رديمة
07 -05- 2010, 06:02 PM
http://www.fesal.net/newsm/3047.jpg
جنكيز خان ..
و عرش فوق أهرامات الرؤوس المقطوعة ...
دال : دم
قاف = قسوة
شين = شراسة
واو = وحشية
بإمكان هذه الحروف : دال / قاف / شين / واو ..
تلخيص _ رؤيةالمغولي الدكوي ( جنكيز خان)
لــ ( الصراع السياسي ) و العسكري بلغة عصرنا ...
ذات يوم سأل جنكيز خان صديقه بوأورشو :
ما أعظم فرصة يواجهها المرء في حياته ؟
فأجاب : الصيد في يوم ربيعي ،و أنت على صهوة جوادك
و صقرك بيدك و الطريدة مستسلمة لك ..
و لم يعجب هذا الرد جنكيز خان فقال :
- لصديقه معترضا - لا ليست هذه أعظم فرصة ...!
إن الفرصة الحقيقية أن ينزل المرء الهزيمة بأعدائه
و يسوقهم أمامه كالقطيع ..
راكبا خيولهم سابيا بناتهم وزوجاتهم ...
إنها إذن شهوة إغراق العالم في الدم ...
فما هي تفاصيل و تضاريس خريطة ذلك الدموي الطاغية
الذي أعمل في قارة آسيا الخراب و الاغتصاب
و النهب و السلب من الألف إلى الياء ؟ !!!
تقول المعلومات الوثائقية أن جنكيز خان ولد في عام (1167 )
و أنه الولد الأكبر لـ ( يسوجاي) الأب و ( أو- ألون
( الأم ...
و أن أباه سماه ( تيموجين ) تخليدا لذكرى انتصاره على خصمه
الذي كان يحمل نفس الاسم
و أن كلمة ( تيموجين ) معناها القوي الصلب أوالحديدي
أو الحداد وأنها مأخوذة من الكلمة التركية المغولية
( تيمورا ) أي الحديد ...
و قال عنه المؤرخون أن عينيه تقدحان شررا ..
و عندما بلغ تيموجين التاسعة من عمره فقد أباه الذي مات مقتولا بالسم ...
و مع رحلةاليتم ، خاض نيموجين و توغل في غابة العنف والشراسة الدموية ..
ذات مرة ...
صوب تيموجين وقاسار ( أخوه الأصغر ) قوسيهما إلى حصان
خصي جميل لونه أشهب فضي من أحصنة العائلة التسعة
فأردياه قتيلا و صبت الأم جام غضبها عليهما قائلة :
أيهاالقاتلان ، إن أحدكما ( تيموجين ) قدم إلى هذاالعالم
و هو يمسك بيده علقة من الدم الأسود
أماالآخر فهو ككلب القاسار المتوحش الذي يحمل اسمه ...
و في الملحمة الجنكيزخانية ، ذكر الإبادة
" قبائل مغولية من منطقة جنوبي بحيرة باكال "
و السبب ثار قديم ...
ترجع جذوره إلى يوم قيام ( يسوجاي ) بخطف الفتاةالجميلة
( أو - لون ) من زوجها المركيتي
و لذلك خطف المركيتيون بورتي زوجة تيموجين
وانتقاما لنفسه أباد جنكيز خان المركيت الرجال
و لم يبق منهم سوى غبار تذروه الرياح
أما الزوجات و البنات و الأولاد فقد أصبحوا خدما لفتح
و إعلاق الأبواب الأخبية ...
التحرر من عقدة جاموتا ...
كان أمراء الشعب المغولي مترددين بشأن اختيار ( تيموجين )
أو اختيار جاموقا ( رفيق طفولته ) لتنصيب خانا
لكن حسم الأمر عندما دققوا في شجرة الأنساب فاكتشفوا
أن إحدى جدات جاموقا كانت محظية لدى أحد الأجداد المغول
هو ( بودونشار ) ، و أنها حملت من شخص أجنبي عاشرها ..
و هكذا نسب نيموجين خانا نظرا لأن الدماء الملكية النقية كانت
تجري في عروقه ، و لأنه كان مؤهلا للحكم بالفطرة على عكس
جاموقا السافل الكذاب المزاجي المتقلب ...
