المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعادة أم التعاسة ؟ القرار بين يديك



فهدعريشي
19 -01- 2010, 01:30 AM
ترتعش يداه ..

وله نظرة لا ملامح لها
تحتار فيها
هل هي الحزن؟ أم اليأس؟
لا تعلم بالضبط فقط تحتار

هكذا هو ذلك الرجل المسن وقف أمامي مساء اليوم

لحيته البيضاء ملأته وقارا
كسر وقارها وهو يمد يده لي متسولا
يدعو لي
وقفنا طويلا ينظر كل منا للأخر
لا اعلم لماذا كان يتأملني
هل كان ينظر إلى ذكريات شبابه
ولا اعلم لماذا كنت أتأمله
هل كنت انظر مالذي وصل به إلى هذا الحال؟
قطع علينا رنين هاتفي النقال تفكيرنا ونظراتنا
مددت يدي إلي جيبي
أعطيته ظهري متشاغلا بمكالمتي
نسيته
ذهبت تباعدني عنه خطواتي نحو سيارتي
هممت بمغادرة المكان
بوقاره يقف بجانب نافذة سيارتي
يطرق عليها
ومازلت متشاغلا بمكالمتي
احترمني وانتظر انتهاء انشغالي
مد يده لي ليس تسولا
كان بها فئة نقدية كبيرة
تعجبت !!
فتحت نافذتي اسئله لماذا تعطيني كل هذا المبلغ
ابتسم وهو يقول ياولدي هذه لك سقطت منك عندما تناولت هاتفك من جيبك
شكرته كثيرا لأمانته
ناولته مكافأة مجزية
رفضها وسط استغرابي
ذهب وهو يدعو لي
توقفت طويلا انظر إليه
حتى اختفى
واختفت معه قصته
طفولته
وشبابه
وأحلامه
اعرف أن غدا يوم جديد
سوف تنسيني مشاعلها ذلك المتسول
ولكن سوف يظل سؤالي للأبد
لماذا ارجع لي المبلغ الكبير؟
ولماذا رفض المكافأة؟
ولماذا نظرنا لبعض طويلا؟
لماذا ماتت أحلامه؟
وما لذي جعل من جمال الحياة تسولا في نظره؟
كل منا له قصة
لا يهم
مدىجمالها
أو
مبلغ تعاستها
المهم يجب أن تعلم أنك من يكتب قصة حياته

تستطيع أن تجعلها جميلة
وتستطيع أن تجعلها تعيسة
القرار بين يديك

ملاكـ
19 -01- 2010, 03:34 AM
ماشاء الله تبارك الله
فهد
لديك قدره رائعه في السرد القصصي
تجعلنا نتخيل الحدث ذاته
وهاأنا تعايشتُ الموقف بحذافيره
وحدنا من نقرر أن نحيا بسعادة أو العكس .
أطيب تحيه .

فهدعريشي
19 -01- 2010, 08:10 PM
ملاك ...
لا أخفيك سرا.
وقفت طويلا امام ثنائك على مقالي
شكرا ملاك اشعلتي مسائي فرحا
وتركتي لفته رائعه ترسخ للابد
لك مني اطيب تحية مشرفتنا المتميزة

الشفق
19 -01- 2010, 08:48 PM
نعم إنه شيخ كبير في السن قد أحدودب ظهره وضعف بصره وقلت حيلته ، قد عبث الدهر به ، وأذاقه ما يذيقه من صنوف الشقاء ، وألوان الآلام .
إن كان لا بد من سعادة في هذه الحياة ، فسعادتها أن يعيش المرء فيها معتقداً أن لا سعادة له فيها ليستطيع أن يقضي أيامه المقدرة له على ظهرها هادئ القلب ، ساكن النفس ، لا يكدر عليه عيشة أمل كاذب ، ولا رجاء خائب .

تحياتي وتقديري أخي فهد عريشي

انبعاث الأمل
19 -01- 2010, 09:34 PM
نحن بالفعل من نكتب قصة حياتنا ولكن قد نحتاج إلى من يدعم تلك القصة لنتذوق حلاوتها ونتعايش معها.
موضوع في غاية الروعة اخي فهد.

