قصيدة القاضي السنوسي في الملك المؤسس (رحمهما الله )
. قال علي بن محمد السنوسي
o قالتْ : و ساجعةُ الرُّبى تترنمُ=سَحََرا و سمَّاريْ جميعاً نُوَّمًُ
o ما لي أراكَ مِنِ التَّفكُرِ واجِماً؟ =لا تشتكي وجَعاً و لا تتكلمُ
o فأجبتها و الدّمعُ فوقَ محاجِري=مُتبسِّماً ما حالُ مثلي يُعْلمُ !
o قالت: و رَبِّكَ و العجائبُ جَمَّةٌ = شتَّى و أغربها البكا وَ تبسّمُ
o كيفَ ابتسامُك لي و دمعك هاطلٌ ؟=هذا يؤكدُ ليْ بأنَّك مُغْرمُ
o و جَذبتها نحوي و قلتُ مُغالطاً: =ما كُلُّ منْ يشكي الغرامَ مُتيَّمُ
o قالتْ و قدْ طافَ الكرى بجفونها : حتَّى متى تروي القريضَ و تنْظمُ ؟
o و أراكَ تقتحمُ البحورَ فرُبّما=يهوي بك التَّيارُ و هْوَ مُطَمْطمُ
o فارْبأ بنفسكَ أنْ تَكونَ لألسنٍ=هدَفاً تُمزِّقُهُ النُّبَالُ و أسْهُمُ
o فأجبتها منْ بعدِ حينٍ : إنني= رجلٌ سجيتهُ الغنا و تَرنُّمُ
o و الشِّعرُ جيّاشٌ بقلبي ما لَهُ=من دافعٍ و هُوَ الأبيُّ المُصْدِمُ
o و رأيتُ نفسي كلَّما نَهْنَهْتها=شَمخت و ظلَّتْ في حِماهُ تُحَوِّمُ
o قالتْ: و أينَ حِماهُ ؟ قلتُ بديهةً: = حيثُ الخِلافةُ و اللِّوى و المخيَّمُ
o قالتْ : و بَيَّنْ ليْ , فقلتُ مُبادراً:= مَلِكٌ أضاء به الزَّمانُ المُظْلمُ
o قالتْ : و زِدني الوَصْفَ قلتُ صَراحةً =سُلطاننا عبد العزيز الضَّيْغَمُ
o عَلَمُ الزَّمانُ و حَبْرُهُ و عِمادهُ=عملاً و عِلماً و الإمامُ الأعظمُ
o و مُجَددُّ الدِّينِ الحنيفِ و شَمْسُهُ=و سِراجُهُ و الحُجَّةُ المُتَكِّلمُ
o يَومَ النَّدى فهْوَ الفُراتُ لواردٍ=عذبٌ و يومَ البَأْسِ نارٌ تُضْرَمُ
o فَجَرِيْحُهُ لا يُستطالُ لهُ البقا=و قتيلهُ حنَقاً عَلَيْه يُصَرَّمُ
o يَسْبي الملوكَ و تِلكَ عادةُ قوْمِهِ=و جدودهِ مِنْ قبلِ ما يَتَعلَّمُ
o آباؤهُ راضوا الزَّمانَ و ذََلَّلوا=صَعْباً و حازوا العِزَّ و هْوَ مُقَسَّمُ
o مَلكوا المَشَارقَ و المَغاربَ و ابتنوا=فيها الصّياصي بالقنا و هُمُ هُمُ
o ما زالَ ناديهم مناخاً للنَّدى=فالرِّيُّ سلسالُ بِهِ و المطعمُ
o و لَهُ إذا عُدَّتْ مَفَاخِرُ مُعْرِقٍ=في دوحة العُلياء فخرُ أفْخَمُ
o و إذا غَزى فالرُّعبُ ينْصُرُ جيشهُ=مَددَاً و أمْلاكُ السَّما تتقدَّمُ
o و لجُنْدهِ راياتُ فَتْحٍ في الوغَى=منْ حيثُ أقْبَلَ فهو سيْلٌ يَحْطِمُ
o ما قَطُّ جَاولَ في المعاركِ خيْلَهُ=إلاَّ و كانَ لهُ السِّبا و المغنمُ