و بعد أن أقسم تيموجين القسم
رفعه الأمراء على ( بساط اللباد )
و أصبح اسمه ( جنكيز خان ) أي الذي لا يهتز و الذي لا يلين ..
و استشاط جاموقا غضبا
و مارس أبشع و أفظع أنواع الانتقام ضد أتباع جنكيز خان
في معركة ( ألان بالجوت ) ( السبعين مستنقعا )
و على وجه خاص من زعماء قبيلة ( النيود ) ( الذئاب )
السبعين الذين وضعهم في ( سبعين مرجل من الماء المغلي )
بينما علق رأس ( تشاغار - و أنواء ) على ذنب حصانه بعد أن قطعه
قطعوه إربا إربا ...
عندما اقترن جنكيز خان بـ (بيسوجين ) الفتاة التتارية الجميلة
ابنة الزعيم التتاري ( بيكي تشيرين ) أخبرته أن لها أختا كبرى اسمها ( بيسوي ) لا تقل جمالا عنها فأرسل في طلبها
لكن الفتاة كانت مختبئة مع خطيبها الذي هرب عندما رأى
رجال جنكيز خان ، و أقام جنكيز خان وليمة كبرى بمناسبة
القضاء على التتار ، و جلس بين زوجتيه ( بيسوجين )
و ( وبيسوي ) الذي لاحظ أنها كانت ترتجف فساوره الشك
و أمر بحصر الذكور الموجودين و التأكد من شخصياتهم
و بعد التحقيق و التدقيق ، تبين وجود خطيب ( بيسوي )
الذي تسلل إلى الوليمة لرؤية محبوبته ، فأمر جنكيز خان
أوامره بإعدام ( خطيب بيسوي ) قطعوه إربا إربا أمام عينيها ..
سيطر جنكيز خان على منغوليا الشرقية بعد إبادة التتار
و أخذ يفكر في ضم منغوليا الغربية التي كان يحكمها
تايانج ملك ( النيمان ) و كان ضعيفا
و حكمه يتأرجح على حبال عدم الاستقرار
و لذلك لم يكن يتمتع بالهيبة والوقار ...
و على الرغم من ( وهن ) حكمه ، كان تايانج مصمما
على القضاء على جنكيز خان ، و حاولت الملكة ( جوربيسو )
المتزنة الحكيمة إثناءه عن عزمه لأن المغول ( وحوش )
ذو رائحة شريرة ...
و بسبب حقد جاموقا على جنكيز خان وقف في صف الملك تايانج
و في الأسطورة الملحمية المغولية الشعبية يسأل ملك ( النيمان )
جاموقا أسئلة منها ( من هؤلاء الذين يطاردون حرس مقدمتنا
كما تهاجم الذئاب الخراف في حظائرها ؟
فأجابه جاموقا : إن هؤلاء كلاب أخي ( الأنداء ) تيموجين الأربعة
و هم يتغذون على اللحوم البشرية ...
و في المعركة أصيب الملك تايانج بجرح بالغ ومات ...
وخضعت بلاد النيمان لجنكيز خان
و هرب كشوغ بن تايانج و أصبح جاموقا محاصرا في دائرة النبذ ...
و في عام 1204 جاء الدور على المركيت الذين تمردوا
على جنكيز خان ، فاعتصموا في جبال الغابات
و استطاع القضاء عليهم و سحق رجال الغابات معهم
و تفرغ لـ (جاموقا المنبوذ ، الذي خانه رجاله الخمسة
حيث اعتصموا بجبال ( التاتخو ) حيث قيدوه
وحملوه إلى جنكيز خان ....
عرض جنكيز خان على جاموقا العودة إلى الوئام
فرفض و برر ذلك بقول سأكون كقملة في ياقة سترتك
أو كشوكة في سروالك ، و بسببي لن تستطيع أن تنام نوما
مريحا هادئا ، فأنا لم أكن مخلصا لـ ( الأنداء ) أخي ) ...
و طلب جاموقا من جنكيز خان أن يعدمه دون إراقة نقطة دم ...
و نفس الشيء تكرر مع الشافان ( الكاهن الأعظم ) الذي كان له
نفوذ عظيمة و مكانة مرموقة بعد أن طلب جنكيز خان من القبائل
تجديد البيعة له ، حيث طلب من ثلثين من مصارعين
( أحضرهم تيموجي أخو جنكيز خان
كسر ظهر الكاهن الأعظم و إلقاء جثته في إحدى زوايا موقف للعربات ...
