المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يارياض الحب( عبدالرحمن العشماوي



وضاح
03 -03- 2005, 09:31 AM
فأُفْقُكِ بالمودَّةِ مُفْعَمُ . . . . . مهما تطاول بالخيانةِ مُجرمُ

صبراً رياضَ الحُبِّ أنتِ قويّةٌ . . . . . باللهِ، يمنحُكِ الأمانَ ويَعصِمُ

ما دام فيكِ مكبِّرٌ، ومهلِّلٌ . . . . . للهِ ربِّ العالمينَ يعظِّمُ

اللهُ أكبرُ مِنْ تآمُرِ غادرٍ . . . . . وأَجَلُّ ممَّا دبَّروه ونظَّموا

هذي الحوادثُ يا رياضُ، جريمةٌ . . . . . بمياسِمِ الشَّبَحِ المُموَّه تُوْسَمُ

شَبَحٌ غريبٌ لا تراه عيونُنا . . . . . يمحو ويكتُب في الظَّلامِ ويُبْرِمُ

ما زال يُرسِلُ من رسائل غدره . . . . . مالا تغيب رُؤاه عمَّن يفهَمُ

ما زال يرحل في دروبِ خيانةٍ . . . . . إحساسُه كاللّيل فيها مُظْلِمُ

تلك الأساطيلُ الكبيرةُ، عندها . . . . . خَبَرٌ، ولكنَّ المبلِّغَ أَبكَمُ

يا سُوءَ ما يجني على أوطاننا . . . . . بَغْيٌ مُريبٌ غامضٌ متلثِّمُ

متجاوزٌ لحدودِ شرع إِلهنا . . . . . متطاولٌ متحاملٌ مُتكتِّمُ

أين التديُّنُ من فريقٍ واهمٍ . . . . . بفم التنطُّع والغلوِّ يُهَمْهِمُ؟

من سوء نيَّته تدفَّقَ بَغْيُه . . . . . حُمَماً، بها أفكارُه تتفحَّمُ

صنعتْ به الأَيديْ الخفيَّةُ لُعبَةً . . . . . دمويَّةً تهذي بما لا تعلمُ

أَسْمَى مقاصدِه الخروجُ بشُبْهةٍ . . . . . رَعْنَاءَ في وُجدانه تتحكَّمُ

يمشي، ونارُ الحقد في أَعماقه . . . . . تغلي، وفي دمه العِداءُ يُزَمْزِمُ

رَشَّاشُه لغةٌ تُحدِّث كُلَّ مَنْ . . . . . يدنو إليه، وعن هواه تُترجمُ

قُطِعَتْ حبالُ الوُدِّ من إِحساسه . . . . . والوُدُّ حَبْلٌ بالقطيعةِ يُصْرَمُ

أينَ المحبَّةُ والوئام من امرئٍ . . . . . قاسٍ، إذا حيَّيتَه يتجهَّم؟!

أين التحيَّةُ والسلام من الذي . . . . . بتحيَّةِ المتفجِّراتِ يُسلِّم

ياليتَه حيَّا بها الأعداءَ في . . . . . حَربٍ يَنال بها الشُّموخَ ويَغْنَمُ

ياليته رفع الغِشاوةَ كي يرى . . . . . مالا يراه الغافلُ المتوهِّمُ

أَوَما لديهِ من الضَّمير بقيَّةٌ . . . . . تَثني هواه المُسْتَبِدَّ وتَخْطِمُ؟

أوليس يفهم سِرَّ قولِ نَبيِّه: . . . . . لا يرحم الرحمنُ مَنْ لا يَرْحَمُ؟

أَوَما كفانا غَدْرُ شارونَ الذي . . . . . يهتزُّ شوقاً للدِّماءِ ويَبْسِمُ؟!

أوَما كفانا أننا من حقِّنا . . . . . في قُدْسنا الغالي علينا نُحْرَمُ؟

أوَما كفانا في العراق جريمةٌ . . . . . فيها قوانينُ العَدالةِ تُهْزَمُ؟

أوَما كفانا جُرْحُ أمتنا الذي . . . . . أمسى على الجسد الضَّعيف يُقَسَّمُ؟

أوَّاه من نظراتِ طفلٍ خائفٍ . . . . . وجدارُ غرفةِ والديه مُحَطَّمُ

في مقلتيه تساؤُلُ الألمِ الذي . . . . . جرتْ الدموعُ به إلى مَنْ أجرمواً:

ما ذَنْبُ طفلٍ في حقيبته اِلْتَقَى . . . . . قَمَرُ البراءَةٍ صافياً، والأَنْجُمُ

ماتَ الجوابُ على صدى الصوتِ الذي . . . . . بِدَوِّيِهِ كُتُبُ الخيانةِ تُخْتَمُ

يا ضيعةَ الإصلاحِ حين يقودُه . . . . . قلبٌ بلا حس، وفكرٌ مُعْتِمُ

يا ضيعةَ الإصلاحِ حين تقودُه . . . . . كفٌّ تَعوَّذَ من أصابعها الدَّمُ

صَبْراً رياضَ الحبِّ، لّحْنُ قصائدي . . . . . يجري إليكِ، وخَيْلُهنَّ تُحَمْحِمُ

صَبْراً، فروضتُكِ الحبيبةُ لم تزلْ . . . . . صُوَرُ التلاحُم في ثراها تُرْسَمُ

ما زلتِ للتغريدِ غُصناً يانعاً . . . . . مهما بدا فيكِ الغُرابُ الأَسْحَمُ

قولي لمن ركبوا على مَتْن الرَّدَى . . . . . هيهاتَ، مَنْ ركبَ الرَّدَى لا يَسْلمُ

توبوا إلى الرحمن تَوْبَةَ صادقٍ . . . . . فالله أَرْأَفُ بالعبادِ وأرحَمُ

إنَّ الدَّم المعصومَ يبقى جَذْوَةً . . . . . في كلِّ وجهٍ للخيانةِ، تُضْرَم

صَبْراً رياضَ الحُبِّ، إنَّ لُجوءَنا . . . . . للهِ سوفَ يَصُدُّ مالا نَعْلَمُ

لا تجـزعـــي مـا زال أمنُــــكِ وارفــــــاً . . . . . نحيــا بـــه متآلِفيْـــنَ ونَنْـــــــعُمُ