المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإنسان وخلقه وتكريم الله سبحانه وتعالى له



ضيف الله مهدي
27 -03- 2010, 12:37 AM
الإنسان وخلقه وتكريم الله سبحانه وتعالى له
لقد كرم الله الإنسان وحمله في البر والبحر ورزقه من الطيبات ، وفضله على كثير من خلقه ، وأمر الملائكة أن تسجد لأبيه آدم ، وعلمه أسماء الأشياء ، وأسكنه فسيح جناته ، وجعله في الأرض خليفة ، وأرسل إليه رسله ، وأنزل عليه كتبه ، ونفخ فيه من روحه ، وجعل له السمع والأبصار والأفئدة ، وجعل له الأرض قرارا ، والسماء بناء ، والأنعام مأكلا ومركبا ، يشرب من ألبانها ، ويلبس من أوبارها وأشعارها ، ودحى الأرض بكل ما يحتاجه ، وأنزل له المطر من السماء ، ينبت به الزرع والفواكه ، ويحي به الأرض بعد موتها ، وجعل له الليل سكنا ، والنهار معاشا ، وسخر له الشمس والقمر والنجوم والأنهار والبحار وغيرها 0 وجعل عليه حفظة من الملائكة يتعاقبون عليه بالليل والنهار ، وآتاه من كل ما سأل ، فلا يمكن أن نحصي نعمه فهو الرحمن الرحيم الرؤوف بالعباد 0إن هذا الإنسان الذي خلقه الله لعبادته وابتلائه وامتحانه ، تتكون فيه صفات عجيبة متباينة ، آية من آيات عظمة الله ، فيه من العبر والحكم ما يجب على المسلم معرفتها وتأملها والتوقف عندها 0 قال تعالى : ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) الذاريات ـ 21 0 وهذا الإنسان يمرض جسديا ، ويمرض نفسيا وعقليا ، فإذا مرض هذا الإنسان توقف عن عبادة ربه ، ولهذا فإن الله قد أنزل الشفاء والدواء ، وأمر الإنسان أن يهتم بصحته الجسمية والنفسية ، وفي القرآن الكريم والإلتزام بالمنهج الإسلامي القويم تمام الصحة النفسية ، والتي إذا تأثرت ومرضت ، تعطل الإنسان 0 مراحل تخليق الإنسان كما وصفها القرآن الكريم مرحلة التراب : هذا الإنسان المخلوق العجيب والآية من آيات الله سبحانه ، كان خلقه بداية من طين أو من تراب ، فأبو البشرية هو آدم عليه الصلاة والسلام خلقه الله من تراب 0 قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) 0 المؤمنون ـ 12 0 قال تعالى : ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ) 0 غافر ـ 67 0 قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون ) 0 الحجر ـ 26 0 قال تعالى : ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون () فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) الحجر 28ـ29 0 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم بنو آدم ، وآدم خلق من تراب ، ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم ، أو ليكونن أهون على الله تعالى من الجعلان ) رواه أبو بكر البزار في مسنده من حديث حذيفة 0 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الناس بنو آدم ، وخلق الله آدم من تراب ) 0 رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث أبي هريرة 0 وإذا أردنا أن نعرف الصلصال فهو : الطين اليابس الذي يصلصل عند نقره ، المتخذ من الطين الرطب الآشن 0 أما الحمأ المسنون ، فهو الطين الأسود المتغير 0 وعندما قال الله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) أي أن أصل الإنسان وأصل الحياة كلها من طين هذه الأرض ، ومن عناصره الرئيسية التي تتمثل بذاتها في تركيب الإنسان الجسدي ، وتركيب الأحياء أجمعين 0 ذكر بن كثير في كتابه تفسير القرآن العظيم عن الآية : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين 00 ) أنه تعالى يخبر عن ابتداء خلق الإنسان من سلالة وهو آدم عليه السلام ، خلقه الله من صلصال من حمإ مسنون 0 وقال الأعمش عن المنهال بن عمرو وعن أبي يحيى عن ابن عباس ( من سلالة من طين ) قال من صفوة الماء 0 وقال مجاهد من سلالة أي من مني آدم ، وقال بن جرير إنما سمي آدم لأنه مخلوق من طين ، وقال قتادة استل آدم من الطين وهذا أظهر في المعنى وأقرب إلى السياق ، فإن آدم عليه الصلاة والسلام خلق من طين لازب وهو الصلصال من الحمإ المسنون ، وذلك مخلوق من التراب كما قال تعالى : ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ) 0 وقال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا أسامة بن زهير عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خلق آدم من قبضة قبضتها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والخبيث والطيب وبين ذلك ) 0 وجاء في ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) في تفسير قوله تعالى للآية الكريمة ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) أن معنى خلق الله سبحانه وتعالى للناس من تراب ، أنه خلق أباهم آدم منها ، كما قال تعالى : ( إن مثل عيسى عن الله كمثل آدم خلقه من تراب ) آل عمران ـ 59 0 ولما خلق أباهم من تراب وكانوا تبعا له في الخلق ـ صدق عليهم أنهم خلقوا من تراب 0
• كيف ارتقى هذا الطين من طبيعته العنصرية المعروفة إلى أفق الحياة العضوية أولا ، وإلى أفق الحياة الإنسانية أخيرا ؟
هذا هو السر الذي يعجز عن تعليله البشر أجمعون ، ولا يزال سر الحياة في الخلية الأولى خافيا ولا يزعم أحد أنه اهتدى إليه 0 أما سر الحياة الإنسانية العليا بما فيها من مدارك وإشراقات وطاقات متميزة على الخلائق الحيوانية جميعها تتفوق تفوقا حاسما منذ بدء ظهور الإنسان ، فهنا سر لا تزال النظريات تتخبط حوله 0 ولكن القرآن الكريم يفسر لنا ذلك التفرد ، قال تعالى : ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي 000الآية ) الحجر ـ 29 0 إنها روح الله ، تنقل هذا التكوين العضوي الوضيع إلى ذلك الأفق الإنساني الكريم ، منذ بدء التكوين وتجعله ذلك الخلق المتفرد الذي توكل إليه الخلافة في الأرض بحكم تفرد خصائصه منذ بدء التكوين 0 ( عبد العزيز , د0ت ) 0
مرحلة النطفة قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين () ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ) المؤمنون ـ 12ـ13 0 وقال تعالى : ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة ) الحج ـ 5 0
