وردة الفقير وشوكة الغني!!

وردة الفقير وشوكة الغني
اشتكى ولد لوالده شدة شقائه فدار بينهما هذا الحديث :
قال الولد : واشقاءاه ، لقد أخذت على جميع السبل ! وسدت جميع المسالك ، ويخيل إلى أنني سأقضي بقية أيام حياتي في ظلمة داجية ، لا ينفذ إليها شعاع من أشعة الرحمة ، ولا يلمع فيها بارق من بوارق الإحسان ،.
قال له الأب : إنك واهم يابني ، فما أنت بشقي كما تظن ، وما الشقاء إلا تلك العظمة التي تتطلبها وتسعى إليها ، إنك تعيش من حريتك واستقلالك ، وهدوئك وسكونك ، وطهارة ضميرك ، وصفاء سريرتك ، في سعادة لا يتمتع بها متمتع على ظهر الأرض ، فما حاجتك إلى تلك العظمة التي لا سبيل لك إلى بلوغها إلا إذا مشيت إليها على جسر من الكذب والرياء ، والملق والدهان ، والمواربة والمداجاة ، والظلم والإثم ، ونصبت نفسك ، ليلك ونهارك ، لمحاربة الدسائس بالدسائس ، والدنايا بالدنايا ، والأكاذيب بالأكاذيب ، وملأت فراغ قلبك حقداً وموجدة على الذين يسيئون إليك ، أو يجترئون عليك ، وكنت في آن واحد أذل الناس لمن هم فوقك ، وأقساهم على من دونك ، ثم لا تحصل بعد ذلك كله على طائل سوى أن تطعم لقمة يطعمها جميع الناس ، وتستر سوءة لا يوجد في الناس من لا يسترها ؟
يابني إن الفقير يعيش من دنياه في ارض شائكة قد إلفها واعتادها ؛ فهو لا يتألم لوخزاتها ولذعاتها ، ولكنه أذا وجد يوماً من الأيام بين هذه الأشواك وردة ناظرة طار بها فرحاً وسروراً ، وإن الغني يعيش منها في روضة مملوءة بالورود والأزهار قد سئمها وبرم بها ، فهو لا يشعر بجمالها ، ولا يتلذذ بطيب رائحتها ، ولكنه أذا عثر في طريقه بشوكة تألم ألماً شديداً لا يشعر بمثله سواه ،
وخير للمرء أن يعيش فقيراً مؤملاً كل شيء، من أن يعيش غنياً خائفاً من كل شيء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من روائع المنفلوطي / رواية الفضيلة /

أظن بأن كل منا قد فتن بروايات المنفلوطي وكتبه في مرحلة ما ..

أذكر أن اعجابي به بدأ مبكرا جدا .. حتى أنني قرأت جميع كتبه وأنا في المرحلة الابتدائية ..

وكم سحرتني تلك الرومانسية المغلفة بسوداوية ساحرة في رواياته الفرنسية المترجمة ..

وان كان تأثير المنفلوطي وبصماته بقيت في ثقافتي الأدبية ..

الا أنني أرى أن الاسلوب الوعظي التقريري المباشر .. لم يعد يشبع نهمي للمتعة الفنية ..


لكن كل هذا لا يلغي عبقرية المقطع الذي اقتطعته من تلك الرواية العظيمة ..

فهي تختزل حقيقة عميقة .. وفلسفة جميلة لمفهوم السعادة ..


تحياتي وتقديري العميق لك أخي المتميز الشفق ..

أخي الشفق / أشكرك على انتقائك الجميل

من أدبيات المنفلوطي وهو غني عن التعريف....


أما مسألة الفقر فقد استعاذ منه نبينا

محمد صلى الله عليه وسلم....

وقد قال أحدهم : لو كان الفقر رجلا لقتلته...

والفقر المدقع قد يكون لونا من ألوان العذاب الدنيوي

كما أن الغنى كذلك ...

وقد ورد في الحديث القدسي : إن من عبادي من لو أغنيته لكفر

وإن منهم من لو أفقرته لكفر....

فليقر عينا كل من الفقير والغني بأن ذلك كله لأمر أراده الله...


ونعم المال الصالح للعبد الصالح ....


فالفقر لا يُحمد لذاته والغنى كذلك

وإنما الفيصل في ذلك هو قناعة الإنسان

بما لديه وعدم طمعه في الدنيا سواء كان غنيا أو فقيرا....

أشكرك مرة أخرى وأشكر كذلك ديوانك وطني

على مداخلتها الرائعة.....

هدوء


صفاء


سكون



كم انا محتاج الى سعادة تشبة تلك التي اثارها المنفلوطي ...


كم هي الدنيا تعيسة رغم كل الجمال الذي يسكنها ...


شفق تحية تليق بهيبتك ...



مع حبي
القبس

أختي الفاضلة / ديوانك وطني .. تحية عطرة تليق بك
أشكر لك تواجدك الجميل ومداخلتك الرائعة
المنفلوطي ومن منا لا يعجب باسلوبه ويتذوق روائعه ويستمتع بفنه
قد نمل أحيانا من بعض الأمور لكن سرعان ما نشتاق إليها ونعود بكل لهفة وشوق وحنين
وهذا ما أجده في قراءتي لروائع المنفلوطي

شكراااااااااا اخي الشفق
احترامي شهرزان

شكرآ لكي على طيب الأختيار

قلب صارخ