المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المملكة تتبع الوسطية والمطبوعات الدينية لا تثير الكراهية ولا تقصي الآخر



ابوسجى
17 -02- 2005, 03:13 PM
أكد عدد من الدعاة بأن الدين الإسلامي هو دين وسطي لا يأمر بالعنف أو الإرهاب فضلاً عن بثه للكراهية لغير المسلمين أو إقصائه للآخر.. مؤكدين أن ما يصدر عن المملكة بشكل رسمي هو أوضح دليل على ذلك المنهج الوسطي. ودعوا إلى ضرورة تحري الحقيقة والعدل في ذلك مؤكدين إلى أن هذه الدراسة لا تخدم الحوار البناء والجهد الدولي لمحاربة الإرهاب بل هي تصب في تأجيج الصراع الحضاري والاتهامات المتبادلة. جاء ذلك في تعليقهم على تقرير منظمة حقوقية أميركية غير حكومية أعلنه مركز حرية الأديان التابع لـ''فريدوم هاوس'' يتهم فيه المملكة العربية السعودية ''بالمسؤولة عن المنشورات التي تعكس إيدويولوجية حقد استبدادية تحث على الكراهية في أمريكا''. المملكة تنتهج منهجاً معتدلاً وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري أكد لـ''المدينة'' بأن المملكة تنتهج منهجاً معتدلاً لا يقصي الآخر وأن ما يصدر عن المملكة بشكل رسمي هو أوضح دليل على هذا. وقال السديري: ''إن مشكلة المؤسسات الغربية أنها انتقائية في أخذها للنصوص وهنا تقع المشكلة خصوصاً أنها تقتطع النصوص من معناها الأساسي أمما يؤدي إلى سوء فهم وسوء تفسير لما ورد'' مشيراً إلى إمكانية أن ''يكون ذلك إما عن أخطاء في الترجمة أو عدم وصول المضمون بشكله الصحيح كما يريده المؤلف''. وأضاف ''نحن نحتاج إلى توضيح صوتنا وتوضيح رسالتنا بشكل دقيق جداً حتى لا يساء الفهم حتى يمكن للشخص المنصف أن ينقل الصورة على وجهها الحقيقي'' مؤكداً أن ''الشخص غير المنصف والشخص المتربص لا يمكن أن يجدي معه أي عمل فهو يحاول أن يتصيد الثغرات وأن يختلق المشكلات وبالتالي هذا لا يمكن أن توجه رسالة إليه''. وأوضح السديري أن ''الإسلام دين واضح خصوصاً في قضية التعامل مع الآخرين فنحن أمرنا بالتعامل بالتي هي أحسن.. فهو أمرنا بالعدل وأمرنا بالبر بغير المسلمين.. ونصوص القرآن والسنة واضحة.. وهذا هو ما نحن عليه في المملكة العربية السعودية وعليه علماؤنا وبالتالي من يخالف ذلك فهو لا يمثل إلا نفسه'' داعياً إلى ''تحري الدقة بالموضوعية في النقل''. المنصفون فهموا الإسلام كمنهج حياة الدكتور سليمان بن علي العلي مدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً يؤكد بأن الكثير من غير المنصفين يريدون إثارة البلايا والشبهات حول الإسلام والمسلمين بشكل دائم خصوصاً بعد أحداث سبتمبر. ويقول العلي: ''إن الكُتاب المسلمين عندما يكتبون عن حدود العلاقة بين المسلم وغيره من الديانات الأخرى إنما يأخذونها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وأنه لا يمكن لهؤلاء الكُتاب أن يحرفوا ما جاء في هذه المصادر'' مؤكداً بأن ''التاريخ الإسلامي يشهد بنوعية المعاملة التي كان يلقاها غير المسلم في بلاد المسلمين وعند الفتوحات الإسلامية للدول غير المسلمة''. وأوضح أن هناك ''بعض الغربيين المنصفين فهموا الإسلام كمنهج حياة وعقيدة وعبادة من خلال الكتب، أما غير المنصفين من الغربيين فهم الذين يثيرون البلايا والشبهات حول الإسلام والمسلمين مستغلين في ذلك أحداث سبتمبر للوصول لأغراضهم الخفية في محاربة الإسلام وأهله''. وبين ''أن واجبنا نحن كمسلمين أن نعطي الصورة الحسنة للغربيين ونسخر وسائل إعلامنا المرئي والمسموع بجميع اللغات لتوضيح الدين الإسلامي من حيث أحكامه وتشريعاته وعباراته وأخلاقياته حتى يفهم الغرب أن ديننا لا يدعو إلى كراهية البشر وإنما يدعو إلى دعوتهم إلى دين الإسلام لأنه دين الرحمن للبشرية جمعاء''. ضرورة العدل وتحري الحقيقة من جهته دعا الدكتور خالد بن محمد القاسم عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الملك سعود إلى ضرورة العدل وتحري الحقيقة مؤكداً أن كتب اليهود والنصارى تحوي عشرات النصوص المشجعة على العنف والقتل. وقال القاسم: ''يجب على الباحث والدارس التجرد والعدل وتحري الحقيقة وألا يتم إصدار الأحكام المسبقة'' مؤكداً أن ذلك ''تجنٍ على الحقيقة وخيانة للأمانة ولاسيما في مثل هذه المسائل التي تتصل بهوية الأمم وتراثها''. وأضاف: ''لو أردنا بنفس الطريقة دراسة العهد القديم الذي هو من أقوى الكتب عند اليهود لوجدنا عشرات النصوص الدالة والمشجعة على العنف والشدة والقتل وعدم الرحمة مع الآخرين'' موضحاً أن ''الدارس المنصف يضع هذه النصوص بحسب سياقيها ويجمعها مع النصوص الأخرى''. وبين أنه ''لو درسنا العهد القديم بنفس فهم الدراسة التي اتهمت مناهج المملكة بتشجيع الإرهاب لخرجنا بنتيجة أن الديانتين اليهودية والنصرانية تشجعان على الإرهاب'' مشيراً إلى أن ''الكل يعلم أن الإرهاب والعدوان والفساد لا يمكن أن يحظى بتشجيع أي عاقل فضلاً عن مناهج وكتب تعليمية يقوم عليها ويقرأها الآلاف فضلاً عن كونها كتباً شرعية ودينية''. وأكد أن هذه ''الدراسة لا تخدم الحوار البناء والجهد الدولي لمحاربة الإرهاب بل هي تصب في تأجيج الصراع الحضاري والاتهامات المتبادلة''.