المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جازان ..أرض الشعر والزهور أم صعيد المملكة العربية السعودية



ريسان
15 -10- 2009, 02:59 PM
جازان.. أرض الشعر والزهور


أيمن بكر .. كاتب مصري
جازان تعرف الشعر والشعراء كما يعرف الناس في أي مكان كيف يتنفسون، وأحسب أن سلاسل الشعراء الذين أنجبتهم المنطقة تشكل مدرسة أدبية تقترب في منطقها من مدرسة قبيلة هذيل الشعرية
كثيرا ما يتجاهل الإنسان حدود اللحظة الآنية، مهملا الاستمتاع بها، ومؤجلا إحساسه بأجمل ما في الحياة الآن وهنا، وهو حين يفعل ذلك ينظر بعين خياله إلى لحظة أخرى تشبه الحلم ولا تأتي أبدا.
لكن ما بالكم إذا شعر الإنسان وهو داخل اللحظة أنها من أجمل ما يمكن أن يمر به؟ ماذا لو كان الوعي على بينة من أمره في تقدير ألق اللحظة المعيشة؟ صحيح أن الكائن لن يفقد تطلعه إلى الأمام في تشوق، لكنه سيتمكن أيضا من الاستمتاع بما يعيش. فإن أدرك الإنسان ما يشوب حاضره من جمال لن يغض الطرف عن تفاصيل اللحظة، بل سيحاول أن يتشرب وعيه كل ما يستطيع من تلك التفاصيل. الحال الأخيرة تصف سنوات وجودي على أرض جازان الطيبة، التي أحب أن أسميها «أرض الشعر والزهور».
منذ وطئت أقدامي المكان جاء من يرحب بقدومي بصورة غير رسمية، جاء من يقوم «بالواجب» من أبناء جازان، بالمعنى الحميم نفسه الذي تعرفه مدننا الصغيرة في الصعيد. شعرت حينها – وتأكد الشعور بعد ذلك- أنني انتقلت من صعيد مصر إلى صعيد المملكة العربية السعودية، حيث مخزن القيم وعمق التعامل مع الحياة، وبساطة التعبير عنها في الوقت نفسه.
جازان تعرف الشعر والشعراء كما يعرف الناس في أي مكان كيف يتنفسون، وأحسب أن سلاسل الشعراء الذين أنجبتهم المنطقة تشكل مدرسة أدبية تقترب في منطقها من مدرسة قبيلة هذيل الشعرية التي تركت ديوانا يعد من أروع نتاجات الشعر العربي. يمكننا في هذا السياق أن نعدد أسماء كثيرة تشكل الأجيال الحديثة من هذه المدرسة، ولعلها تبدأ من الشاعر المعروف محمد بن علي السنوسي (ت 1407هـ)، مرورا بشعراء كبار عرفت منهم علي النعمي وإبراهيم مفتاح وإبراهيم الصعابي وأحمد الحربي وأحمد البهكلي وأحمد السيد عطيف، وانتهاء بأجيال الشباب ممن يحافظون على تقاليد هذه المدرسة في أعمالهم معظمها، من مثل أيمن عبدالحق وموسى عقيل ومحمد إبراهيم يعقوب. الجميل في الأمر أن تلك المدرسة المهيمنة، والتي تتمسك بتقاليد عمود الشعر العربي، يخرج من بين ظهرانيها من يتمرد عليها ويتفوق في تمرده، سواء في كتابة قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر. نذكر من هؤلاء الشعراء على سبيل التمثيل أسماء: محمد حبيبي، وإبراهيم زولي، علي الحازمي، عبدالرحمن الموكلي، يحيى خواجي وغيرهم الكثر. هذا إضافة إلى وجود حالة من التجريب الشعري نبتت على أرض جازان، ولاقت أصداء مدهشة في أكثر من بلد عربي وأوروبي وأعني بها تجربة محمد حبيبي في الشعر المرئي. الأجمل الذي يميز جازان كوسط ثقافي خاص هو أن حالة المقاومة والتعويق التي عادة ما يمارسها الأقدم على الأحدث، تكاد تكون غير موجودة، أقول تكاد، لأنها مع وجودها تتخذ في بيئة جازان الثقافية شكلا هادئا لينا غير صدامي، ولا يتسم بروح التجريم العنيفة التي نراها في أماكن أخرى داخل المملكة وخارجها على طول الثقافة العربية. هناك حالة من الرقي في تقبل المنتج الجديد والمخالف حتى مع عدم الاقتناع به تماما. الجميع يسمع أولا وبهدوء، ثم يعبر عن رأيه بأكثر الطرق ليونة وسماحة. لا ينفي هذا وجود الصراعات الدفينة بين الأجيال وأحيانا بين أبناء الجيل الواحد، وهو الصراع الذي يبدو أنه سمة إنسانية لم تخل منها أية ثقافة، حتى الثقافات المشهورة بمرونتها الشديدة في استقبال الجديد (وليراجع من يشاء الحروب التي تعرض لها جاك لاكان في فرنسا حين أتى بما يتناقض مع السائد حول تفسير آراء فرويد). أقول إن الصراع موجود، لكن التحضر هو سمته الأساسية في جازان.
تتمتع جازان أيضا بحالة سردية عميقة وجميلة يعبر عنها ممن عرفت هناك: خالد السعن وأحمد القاضي ومحمد عطيف والعباس معافا والمثقف الكبير عمر طاهر زيلع، كما يبرع فيها عدد من النقاد المهمين على مستوى الحراك النقدي في المملكة ككل وهم حسن حجاب الحازمي، وسمير جابر، وجبريل سبعي، وإسماعيل مهجري.
أما عن الفل والكادي والبعيثران، فسينعم بروائحها كل من يدخل إلى هذه الأرض الطيبة، أرض الشعر والزهور.
* كاتب مصري


http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3303&id=121416&groupID=0

قلب الوفا
21 -05- 2010, 03:49 AM
http://i306.photobucket.com/albums/nn242/shimaa-sayed/ewrr4t54566.gif (http://s306.photobucket.com/albums/nn242/shimaa-sayed/?action=view&current=ewrr4t54566.gif)

ودامت جيزان رائعه باهلها ومحبيها
ريسان ..
افتقدناك يارجل فهل تحن علينا بقلمك ؟؟

السموه
21 -05- 2010, 06:51 AM
المكان العطر يفتح القلوب ويشرحهها
ودائما لايحوي الا اناس رقيقين ومنفتحين ثقافيا
يعطيك العافيه