o لا غرْوَ إنْ فرَّتْ جُموعُ عدائه=فالحقُّ يعلو و الأباطِلُ تُهْزَمُ
o لا يستطيعُ بأنْ يَدُلَّ عدُوَّهُ=بمكانِ عسْكَرِهِ الغرابُ الأعْصَمُ
o و لَرُبَّما أردى العِدا بديارها=بدهاهُ و الجيشُ الخميسُ مُخيِّمُ
o و من المُحالِ بأنْ تَكونَ ببلدةٍ=أُمَراؤُهُ فيقيمُ فيها المُجْرمُ
o وَ حَمى الجزيرةَ و استقام بحفظها=مِنْ بعْدِما كانتْ يُراقُ بها الدَّمَ
o ما زالَ يُصْلحُ شأنها مُتَحَمِّلاً=عَنْها مَشَقَّةَ ما يَضُرًّ و يُؤْلُمُ
o رَاقَ الزَّمانُ بهِ و أصبحَ أهْلُهُ=في نعْمَةٍ تَتْرى و قَلَّ المُعْدِمُ
o و قد استراحَ النَّاسُ حتَّى لم يكُنْ=ما بينهم يُلفى مريْبٌ يُتْهَمُ
o و غدَتْ تُفَدِّيْه العِداءُ لأنَّها=وجدَتْهُ أفضَلَ مَنْ يَرقُّ و يَرَّحَمُ
o بَخٍّ لموْلودٍ يُرَعْرعُ ناشِئاً=في ظلِّ دَوْلته يَشِبُّ وَ يَهْرمُ
o وَ منْ العجائبِ كُلّ يومٍ عِنْدَهُ=رَفْعٌ لطلاَّب الحوائجِ تُخْتَمُ
o لو غَرّهُ طَمَعُ الحُطامِ فلم يكن=يمضي إلي غير الخزانة درهمُ
o و نوالهُ مطَرٌ يعمُ فكمْ بهِ=مَنْ بالمغاربِ و المَشارقِ ينعمُ
o ما بيْنهُ و الفرقدينِ تفاوتٌ=بِعُلوِّ رتْبتِهِ فكيفَ يُكَلَمُ ؟
o لولا تَواضعُهُ لما وصَلَتْ إلي =تَقْبيلِ جَبْهَتهِ الخَيَاشمُ و الفمُ
o فَكِهٌ و لكن لا يَميلُ إلي الهوى=بحديثهِ يوماً و لا يتَلَعْثَمُ
o و يَقُومُ للطِّفْلِ الصَّغير و سائلٍ=جَدْواهُ في وسط الطّريقِ و يُكرمُ
o مُتَوَقِّدُ الأفكارُ إنْ عَنَّتْ له=دَهْماءُ يَقْطرُ من مراجلها الدَّمُ
o فيرى الصَّوَابَ بما يُدَبِّرُ رأْيَهُ=مِنْ أمرهِ فكأنَّما هو يُلْهَمُ
o يابْنَ الأئمة كيفَ تُدْعى بيننا= مَلِكاً و أنتَ لنا الإمامُ الأعظمُ
o كُلُّ الملوكِ على إقامةِ أَمْرِها=عَدَلتْ عَنْ التَّقوى و أنتَ القَيِّمُ
o و أقَمْتَ أمْرَ اللهِ فينا سالِكاً=لطريقهِ المُثْلَى الَّتي هِيَ أقْوَمُ
o و اتت فِعَالُكَ شِبه وحيٍ بالَّذي=تَقضي بهِ بينَ الأنامِ و تَحكُمُ
o في سيرةِ نبويِّةٍ و سياسةٍ=عُمَرِيَّةٍ ما زِلتَ فينا تُوْسمُ
o ما مرَّ يومٌ لم يكنْ في ظرْفهِ=عَدْلٌ يُشادُ به و ظُلْمٌ يُهْدَمُ
o و الشَّرْعُ في قُننِ المعالي شامخٌ=و الكُفْرُ منتكسٌ يَخُورُ و يبْغُمُ
o و تبينَ الحقُّ المبينُ و طالما=كانت شهادته تُردُّ و تُكتمُ
o هل تُنْكرُ الأيّامُ منكَ محاسناَ=أَوْليتَها حتّى غَدَتْ تتَبَسَمُ
