المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علا صوت البيت .. فسكتت المدرسة !!



الشفق
11 -03- 2005, 10:11 PM
علا صوت البيت فسكتت المدرسة
في الماضي القريب ، كان للمعلم هيبته ، وكان للمدرسة مكانتها ، كان المعلم وقتها يحس بقيمته ، وكانت له شخصيته ، يأمر فيطاع ، وينهى فيسمع ، هوا الأب الحاني ، والأخ الرحيم ، والقدوة المثلى ، والساعد الأيمن للأب في تربية أبنائه .
وكانت المدرسة منبراً للعلم ومعقلاً لتعليم الأخلاق ، وتهذيب النفوس ، لها قيمتها وكيانها ، قلعة شامخة ، وحصن منيع ، وبيت يؤمه الجميع ، ينهلون من معارفها ، ويرتشفون من رحيقها ، فكانت النتائج باهرة ، جيل نجيب على خلق عال ٍ ، يقدر العلم ، ويحرص عليه ، سلاحه العلم والمعرفة ، وهمه البحث والاستزادة ، الكتاب صديقه ، والقراءة سلوته .
ولكن عندما علا صوت البيت على صوت المدرسة فقدت المدرسة هيبتها ، وضعفت سطوتها ، فصار المعلم ضعيفاً داخلها ، وأصبحت المدرسة جوفاًء تخاف من الجميع وتتعرض للوم ، والانتقاد ، فأهينت كرامتها وفقدت احترامها ، عندها خرج لنا جيل ٍ ضعيف ، لا يحب العلم ولا يقبل عليه ، جيل يكره المدرسة ويحب التسلية ، قراءته ركيكة ، وكتابته مليئة بالأخطاء الجسيمة ، جيل لا يقدر المسؤولية ولا يتحملها ، ينهزم أمام أتفه المشكلات ، ويقف عاجزاً عن حلها !
وتعرض المعلم للمضايقة والإيذاء وتعرضت المدرسة للتخريب والاعتداء .
شكوى من ولىَ أمر كفيلة بأن تهز مدرسة بكاملها ، وتنقل معلماً إلى مكان ناء ،
وتجعل المشرف يهرول كالمجنون ، والأوراق تنتقل من يد إلى يد ، والتعاميم تكتب والقرارات تصدر !!
عندما علا صوت البيت على صوت المدرسة، طغت العاطفة على القرارات، فدلل الطالب وضيق الخناق على المعلم والمدرسة، فصارت المناهج ذات ألوان جميلة، وصفحات قليلة، وفائدتها العلمية ضعيفة، والنجاح فيها أسهل من قراءتها،
وظهرت لوائح وأنظمة اختبار وصل الطالب الكسول والمهمل معها إلى أعلى الصفوف، بينما وقف معلمه أمامه عاجزاً ليس له من الأمر شيء،
وفي المقابل يضيق الخناق على المعلم ، وتضاف إلى عمله أعمال ومهام أخرى تقيده وتكتم أنفاسه مما أفقده السيطرة والتركيز ، فأضحى كالآلة تقوم بعملها دون النظر إلى تربية أو أخلاق ، فليس لديه وقت لتصحيح خلق أو تشجيع مجدٍ ، أو مساعدة مقصر ، فتساوى الجميع ، وانعدم التمييز ، وماتت المواهب ، فضاع دور المدرسة .

عبدالله الحلوي
11 -03- 2005, 10:57 PM
الشفق

لا ضرر في توضيح صورة التغيير الجذري في الامور

فعلا صوت المدرسة انخفض ولكن ...لوجهة نظر الكثير ان وزارة التربية والتعليم هي السبب
وفعلا اظنها هي من ضيقت الخناق على المعلم وحجمت هيبته ...ولكن لا يخفى عليك ان القدوة الحسنة تغيرت
بتغير المدرسين سيدي عندما ترى مدرسك يمتهن اتفه الامور ويعمل اشياء تستحي منها وانت تلميذ فكيف للمدرسة ان تبقى على حالتها السالفة ...؟

لا اخفيك ان المجتمع هناك به الكثير والكثير من السلبيات وان اغلب المدرسين تستحي ان تقول فلان الله يوفقه والله درسني ...ولكن في الجانب الاخر ترى ان بعض المدرسين تتمنى لو مكثت العمر تحت يديه تتلقى علمة بنهم ...

عزيزي اختلاف الزمن سعى لتغيير البشر ...


شكرا على طرح الموضوع

مع حبي
القبس

نجم البحر
12 -03- 2005, 11:53 PM
أخي الكريم.....الشفق

الجميع يتمنى التكامل بين المدرسة والبيت فهناك أساليب خاطئة اكتسبت في البيت ساهمت المدرسة في

تعديلها.

ولو تأملت مايحصل الآن فستجد تجاوزات من بعض الطلاب مع منح المعلم صلاحيات قليلة لا يستطيع من

خلالها تحقيق هدف تربوي ساهم في تفاقم المشكلة..

أضف إلى ذلك الوعي بما يدور فالطالب أصبح يعلم ما يثار من قضايا تعليمية من خلال وسائل الإعلام وغيرها

فأصبح يعلم علم اليقين أن تجاوزاته لن تقابل بما يتوقع بل التفعيل للائحة السلوكية لا يطبق إلا فيما ندر.

