المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أماه.. أماه..



أبو فهد
14 -04- 2005, 01:07 PM
أماه.. أماه..


للشاعر الدكتور /عبد الرحمن بن صالح العشماوي حفظه الله
الرياض 16/12/1425هـ

إلى أمِّي الغالية - عافاها الله - على ضفاف الأمل الكبير في شفائها حيث زارنا عيدُ الأضحى وهي على سريرها الأبيض في المستشفى.
كتب هذه القصيدة قبل وفاتها - رحمها الله - حيث توفيت يوم الثلاثاء 27 / 1 / 1426هـ رحمها الله تعالى :-
[line]



أمَّاه.. أمَّاه، غيث المقلةِ انسكبا في يوم عيدي، وجمرُ الحسرةِ الْتهبا
قالوا: أتى العيد بالأفراحِ، قلتُ لهم: بالعيد نفرح لكنَّ الأسى غَلَبَا
لمَّا أتى العيد، بشَّرْتُ الفؤادَ به فاستبشر القلبُ لكنَّ الأنين أبى
يا ويحَ نفسي التي ما بين فرحتها وبؤسها ترقب النور الذي احتجبا
نبادل الناسَ يا أمَّاه تهنئةً بالعيد، والقلب من آلامه وَجَبا
نبادل الناسَ يا أمَّاه تَهْنِئَةً وكلُّ معنىً للفظ الفرحةِ انقلبا
أهلاً وسهلاً، لمن يأتي نردِّدها وماردُ الحزنِ في أعماقنا وَثَبا
وكيف تسلم لي في العيد تهنئة ولم أكحِّلْ بنور البسمة الهُدُبَا
ولم أقابلْكِ يا أمَّاه في سَحَرٍ قبل الصلاةِ لأنسى عندك النَّصَبا
ولم أجدْكِ على الكرسيِّ جالسةً كالبدر ما غاب عن عيني ولا احتجبا
ولم أقبِّلْ جبيناً طاهراً وأرى وجهاً حبيباً يُريني البَدْرَ والشُّهُبا
أَوَّاه، أَوَّاه يا أمَّاه من ألمٍ ما زلت أكتمه في خاطري لهبا
أوَّاه من حالنا في البيت حين بكى ثَغْرُ الصَّباحِ ومعنى نورِه اضطربا
أوَّاه من فرحة القلب التي اتخذتْ سبيلَها في محيطاتِ الأسى سَرَبا
لولا دعائي لَمَا عادتْ إليَّ ولا جلَّى محيطُ الأسى طوفانَه اللَّجِبَا
أمَّاه، يا شمعةَ الحبِّ التي طردَتْ ليل العناءِ ولم نُبْصِرْ لها لَهَبَا
يكاد يقتلني شوقي الكبيرُ إلى سماع صوتِك، صوتاً لحنُه عَذُبَا
لمَّا تنادين باسمي يزدهي حُلُمٌ به أرى كلَّ ما ينأى قد اقتربا
بين المصلَّى ومُسْتَشفاكِ كنتُ على مشارفِ الأملِ الميمونِ مُرْتَقِبَا
تزاحمتْ صورُ الذكرى على خَلَدي طفولةً وشباباً باذخاً وصِبَا
وتضحياتٍ رأيناها، رَسَمْتِ بها طريقنا ومسحتِ الهمَّ والتَّعبَا
تدور في فَلَكِ الأيَّام ذاكرتي تُعيد من صُوَر الأحلام ما ذَهَبا
رأيتُ أمِّي إلى الوادي مهرولةً لتجلب التِّينَ للأطفالِ والعِنَبا
رأيتُها في طريق البئر غاديةً تجرُّ بالحبل دَلْواً تملأُ القِرَبا
رأيتها في حِمى ظبيان باحثةً عن يابسِ الطَّلْحِ حتى تَجْلِبَ الحَطَبا
رأيتُها، إنها أُمِّي التي حَمَلَتْ عناءَنا فغدتْ أمَّاً لنا وأَبا
أمَّاه دونَكِ صار البيتُ مُلْتحفاً بحزنه، وأَتانا العيدُ مُكْتَئِبَاً
يا شمسَ منزلنا، لا زلتِ ساطعةً تمزِّقين دُجَى آلامنا إِرَبا
إنَّا طلبناكِ ممَّن ليس يُعجِزُه شيءٌ، ونسألُه أن يُنجز الطَّلبا
ما استَجْلَبَ المرءُ شيئاً بالدُّعاءِ له إلاِ وكان الرِّضا من بينِ ما جَلَبَا
لولا سكينةُ إيمانٍ بخالقنا بها نسكِّنُ وجداناً إذا انتحبا
لأبصر الناس من آثارِ حسرتنا شيئاً عظيماً ومن أحزاننا عَجبَا
يَقينُنا مكَّنَ الصَّبْرَ الجميلَ لنا ومَدَّ للقلب نحو الخالقِ السَّبَبَا
فنحن نطمع في إنعام خالقنا ونرتضي ما قضى فينا وما كَتَبا
أمَّاه، صبرُكِ في الدنيا غَدَا مَثَلاً فما رأيناه في دربِ الجراح كَبَا
كذلك الأُمُّ يَلْقى قَلْبُها عَنَتاً من الحياة، ولولا الصَّبْرُ لانشعبا
ما الأُمُّ إلاَّ ينابيعُ الحنانِ جرى معينُ وجدانِها الصافي لمن شَرِبا
ببرِّها تَفْتَح الجنَّاتُ ساحتَها وتمنَحُ اللؤلؤَ المكنونَ والذَّهَبا
بابٌ إلى جنَّةِ الفردوسِ يُدْخلنا طُوبى لمن طرق الأبوابَ واحتسبا
يَزكو الثَّرى تحتَ رجليها، فلا تَرِبَتْ يَدَا مُقبِّلِ رجليها، ولا تَرِبَا

عبدالله الحلوي
14 -04- 2005, 08:54 PM
الى موضوع اجمل ما قرأت


نرجوا وضع جميع المواضيع المنقولة هناك





مع حبي
القبس

أبو فهد
14 -04- 2005, 09:55 PM
شكراً لك أخي عبدالله
وتسلم على الملاحظة

ضحية صمت
14 -04- 2005, 10:06 PM
بعد التحيه :::


حلم المساء ::


الأم شيء جميل ورائع

مهما حاولنا أن نفيها

حقها فسوف نكون مقصرين

موضوع رائع.....



شكراً لقد حركت بداخلي الكثير

من الأحاسيس.......


تحياتي....










ضحية صمت.....

أبو فهد
14 -04- 2005, 10:08 PM
أخي الكريم // ضحية صمت
شكراً لمرورك الكريم
وأتمنى لك التوفيق دائماً
دمت بخير عزيزي

أبـوعـمــر
18 -04- 2005, 01:02 AM
شكــراً
لإهـدائنـــــا
نِسمـة من جنـــة

أبو فهد
18 -04- 2005, 05:52 PM
أبو عمر
شكراً لمرورك الكريم
ودمت بخير