مذابح في الصين
بالأرقام و التواريخ و الأحصاءات :
غزا و نهب و سلب مماكة التاتخوت
( إقليم كانسو الصيني ثلاث مرات على مدار أعوام 1205 / 1207 / 1209...
عام 1211 الهجوم على كيني ( ملك الذهب الصيني ) ..
عام 1213 : اقتحام سور الصين العظيم و الهبوط إلى السهل
العظيم حيث غنائم الذهب و الفضة و الحرير و المواشي
و الخيول ، و طوابير الأسرى التي لا نهاية لها ...
استيلاء أولاد جنكيز خان الثلاثة ( جوجي ز جغتاي
و أوكتاي على إقليم شان سي حيث أتلفت الحقول
و المزارع و أبيد الفلاحون ذبحا ...
عودة جنكيز خان إلى منغوليا بعد عبور سور الصين العظيم
من ممر تشو - يونج كوان ، مقابل أن يكون للانسحاب ثمن كالتالي :
500 غلام
500 فتاة صغيرة
3000 حصان
و أميرة تجري في عرقها الدماء الملكية ( لفراش جنكيز خان )
و هي الأميرة تشي - كوان ...
عام 1215 حصار بكين في أعقاب مذبحة سبقت الحصار ، ثم اضرام النار في القصر الأمبراطوري بعد الحصار حيث ظلت النار مشتعلة فيه لمدة تزيد عن شهر و ما رافق ذلك من أعمال نهب و سلب و تخريب ...
لما فرغ جنكيز خان من عملياته في الصين
حول اهتمامه إلى العالم الإسلامي حيث طفت
على سطح مخيلته رغبته الدفينة في تمتين العلاقات الودية
بينه و بين خوارزم و تسبب اعتبار تجار بخارى
و سمر قند المغول ( برابرة و وحوشا) في تحريك قمم الغضب
البركاني داخل نفس جنكيز خان...
في رسالته إلى السلطان محمد ( سيد ما وراء النهرين )
يخاطبه جنكيز خان بقوله :
( أنت عندي مثل أعز أولادي )
و يهدده تهديدا مبطنا قائلا :
غير خاف عليك أنني ملكت الصين و ما يليها من بلاد الترك ...
و بالطبع فقد أغضب هذا الخطاب السلطان محمد
و حدث أن نهب حاكم أترار الخوارزمي إينال
- خان كنوز قافلة قد أرسلها جنكيز إلى الأمبراطورية الخوارزمية
و أعدم مائة شخص في القافلة على رأسهم ( أوقونا ) مبعوث
جنكيز خان الشخصي ...
و كان هذا الحدث كفيلا بــ ( تفجير ) سيل الحقد الجنكيز خاني
مع سلطان خوارزم ، و تصاعدت حدة المجابهة بين العالم
المغولي ممثلا بـ ( سلطان خوارزم ) بعد إرسال جنكيز خان
لثلاثة سفراء إلى سلطان خوارزم و معهم عرض للسلم
و رفض السلطان و أمر بإعدام ( ابن كفرج ) و إعادة السفيرين الآخرين بعد حلق شعر رأسيهما
و يعقب ابن الأثير على هذا الحادث و غيره بقوله
( إن كل قطرة من دماء تجار جنكيز خان و رسله كفر عنها
المسلمون بسيل من الدماء كما كلفتهم كل شعرة
من رؤوسهم مائة ألف من أرواحهم ....
مجانيق النار و الدم
في عام 1219 بدأ جنكيز خان زحفه و هجومه على ( خوارزم )
فاستولى على مدينة ( أترار) بعد حصار طويل و أسر ( أينال )
حاكمها و جيء به إلى جنكيز خان موثوق اليدين
حيث أمر بصب الفضة المصهورة في عينيه و أذنيه أخذا بثأر
رجال الغافلة المغولية الذين قتلهم ...
بعد سبعة أيام من محاصرة مدينة ( سغناق ) ( تركستان
الحالية ) دخل المغول المدينة و ذبحوا جميع سكانها ...
و في عام 1220 وصل جنكيز خان إلى مدينة بخارى
حيث هاجمها لمدة ثلاثة أيام و نصب المجانيق
و أمر أهلها بالرحيل عنها و إخلائها للتمكن من نهبها على حريته ...
