوا معها في أكثر من جامعة في بريطانيا وأمريكا بحجة السعودة وإبدال رئيس إحدى الفرق البحثية السيد: إرشاد مظفر بوكيل الكلية أو عميدها اللذين ليس لهما علاقة بالموضوع خاصة أن أعمالهما الإدارية لاتمكنهما من التفرغ للبحث . أخذت تفكر جديآ فيما هو آت , ((فقرأت مسودة عقد البحوث فوجدت فيه بنودآ لم تشاهد لها مثيلآ طوال عملها في مراكز البحوث العالمية)) : فعليها أن تقدم فواتير مضروبة من أي مكتبة لزوم الطباعة وعليها أن تكتب بيدها قيمة مشتريات النثريات التي ليس لها فواتير . فسألت نفسها كيف أعمل فواتير لمصروفات سددتها ببطاقتي الائتمانية لشراء الحقوق الفكرية وحقوق رأي علمي من مواقع خدمات البحث الإلكترونية ؟
جمعت هذه الملاحظات لتناقشها في اليوم التالي في إجتماع القسم الذي ذهبت إليه متأخرة عشر دقائق بعد أن استنجدت بشقيقها ليوصلها بسيارته لمرض السائق فجأة . وفي الإجتماع كان عليها أن تنتظر مع زميلاتها عشر دقائق أخرى لحين إصلاح جهاز الصوت الذي ينقل كلام الأكاديميين الرجال إلى الأكاديميات النساء . لم يعطها رئيس القسم حق الكلام بحجة ازدحام جدول الأعمال بمواضيع مهمة , لكنه خصص جزءآ كبيرآ من الوقت لمساءلتها عن سبب عدم الإشادة بدوره وإشرافه ! على بحثها أثناء حديثها للصحافة , وبعد الإجتماع قالت لزميلاتها : خلال أسبوعين من متابعة معاملات البحث , تعرفت بالتليفون على سكرتير القسم وسكرتير الكلية ومدير الموظفين ومدير عام الشؤون الإدارية والمدير المالي و(نصف دستة) من موظفي المحاسبة ومثلهم من المديرين والموظفين الصغار والكبار وناقشت معهم كل صغيرة وكبيرة ومع ذلك لم أصل لنتيجة . ولم يبق أمامي إلا المدير حيث طلبت موعدآ لمقابلته . فقلن لها في محاولة لتخفيف الصدمات : لايمكنك الذهاب إلى مكتبه .
ذهبت إلى منزلها وقالت لأمها وأبيها : أنا السبب كنت أحاول أن أثبت نفسي (ياأنا .. ياهم) أنا راجعة أمريكا غدآ فبيئة الجامعة العلمية تخاطبني دائمآ : أنت وبس . وسأرجع إلى أحبتي ادوات البحث وسوف أواصل الليل بالنهار مع فريق العمل من أمريكا وبنجلاديش والصين والهند مستخدمة الثلاثة ملايين دولار المخصصة لميزانية البحث لتقديم إكتشاف يخفف آلام البشرية ويسعد الإنسانية .
إيش رأيكم ياأعضاء منتدى صامطه في جامعاتنا المحبطة وفي المقال !
يحكي معاناة والمشاكل التي واجهتها الدكتورة / غادة المطيري في جامعاتنا
المطيرية في جامعاتنا !
تخيل أن الدكتورة غادة المطيري الأستاذة والباحثة في جامعة كاليفورنيا بمدينة سان دييجو .. قالت وطني أولى بي .. فكل إكتشاف علمي أنجزه وتتهافت عليه مراكز البحوث , أسجله بإسم بلادي وأمتي .. وأرفع إسم الوطن في العالي . أحسنت الظن بالتراحيب الإعلامية العصماء وتوجهت للوطن .. والتحقت بجامعة من جامعاتنا . ترى كيف استقبلتها البيئة العلمية , وماهي المشاكل التي واجهتها .. هل تغلبت عليها .. وإلى أين انتهت مسيرتها ؟ لن أسرد التفاصيل ولكن سأكتفي بتلخيص معاناتها في قصة واحدة .