وتجد غالباً أن أولياء الأمور غير متعاونين وعندما تقع المشكلة يأتي إلى المدرسة متهدداً متوعداً المعلم

دون حياء أو هيبة لمن حمل هذه الرسالة.

أسأل الله يصلح الشأن ..

أشكرك أخي جزيل الشكر

تحياتي لك

الشفق
15 -03- 2005, 10:48 PM
ألأخوين عبد الله الحلوى ونجم البحر . تحية طيبة . كم أسعدني وأثلج صدري مروركما على الموضوع وتشريفي بالرد والنقاش ، وهذا فعلاً مانحتاجه ونتمناه في منتدانا ، فلقد أثريتما الموضوع بردكما .
مما لاشك فيه إن البيت والمدرسة وجهان لعملة واحدة ، ونهران يصبان في مكان واحد ، وخطان يسيران جنباً لجنب ويلتقيان في نقطة واحدة وهي الوصول لنجاح الطالب والرقي به لتحقيق أهدافه وأمنياته في خدمة دينه أولاً ثم مليكه ووطنه .
ولكن عندما يختلف البيت والمدرسة في وجهات النظر ويصبح البيت يتصيد أخطاء المدرسة ، أو تقوم المدرسة بإلقاء اللوم على البيت في التربية والتعليم حينئذٍ يكون الطالب هوا الضحية مما يؤدي إلى فشله ومن ثم ضياعه وتحطم آماله وأمنياته ، عندما كان ولي أمر الطالب يعتبر المدرسة هي بيت الطالب الثاني ، وكان يرى المعلم هوا الأب والأخ والقدوة للطالب ، أنعكس أثر ذلك على مستولى الطالب وتفوقه وحسن أخلاقه فقامت المدرسة بمساعدة البيت بدور التربية والتعليم .
ولكن كيف هوا وضع الطلاب في وقتنا الحاضر ؟ انعدمت الثقة بين المعلم وطلابه ، وساءت أخلاق الطلاب ، وأصبح يرفع صوته في وجه معلمه ، لأنه يعلم إن هذا المعلم لا يستطيع الرد عليه ، فإن قام بضربه أخذت عليه التعهدات ، وهدد بالنقل وقد يصل به الحال إلى الفصل من عمله ، كما إن اللائحة التنظيمية مجرد حبر على ورق لا يطبق منها شيء !!
بالله أجيبوني ماذا يعمل المعلم إذا وقف ضده البيت والطالب والوزارة وإدارة التعليم وإدارة المدرسة ؟؟؟ إن عامل الطلاب بالاحترام والأخلاق قالوا ضعيف شخصية ! وإذا استعمل الشدة في وقت لزومها أخذوا عليه التعهد بعدم العودة !! صدقوني أنا لا أدعوا إلى استعمال الضرب والشدة في المدارس .. ولكن كل ما أتمناه أن يبين ولي الأمر لأبنه فضل المعلم عليه في تربيته وتعليمه ، وألا يكون البيت سيفاً مسلطا على رقبة المعلم يتتبع عثراته ويتصيد أخطائه ..
أرجوا أن نتذكر فقط ما كان يعمل المأمون والأمين مع معلمهما ....

وســـن
16 -03- 2005, 12:35 PM
اختلفت المعايير وقُلبت المفاهيم رأساً على عقب

لم تصبح الأسر الآن كما في السابق تعلم أبنائها احترام المعلم

وكيف أن هذا الإنسان كالشمعة يحترق ليضيئ للآخرين الطريق

صدقت أيها الشفق

ينبغي أن يتعلم الطلاب مــــــن هو هذا المعلم؟؟

وللأسف حال التربية في مدارسنا لاحظته من خلال تدريسي حالٌ مؤلم حيرة: وكفــــــــــــــى

الشفق
18 -03- 2005, 11:37 PM
ألأخت وسن تحية طيبة . شرفني حضورك ، وأسعدني تواجدك وردك ، وأوافقك الرأي فإن التعليم هوا تشريف قبل أن يكون تكليف ، والمعلم مؤتمن على طلابه فيما يقوله لهم من معلومات وأفكار . فهوا بمكانة ألأب لصغيرهم ، وبمثابة ألأخ لكبيرهم ، يحن إليهم ، ويعطف عليهم ، ويشفق بهم ، ويرفق بضعيفهم ،
ولكن عندما تتسع الفجوة بين البيت والمدرسة وتنعدم الثقة بينهما ، يعود الضرر على الطالب سواء في أخلاقه أو على مستواه التعليمي .
ولهذا وجب على البيت أن يعطي الفكرة الطيبة للطالب عن دور المعلم وما يبذله من جهد جبار في ا لتربية والتعليم ، ولكن للأسف يقابل ذلك الجهد بالجحود والنكران من قبل البيت ، وأنا إذ أطرح هذا الموضوع لكنت أتمنى أن يكون هناك نقاش من قبل أولياء الأمور ممثلين لدور البيت وبعض ألأخوة المعلمين ممثلين لدور المدرسة حتى يصل الجميع لما فيه المصلحة العامة .