كم كان يداهمني الحزن حين أسمع عن الفظائع التي تحدث على بعد خطوات من مدينتنا ..
كل ما يحرمه الدين والأخلاق يحدث ليل نهار والأسئلة الحارقة تكبر وتكبر : لماذا ؟؟
بالتأكيد هناك منتفعون ومتواطئون ، ولكن يبدو أن المأساة على وشك الانتهاء ..
هذا ما نشرته صحيفة الوطن في هذا الصباح .. مبروك للجميع هذا الانجاز ..
في حملة خطط لها في عدة أسابيع ونفذت في 10 ساعات
القبض على 2500 متسلل وذخيرة مخبأة في علب الحليب في مداهمة لوكر الصين في جازان
جازان: حسين معشي
أسفرت مداهمة أمنية لأحد أوكار عصابات تهريب البشر والمخدرات والدعارة والتسول في جازان أمس عن القبض على 2500 من المتسللين من بينهم 471 طفلاً وطفلة و227 امرأة.
وأتلفت الحملة كميات من الخمور المصنعة محلياً عثر عليها في الوكر الذي يطلق عليه سكان المنطقة "وكر الصين" وصادرت الحملة عشرات الدراجات النارية التي يستخدمها أفراد العصابات في أداء مهامهم.
وكانت منطقة جازات قد شهدت أمس أكبر حملة لقوات الشرطة وحرس الحدود وقوات الطوارئ الخاصة استهدفت القضاء على أكبر وكرين لعصابات تهريب البشر والمخدرات وعصابات التسول والدعارة جنوب السعودية واللذين يقعان بالقرب من الشريط الحدودي السعودي اليمني جنوب محافظة صامطة في جازان ويطلق عليهما السكان لقبي الصين واليابان، لما يمتازان به من كثافة سكانية وقد شيدت هذه العصابات ـ في هذين الموقعين اللذين لا يفصلهما إلا بضع كيلومترات عن الحدود السعودية اليمنية وفي منطقة ذات تضاريس وعرة يصعب الوصول إليها ـ أحياء بأكملها وأقاموا مجتمع عصابات مستقلاً في عاداته وتقاليده، وحتى في طراز مساكنهم حيث يبنون مساكنهم على عقوم ترابية ضخمة يزيد ارتفاعها عن 3 أمتار مستخدمين فيها أغصان الأشجار الكبيرة وخردة الحديد والصفائح المعدنية ويتم بناء هذه المساكن على شكل أكواخ تتسع لـ 2 ـ 4 أشخاص، تحوي بداخلها أهم المتطلبات الأساسية للحياة وهذه الأكواخ تكون للعائلات فقط، على شكل سرير المنزل وهو لا يتسع إلا لشخص واحد فقط ويتم إنشاؤه على حسب حجم الشخص الذي يسكنه وعلى ارتفاع متر واحد فوق سطح العقم الترابي لأن تهوية المسكن تكون من الأسفل. أما باقي المسكن من الأعلى فيكون مغلقا تماماً سوى نافذة صغيرة تستخدم كمدخل وقابلة للغلق. وقبل بناء المسكن يتم حفر خندق تحت المسكن تصل مساحته إلى متر مربع ويتم إحداث فتحة في أسفل هذا المسكن الفردي الذي لا تزيد مساحته عن مترين مربعين تؤدي إلى الخندق والذي يتم استخدامه كمخبأ سري عند الإحساس بالخطر وعند هطول الأمطار وهذا النوع من المساكن الفردية يوجد بكثرة في وكر اليابان لأنه مخصص للرجال العزاب من المتسللين والمجهولين ورجال العصابات.
أما وكر الصين فمخصص للعائلات وأطفال التسول والطريف في مساكن عصابات وكر الصين أنهم قاموا ببناء حمامات فريدة من نوعها إذ يتم إنشاء الحمام من أغصان الأشجار على مساحة 1 ـ 2 متر ويتم إنشاؤها دون أرضيات ويقومون بحفر حفرة بنفس مساحة الحمام يصل عمقها إلى مترين كـ"بيارة" أما أرضية الحمام والتي هي نفسها فوهة البيارة، فتتم تغطيتها بألواح خشبية مثبتة تتخللها فتحات متقاربة.
وبدأت الحملة الأمنية التي كانت مخصصة لمداهمة وكر الصين في الساعة الرابعة والنصف عصراً وهو موعد العودة إلى الأوكار، حيث طوقت القوات الموقع من جميع الجهات وكانت مساحة الموقع تصل لعدة كيلومترات وفي منطقة تتسم بالوعورة الشديدة لا يمكن الوصول إليها إلا على الأقدام، مما ساعد مجموعات من الرجال على الهروب والاختباء في مزارع كثيفة قرب الشريط الحدودي في محاولة منهم لعبور الحدود إلى داخل الأراضي اليمنية ولكن كان رجال حرس الحدود التابعون للحملة لهم بالمرصاد.