وقال تعالى : ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى () من نطفة إذا تمنى ) النجم ـ 45ـ46 0 وقال تعالى : ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى () ألم يك نطفة من مني يمنى () ثم كان علقة فخلق فسوى ) القيامة ـ 36ـ38 0 وقال تعالى : ( قتل الإنسان ما أكفره () من أي شيء خلقه () من نطفة خلقه فقدره () ثم السبيل يسره () ثم أماته فأقبره ) عبس ـ 17ـ21 0 وقال تعالى : ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ) غافر ـ 67 0
وفي صحيح البخاري حدثنا مسدد قال حدثنا حماد عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل وكل بالرحم ملكا يقول يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة فإذا أراد أن يقضي خلقه قال أذكر أم أنثى شقي أم سعيد فما الرزق والأجل فيكتب في بطن أمه 0
أنواع النطف :
هناك ثلاثة أنواع من النطف وهي :
1ـ نطفة الذكر : وهي الحيوانات المنوية الموجودة في المني ، وتنتج في الخصية 0
2ـ نطفة الأنثى : وهي البويضة الموجودة في المبيض 0
3ـ نطفة الأمشاج : وهي البويضة الملقحة بالحيوان المنوي 0 قال تعالى : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ) 0 الإنسان ـ 2 0 نطفة الأمشاج : قال الله تعالى : ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا () إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ) الإنسان ـ 1 0
أمشاج لفظا ومعنى : أخلاط ، جمع مشج ومشيج ، مثل شريف وأشراف 0 أمشاج يقال للشيء إذا خلط بغيره ، مشيج كخليط لفظا ومعنى 0 قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : أمشاج يعني أخلاط 0 وقال الطبري في تفسيرة للآية : إنا خلقنا ذرية آدم من نطفة ، يعني من ماء الرجل وماء المرأة ، والنطفة كل ماء قليل في وعاء كان ذلك ركية أو قربة 0 وقال الإمام ابن القيم : " ومني الرجل وحده لا يتولد منه الولد ما لم يمازجه مادة أخرى من الأنثى " ويقول أيضا " إن الأعضاء والأجزاء والصورة تكونت من مجموع المائين ، وهذا هو الصواب " 0 فالآية القرآنية الكريمة والحديث النبوي الشريف يشيران بما لا يدع مجالا للشك أن هناك اختلاطا وامتزاجا بين نطفة الرجل ونطفة المرأة ، وأن كليهما يشارك في تخليق الإنسان 0
مرحلة العلقة : قال تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق () خلق الإنسان من علق ) العلق ـ 1ـ2 0 وقال تعالى : ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ) غافر ـ 67 وبالبحث عن معنى لفظ العلقة لغويا في معجم اللغة وجدت الآتي : جاء في المصباح المنير " أعلقت ظفري بالشيء أنشبته ، وعلقت الشيء بغيره فتعلق ، وعلق الوحش بالحبالة علوقا ، أي تعلق ، ومنه قيل علق الخصم بخصمه وتعلق به ، وعلق الشوك بالثوب إذا أنشب به واستمسك ، وعلقت المرأة أي حبلت " 0
مرحلة المضغة : قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين () ثم جعلناه نطفة في قرار مكين () ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) المؤمنون ـ 12ـ14 0 وقال تعالى : ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) الحج ـ 5 0
مرحلة المضغة في علم الأجنة والتشريح : في الأسبوع الثالث يتكون الجنين من ثلاث طبقات وهي : الأكتودرم ، والميزودرم ، والأندودرم ، أي الطبقة الخارجية ثم المتوسطة ثم الداخلية ، كما يكون اللوح الجنيني في ذلك الوقت كمثري الشكل ذو جهة رأسية عرضية وأخرى مؤخرية دقيقة 0 فطبقة الأكتودرم الخارجية تحتوي في وسطها من الجهة المؤخرية على الشريط الأولي ، أما في الجهة الأمامية منها فيظهر الحبل الظهري من العقدة الأولية 0 وطبقة الأنتودرم الداخلية هي تكوين الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي 0 أما طبقة الميزودرم المتوسطة وهي التي ظهرت نتيجة لنشاط خلايا الشريط الأولي ، وهذه الطبقة تنمو نموا سريعا حيث يظهر ميزاب طولي على كل من جانبيها ويقسمها إلى ثلاثة أقسام وهي :
1ـ ميزودرم بجانب المحور 0
2ـ ميزودرم وسطى ومنها يخلق الله الجهاز البولي التناسلي 0
3ـ ميزودرم وحشي ومنه يخلق الله الأوعية الدموية والقلب وعضلات الجهاز الهضمي 0 أما الميزودرم الذي يلامس محور الجنين وهو القسم الأول ، فتظهر به جملة شقوق تقسمه إلى قطاعات تسمى الكتل البدنية على جانبي محور الجنين ، ويبلغ عددها عند اكتمالها 45 كتلة على كل جانب ، وذلك من القمة إلى المؤخرة ، وأول ظهور هذه الكتل هو اليوم الحادي والعشرون منذ بدء التلقيح 0
وهذه الكتل هي الأساس الذي يقوم عليه الجهاز العضلي والهيكلي ، كما يمكن معرفة عمر الجنين بمعرفة عدد الكتل البدنية 0 ويبدأ تكون هذه الكتل من منطقة الرأس للحبل الظهري ، وتمتد إلى منطقة المؤخرة ، وعند اكتمال نموها تصل إلى 42ـ 44، كما ذكرنا ويكون تفصيلها كالآتي : ــ 4ــ5 قطع تكون الجمجمة 0 ــ 8 قطع وهي : الفقرات العنقية 0 ــ 12 قطعة صدرية 0 ــ 5 قطع قطنية 0 ــ 5 قطع عجزية 0 ــ 5ــ10 قطع عصعصية 0
مخلقة وغير مخلقة : قال تعالى : ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة 000 ) الحج ــ 5 0 • بعضا من أقوال علماء التفسير روي عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال : " إن المخلقة هي المصورة ، وغير المخلقة هي غير المصورة " 0 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : " مخلقة أي تامة الخلق ، وغير مخلقة غير تامة الخلق " وروي عنه أيضا مصورة وغير مصورة 0 أما الإمام الطبري فيقول : " وأختلف أهل التأويل في مخلقة وغير مخلقة فقال بعضهم : هي من صفة النطفة ، قال : ومعنى ذلك فإنا خلقناكم من تراب ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة ، قالوا : فأما المخلقة فما كان سويا ، وأما غير المخلقة فما دفعته الأرحام من النطفة وألقته قبل أن يكون خلقا " 0
• أقوال علماء الأجنة والتشريح :