o أولم تكن عَرَبً الجزيرةِ قبل أنْ=وُلِّليتَ ذِمَّتَها تُهانُ وَ تُهْضَمُ
o أبْدلتها بالذُّلِ عِزَّاً شامِخاً=و الخوفِ أمناً لا يُراقُ به الدَّمُ
o و جعلتَ رأْيكَ في مسارحِ أَرْضها=جَيْشاً فوارسه المُغِيرةُ ديلمُ
o ما عورةٌ إلاّ و أنتَ سترتَها=غضّاً و مثلك منْ يغضُّ و يحْلَمُ
o ماذا نخافُ و أنتَ قَسْورةُ الورى=و سعودُ رايتُها و فيصلُ مِخْذَمُ
o و إذا جرى ذِكْرُ المُلوكِ بمجلسٍ=فحديثنا أبداً بذِكْرك َ يُخْتَمُ
o دُمْ راقياً عرْشَ العَلاءِ و والياً=أمْرَ البرِيِّةِ ما أهلَلَّ المُحْرِمُ
رد: قصيدة القاضي السنوسي في الملك المؤسس (رحمهما الله )
اختيار رائع اخي الكريم تقديري لك
ومبارك لو طننا الغالي يومه الوطني
رد: قصيدة القاضي السنوسي في الملك المؤسس (رحمهما الله )
شكرا لك أستاذنا وشيخنا الفاضل ( عثمان حملي )
اختيار موفق وقصيدة رائعة من اديب فاضل
لقد من الله على الجزيرة العربية أن سخر لها ذلك
الملك المؤسس العادل الذي جعل منها واحة غناء
يسودها الأمن والأمان والعدل وتحكيم كتاب الله
فتوحدت اطرافها والتم شملها من بعد شتات
فأصبح وطن العطاء ينعم ابنائه بخيرات الدنيا ويرجون نعيم الآخرة .
رد: قصيدة القاضي السنوسي في الملك المؤسس (رحمهما الله )
مبروك للوطن عامه الثمانون وشكر خاص لشيخنا الكريم (عثمان حملي)
رد: قصيدة القاضي السنوسي في الملك المؤسس (رحمهما الله )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزامى
اختيار رائع اخي الكريم تقديري لك
ومبارك لو طننا الغالي يومه الوطني
ولكم مني التقديروالثناء
رد: قصيدة القاضي السنوسي في الملك المؤسس (رحمهما الله )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشفق
شكرا لك أستاذنا وشيخنا الفاضل ( عثمان حملي )
اختيار موفق وقصيدة رائعة من اديب فاضل
لقد من الله على الجزيرة العربية أن سخر لها ذلك
الملك المؤسس العادل الذي جعل منها واحة غناء
يسودها الأمن والأمان والعدل وتحكيم كتاب الله
فتوحدت اطرافها والتم شملها من بعد شتات
فأصبح وطن العطاء ينعم ابنائه بخيرات الدنيا ويرجون نعيم الآخرة .
ولكم مني جزيل الشكر
ونحمدالله على نعمة
الأمن والأمان ..
تحياتي
رد: قصيدة القاضي السنوسي في الملك المؤسس (رحمهما الله )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المرعب السفاح
مبروك للوطن عامه الثمانون وشكر خاص لشيخنا الكريم (عثمان حملي)
والشكر موصول لكم
تقديري الجم