بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات و النعم
فهو الذي خلق الناس من العدم و بما تقوم به و عليه حياتهم قد أمدهم
في خيراته يرفلون و إلى نعمائه يرملون و بآلائه يتسابقون
و الصلاة و السلام على الرحمة المهداة و النعمة المسداة
محمد بن عبد الله
الذي أتم الله به الدين حبيب المؤمنين و قرة أعين الموحدين
و آله و صحبه الهداة المهتدين أولي العقول و النهى
و من اتبع سَنَنَهم بإحسان و قتفى
و بعد
فكم هو مؤلم الفراق و كم هو مفجع بعد الذهلة الفواق
قبل يوم أو بعض يوم استقبلنا الحبيب
شهر رمضان المعظم
و اليوم نرى أيامه الشريفة قُدماً تتصرم
و لياليه الفاضلة العطرة الزكيات تتنزل فيها الرحمات
على الخلق بين قائم و قارئ و ذاكر
تنقضي سراعاً و تتقدم
فيالله كم كنت ترى الوجوه يعلوها البشر و السماحة رغم الضمأ و الجوع
و الأخلاق يغلب عليها الرفق و التسامح و الإيثار
كأن المجتمع بجميع أطيافه انقلب بين عشية و ضحاها إلى
ما يقرب من المجتمع الإسلامي الأول
كيف لا نتحسر على هذا الموسم العظيم الذي
يزداد الصالحون الأبرار صلاحاً و براً و المقصرون يتأملون فيه رجعة
و توبة و تباعداً عن ما كنوا فيه من التفريط و التضييع
و الله إن القلوب بعده حزينة منكسرة
و العيون برحيله باكية مستعبرة
و لكن عزاؤنا الوحيد أن رب رمضان و رب كل الشهور
هو الرؤوف الرحيم ذو المغفرة و الكرم
الذي يضاعف الحسنات و يكثرها و يتجاوز عن الزلات و يغفرها
و الله المستعان
جعلنا الله بعد رمضان خيراً منا في رمضان