(الرجال آلآت غير قابله للاعطال)

(الرجال آلآت غير قابله للاعطال)


كعاده ابو سعد استيقظ مبكرا وراح يصلي الفجر وفي طريق عودته
اشترى افطار للاولاد وصل البيت

ام سعد تصحي البنات قومو تاخرتو عن المدرسه
طبعا المتعب في الصحيان هو سعد يقوم من غرفته يروح يكمل نوم بالصاله
طبعاً دوشه الصباح المعتاده في اكثر المنازل وين شباصتي وين شرابي وين كراستي
وين وين وين .........

نزل ابو سعد مشخص وبناته وولده وراح يشغل السياره ما اشتغلت البطاريه ضعيفه
استعان بطلاب رايحين الدوام دفه ياشباب يالله يالله اشتغلت السياره
طبعا الاشارات زحمه وصل مجمع المدارس واتجه الى دوامه طبعا متاخر كما هو لحال بكل يوم .

المدير يقول لابو سعد حرام عليك كل يوم متاخر ياخي شوف لك حل بذا التاخير
والا سائق يوصل الاولاد ياخي ما يصير
الحقني بالمعامله اللي عطيتك امس للمكتب بسرعه
طبعا نسي ابو سعد انه اليوم اللي مضى اخذ المعامله معاه البيت
وكملها بس نسي ياخذها معاه الصبح
نزل زي المجنون ويشغل السياره ما اشتغلت استعان بعمال النظافه دفه ياشباب اشتغلت السياره
وطيران للبيت ويجري في الدرج طبعا ساكن بالدور الرابع والمصعد متعطل
وصل باب الشقه لقى فاتوره الكهرباء عند الباب
ودخل الا ام سعد ردت تنام بعد ذهاب الاولاد للمدارس احلى نومه عند الحريم
دخل اخذ المعامله وهو بيموت قهر من نومه ام سعد ولا تدري بمعاناته
نزل وركب السياره طبعا سابها شغاله لان البطاريه عطلانه

ورجع الا المدير بينفجر وين رحت ما كان امامه الا الاعتراف بالحقيقه وانه من اهتمامه بالمعامله
اخذها البيت وكملها .
قاله المدير الاوراق الرسميه ما تروح البيوت يابو سعد
رجع ابو سعد لمكتبه وبداء يلتقط انفاسه مسكين بيموت
طلب واحد شاي وبداء العمل

ودقايق الا مدير مدرسه سعد
يتصل جوال يابو سعد سلام عليكم ترى ولدك تعبان شويه الظاهر عنده برد ياليت تجي توديه للمستشفى طبعا ابو سعد مزفتها مع المدير
قال لرئيس القسم ممكن اروح ساعتين بس ولدي مريض بالمدرسه
قاله سلامات بس لاتتاخر وتحرجني مع المدير

طبعا ابو سعد اسرع للسياره العطلانه ودفه كالمعتاد ووصل مدرسه سعد
اخذ الولد واتجه للمستشفى وشافه الطبيب وعطاه علاج وبطريقه للبيت
شاف ورشه وغير بطاريه السياره عشان يستغل الوقت

وصل البيت طبعا ام سعد مازالت في سبات
قال يا ام سعد قومي ولدك تعبان وقرب الظهر زهبي الغداء
قالت يالله والله اني نسيت اقول لك الغاز منتهي يابو سعد
خذ الانبوبه معاك تافف ابو سعد وراح المطبخ وحمل انبوبه الغاز
وام سعد تقول انتبه لاتطيح بالدرج وجيب دجاج وخضار معك مره وحده

نزل المسكين ووصل السوق وعبأ الغاز واشترى خضار ودجاج
ورجع للبيت وصل الدور الرابع
الا روحه بتطلع من الانبوبه والاغراض
دخل شقته
وقال ام سعد بالله كاس مويه وشرب المسكين
ونزل مستعجل بس وصل الدوام
الا رئيسه يقول ياخي حنا الان الساعه وحده وانا مرخصك من تسعه وقايلك ساعتين
لا تستاذن مني مره ثانيه احرجتني ياخي
نزل راسه المسكين وجلس على مكتبه ونص ملابسه متسخه من الورشه وانبوبه الغاز
جلس وسهم المسكين في حوار مع نفسه ويفكر في حاله وظروفه