قال الدكتور محمد علي البار في كتابه ( خلق الإنسان بين الطب والقرآن ) : " في الكرة الجرثومية ( البلاستولا ) خلايا يخلق الله منها الجنين وخلايا كثيرة خارجية لا يخلق منها الجنين وإنما وظيفتها العلوق بجدار الرحم ، وتغذية الجنين ، وعلى هذا فإن تقسيم الكرة الجرثومية إلى خلايا خارجية غير مخلقة وخلايا داخلية مخلقة أولا يناقض القول بأن السياق يدل على أن ــ مخلقة وغير مخلقة ــ هي من صفة المضغة 0 ويقول الدكتور عزيز عبد العليم رئيس قسم وأستاذ جراحة الأطفال في جامعة طنطا وهو : " أن المخاطبين بهذه الآية هم عموم الناس جميعا ، وأن مخلقة وغير مخلقة تتحدث عن خلايا غير متميزة وهي خلايا عميمة ولها القدرة بأمر خالقها وبارئها على التشكل والتحول ، وهي موجودة في الجنين في مرحلة المضغة وما بعدها ، وتعرف بالخلايا الميزانيكيمية ومصدرها الطبقة المتوسطة ( الميزودرم ) وهذه الخلايا تتحول إلى خلايا متميزة عندما تكوّن العظام أو خلايا الدم الحمراء أو البيضاء أو عندما تلتئم الجروح والكسور ، ولها دور هام في الجنين في الطفل ، بل وفي البالغ الكبير 0 هذه الخلايا غير المتميزة هي الخلايا غير المخلقة ، وأما الخلايا المتميزة فهي المخلقة ، وعلى ذلك فإن مخلقة وغير مخلقة هي صفة للمضغة ، وما بعد المضغة حتى نهاية العمر 0
صفات الإنسان في القرآن الكريم :
الصفة الأولى ـ الضعف : قال تعالى : ( وخلق الإنسان ضعيفا ) النساء ــ 28 0
الصفة الثانية ـ اليأس والفرح والفخر والإسراف : قال تعالى : ( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤس كفور () ولئن أذقناه نعمآء بعد ضرآء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور ) هود ـ 9ـ10 0
الصفة الثالثة ـ الظلم والكفر : قال تعالى : ( إن الإنسان لظلوم كفار ) إبراهيم ـ 14
الصفة الرابعة ـ الخصام والجدال : قال تعالى : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) الكهف ـ 54
الصفة الخامسة ـ العجلة : قال تعالى : ( وكان الإنسان عجولا ) الإسراء ـ 11 0
الصفة السادسة ـ البخل : قال تعالى : ( قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ) الإسراء ـ 100 0
الصفة السابعة ـ الجهل : قال تعالى : ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) الأحزاب ـ 72 0
الصفة الثامنة ـ النسيان : قال تعالى : ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما )
الصفة التاسعة ـ الهلع والجزع : قال تعالى : ( إن الإنسان خلق هلوعا () إذا مسه الشر جزوعا () وإذا مسه الخير منوعا () إلا المصلين ) المعرج ـ 19 0
الصفة العاشرة ـ الوسواس : قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) ق ـ 16 0
الصفة الحادية عشرة ـ الغرور : قال تعالى : ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) الانفطار ـ
الصفة الثانية عشرة ـ الكدح والمكابرة : قال تعالى : ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) الانشقاق ـ 6 0
الصفة الثالثة عشرة ـ الطغيان والكنود : قال تعالى : ( كلا إن الإنسان ليطغى () أن رآه استغنى ) العلق ـ 5ـ7 0 وقال تعالى : ( إن الإنسان لربه لكنود ) العاديات ـ 0
الصفة الرابعة عشرة ـ الغفلة والإعراض : قال تعالى : ( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأ بجانبه ) فصلت ـ 51 0
الصفة الخامسة عشرة ـ الخسارة : قال تعالى : ( والعصر () إن الإنسان لفي خسر () إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) العصر 0
الصفات التي يحبها الله في الإنسان :
1ـ الصبر 0 قال تعالى : ( والله يحب الصابرين ) آل عمران ـ 146 0
2ـ جهاد أعداء الله 0 قال تعالى : ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) الصف ـ 4 0
3ـ القسط والعدل 0 قال تعالى : ( إن الله يحب المقسطين ) الممتحنة ـ 8 0
4ـ التوكل عليه 0 قال تعالى : ( إن الله يحب المتوكلين ) آل عمران ـ 159 0
5 ـ الإحسان 0 قال تعالى : ( إن الله يحب المحسنين ) البقرة ـ 95 0
6ـ إتقان العمل 0 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) رواه أبو يعلى عن عائشة 0
7ـ التوبة 0 قال تعالى : ( إن الله يحب التوابين ) 0
8ـ التقوى 0 قال تعالى : ( فإن الله يحب المتقين ) آل عمران ـ 76 0
9ـ الطهارة 0 قال تعالى : ( والله يحب المطهرين ) التوبة ـ 108 0
وهناك صفات أخرى يحبها الله في الإنسان وهي : الغني الخفي ، والمؤمن المحترف ، ورؤية نعمة الله على العبد ، والغيرة ، والسماحة ، والتعفف ، ومعالي الأمور ، والعدل ، والمؤمن القوي ، والحب في الله ، والعفو ، ودوام العمل ، والنصيحة ، وحب المعروف ، وحسن الخلق 0
الصفات التي يبغضها الله في الإنسان :
1ـ الجهر بالسوء 0 قال تعالى : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) النساء ـ 148 0
2ـ الاعتداء 0 قال تعالى : ( إن الله لا يحب المعتدين ) البقرة ـ 190 0
3ـ الكفر والإثم والخيانة 0 قال تعالى : ( والله لا يحب كل كفار أثيم ) 0
4ـ الظلم 0 قال تعالى : ( إنه لا يحب الظالمين ) الشورى ـ 40 0
5ـ الاختيال والفخر 0 قال تعالى : ( إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ) النساء ـ 107 0
6ـ الإفساد 0 قال تعالى : ( إن الله لا يحب المفسدين ) المائدة ـ 145 0 7ـ التكبر 0 قال تعالى : ( إنه لا يحب المستكبرين ) 0
8ـ الفرح بأمور الدنيا 0 قال تعالى : ( إن الله لا يحب الفرحين ) القصص ـ 76 0
9ـ الإسراف 0 قال تعالى : ( إنه لا يحب المسرفين ) الأعراف ـ 31 0
10ـ عدم البشاشة في وجوه الإخوان 0 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبغض المعبس في وجوه إخوانه ) رواه الديلمي 0
11ـ الفحش 0 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبغض الفاحش المتفحش ) رواه أحمد 0
12ـ البذخ 0 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبغض البذخين الفرحين ) رواه الديلمي 0
13ـ السائل الملحف 0 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبغض السائل الملحف ) رواه أبو نعيم 0
