المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرية أم جنون.. تلك التي تبوح للمرآة



أحمديحيى القيسي
19 -02- 2010, 12:43 AM
حرية أم جنون.. تلك التي تبوح للمرآة


بفكرة مثخنة بآهاتك التي تنبثق من العدم ، وتُشكِّل ملامحها من العتمة ، آن لك أن تجترح ألقك من زاوية مهملة يغتصبها إصرارك المتكلف .. حيث اللغة لا لون لها ولا رائحة ..
آن لك أن تقتحم مشوار نصك الطويل .. الذي قد لا يتعدى ورقة أو صفحة ويب كحد أقصى .. تسطر على نقائها المتلهف أحزانك التي تنهمر من عاطفتك الفارغة تماماً ..

كان يبوح للمرآة عن سر كينونته .. تلك التي لم يعد لها متسع في مساحات ذاته ..
يبكي .. كلما تذكر أنه يهبط من جسده إلى هاوية الجنون..
يضحك .. كلما تذكر أن هذا الجسد يصعد منه وكيف سيصبح وحيداً إلا من ظله ..
فيسافر في مشاهد درامية تتداعاها خيالاته .. يزداد منها انتشاؤه بقهقهات هستيرية..

- كم هي المسافة بين ذاتك وبين بيتها الجسد؟! ..
- قريبة .. لكنها ليست أقرب من الاستحالة ..
قالها قبل أن يخطو خطوته الأخيرة نحو الجنون ..

يا إلهي .. كم هو جميل هذا الجنون الذي أبعدني عنك وأحالني إلى بوهيميتي
الآن أحببتك أيها الجنون ..كم أنت رائع .. ربما أروع حتى من طفولتي التي لم أحياها يوماً .. وبالتالي لم أعشقها .. ربما لأني ولدت رجلاً كما قالت لي جدتي عندما شاهدتني أبكي ..

نعم.. رائع هذا الجنون الذي جعل الخطوات بين لساني وبين السلطة تسير في اتجاه معاكس ..

الآن - وبحكم جنوني - سأعترف بكل شيء
أكره الوظيفة والقيود الروتينية والقبلية و وأحبك يا…………
أتلفت .. أشعر أن عيون القبيلة تتبعني ..
- عفواً ..لا أستطيع الاعتراف .. فلعنة الخوف مازالت تطاردني .. يا إلهي .. حتى وأنا في قمة جنوني ؟!
فمتى سأبوح بحبر خالٍ من نكهة المجاملة والكذب أو النفاق الاجتماعي كما يزعمون ..
المجانين عادة لا يكذبون .. أما أنا فلا زلت أكذب .. يا للعنة

هاهم يتحدثون عن الحرية ..كلهم يتحدثون عنها بلغة غريبة وبعيدة ولا يفقهها أحد .. حتى هم
أي حرية تلك التي لا يمارسها أحد.. حتى المجانين ..
بالرغم من أنهم هم الأحرار فقط في هذه الحياة ..

يغمرني الشك بأن خوفي هذا هو مؤشر لعودتي إلى الوعي
أو أنني في حالة تتوسط المسافة بين الجنون وبين الوعي
لا.. لا.. أريد أن أصبح مجنوناً
المجانين وحدهم لا يخشون شيئاً .. لأنهم قد خسروا كل شيء
المجانين فقط هم الذين يستحقون الحياة ..
فالحياة جنون .. وسمعتهم يقولون ( خذ الحكمة من أفواه المجانين )
فالحكمة روح الحياة ..

سأعترف بكل شيء ، وسأبوح بما يعتريني وما يغمرني ، ولكنكم لن تسمعوني أيها الأحرار الأسوياء ..
ليس خوفاً ، ولكن لأني مجنون فلن يصدقني أحد ، لذا سأعترف للجمادات ، فهي أحق بحريتي من أي كائن يتوق إلى الحرية النقية ،
وحدها الجمادات تنصت إلى كل تعاليمي بكامل وقارها وبلا اعتراض .. تنصت فقط وليس بالضرورة أن تنفذ .. فالمهم أن تنصت ..
أنا ملك الجمادات إذن .. ملك لا ينازعه أحد على ملكه من قبل ومن بعد .. أنا الحاكم بأمر نفسه على نفسه ..
لا يجرؤ أحد أن يقول لي : لا .. ولو امتعاضاً..
كم أنت مخلصة ومطيعة ووفية أيتها الجمادات .. ربما حتى أفضل من بني جلدتي .. الذين يرفضون كل شيء .. حتى الحرية ..

أحمد القيسي
ظهران الجنوب 22/6/1430هـ

صامطية
19 -02- 2010, 12:53 AM
أخي أحمد :
بحت بمافي نفسك فأسهبت وصوبت سهمك للهدف فأصبته ولم تتخطاه , وكيف لاتصيب وقد مزجت في ماكتبت بين نواحي عديدة( اجتماعية ورومانسية خيالية وواقعية ).
حللت أهلاً ونزلت سهلاً في حديقتنا الغناء وهاأنت بموضوعك هذا غرست شجرة وارفة الظلال
أجبرتنا أن ننتظر مزيداً من الغرس كروعة هذا ..
سلمت يمينك ودمت لأحبابك
أختك / صامطية

معاذ آل خيرات
19 -02- 2010, 03:38 AM
.. المجانين عادة لا يكذبون .. أما أنا فلا زلت أكذب .. يا للعنة .




هنا تقاطعات وتداخلات حول فلسفة ..
وذلكَ بفلسفةٍ هيستيرية ..!

يالله يا أحمد ..

هنا لعنة تتمكننا ,
بالحرية الضائعة .. أو الجنون الأعقل ..!
...


نصٌ مغاير بحقّ .. يا صديقي .
قرأتكَ هُناك .. ووجدتُ أنّكَ لا تُملّ .!

.
ودٌ يمتدّ
.
.