و داست خيول جنكيز خان القرآن الكريم بحوافرها
بعد أن دخل المسجد الكبير راكبا حصانه
و هو يسأل هل هذاالمكان هو قصر السلطان ؟
قيل له : لا ، إن هذا بيت الله ، عندئذ صعد درجتين من درجات
المنبر و صاح بصوت عال :
أحواز المدينة خالية من الأعلاف أطعموا الخيول
و ذهب الناس يفتشون عن العلف في مخازن المدينة
و كانت هناك صناديق مملوءة بنسخ من المصاحف الشريفة
حملت إلى باحة المسجد لتستعمل كمعالف للخيول ...
و قد أشار المؤرخ الفارسي ( الجويني ) كما ذكرها ابن الأثير
حيث ( وضع المغول دنان الخمور في وسط المسجد و جلبوا
القيان و المغنيات من المدينة ) لممارسة الصخب و العربدة
و الفحش و الزنا ) ...
وفي شهر مايو 1220 حوصرت سمرقند
التي قاومت مقاومة شديدة فلما دخلها المغول
أمروا سكانها بإخلائها ليتفرغوا لنهبها على راحتهم ...
و حدث نفس الشيء عند الاستيلاء على كركانج
( أورجنج حاليا ) عاصمة خوارزم :
مقاومة شديدة أدت إلى مقتل ثلاثة آلاف جندي مغولي قذف
المغول المنازل و الحصون بالمناجيق و قوارير النفط الملتهبة
و أخذت الشابات من النساء و كذلك الأطفال عبيدا
ذبح السلطان العاديين و توزيع أصحاب الحرف على الفرق
العسكرية المغولية ...
و تكررت هذه المتتالية الدموية عند الاستيلاء على مدينة
( نساء ) و مدينة ( سبزوار) و مدينة ( مرو ) بإقليم خراسان
و يوم سقوط نيسابور يوم السبت 10 من إبريل 1221 دخلت
أرملة توقو تشار ( ابنة جنكيز خان )
في حراسة ما يقارب من عشرة آلاف مقاتل
قاموا بذبح كل من صادفهم من سكان المدينة حيث استمرت
المذبحة التي لم تنج منها القطط و الكلاب مدة أربعة أيام ...
وفي هذه المذبحة أصدر تولي ( المغولي ) أمرا بقطع رؤوس
الجثث لأنه كان قد سمع أنه عند الاستيلاء على مدينة
( مرو ) لجأ كثير من سكانها إلى حيلة تنجيهم من الذبح
و هي الرقود بجوار الموتى ...
و كانت النتيجة كما يقول المؤرخون تقسيم الرؤوس
و وضعها على هيئة إهرامات
إهرامات لرؤوس الرجال و إهرامات لرؤوس النساء
و إهرامات لرؤوس الأطفال ... صمة:
و امتدت لعنة المتتالية الدموية إلى حصار مدينة ( هراة )
و حصار قلعة ( كلفت ) و حصار مدينة ( غزنة ) ...
و في خريف 1222 ، قفل جنكيز خان عائدا من حيث أتى عبر
نهر ( جيحون ) مخلفا وراءه أنهارا من الدم وجبال
من الجثث و أهرامات من الرؤوس المقطوعة ...
و في عام 1226 قاد حملة ضد التاتخوت ( بالصين )
لكن أصابته الحمى بعد سقوطه من على صهوة حصانه ...
و في 18 أغسطس 1227 مات جنكيز خان قرب
( تشونج يشوي ) شمالي نهر ( واين ) في جبال كانسوا
الشرقية حيث كان يطلب الهواء البارد لعلاج الحمى ...
و ارتخت قبضة جنكيز خان الدموية التي أثخنت الأرض
بـ ( سيف الدم ) في بحيرة بايكال حتى نهر ( السند )
و من سهول الأورال إلى سهل الصين العظيم ...
كانت قبضة التاريخ و الجغرافيا أقوى من قبضته الدموية
فلا يفل الحديد إلا الحديد
و لا يحقن الدم إلا الدم
أما اللعنة الأبدية
لعنة أهرامات الرؤوس المقطوعة ...
فيتوارثها التاريخ و الجغرافيا
و خرائط الغابات الناشئة بتضاريس ( الجثث )
التي تشهق شهقاتها الفجائعية ..