14ـ الغني الظلوم والشيخ الجهول والعائل المختال 0 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبغض الغني الظلوم والشيخ الجهول والعائل المختال ) رواه الطبراني 0
الإنسان في علم النفس :
علم النفس يدرس سلوك الإنسان ، ومن خلال تلك الدراسة توصل إلى العديد من النظريات ، والكثير من المعلومات عن الإنسان ، وهو يدرس النفس الإنسانية 0 والبعض لا يرى تسمية علم النفس بهذا الاسم ، وإنما الأفضل أن يكون المسمى علم السلوك 00 وعلم النفس يدرس النمو الجسمي عند الإنسان والمراحل الزمنية ، وكيفية تأثير تلك المراحل على النفس الإنسانية كما أنه يدرس كيفية تشكل الشخصية الإنسانية ، والتنشئة الاجتماعية ، والكثير عن الإنسان 0 ويمر الإنسان منذ بداية الحمل وهو في بطن أمه وخلال مراحل حياته بعد ولادته في مراحل نمو متميزة ، أمكن للعلماء في ميادين العلم المختلفة وفي علم النفس أن يحددوا خصائصها ، وبداياتها ، ونهاياتها في سنين العمر ، ويمكن تلخيص مراحل نمو الإنسان منذ الحمل به وحتى شيخوخته في مراحل النمو الزمنية التالية :
1ـ مرحلة ما قبل الولادة : وتبدأ منذ لحظة الحمل حتى الولادة ، وتمتد تسعة شهور تقريبا ، وإن كانت في بعض الحالات تقتصر على سبعة أشهر فقط 0
2ـ مرحلة المهد أو الرضاعة : وتشمل السنتين الأولى والثانية من العمر 0
3ـ مرحلة الطفولة : وتشمل السنوات من الثالثة حتى الثانية عشرة تقريبا للبنين ، ومن الثالثة إلى العاشرة أو الحادية عشرة للبنات تقريبا 0
وتنقسم هذه الفترة أيضا إلى ثلاث مراحل متميزة وهي :
أ ـ الطفولة المبكرة من 3ـ5 سنوات 0
ب ـ الطفولة المتوسطة من 6ـ8 سنوات 0
ج ـ الطفولة المتأخرة من 9ـ12 سنة عند البنين ، ومن 9ـ 10 عند البنات 0
4ـ مرحلة المراهقة :
وتشمل السنوات من الثالثة عشرة حتى العشرين تقريبا عند البنين ، ومن الحادية عشرة إلى العشرين تقريبا عند البنات 0
وتنقسم هذه المرحلة أيضا إلى أربع مراحل متميزة وهي :
أ ـ مشارف المراهقة من 13ـ14 سنة عند البنين ، ومن 11ـ12 سنة عند البنات 0
ب ـ المراهقة الأولى أو المبكرة من 15ـ16 سنة عند البنين ، ومن 13ـ14 سنة عند البنات 0
ج ـ المراهقة الوسطى من 17ـ18 سنة عند البنين ، ومن 15ـ17 سنة عند البنات 0
د ـ المراهقة المتأخرة من 19ـ20 سنة عند البنين ، ومن 18ـ20 سنة عند البنات 0
5ـ مرحلة الشباب : وتشمل السنوات من الحادية والعشرين حتى الخامسة والعشرين 0 6ـ مرحلة أواسط العمر : وتشمل السنوات من السادسة والعشرين حتى الخمسين من العمر0
7ـ مرحلة الكهولة : وتشمل السنوات من الحادية والخمسين حتى الخامسة والستين 0 8ـ مرحلة الشيخوخة : وتشمل السنوات بعد الخامسة والستين من العمر 0
كيف تتشكل الشخصية ؟
يولد الطفل كائنا حيا تنحصر علاقته مع البيئة في جوانب محدودة ، تنحصر أساسا في التغذية والإخراج 0 ولكن سرعان ما تكتسب البيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل أهمية بالغة 0 فالأم تقدم للطفل الطعام والراحة والدفء ، فيرتبط وجودها بإرضاء حاجات الطفل ، ويصبح وجودها في حد ذاته مطلبا هاما عنده 0 كذلك الأب والراشدون المحيطون بالطفل يداعبونه ، ويعطونه الاهتمام 00 ويكتسبون أيضا مع الأم أهمية كبيرة في الحياة النفسية للطفل 0 وهذه البيئة الاجتماعية المحيطة بالطفل منذ الميلاد ، يمكن النظر إليها باعتبارها ممثلة للمجتمع الأكبر تحمل قيمه ومثله ، وتقاليده وعاداته 0 ومن خلالها يحاول المجتمع أن يشكل الطفل الوليد حسب النماذج التي يرتضيها المجتمع 0 فالطفل إذن متعلق بالبيئة المحيطة به لبقائه البيولوجي ورضائه النفسي 0
والبيئة تحاول أن تشكل هذا الطفل حسب نماذج موضوعة مسبقا النمو الاجتماعي للإنسان : التطبع الاجتماعي : يدرك الإنسان الزمان والمكان ، وهو لا يعيش اللحظة التي يمر بها فقط ، بل يعايشها وهو قادر في الآن نفسه على استحضار الماضي وتصور المستقبل 00 لذلك كونت الإنسانية تراثا حضاريا يتمثل في القيم والعادات والتقاليد ، وأساليب السلوك 0 والإنسان الفرد يولد معتمد على غيره ، متمركزا من حول نفسه ، لا يهدف إلاّ إشباع حاجاته الفسيولوجية ، ولا يستطيع إرجاء أو إبدال أو إعلاء أي منها ، وهو في سلوكه أقرب إلى الحيوان منه إلى الإنسان 0 والإنسان ينزع إلى تحقيق اللذة وتجنب الألم ، ولكنه في ضوء التنشئة الاجتماعية يكتسب سمة الخضوع للواقع ، ومن ثم فإن سلوكه يخضع لمبدأ الواقع ويسايره ، رغم سعيه للذة ، وتجنبه للألم 0 التكوين الانفعالي للطفل : تشهد هذه الفترة الطفولية نشاطا انفعاليا متزايدا يبلغ في نهاية السنة الثالثة والرابعة ، ويظهر في غضب الطفل وخوفه وفي حنانه وغيرته 0
مميزات انفعال الطفل :
1ـ التنوع : انفعالات الطفل أكثر تنوعا وأشد تعقدا من انفعال الوليد الذي يتسم بالغموض والبساطة والعموم 0
2ـ التقلب :
3ـ التطرف في الشدة والحدة 0
4ـ انفعالات قصيرة المدى 0
5ـ شفافية الحالة الانفعالية لدى الطفل 0
التكوين الانفعالي وخصائصه في الطفولة المتأخرة : تتميز طفولة هذه الفترة بالاستقرار النفسي في شتى مظاهر الانفعالات ، وهذا ما جعل العلماء النفسيين يدعون هذه الطفولة بالطفولة ، بالطفولة الهادئة الوادعة ، كما دعوا الفترة المبكرة فيها بالطفولة الثائرة الهائجة 0
وأهم خصائص الطفولة الانفعالية في هذه الفترة ما يلي :
1ـ استقرار نسبي في الانفعالات المتعددة ، وتجمعها حول انفعالات معدودة 0
2ـ اعتدال في التقلب الانفعالي 0
3ـ يبدأ الطفل خلال هذه الفترة بإنشاء استقلال ذاتي 0
4ـ قلة في التقلب الانفعالي 0
5ـ يسلك الطفل في هذه الفترة أنواعا من السلوك الانفعالي 0
6ـ استمرار دوافع الغيرة لدى الطفل في فترة متأخرة ، ولكنها تنتقل إلى زملائه في المدرسة أو اللعب 0 التكوين الانفعالي عند الشباب : يتأثر التكوين الانفعالي للإنسان بمراحل نموه العضوي ، وخاصة ما يتصل بنشاط الغدد وطبيعة هرموناتها 0 وحيث أن الشباب يعتبر مرحلة تكامل جسمي في الأجهزة الداخلية والخارجية ، وتكامل إدراكي في اتساع الحياة وتجاربها ، ونضوج جنسي ، لذا فإن التكوين الانفعالي للشباب يسير نحو اتزان الرجولة ، واستقرار العواطف والمزاج الفردي 0