شحرورة
20 -01- 2010, 12:55 AM
موضوع رائع
بارك الله فيك
ويعطيك العافية
لاعدمناك

فهدعريشي
20 -01- 2010, 06:43 PM
نعم إنه شيخ كبير في السن قد أحدودب ظهره وضعف بصره وقلت حيلته ، قد عبث الدهر به ، وأذاقه ما يذيقه من صنوف الشقاء ، وألوان الآلام .
إن كان لا بد من سعادة في هذه الحياة ، فسعادتها أن يعيش المرء فيها معتقداً أن لا سعادة له فيها ليستطيع أن يقضي أيامه المقدرة له على ظهرها هادئ القلب ، ساكن النفس ، لا يكدر عليه عيشة أمل كاذب ، ولا رجاء خائب .

تحياتي وتقديري أخي فهد عريشي


الشفق.. (ابو محمد)) بالفعل يجب علينا ان نكون معتدلين بلا امل كاذب او رجاء خائب
كلامك منبع الحكمة ابا محمد وحروفك ضيف جميل في صفحاتي
لا تحرمنا حكمتك لا تكن كالشفق فانه لا ياتي الا مرة واحد في اليوم
كن كالهواء فنحن لا نتستغني عنك ابا محمد
تقبل فائق تقديري لحكمتك

فهدعريشي
20 -01- 2010, 06:49 PM
نحن بالفعل من نكتب قصة حياتنا ولكن قد نحتاج إلى من يدعم تلك القصة لنتذوق حلاوتها ونتعايش معها.
موضوع في غاية الروعة اخي فهد.


أنبعاث أمل .....
تعليقك تأملته كثيرا
صدقت.... فنحن بلااشخاص يدعمون قصتنا لا شيء
نحن بلا أم نسعى لرضاها لا شيء
وبلا أصدقاء يضعون ايديهم على اكتافناكلما سقطنا لا شيء
وبلا انسانه تمنحنا الحب الصادق لا شيء
كن دائما بجواري انبعاث أمل فأنت مليء بالروح الجميلة
لا تحرمنا تواجدك

SSF
20 -01- 2010, 11:43 PM
أخي / فهـــــــــــــد
إن الإنسان إذا وصل للمرحله المتقدمه من عمره يكون على وعيٌ تام
بكل مدارك الفكر والفلسفه الواقعيه
والخبره التي تكفل له التمعن في كل الامور....!
وجدت هذا الشئ في طرحك حينما قرأته بإستمتاع ......
فمن يقرأ طرحك يجد
حكمة الكبار .. وتفرس الشباب .. وعظة القارئ ....!
أحسنت في إخيتار هذا الطرح الذي يستحق الثناء.
تقبل إحترامي
أخوك
ssf

فهدعريشي
21 -01- 2010, 03:33 AM
موضوع رائع
بارك الله فيك
ويعطيك العافية
لاعدمناك
شكرا لمرورك الشحرورة

فهدعريشي
21 -01- 2010, 03:36 AM
أخي / فهـــــــــــــد

إن الإنسان إذا وصل للمرحله المتقدمه من عمره يكون على وعيٌ تام
بكل مدارك الفكر والفلسفه الواقعيه
والخبره التي تكفل له التمعن في كل الامور....!
وجدت هذا الشئ في طرحك حينما قرأته بإستمتاع ......
فمن يقرأ طرحك يجد
حكمة الكبار .. وتفرس الشباب .. وعظة القارئ ....!
أحسنت في إخيتار هذا الطرح الذي يستحق الثناء.
تقبل إحترامي
أخوك

ssf

ssf
لمرورك على صفحاتي معنى جميل في ذاكرتي
كن دائما ضيفا جميلا كجمال روحك على مقالاتي
تقبل حبي وا خلاصي ssf

Saara
17 -02- 2010, 10:12 AM
كلماتك غايه الروعه والحكمة فهد انت حكيم دائما في مواضيعك ربي يقويك_....

فهدعريشي
17 -02- 2010, 02:45 PM
كلماتك غايه الروعه والحكمة فهد انت حكيم دائما في مواضيعك ربي يقويك_....


سارة ..
أناوهي ونحن وهن وهما على طريقة سحيماويات الوطن,,,
نتعلم الحكمة من فكرك الراقي الذي اشعل منتدى صامطة نشاطا وتميزا,,,
كوني دائما كما عهدناك نشاطا رائعا يلفت الأنظار.