جنكيز خان ..
و عرش فوق أهرامات الرؤوس المقطوعة ...
دال : دم
قاف = قسوة
شين = شراسة
واو = وحشية
بإمكان هذه الحروف : دال / قاف / شين / واو ..
تلخيص _ رؤيةالمغولي الدكوي ( جنكيز خان)
لــ ( الصراع السياسي ) و العسكري بلغة عصرنا ...
ذات يوم سأل جنكيز خان صديقه بوأورشو :
ما أعظم فرصة يواجهها المرء في حياته ؟
فأجاب : الصيد في يوم ربيعي ،و أنت على صهوة جوادك
و صقرك بيدك و الطريدة مستسلمة لك ..
و لم يعجب هذا الرد جنكيز خان فقال :
- لصديقه معترضا - لا ليست هذه أعظم فرصة ...!
إن الفرصة الحقيقية أن ينزل المرء الهزيمة بأعدائه
و يسوقهم أمامه كالقطيع ..
راكبا خيولهم سابيا بناتهم وزوجاتهم ...
إنها إذن شهوة إغراق العالم في الدم ...
فما هي تفاصيل و تضاريس خريطة ذلك الدموي الطاغية
الذي أعمل في قارة آسيا الخراب و الاغتصاب
و النهب و السلب من الألف إلى الياء ؟ !!!
تقول المعلومات الوثائقية أن جنكيز خان ولد في عام (1167 )
و أنه الولد الأكبر لـ ( يسوجاي) الأب و ( أو- ألون
( الأم ...
و أن أباه سماه ( تيموجين ) تخليدا لذكرى انتصاره على خصمه
الذي كان يحمل نفس الاسم
و أن كلمة ( تيموجين ) معناها القوي الصلب أوالحديدي
أو الحداد وأنها مأخوذة من الكلمة التركية المغولية
( تيمورا ) أي الحديد ...
و قال عنه المؤرخون أن عينيه تقدحان شررا ..
و عندما بلغ تيموجين التاسعة من عمره فقد أباه الذي مات مقتولا بالسم ...
و مع رحلةاليتم ، خاض نيموجين و توغل في غابة العنف والشراسة الدموية ..
ذات مرة ...
صوب تيموجين وقاسار ( أخوه الأصغر ) قوسيهما إلى حصان
خصي جميل لونه أشهب فضي من أحصنة العائلة التسعة
فأردياه قتيلا و صبت الأم جام غضبها عليهما قائلة :
أيهاالقاتلان ، إن أحدكما ( تيموجين ) قدم إلى هذاالعالم
و هو يمسك بيده علقة من الدم الأسود
أماالآخر فهو ككلب القاسار المتوحش الذي يحمل اسمه ...
و في الملحمة الجنكيزخانية ، ذكر الإبادة
" قبائل مغولية من منطقة جنوبي بحيرة باكال "
و السبب ثار قديم ...
ترجع جذوره إلى يوم قيام ( يسوجاي ) بخطف الفتاةالجميلة
( أو - لون ) من زوجها المركيتي
و لذلك خطف المركيتيون بورتي زوجة تيموجين
وانتقاما لنفسه أباد جنكيز خان المركيت الرجال
و لم يبق منهم سوى غبار تذروه الرياح
أما الزوجات و البنات و الأولاد فقد أصبحوا خدما لفتح
و إعلاق الأبواب الأخبية ...
التحرر من عقدة جاموتا ...
كان أمراء الشعب المغولي مترددين بشأن اختيار ( تيموجين )
أو اختيار جاموقا ( رفيق طفولته ) لتنصيب خانا
لكن حسم الأمر عندما دققوا في شجرة الأنساب فاكتشفوا
أن إحدى جدات جاموقا كانت محظية لدى أحد الأجداد المغول
هو ( بودونشار ) ، و أنها حملت من شخص أجنبي عاشرها ..
و هكذا نسب نيموجين خانا نظرا لأن الدماء الملكية النقية كانت
تجري في عروقه ، و لأنه كان مؤهلا للحكم بالفطرة على عكس
جاموقا السافل الكذاب المزاجي المتقلب ...
و بعد أن أقسم تيموجين القسم
رفعه الأمراء على ( بساط اللباد )
و أصبح اسمه ( جنكيز خان ) أي الذي لا يهتز و الذي لا يلين ..