وأهم ما تتميز به الحياة الانفعالية للشباب ما يلي :
1ـ تمايز تام في الانفعالات وظهور العواطف 0
2ـ تآلف عائلي ، وانسجام في حياة المنزل 0
3ـ بحث عن شريكة الحياة لإقامة خلية زوجية 0
أهم العناصر في تكوين الشخصية :
وهذه العناصر هي العناصر التي يختلف فيها الأفراد عن بعضهم البعض ، وأهم العناصر في تكوين الشخصية الإنسانية ما يلي :
1ـ الجسم : أول ما يطالعنا من شخصية أي فرد أو أي إنسان لا نعرفه من قبل هي : قامته ، وقسمات وجهه 0
وقديما قال الشاعر :
ترى الرجل النحيف فتزدريه
وفي أثوابه أسد زئير
ويعجبك الطرير فتبتليه
فيخلف ظنك الرجل الطرير
وفي قصة الإمام أبو حنيفة مع رجل جلس إلى حلقته ، فيها الدلالة على ما للجسم والهيأة من وقع في نفوس مشاهديه ، حتى ولو كانوا من ذوي الثقافة العالية والعلم ، كالإمام أبي حنيفة هذا أثر الجسم على الغير ، أما أثر الجسم على صاحبه فله دلالة أخرى 0 ويقول المثل : " العقل السليم في الجسم السليم " وهذا حق إذا فهمنا من سلامة العقل اتزانه واعتداله 0
وليس من شك في أن الجسم العليل والأعصاب الضعيفة لها كلها أثر سيء على الكيان النفسي لصاحبها 0وهناك الكثير من الخبرات التي يعاني أصحابها من شكل الجسم وحجمه ، وما حصل لهم بسبب شكل أجسامهم من معاناة ، سواء حينما كانوا على مقاعد الدراسة 0 أو عندما كبروا ورغبوا في الزواج والاستقرار ، فكم من فتاة أحجم عنها الخطاب والمتقدمون للزواج سواء بسبب قصر قاماتهن أو السمنة التي كن عليها ، أو النحافة الشديدة وكم من فتى صد الباب في وجهه ولم توافق عليه فتاة للزواج سواء بسب القصر أو اللون أو السمنة المفرطة ، وسأذكر هنا بعضا مما عرض علي 0
2ـ المزاج :
حاول الأقدمون تفسير ما كانوا يلاحظونه من فروق بين الأفراد ، فوضع جالينوس نظرية الأمزجة الأربعة التي شاعت في عالمنا العربي بعد ترجمة كتب اليونان في العصر العباسي الأول 0
وكان جالينوس قد قال أن بالجسم أربعة أمزجة غالبة ، وكل إنسان يغلب عليه مزاج ، والأمزجة التي ذكرها جالينوس هي :
أ ـ المزاج الدموي : وصاحبه مرح متفائل منبسط ، كثير النشاط وكثير التقلب 0
ب ـ المزاج الصفراوي : وصاحبه عنيد صلب وعنيف ، نشيط وثابت الانفعال 0
ج ـ المزاج السوداوي : وصاحبه ينفعل بقوة ، وصاحبه انطوائي ، ويتامل ويتخيل ويكتئب ويتشاءم 00 والآخرون ينفعلون ويتأملون ويتخيلون ويكتئبون ويتشاءمون ، ولكن صاحب المزاج السوداوي أكثر من غيره 0
د ـ المزاج البلغمي : وصاحبه سطحي خامل بليد شره 0
3ـ الذكاء : الذكاء من الأشياء التي تعلن عن نفسها بآثارها 0 فإذا رحت تسأل عن كنهها وقفت حائرا لا تدري شيئا 0 فالكهرباء مثلا ما فتئ الإنسان يتوسع في استخدامها في أغراضه الحضارية ، دون أن يدرك ماهيتها على التحقيق 0 لذلك قل أن اتفق باحثان على تعريف الذكاء ومن تعاريف العلماء للذكاء ما يلي : ـ يقول شترن :" الذكاء هو استعداد الفرد لأن يكيف تفكيره للمواقف الجديدة بصورة شعورية0 ـ ويعرفه ترمان بقوله : " يكون الشخص ذكيا بنسبة قدرته على التفكير المجرد " 0 ـ أما بينيه فيقول : " القدرة على الحكم السليم ، والفهم الصحيح ، والاستدلال الصائب هي من عناصر الذكاء الأساسية " 0 ـ أما ودرو فيعرف الذكاء فيقول : " الذكاء هو القدرة على اكتساب القدرة " ، ويقصد القدرة على التعلم 0 ـ أما جاريت فيعرف الذكاء فيقول : " الذكاء هو القدرة على النجاح في المدرسة أو الكلية " 0
ومن الصفات الأخرى التي يختلف فيها الأفراد عن بعضهم البعض ما يلي :
أ ـ القدرات الخاصة 0
ب ـ القدرات الطائفية 0
ج ـ الاستعدادات 0
د ـ المواهب 0
نهاية الإنسان الموت :
كيف يحدث الموت ؟ يجيبنا على هذا السؤال ، بينا الكريم عليه الصلاة والسلام فقد قال : ( إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال على الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من الجنة ، وحنوط من الجنة ، حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم جاء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ثم قال : اخرجي أيتها النفس المطمئنة ، اخرجي إلى رحمة من الله ورضوانه ، فتنسل نفسه كما تقطر القطرة من السقاء ) أخرجه أحمد عن البراء بن عازب 0 هل عقل الإنسان يتغير بالموت ؟ لا يتغير العقل كما دلت النصوص بالموت ، وإنما يتغير البدن والأعضاء ، فيكون الميت عاقلا ، مدركا ، عالما بالآلام واللذات كما كان ، لا يتغير من عقله شيء ،وليس العقل المدرك هو هذا العضو أو ذاك ، بل هو شيء باطن ليس له طول ولا عرض ، بل الذي لا ينقسم في نفسه هو المدرك للأشياء 0 ولو تناثرت أعضاء الإنسان كلها ، ولم يبق إلا الجزء المدرك الذي لا يتجزأ ولا ينقسم ، لكان الإنسان العاقل بكماله قائما باقيا ، وهو كذلك بعد الموت ، فإن ذلك الجزء لا يحله الموت ، ولا يطرأ عليه العدم 0 والدليل على ذلك ما رواه عطاء بن يسار ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( يا عمر : كيف بك إذا أنت مت فانطلق بك قومك ، فقاسوا لك ثلاثة أذرع في ذراع وشبر ، ثم رجعوا إليك فغسّلوك وكفنوك وحنطوك ، ثم احتملوك حتى يضعوك فيه ، ثم يهلوا عليك التراب ويدفنونك ، فإذا انصرفوا عنك أتاك فتّانا القبر : منكر ونكير ، أصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف ، يجران أشعارهما ، ويبحثان القبر بأنيابهما ، فتلتلاك وترتراك ، كيف بك عند ذلك يا عمر ؟ فقال عمر : ويكون معي مثل عقلي الآن ؟ قال : نعم ، قال : إذاً أكفيكهما ) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور ، والبيهقي في الاعتقاد من وجه صحيح 0 وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتّان القبر ، فقال عمر : أترد علينا عقولنا يا رسول ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعم كهيئتك اليوم ) فقال عمر : بفيه الحجر 0 صحيح الترغيب والترهيب مجلد 4 ، بسند حسن 0
ومعنى ( بفيه الحجر ) أي بفم الملك الحجر ، قالها عمر رضي الله عنه لحسن ظنه بربه على ما سيكون عنده من حسن الجواب 0

