سألني أحد الزملاء حينما اتصل بي مستفسراً عن الكيفية التي يُعرف بها بياعين الحكي .
قلت له أنه من السهوله عليك معرفتهم ووعدته أن أضع له أمثله لبياعين الحكي في موضوع مستقل
وها أنا أحاول أن أعطيه مفاتيح ليحلل كل خطاب ويعرف ما إذا كان قائله بياع حكي أم لا ؟
في الحقيقة أن القيم الإنسانية التي تضعها المجتمعات لأنفسها دائماً ما تكون هي المادة الأساسية لصياغة الإستراتيجيات العامة لبياعين الحكي فنجد مثلاً أن من ضمن استراتيجية جماعة معينة مبنية على تحقيق قيم مثل الكرامة والعزة والشرف والمروءة ….. إلخ من القيم التي هي بالأساس قيم فردية ولكنهم يجعلونها أساس جمعي يحكم الجماعه .
فمثلاً الكرم قيمة فردية ولا يمكن أن يكون قيمة جمعية فلا أستطيع أن أقول بأن الجماعة الفلانية كريمة لانه يدخل في باب التعميم وكما أن التعميم لغة الحمقى ولكن دائماً ما يتم الاعتراض على التعميم اذا كان سلبي ولا يُعترض عليه إذا كان إيجابي
فأنا لو قلت أن السعوديين شرفاء لا أحد سيقول لي أن التعميم لغة الحمقى ولكن حينما أقول بأن السعوديين بخلاء فإن الكل سينتفض ويمنعني ويذكرني بأن التعميم لغة الحمقى وهنا المشكلة
لأن عموم الناس لا يلتزم بمعيار ثابت سواء كان ذلك ايجابي أو سلبي ! فالمعيار مزدوج في هذه الحالة
الامر الآخر أن القيم الإنسانية هي قيم فردية لأنها نسبية تماماً
فالعزة والشرف عند شخص مقداره وشكله مختلف تماماً عند شخص آخر فلا يمكن أن يكون هناك معيار ثابت وبالتالي إن نسبية هذا المعيار وهذه القيمة تجعلها قيمة فردية وليست قيمة جمعية
وبالعودة لبياعين الحكي فإن الأهداف التي ينوون دائماً أن يحققوها تكون أساسها مبنية على القيم الفردية التي يجعلونها جمعية رغم أنها لا تحتمل ذلك فتجد أن هناك رئيس منظمة أو حزب أو رئيس دولة قد يدخل في حرب مع دولة أخرى من أجل تحقيق العزة والكرامة والشرف
ودائماً حينما يتكلم لا يتحدث بالأرقام أو بالمكاسب المادية ولكنه يقول نحن نحارب من أجل العزة ومن أجل الكرامة ومن أجل الشرف وبالتالي معيار الشرف والعزة والكرامة سيحدد وفق معياره هو وليس معيار من يرأسهم
فهؤلاء هم بياعين الحكي