زميل لحضرتنا : يفجؤني بعد كل حين بتجربة جديدة ، هكذا يخلق من خلال تجاربه الجديدة شعور جميل ، حتى إذا ما اعتاده فل منه إلى تجربة أخرى ، وهكذا تتلون حياته بألوان قزحية ، ويستنشق هواء منعشا ، ويكسب طاقة متجددة في كل مسارات حياته ..
هذه المرة قال لي : عليك أن تواجه الجميع وكأنك إنسان فاقد للذاكرة ! ( الباك قراوند ) .. ليس لديك أي خلفية عن هذا الشخص أو المجموعة التي أمامك ؟
لماذا يا حبيبي ـ قلت له متعجبا ، مفتتنا بسره ؟ !
ـ لأن كل شيء يتغير يا يتؤم روحي ! ـ قال لي ...
فأنت اليوم لست تماما أنت الأمس .... ومن يقابلك اليوم ليس هو تماما من كان الأمس !
.. فمن الظلم أن تعامله وكأنه مادة جامدة تتخذ شكلا واحدا ...
عليك أن تودع هذا الأمس وذكرياته وشخوصه ... وعليك أن تقابل كل من عرفت ومن لم تعرف وكأنه النهر الذي يتدفق ويتجدد باستمرار !
امنح نفسك فرصة أن تتعرف على الآخرين في وهج ومعطيات جديدة ...
قل في نفسك أن هذا الشخص الذي أمامي ليس هو ذاك الذي أعرفه ...... بل هو خلق جديد !
وهكذا تستعذب اللقاء معه .. لأن لكل لقاء جديد أجواء جميلة تخلق !
النبع يتدفق منك أنت ... ومن الخطأ أن تضح نفسك تحت رحمة من يحسن ويتفضل عليك !
هذا الشخص الذي تقابله ، وإن كنت قد قضيت معه أوقاتا أو رحلة عمر .. ليس هو هو ... فلربما أخطأت في فهمه سابقا ، ومن لا يخطئ …؟!
ولربما أخطأ هو في تعريف نفسه لك ، ومن لا يخطئ ..... ؟ !
وقد تقعا كليكما في البلادة إن لم تتجاوزا هذا المأزق …
من حق الجميع أن يتعرفوا على بعضهم ، ككائنات متغيرة ، دون التدخل المتعسف للخلفية ( الباك قراوند ) … التي قد تفسد أكثر مما تصلح ….
قل له إن صعب عليك التجاوز : إني أجد في نفسي عليك شيئا ! ولتكن نقطة انطلاق معا في رحلة حب طويلة !
.... عندها يكون اللقاء ، أول بعد كل أول ...!