الشفق
27 -03- 2010, 04:17 PM
بحث رائع وجميل ومتكامل أخي الفاضل الدكتور ضيف الله مهدي
لقد كرم الله ابن آدم حيا وميتا فحتى دفنه كرامة له من عبث الحيوان والهوام به وسترا لعورته
لي سؤال اخي الفاضل : تحدثت عن قدرة الله في خلق الإنسان من نطفة ثم علقة وتعرضت للحديث
عن الأمشاج المختلطة بين المني والبويضة وهنا يأتي السؤال ( هل ترى إن عمليات الحقن المجهري والأنابيب
نوعا من أنواع الفرج وتنفيس الكرب لمن حرم نعمة الإنجاب أم إن في ذلك إهانة للإنسانية من المهد
خصوصا مع احتمال وقوع الخطأ في تلك العمليات وحدوث الاختلاط في الانساب ) ؟

تحياتي وتقديري

إبراهيم آل عسكر
28 -03- 2010, 03:42 AM
بحث رائع وجميل جداً كما ذكر أخي (الشفق) استمتعت بقراءته واستفدت من أيضا..
ويحق لمنتدانا الفخر بوجود اكاديمي كـ د/ ضيف الله مهدي ضمن قائمة منسوبيه..

ولوجود معلومة لدي حول وجود علاقة بين نفسية المولود وبين مزاج ونفسية والديه.. لذا أرغب التحقق من مدى صحتها من خلال السؤال التالي.

سؤالي/ هل للحالة النفسية التي يعيشها الزوج والزوجة قبل وأثناء الممارسة الجنسية.. دور أو تأثير على نوعية المزاج والحالة النفسية التي يتسم بها المولود الناتج عن تلك الممارسة؟ ولا أقصد بذلك الجانب الوراثي بل الحالة النفسية الوقتية التي كان عليها الزوجين في ذلك الوقت.

وشاكر لك هذا الطرح المتميز

مع التقدير

رائـــــد
28 -03- 2010, 06:47 AM
أولاً :الف مبروك على الإشراف على هذا القسم الرائع .
وانت كفؤاً لذلك .

ثانياً:
شكراً لك على هذا الموضوع المترابط من بداية خلق أدم
حتى الموت .

ولكن الإنسان بطبعة الحال تواجهه الكثير من المشكلات
ويزداد الحال عليه إزداء في مرحلة المراهقه وهي من أخطر المراحل على الإنسان
فهل بلإمكان أن تطلعنا على حلول لمشاكل المراهقه بشكل كامل وأيضاً على خصائص تلك المرحلة

شاكراً لك هذا الطرح المُفيد جداً جداً

قرأت هذا الموضوع وسوف أقرأه مرة أخرى وأخرى وأخرى ...

تركوش
28 -03- 2010, 08:24 AM
عجز وصف قلمي
الابداع الذي يملكُه قلمك
جُزيت خيرآ اخي

السموه
28 -03- 2010, 03:04 PM
جدا اعجبني شمول الموضوع وتنوع نقاط شرحه مابين العلم والدين

معلومات قيمه قد سمعت بعضها والبعض الاخر عرفته لديك هنا

يعطيك العافيه

ضيف الله مهدي
04 -04- 2010, 10:32 PM
بحث رائع وجميل ومتكامل أخي الفاضل الدكتور ضيف الله مهدي
لقد كرم الله ابن آدم حيا وميتا فحتى دفنه كرامة له من عبث الحيوان والهوام به وسترا لعورته
لي سؤال اخي الفاضل : تحدثت عن قدرة الله في خلق الإنسان من نطفة ثم علقة وتعرضت للحديث
عن الأمشاج المختلطة بين المني والبويضة وهنا يأتي السؤال ( هل ترى إن عمليات الحقن المجهري والأنابيب
نوعا من أنواع الفرج وتنفيس الكرب لمن حرم نعمة الإنجاب أم إن في ذلك إهانة للإنسانية من المهد
خصوصا مع احتمال وقوع الخطأ في تلك العمليات وحدوث الاختلاط في الانساب ) ؟

تحياتي وتقديري



شكرا جزيلا لك
أخي الفاضل : أعتقد أن المجمع أو المجلس الفقهي أجاز أطفال الأنابيب 00 وأنا لست فقيها ، لذا اعذرني 0
أما وقوع الخطأ فأظنه مستبعد 00 والله أعلم 0

ضيف الله مهدي
04 -04- 2010, 11:09 PM
بحث رائع وجميل جداً كما ذكر أخي (الشفق) استمتعت بقراءته واستفدت من أيضا..

ويحق لمنتدانا الفخر بوجود اكاديمي كـ د/ ضيف الله مهدي ضمن قائمة منسوبيه..


ولوجود معلومة لدي حول وجود علاقة بين نفسية المولود وبين مزاج ونفسية والديه.. لذا أرغب التحقق من مدى صحتها من خلال السؤال التالي.


سؤالي/ هل للحالة النفسية التي يعيشها الزوج والزوجة قبل وأثناء الممارسة الجنسية.. دور أو تأثير على نوعية المزاج والحالة النفسية التي يتسم بها المولود الناتج عن تلك الممارسة؟ ولا أقصد بذلك الجانب الوراثي بل الحالة النفسية الوقتية التي كان عليها الزوجين في ذلك الوقت.


وشاكر لك هذا الطرح المتميز



مع التقدير



شكرا جزيلا لك
نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام قال : ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا ) أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما 0
وأكيد للحالة المزاجية دور 00
ولكن تبدو أكثر أثناء تكوين الجنين ، فالأم أثناء حملها إذا كانت تستمع للقرآن الكريم أو تقرأ القرآن الكريم ، سيكون الطفل محبا للقرآن الكريم ، وربما يكون من حفظة القرآن الكريم 0
وإذا كانت تقرأ وتبحث سيكون ابنها من محبي القراءة والبحث 0
وإذا كان هناك خصام وصياح سيتأثر الطفل 00
حتى أن البعض من العلماء يرجع كثرة بكاء الطفل من دون سبب مرضي أو ألم ، إلى حالة أمه أثناء الحمل ، فإن كانت في خصام وشقاق وألم فسيكون الطفل بهذا الشكل ، يعني يبكي بدون سبب 0
ثم تأمل 00
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء }إبراهيم40

هذا الدعاء يقال دعا به الخليل عليه الصلاة والسلام ولم يرزق بذرية ، والله أعلم 0

ضيف الله مهدي
05 -04- 2010, 12:19 AM
أولاً :الف مبروك على الإشراف على هذا القسم الرائع .
وانت كفؤاً لذلك .

ثانياً:
شكراً لك على هذا الموضوع المترابط من بداية خلق أدم
حتى الموت .

ولكن الإنسان بطبعة الحال تواجهه الكثير من المشكلات
ويزداد الحال عليه إزداء في مرحلة المراهقه وهي من أخطر المراحل على الإنسان
فهل بلإمكان أن تطلعنا على حلول لمشاكل المراهقه بشكل كامل وأيضاً على خصائص تلك المرحلة

شاكراً لك هذا الطرح المُفيد جداً جداً

قرأت هذا الموضوع وسوف أقرأه مرة أخرى وأخرى وأخرى ...