و استشاط جاموقا غضبا
و مارس أبشع و أفظع أنواع الانتقام ضد أتباع جنكيز خان
في معركة ( ألان بالجوت ) ( السبعين مستنقعا )
و على وجه خاص من زعماء قبيلة ( النيود ) ( الذئاب )
السبعين الذين وضعهم في ( سبعين مرجل من الماء المغلي )
بينما علق رأس ( تشاغار - و أنواء ) على ذنب حصانه بعد أن قطعه
قطعوه إربا إربا ...
عندما اقترن جنكيز خان بـ (بيسوجين ) الفتاة التتارية الجميلة
ابنة الزعيم التتاري ( بيكي تشيرين ) أخبرته أن لها أختا كبرى اسمها ( بيسوي ) لا تقل جمالا عنها فأرسل في طلبها
لكن الفتاة كانت مختبئة مع خطيبها الذي هرب عندما رأى
رجال جنكيز خان ، و أقام جنكيز خان وليمة كبرى بمناسبة
القضاء على التتار ، و جلس بين زوجتيه ( بيسوجين )
و ( وبيسوي ) الذي لاحظ أنها كانت ترتجف فساوره الشك
و أمر بحصر الذكور الموجودين و التأكد من شخصياتهم
و بعد التحقيق و التدقيق ، تبين وجود خطيب ( بيسوي )
الذي تسلل إلى الوليمة لرؤية محبوبته ، فأمر جنكيز خان
أوامره بإعدام ( خطيب بيسوي ) قطعوه إربا إربا أمام عينيها ..
سيطر جنكيز خان على منغوليا الشرقية بعد إبادة التتار
و أخذ يفكر في ضم منغوليا الغربية التي كان يحكمها
تايانج ملك ( النيمان ) و كان ضعيفا
و حكمه يتأرجح على حبال عدم الاستقرار
و لذلك لم يكن يتمتع بالهيبة والوقار ...
و على الرغم من ( وهن ) حكمه ، كان تايانج مصمما
على القضاء على جنكيز خان ، و حاولت الملكة ( جوربيسو )
المتزنة الحكيمة إثناءه عن عزمه لأن المغول ( وحوش )
ذو رائحة شريرة ...
و بسبب حقد جاموقا على جنكيز خان وقف في صف الملك تايانج
و في الأسطورة الملحمية المغولية الشعبية يسأل ملك ( النيمان )
جاموقا أسئلة منها ( من هؤلاء الذين يطاردون حرس مقدمتنا
كما تهاجم الذئاب الخراف في حظائرها ؟
فأجابه جاموقا : إن هؤلاء كلاب أخي ( الأنداء ) تيموجين الأربعة
و هم يتغذون على اللحوم البشرية ...
و في المعركة أصيب الملك تايانج بجرح بالغ ومات ...
وخضعت بلاد النيمان لجنكيز خان
و هرب كشوغ بن تايانج و أصبح جاموقا محاصرا في دائرة النبذ ...
و في عام 1204 جاء الدور على المركيت الذين تمردوا
على جنكيز خان ، فاعتصموا في جبال الغابات
و استطاع القضاء عليهم و سحق رجال الغابات معهم
و تفرغ لـ (جاموقا المنبوذ ، الذي خانه رجاله الخمسة
حيث اعتصموا بجبال ( التاتخو ) حيث قيدوه
وحملوه إلى جنكيز خان ....
عرض جنكيز خان على جاموقا العودة إلى الوئام
فرفض و برر ذلك بقول سأكون كقملة في ياقة سترتك
أو كشوكة في سروالك ، و بسببي لن تستطيع أن تنام نوما
مريحا هادئا ، فأنا لم أكن مخلصا لـ ( الأنداء ) أخي ) ...
و طلب جاموقا من جنكيز خان أن يعدمه دون إراقة نقطة دم ...
و نفس الشيء تكرر مع الشافان ( الكاهن الأعظم ) الذي كان له
نفوذ عظيمة و مكانة مرموقة بعد أن طلب جنكيز خان من القبائل
تجديد البيعة له ، حيث طلب من ثلثين من مصارعين
( أحضرهم تيموجي أخو جنكيز خان
كسر ظهر الكاهن الأعظم و إلقاء جثته في إحدى زوايا موقف للعربات ...