وخلص كم معامله
ويشوف الا رساله من الاتصالات وانذار بفصل الخدمه عن جواله
ولسان حاله يقول هيه ناقصه
وربع ساعه الا وجواله يرن مين صوت رنان يحبه كثير هو صوت ام سعد
كيفك يابو سعد
لاتنسى ترى البنات خرجو من المدرسه مر عليهم ولا تنسى الخبز
قام ابو سعد وخرج واتجه الى مدرسه البنات ياربي وش ذا الزحام ووقف سيارته بعيد
وراح يمشى الى ان قرب من باب المدرسه شافوه البنات وشافهم واتجهو للسياره
وركبو السياره
كانت المفاجئه نسي جوال بالسياره وانسرق
وين الجوال وين الجوال لاحول ولاقوه الا بالله
قالو البنات الله يعوض عليك يبه
وصل البقاله اشتري الخبز وصل بيته
طبعا بعد ذا اليوم اكيد ماله نفس ياكل
وصل غرفه نومه
ورمى نفسه على السرير
وكانه يقول هذا المكان الوحيد اللي اعرف فيه شي من الراحه
تدخل ام سعد قوم يابو سعد الغدا زاهب الاولاد ينتظرونك
قال لها تغدو انا تغديت بالدوام
قالت ياسلام والله وصرت تاكل برى البيت
بكيفك
قال لها اطفي النور وصكي الباب
قالت له زين بس نص ساعه وبصحيك لاذان العصر
وبعد الصلاه ابيك توديني عند امي تعبانه بزورها


ليبداء مسلسل لمعاناه المسائي بعد صلاه العصر

وقفه: ان الاعباء والمهام والمسؤليات والالتزامات على عاتق رب الاسره
شيء كبير اكبر من قدراته كبشر وذالك من اجل تامين كل ما تحتاجه الاسره
والله النساء لديهم جميعات لحقوق المراه
والاطفال لديهم جمعيات لحقوق الطفل
والرجال ليس لهم اي يحق ولا يحق لهم الشكوى او التذمر
لانهم آلات غير قابله للاعطال ابداً



بقلم : أعشق الليل

لكم تحياتي

أبو سعد
مثال للشقاء الذي يعانيه الأغلبية العظمى من الرجال
والمصيبة أن لا أحد يدرك معاناتهم أو يحس بهم
وكأنهم خلقوا لذلك
أو كأنهم كما ذكر في العنوان آلات غير قابلة للأعطال .

شيئ مؤسف ومحزن
حتى الرجال أنفسهم تبرمجوا على ذلك وأصبحوا غير مدركين لمعاناتهم وآلامهم
والأمراض التي تنشب فيهم وتنهش صحتهم وحياتهم بالتدريج
حتى تفاجأ الأسرة بوالدهم وقد سقط إما جثة هامدة أو جلطة أصابته بالشلل
أو قضت على أهم شرايينه .
والله المستعان

لا يريد شيئا أبو سعد ولا مساعدة ولا معاونة ولا غيره
فقط يريد أن يحس به الأقربون من أهله وزملائه وأقاربه
وأن يعينوه ولو ببعض كلمات ويرأفوا بحاله .
وأن يراعوا ظروفه ومشاكله .

* * * * *

مقال واقعي جميل جدا
ومعبر جدا
ومؤلم جدا

لله درك يا أبو ماجد

حياك اخي ابو اسماعيل
وشكرا لك على تعليقك الرائع

دمت بود

جميل هذا المقال ولكن الرجال الات قابلة لاعطال الزمن

أظــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن ذلـــــــــــــــــك

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . وتقبل مروري

حياك اخي

اسعدني تواجدك

دمت بود

الحياة بشتى صورها واشكالها تعتريها بعض المنغصات
التي تقلق راحتنا وتسلبنا ابتسامتنا حتى يعترينا الهم والغم
ولكن العاقل المتدبر يعلم إن كل تلك المنغصات ما هي إلا
حواجز ومعوقات سيسهل تجاوزها بإذن لله بقليل من الصبر
والتخطيط السليم ورسم الأهداف المستقبلية التي تكفل حياة سعيدة
في ظل اسرة يسودها الود والتفاهم .

اشكركم على المرور والتفاعل

لك جزيل شكري