شكرا جزيلا لك

تعد المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر ، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد ، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة ( الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية ) ولما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة داخلية وخارجية 0
مفهوم المراهقة :
المراهقة في علم النفس تعني : الاقتراب من النضج العقلي والنفسي والاجتماعي ، ولكنه ليس النضج نفسه ؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي ، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة تصل إلى 10سنوات 0
وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ ، فالبلوغ يعني : بلوغ المراهق القدرة على الإنسان ، أي اكتمال الوظائف الجنسية عنده ، وذلك بنمو الغدد الجنسية ، وقدرتها على أداء وظيفتها 0
أما المراهقة فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي ، وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة ؛ كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها ، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة .
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة ، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة ، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل ، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها ، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه 0
وجدير بالذكر أن وصول الفرد إلى النضج الجنسي لا يعني بالضرورة أنه قد وصل إلى مرحلة النضج العقلي ، وإنما عليه أن يتعلم الكثير والكثير ليصبح راشداً ناضجاً وللمراهقة والمراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعالاته ، مما يمكن أن نلخصه بأنه نوع من النمو البركاني ، حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجياً وهرمونياً وكيماوياً وذهنياً وانفعالياً ، ومن الخارج والداخل معاً عضوياً0
مراحل المراهقة :
والمدة الزمنية التي تسمى " مراهقة " تختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر ، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة وفي بعضها الآخر تكون طويلة ، ولذلك قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي :
1ـ مرحلة المراهقة الأولى (11- 14 عاماً ) وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة 0
2ـ مرحلة المراهقة الوسطى ( 14 - 18 عاماً ) وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية ( الجسمية ) 0
3ـ مرحلة المراهقة المتأخرة ( 18 -21 عاماً ) حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات 0
ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد 0
وبوجه عام تطرأ علامات وتحولات بيولوجية ( جسميه ) على المراهق إشارة لبداية المرحلة عنده وهي معروفة ومتمثلة في : النمو الجسدي ـ النضوج الجنسي ـ التغير النفسي 0
فالتغيرات النفسية وما يصاحبها من تحولات هرمونية وجسمية لها تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية ويمكن أن تكون لها ردة فعل معقدة تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج بل والابتهاج أحياناً أي مزيج من المشاعر السلبية والإيجابية 0
يقول الدكتور عبد الرحمن العيسوي : إن المراهقة تختلف من فرد إلى آخر ، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى ، ومن سلالة إلى أخرى ، كذلك تختلف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق ، فهي في المجتمع البدائي تختلف عنها في المجتمع المتحضر ، وكذلك تختلف في مجتمع المدينة عنها في المجتمع الريفي ، كما تختلف من المجتمع المتزمت الذي يفرض كثيراً من القيود والأغلال على نشاط المراهق ، عنها في المجتمع الحر الذي يتيح للمراهق فرص العمل والنشاط ، وفرص إشباع الحاجات والدوافع المختلفة .
كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالاً تاماً ، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات في المرحلة السابقة ، والنمو علمية مستمرة ومتصلة ولإن النمو الجنسي الذي يحدث في المراهقة ليس من شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى حدوث أزمات المراهقين ، فمشاكل المراهقة في المجتمعات الغربية أكثر بكثير من نظيرتها في المجتمعات العربية والإسلامية 0
وهناك أشكال مختلفة للمراهقة منه :
1ـ مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات0
2ـ مراهقة إنسحابية ، حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة ، ومن مجتمع الأقران ، ويفضل الانعزال والإنفراد بنفسه حيث يتأمل ذاته ومشكلاته 0
3ـ مراهقة عدوانية ، حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء .والصراع لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية ، الجسدية والنفسية التي تطرأ عليه في هذه المرحلة ، فجسدياً يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب قلقاً وإرتباكاً ، وينتج عنه إحساس بالخمول والكسل والتراخي كذلك تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة ، وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً ، ونفسياً يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالإستقلالية والإعتماد على النفس وبناء المسئولية الإجتماعية، وهو في الوقت نفسه لا يستطيع إن يبتعد عن الوالدين لإنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لدية ، وهذا التعارض بين الحاجة إلى الإستقلال والتحرر والحاجة إلى الإعتماد على الوالدين ، وعدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق ، وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد المجتمع الكبار والصغار ، إذا تصرف كطفل سخر منه الكبار ، وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال ، مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق ، ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها .
أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق :
1ـ الصراع الداخلي : حيث يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية ، منها : صراع بين الإستقلال عن الأسرة والإعتماد عليها ، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة ، وصراعات بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في إلتزاماته ، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الإجتماعية ، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة في الحياة ، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار الجيل السابق 0
2ـ الإغتراب والتمرد : فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه ، ولذلك يحاول الإنسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه ، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل ؛ لأنه يعتبر أن أي سلطة فوقية او أي توجيه إنما هو إستخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد ، وإستهانة بالروح النقدية المتيقظة لدية ، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة ، وفقاً لمقاييس المنطق ، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية 0
3ـ الخجل والإنطواء : فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالإعتماد على الآخرين في حل مشكلاته ، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه ، فتزداد حدة الصراع لدية ، ويلجأ إلى الإنسحاب من العالم الإجتماعي والإنطواء والخجل .