مذابح في الصين
بالأرقام و التواريخ و الأحصاءات :
غزا و نهب و سلب مماكة التاتخوت
( إقليم كانسو الصيني ثلاث مرات على مدار أعوام 1205 / 1207 / 1209...
عام 1211 الهجوم على كيني ( ملك الذهب الصيني ) ..
عام 1213 : اقتحام سور الصين العظيم و الهبوط إلى السهل
العظيم حيث غنائم الذهب و الفضة و الحرير و المواشي
و الخيول ، و طوابير الأسرى التي لا نهاية لها ...
استيلاء أولاد جنكيز خان الثلاثة ( جوجي ز جغتاي
و أوكتاي على إقليم شان سي حيث أتلفت الحقول
و المزارع و أبيد الفلاحون ذبحا ...
عودة جنكيز خان إلى منغوليا بعد عبور سور الصين العظيم
من ممر تشو - يونج كوان ، مقابل أن يكون للانسحاب ثمن كالتالي :
500 غلام
500 فتاة صغيرة
3000 حصان
و أميرة تجري في عرقها الدماء الملكية ( لفراش جنكيز خان )
و هي الأميرة تشي - كوان ...
عام 1215 حصار بكين في أعقاب مذبحة سبقت الحصار ، ثم اضرام النار في القصر الأمبراطوري بعد الحصار حيث ظلت النار مشتعلة فيه لمدة تزيد عن شهر و ما رافق ذلك من أعمال نهب و سلب و تخريب ...
لما فرغ جنكيز خان من عملياته في الصين
حول اهتمامه إلى العالم الإسلامي حيث طفت
على سطح مخيلته رغبته الدفينة في تمتين العلاقات الودية
بينه و بين خوارزم و تسبب اعتبار تجار بخارى
و سمر قند المغول ( برابرة و وحوشا) في تحريك قمم الغضب
البركاني داخل نفس جنكيز خان...
في رسالته إلى السلطان محمد ( سيد ما وراء النهرين )
يخاطبه جنكيز خان بقوله :
( أنت عندي مثل أعز أولادي )
و يهدده تهديدا مبطنا قائلا :
غير خاف عليك أنني ملكت الصين و ما يليها من بلاد الترك ...
و بالطبع فقد أغضب هذا الخطاب السلطان محمد
و حدث أن نهب حاكم أترار الخوارزمي إينال
- خان كنوز قافلة قد أرسلها جنكيز إلى الأمبراطورية الخوارزمية
و أعدم مائة شخص في القافلة على رأسهم ( أوقونا ) مبعوث
جنكيز خان الشخصي ...
و كان هذا الحدث كفيلا بــ ( تفجير ) سيل الحقد الجنكيز خاني
مع سلطان خوارزم ، و تصاعدت حدة المجابهة بين العالم
المغولي ممثلا بـ ( سلطان خوارزم ) بعد إرسال جنكيز خان
لثلاثة سفراء إلى سلطان خوارزم و معهم عرض للسلم
و رفض السلطان و أمر بإعدام ( ابن كفرج ) و إعادة السفيرين الآخرين بعد حلق شعر رأسيهما
و يعقب ابن الأثير على هذا الحادث و غيره بقوله
( إن كل قطرة من دماء تجار جنكيز خان و رسله كفر عنها
المسلمون بسيل من الدماء كما كلفتهم كل شعرة
من رؤوسهم مائة ألف من أرواحهم ....
مجانيق النار و الدم
في عام 1219 بدأ جنكيز خان زحفه و هجومه على ( خوارزم )
فاستولى على مدينة ( أترار) بعد حصار طويل و أسر ( أينال )
حاكمها و جيء به إلى جنكيز خان موثوق اليدين
حيث أمر بصب الفضة المصهورة في عينيه و أذنيه أخذا بثأر
رجال الغافلة المغولية الذين قتلهم ...
بعد سبعة أيام من محاصرة مدينة ( سغناق ) ( تركستان
الحالية ) دخل المغول المدينة و ذبحوا جميع سكانها ...
و في عام 1220 وصل جنكيز خان إلى مدينة بخارى
حيث هاجمها لمدة ثلاثة أيام و نصب المجانيق
و أمر أهلها بالرحيل عنها و إخلائها للتمكن من نهبها على حريته ...