ذهبت إلى الجامعة واكتشفت أن الكلية التي تعمل بها لا تستطيع توفير ميزانية البحث التي تقدر بعشرة ملايين ريال . وبعد أن تلقت الصدمة الأولى وأخذت تعمل على إعداد الميزانية , واجهتها مشكلة ثانية متعددة الأوجه , حيث طلبوا منها تجهيز معملين أحدهما نسوي والثاني ذكوري والإستغناء عن عدد من الباحثين الذين عملوا معها في أكثر من جامعة في بريطانيا وأمريكا بحجة السعودة وإبدال رئيس إحدى الفرق البحثية السيد: إرشاد مظفر بوكيل الكلية أو عميدها اللذين ليس لهما علاقة بالموضوع خاصة أن أعمالهما الإدارية لاتمكنهما من التفرغ للبحث . أخذت تفكر جديآ فيما هو آت , ((فقرأت مسودة عقد البحوث فوجدت فيه بنودآ لم تشاهد لها مثيلآ طوال عملها في مراكز البحوث العالمية)) : فعليها أن تقدم فواتير مضروبة من أي مكتبة لزوم الطباعة وعليها أن تكتب بيدها قيمة مشتريات النثريات التي ليس لها فواتير . فسألت نفسها كيف أعمل فواتير لمصروفات سددتها ببطاقتي الائتمانية لشراء الحقوق الفكرية وحقوق رأي علمي من مواقع خدمات البحث الإلكترونية ؟
جمعت هذه الملاحظات لتناقشها في اليوم التالي في إجتماع القسم الذي ذهبت إليه متأخرة عشر دقائق بعد أن استنجدت بشقيقها ليوصلها بسيارته لمرض السائق فجأة . وفي الإجتماع كان عليها أن تنتظر مع زميلاتها عشر دقائق أخرى لحين إصلاح جهاز الصوت الذي ينقل كلام الأكاديميين الرجال إلى الأكاديميات النساء . لم يعطها رئيس القسم حق الكلام بحجة ازدحام جدول الأعمال بمواضيع مهمة , لكنه خصص جزءآ كبيرآ من الوقت لمساءلتها عن سبب عدم الإشادة بدوره وإشرافه ! على بحثها أثناء حديثها للصحافة , وبعد الإجتماع قالت لزميلاتها : خلال أسبوعين من متابعة معاملات البحث , تعرفت بالتليفون على سكرتير القسم وسكرتير الكلية ومدير الموظفين ومدير عام الشؤون الإدارية والمدير المالي و(نصف دستة) من موظفي المحاسبة ومثلهم من المديرين والموظفين الصغار والكبار وناقشت معهم كل صغيرة وكبيرة ومع ذلك لم أصل لنتيجة . ولم يبق أمامي إلا المدير حيث طلبت موعدآ لمقابلته . فقلن لها في محاولة لتخفيف الصدمات : لايمكنك الذهاب إلى مكتبه .
ذهبت إلى منزلها وقالت لأمها وأبيها : أنا السبب كنت أحاول أن أثبت نفسي (ياأنا .. ياهم) أنا راجعة أمريكا غدآ فبيئة الجامعة العلمية تخاطبني دائمآ : أنت وبس . وسأرجع إلى أحبتي ادوات البحث وسوف أواصل الليل بالنهار مع فريق العمل من أمريكا وبنجلاديش والصين والهند مستخدمة الثلاثة ملايين دولار المخصصة لميزانية البحث لتقديم إكتشاف يخفف آلام البشرية ويسعد الإنسانية .
إيش رأيكم ياأعضاء منتدى صامطه في جامعاتنا المحبطة وفي المقال !