4ـ السلوك المزعج : والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون إعتبار للمصلحة العامة ، وبالتالي قد يصرخ .. يشتم .. يسرق .. يركل الصغار ويتصارع مع الكبار .. يتلف الممتلكات يجادل في أمور تافهة يتورط في المشاكل .. يخرق حق الإستئذان ولا يهتم بمشاعر غيره .
5ـ العصبية وحدة الطباع : فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده يريد أن يحقق مطالبة بالقوة والعنف الزائد ويكون متوتراً بشكل يسببب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به .وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين ، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور ، وغضب وإكتئاب عند الإناث 0
وأيضا من أبرز المشاكل التي تظهر في مرحلة المراهقة:
الانحرافات الجنسية، مثل الجنسية المثلية أي الميل الجنسي لأفراد من نفس الجنس، والجنوح، وعدم التوافق مع البيئة، وانحرافات الأحداث من اعتداء، وسرقة، وهروب 0
وتحدث هذه الانحرافات نتيجة لحرمان المراهق في المنزل والمدرسة من العطف والحنان والرعاية والإشراف، وعدم إشباع رغباته، ومن ضعف التوجيه الديني، وكذلك نتيجة لعدم تنظيم أوقات الفراغ 0
ولذلك يجب تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية.. إلخ.
ومن الناحية التربوية ينبغي أن يلم المراهق بالحقائق الجنسية عن طريق دراستها دراسة علمية موضوعية 0
كذلك من المشكلات المهمة التي تظهر في المراهقة : ممارسة العادة السرية أو الاستمناء masturbation ويمكن التغلب عليها عن طريق توجيه اهتمام المراهق نحو النشاط الرياضي والكشفي والاجتماعي والثقافي والعلمي، وتعريفه بأضرار العادة السرية 0
وينتج عن النمو السريع في أعضاء جسم المراهق إحساسه بالخمول والكسل والتراخي، كذلك تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة ، فقد تسقط من يد المراهق الكوب التي يحملها دون أن يكون ذلك نتيجة إهمال أو تقصير، ومع ذلك يلقى الكثير من اللوم والتأنيب من جانب الكبار.
وكثيراً ما يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً. فالمراهق طريد مجتمع الكبار والصغار، إذا تصرف كطفل سخر منه الكبار، وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال أيضاً، وعلاج هذه الحالة يكون بقبول المراهق في مجتمعات الكبار، وإتاحة الفرصة أمامه للاشتراك في نشاطهم، وبتحمل المسؤوليات التي تتناسب مع قدراته وخبراته 0
ومن المشكلات التي تتعرض لها الفتاة ، في هذه المرحلة، شعورها بالقلق والرهبة عند حدوث أول دورة من دورات الطمث، فهي لا تستطيع أن تناقش ما تحس به من مشكلات مع المحيطين بها من أفراد الأسرة ، كما أنها لا تفهم طبيعة هذه العملية، ولذلك تصاب بالدهشة والقلق 0
إن إحاطة الأمور الجنسية بهالة من السرية والكتمان والتحريم تحرم الفتاة من معرفة كثير من الحقائق العلمية التي يمكن أن تعرفها من أمها بدلاً من معرفتها من مصادر أخرى 0
ومن الملحوظ في هذه المرحلة أن الفتاة يعتريها الخجل والحياء، وتحاول إخفاء الأجزاء التي نمت فيها عن أنظار المحيطين ، وينتج عن تعليقاتهم غير الواعية على مظاهر النمو هذه وعلى التغيرات الجديدة، شعور الفتاة بالحياء والخجل، وميلها للانطواء أو الانسحاب، ولذلك ينبغي أن ينظر الكبار لهذه التغيرات على أنها أمور طبيعية وعادية.
ومن أهم المشكلات التي يعانيها المراهق :
الإصابة بأمراض النمو، مثل فقر الدم، وتقوس الظهر، وقصر النظر، وذلك مرجعه أن النمو السريع المتزايد في جسم المراهق، يتطلب تغذية كاملة وصحية حتى تساعد الجسم، وتمده بما يلزمه للنمو. وفي الغالب لا يجد المراهق الغذاء الصحي الكامل الذي تتوفر فيه جميع عناصر الغذاء الجيد، ولذلك يصاب ببعض هذه الأمراض. فلهذا يجب العمل على توفير الغذاء الصحي الكافي للمراهق 0
أما حالات تقوس الظهر : فإنها تنتج من العادات السيئة من ثني الظهر والانحناء في أثناء الكتابة والقراءة ، وكذلك قصر النظر ينتج عن اتباع عادات سيئة خاصة بالقراءة عن قرب ، ولذلك يجب تنبيه المراهق إلى أضرار هذه العادات ومساعدته على تجنبها 0
ونتيجة لنضج الغدد الجنسية واكتمال وظائفها، فإن المراهق قد ينحرف ويمارس بعض العادات السيئة، كالعادة السرية 0
ولا ينبغي أن يكون توجيه المراهق للابتعاد عن هذه العادة قائماً على أساس التخويف والتهويل في أضرارها، ولكن ينبغي أن يكون أساسه التبصير المستنير، والإقناع، والحقيقة العلمية ذاتها، كذلك يتحقق العلاج عن طريق إعلاء غرائز المراهق والتسامي بها sublimationوتحويلها إلى أنشطة إيجابية بناءة. والمعروف أن تخويف المراهق من هذه العادة يخلق عقداً نفسية تدور حول الجنس عامة 0
وقد يميل المراهق في هذه المرحلة إلى قراءة القصص الجنسية والروايات البوليسية وقصص العنف والإجرام، ولذلك يجب توجيهه نحو القراءة والبحث الجاد في الأمور المعرفية العادية، وأهمها وأنفعها التراث الديني الإسلامي. واستغلال نزعة حب الاستطلاع لديه في تنمية القدرة على البحث والتنقيب وغير ذلك من الهوايات النافعة. ويجب الاهتمام بقدرات المراهق الخاصة والعمل على توفير فرص النمو لهذه القدرات 0
ومن المشكلات الوجدانية في مرحلة المراهقة : الغرق في الخيالات، وفي أحلام اليقظة التي تستغرق وقته وجهده وتبعده عن عالم الواقع.
وكذلك يميل المراهق إلى فكرة الحب من أول نظرة، فيقع في حب الفتاة معتقداً أن هذا الحب حقيقي ودائم، ولكنه في الواقع ينقصه النضج والاتزان، وكثيراً ما تنتهي الزيجات التي تتم في سن مبكرة بالفشل، لأنها لا تقوم على أساس من النضج الوجداني ، ولا تستند إلى المنطق السليم 0
كذلك يمتاز المراهق بحب المغامرات، وارتكاب الأخطار، ويمكن توجيه هذه النزعة نحو العمل بمعسكرات الكشافة والرحلات، والاشتراك في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي 0
وفي العصر الحالي ظهرت نزعات وفلسفات تتصف باللامبالاة عند الشباب الأوروبي - كما هو الحال في جماعات الهيبز وغيرها - وليست هذه السلبية إلا تعبيراً عن ثورة الشباب، وسخطه على المجتمع، ونتيجة للفشل التربوي 0
وعلى كل حال، فإن المراهق يميل إلى التقليد الأعمى، وإلى البدع، و(المودات) الجديدة، ولذلك ينبغي توجيه المراهقين عندنا وجهة إيجابية تتفق مع فلسفة المجتمع المسلم وأهدافه في التقدم والرخاء، وعلى هدى من تعاليم إسلامنا الحنيف0
كذلك يقع على عاتق علماء المسلمين، ورجال الثقافة والإعلام والتربية والإصلاح والقادة مسؤولية تزويد المراهقين بالحقائق والمعلومات المقنعة التي تثبت إيمانهم وترسخ عقيدتهم، وتحميهم من نزعات الإلحاد والشك 0
ومن الوسائل المجدية : اشتراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها - مع الكبار في ثقة وصراحة - وكذلك ينبغي أن يحاط المراهق علماً بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوعي، حتى لا يكون فريسة للجهل والضياع أو الإغراء.
ويعبر الدكتور أحمد عزت راجح عن الصراعات التي يعاني منها المراهق على هذا النحو:
1ـ صراع بين مغريات الطفولة والرجولة 0
2ـ صراع بين شعوره الشديد بذاته وشعوره الشديد بالجماعة 0
3ـ صراع جنسي بين الميل المتيقظ وتقاليد المجتمع، أو بينه وبين ضميره 0
4ـ صراع ديني بين ما تعلمه من شعائر، وبين ما يصوره له تفكيره الجديد 0
5ـ صراع عائلي بين ميله إلى التحرر من قيود الأسرة، وبين سلطة الأسرة 0
6ـ صراع بين مثالية الشباب، والواقع 0
7ـ صراع بين جيله والجيل الماضي 0
ويضاف إلى ذلك صراعات تنتج من وجود أهداف متعارضة في داخل نفسه يرغب في تحقيقها معاً، ولكنها بطبيعتها إذا استطاع أن يحقق أحدها أصبح تحقيق الآخر أمراً مستحيلاً كالرغبة في الاستذكار وفي اللعب في الوقت نفسه، أو الرغبة في الطاعة والتمرد 0

ضيف الله مهدي
05 -04- 2010, 12:28 AM
عجز وصف قلمي

الابداع الذي يملكُه قلمك

جُزيت خيرآ اخي





شكرا جزيلا لك
دمت بصحة وعافية