و داست خيول جنكيز خان القرآن الكريم بحوافرها
بعد أن دخل المسجد الكبير راكبا حصانه
و هو يسأل هل هذاالمكان هو قصر السلطان ؟
قيل له : لا ، إن هذا بيت الله ، عندئذ صعد درجتين من درجات
المنبر و صاح بصوت عال :
أحواز المدينة خالية من الأعلاف أطعموا الخيول
و ذهب الناس يفتشون عن العلف في مخازن المدينة
و كانت هناك صناديق مملوءة بنسخ من المصاحف الشريفة
حملت إلى باحة المسجد لتستعمل كمعالف للخيول ...
و قد أشار المؤرخ الفارسي ( الجويني ) كما ذكرها ابن الأثير
حيث ( وضع المغول دنان الخمور في وسط المسجد و جلبوا
القيان و المغنيات من المدينة ) لممارسة الصخب و العربدة
و الفحش و الزنا ) ...
وفي شهر مايو 1220 حوصرت سمرقند
التي قاومت مقاومة شديدة فلما دخلها المغول
أمروا سكانها بإخلائها ليتفرغوا لنهبها على راحتهم ...
و حدث نفس الشيء عند الاستيلاء على كركانج
( أورجنج حاليا ) عاصمة خوارزم :
مقاومة شديدة أدت إلى مقتل ثلاثة آلاف جندي مغولي قذف
المغول المنازل و الحصون بالمناجيق و قوارير النفط الملتهبة
و أخذت الشابات من النساء و كذلك الأطفال عبيدا
ذبح السلطان العاديين و توزيع أصحاب الحرف على الفرق
العسكرية المغولية ...
و تكررت هذه المتتالية الدموية عند الاستيلاء على مدينة
( نساء ) و مدينة ( سبزوار) و مدينة ( مرو ) بإقليم خراسان
و يوم سقوط نيسابور يوم السبت 10 من إبريل 1221 دخلت
أرملة توقو تشار ( ابنة جنكيز خان )
في حراسة ما يقارب من عشرة آلاف مقاتل
قاموا بذبح كل من صادفهم من سكان المدينة حيث استمرت
المذبحة التي لم تنج منها القطط و الكلاب مدة أربعة أيام ...
وفي هذه المذبحة أصدر تولي ( المغولي ) أمرا بقطع رؤوس
الجثث لأنه كان قد سمع أنه عند الاستيلاء على مدينة
( مرو ) لجأ كثير من سكانها إلى حيلة تنجيهم من الذبح
و هي الرقود بجوار الموتى ...
و كانت النتيجة كما يقول المؤرخون تقسيم الرؤوس
و وضعها على هيئة إهرامات
إهرامات لرؤوس الرجال و إهرامات لرؤوس النساء
و إهرامات لرؤوس الأطفال ... صمة:
و امتدت لعنة المتتالية الدموية إلى حصار مدينة ( هراة )
و حصار قلعة ( كلفت ) و حصار مدينة ( غزنة ) ...
و في خريف 1222 ، قفل جنكيز خان عائدا من حيث أتى عبر
نهر ( جيحون ) مخلفا وراءه أنهارا من الدم وجبال
من الجثث و أهرامات من الرؤوس المقطوعة ...
و في عام 1226 قاد حملة ضد التاتخوت ( بالصين )
لكن أصابته الحمى بعد سقوطه من على صهوة حصانه ...
و في 18 أغسطس 1227 مات جنكيز خان قرب
( تشونج يشوي ) شمالي نهر ( واين ) في جبال كانسوا
الشرقية حيث كان يطلب الهواء البارد لعلاج الحمى ...
و ارتخت قبضة جنكيز خان الدموية التي أثخنت الأرض
بـ ( سيف الدم ) في بحيرة بايكال حتى نهر ( السند )
و من سهول الأورال إلى سهل الصين العظيم ...
كانت قبضة التاريخ و الجغرافيا أقوى من قبضته الدموية
فلا يفل الحديد إلا الحديد
و لا يحقن الدم إلا الدم
أما اللعنة الأبدية
لعنة أهرامات الرؤوس المقطوعة ...
فيتوارثها التاريخ و الجغرافيا
و خرائط الغابات الناشئة بتضاريس ( الجثث )
التي تشهق شهقاتها الفجائعية ..