أحمديحيى القيسي
17 -02- 2010, 05:51 PM
ماشاء الله تبارك الله
فهد
لديك قدره رائعه في السرد القصصي
تجعلنا نتخيل الحدث ذاته
وهاأنا تعايشتُ الموقف بحذافيره
وحدنا من نقرر أن نحيا بسعادة أو العكس .
أطيب تحيه .

أوافقك الرأي يا ملاك ، فالسرد القصصي هنا يجبرك على المتابعة حتى النهاية ،
جميل جداً ما قرأت
الفقر لا يعلم السرقة أبداً يا فهد ، فعزة النفس وإباؤها ترفع الرجل عن مثل هذا الفعل المخزي
كثير مما نرى من حالات التسول ليس دافعها الفقر والجوع فقط وإنما هي عمل تنظيمي، وهناك من يقف خلفه ..

للموضوع أبعاد كثيرة إذا ما أردنا التطرق لها يا عزيزي ،
شكراً لك

فهدعريشي
17 -02- 2010, 06:28 PM
أوافقك الرأي يا ملاك ، فالسرد القصصي هنا يجبرك على المتابعة حتى النهاية ،
جميل جداً ما قرأت
الفقر لا يعلم السرقة أبداً يا فهد ، فعزة النفس وإباؤها ترفع الرجل عن مثل هذا الفعل المخزي
كثير مما نرى من حالات التسول ليس دافعها الفقر والجوع فقط وإنما هي عمل تنظيمي، وهناك من يقف خلفه ..

للموضوع أبعاد كثيرة إذا ما أردنا التطرق لها يا عزيزي ،
شكراً لك


عزيزي أحمد يحي القيسي,,
فعلا يا صديقي . الفقر لا يعلم السرقة ,,, وكم من فقير عفيف لا تصلة الصدقات لبعده عن التسول حفاظا على كرامته التي لم يتبقى له من الدنيا سواها ,,
باع كل ثروته ,, واستثمرها وزوجته من أجل النجاح ,
بعد سنة واحد فقط هجرته زوجته لأنه فاشل ولم يعد يستطيع الأنفاق على البيت .
وخلفت له طفل مازال يبكي فقط من اجل الحليب ولم يعرف طريق الخطوات ,,
لم يذهب للتسول ,,
ذهب للبحث عن النجاح
وهو الان يمللك شركة تقدر بالملايين الدولارت ويدعم الطلاب في منح تعليميه ,
وابنه الذي كان يرهقة في العناية به اصبح مدير المبيعات بشركة والده ,,
وزوجته التي هجرته قدمت لها الاعلامية المميزة اوبرا دعوة لحضور الاحتفاء بنجاحهم من خلال البرنامج
ولكنها تجاهلت الحضور.

عزيزي أحمد اتمنى ان ارك يوميا في هذا المنتدى
تقبل حبي وشكري

أسامة مصلح
17 -02- 2010, 07:09 PM
ماكان ضيق العيش يورث (نزقاً) !!

كبير في عمره وكبير أيضا في أخلاقه .. ولا غرابة

حكته السنون وأظنته الليال بكل قسوتها
ولكن بداخله ظلت (رجولته) حية لم تشب
أو يغيرها مرور الوقت ,,

وحدك انت يا فهد مع مرور الوقت أزداد إعجابا بك ؛


لك ودي وتقديري / أسامة

فهدعريشي
17 -02- 2010, 07:38 PM
ماكان ضيق العيش يورث (نزقاً) !!

كبير في عمره وكبير أيضا في أخلاقه .. ولا غرابة

حكته السنون وأظنته الليال بكل قسوتها
ولكن بداخله ظلت (رجولته) حية لم تشب
أو يغيرها مرور الوقت ,,

وحدك انت يا فهد مع مرور الوقت أزداد إعجابا بك ؛


لك ودي وتقديري / أسامة



بالفعل يا أسامة ذاك المسن وكما قالت كلماتك الوسيمة
حكته السنون وأظنته اليال بكل قسوتها
ولكن بداخله ظلت رجولته حية لم تشب ’’


بعض الأحيان تكون الردود ابلغ من الموضوع نفسه
ونحن الان في تلك بعض الأحيان

شكرا حبيبي اسامة