أما النساء والأطفال والعجزة فكانوا صيداً سهلاً للحملة حيث لم يستطيعوا أو يحاولوا الهرب.
قام قسم من القوات بتمشيط الموقع والقبض على الموجودين فيه من النساء والأطفال وإزالة الأوكار والمساكن وإتلافها بمساعدة فرق من بلدية صامطة المزودة بالجرافات.
أما القسم الآخر من الحملة، فكانت مهمته تمشيط المزارع المجاورة للشريط الحدودي سيراً على الأقدام والقبض على الهاربين من الوكر، وبينهم عدد من المجرمين الخطرين وتجار المخدرات والبشر وعدد من المطلوبين في قضايا جنائية.
وقد واجه رجال الأمن صعوبة كبيرة في تمشيط المناطق المتاخمة للحدود لوعورتها وكثافة أحراشها، فقام رجال الأمن بتكوين أمشاط بشرية من رجال الأمن يتم في كل مرة تمشيط مساحة 30 متراً من هذه المزارع، وواجه رجال الأمن مقاومة عنيفة من رجال العصابات المختبئين داخل الأحراش والمزارع الحدودية، وصل بعضها إلى المقاومة الجسدية. وتمكن رجال الأمن من القبض على المئات من الهاربين من وكر الصين داخل هذه المزارع من بينهم 9 من المجرمين الخطرين والمطلوبين في قضايا جنائية لدى الجهات الأمنية.
كما تم القبض على مهرب وتاجر مخدرات ومسكرات وكبير الوكر والمشهور باسم "الغضنفر" والمطلوب في العديد من القضايا منذ 3 سنوات والذي نجا من كمين أقامته الجهات الأمنية للقبض عليه قبل عدة أيام.
كما تم القبض على متسولين بحوزتهما كميات كبيرة من الذخيرة الحية وعدد من مخازن الأسلحة قاما بتخبئتها داخل علب حليب الأطفال.
كما تم القبض على متسول في العقد الثاني من عمره وبحوزته آلة عود موسيقية غالية الثمن، كما تم العثور على مبلغ 1500 ريال مخبأة داخل آلة العود.
كما أصيب أثناء المداهمات العريف عبدالعزيز الرميلي بكسور مضاعفة وحروق عندما استنجدت به إحدى المتسولات لإنقاذ طفلها الذي هرب به قائد دراجة نارية مجهول حيث قفز رجل الأمن بكل شجاعة على الدراجة النارية فوقعت عليه وتسببت في إصابته، ورغم ذلك تمكن من القبض على قائد الدراجة النارية وعثرت الحملة على عدد من مجهولي الهوية يختبئون داخل حفر وخنادق قاموا بحفرها تحت مساكنهم الفردية في الوكر.
قاد الحملة التي داهمت الوكر، العقيد عبدالله عسيري مدير الشؤون الإدارية في شرطة منطقة جازان، وكل من مساعديه العقيد عبدالعزيز حكمي مدير الأمن الوقائي وعبدالله المشيخي مدير شرطة صامطة.
وشاركت في الحملة قوات الشرطة وحرس الحدود وقوات الطوارئ الخاصة وقوات من الأمن الوقائي والبحث الجنائي وعدة فرق من بلدية محافظة صامطة. ووصل عدد الفرق المشاركة في الحملة من جميع القطاعات الأمنية إلى 35 فرقة.
واستمرت الحملة الأمنية على الوكر من الساعة الرابعة والنصف عصراً حتى الثانية صباحاً.
وأوضح مدير شرطة منطقة جازان اللواء أحمد القزاز في تصريح لـ"الوطن" أن هذه الحملة تعد الأكبر والأوسع على مستوى المنطقة وتمكنت الحملة المكونة من جميع القطاعات الأمنية من مداهمة أكبر أوكار الفساد والعصابات في الجنوب والذي يطلق عليه مسمى (الصين الشعبية) وتم القبض على جميع الموجودين داخل الوكر وتمت إزالة مساكن الوكر جميعها.
وأضاف القزاز أنه يجري التخطيط لمداهمة الوكر منذ عدة أسابيع بالتنسيق مع محافظ صامطة ومشايخ القرى الحدودية من أجل فتح طرق مؤقتة لرجال الأمن وذلك لوعورة الموقع، كما أثنى القزاز على الجهود التي بذلها المواطنون ومشايخ القبائل في تسهيل دخول قوات الأمن إلى الوكر، مضيفاً أنه ستتم مداهمة وكر آخر يسمى باليابان قريباً.
