http://www.al-wed.com/pic-vb/10.gif
حزننا حيّ
ولأن كل حيٍّ .. خُلق من ماء
فإننا نبكي .. لتعيش أحزاننا .. وتقتلنا ببطء
صاحبي .. ( اقرأها كما نطقتها تماماً )
ليكن قلبك المصبّ
وحبي شلالاً ينهمر ..باندفاعاتٍ غير متناهية
وبعد
في مدينتي .. ياصاحبي .. للغياب شكل .. والفقد يمشي
متبختراً في الشوارع أخبرني أنك تستطيع تخيّل ذلك .. لأفهم أنك تسكن
ذات المدينة : مدينة الذاكرة
صديقي :
هل يوجعك الحديث حين يكون صمتاً
أقصد
هل تعرف متى يبتديء الصمت ؟
لم أكن اعرف ذلك من قبل .. الآن .. أستطيع شرحه بشكلٍ
مذهل ( رغم أنني لا أضمن أبداً .. أنه لا يؤلم )
يبدأ الصمت .. حين يشرع أولئك الذين اتخذونا وطناً لأطيافهم .. بالحديث
لا أدري لمَ أخبرك بذلك
ربما لأنني سمعت صمتك .. ذات بوح
دعني أغمس رأس قلمي في محبرة الروح
أردد أن قلبك .. حدائق ضاربةٌ في النماء .. ووجهة الأشياء
حين تشد أمتعتها .. وترحل بحثاً عن نقاء
وسأكتب من جديد :
كم هم فاشلون
من أوهمهم أن غيابهم .. يستطيع أن يغيبهم عنا ؟
بقي من حبر الروح .. قطرات
سأذرفها ببطء
وأرحل ..
أرحل .. حيث أجدهم .. وافتقد نفسي
من قال إن الشمس بطاقة إثبات للنهار ؟
كم أفتقد النور
حبيبتي
بطريقتك .. حبيبتي .. بطريقتك
كفّك .. شمسٌ صغيرة .. تسير على درب النهار كل يوم
تحتل مكانها .. في صدارة السماء .. لتدوّن النور
يروقني ذلك .. ياقاهرة الظلمة .. وعثار الخطو ..
اكتبيني شعاعاً .. وسأسافر .. لأوقظ غفوة الأراضي النائمة
أركل السواد وأصرخ فيه :
" ارتدع عن تقليده .. وحده شعرها إذا سجى .. يمنح ضياعي .. وسام المجد والامتداد "
تحبين الأبيض من الأشياء ؟
امسحي على جبينك .. قبلّي كفك واكتبيني .. ثلوجاً تكسو
عري جبال الشمال ..
وحين أختفي .. اسأليها عني وستجيبك :
" لم يعد يسكن هذه المنخفضات !! .. قال إنه مسافرٌ لقمةٍ لم تكتشف بعد .. "
ابتسمي حينها .. تحسسي قلبك وأخبريهم .. أنني وصلت
للقمة
في مشوار الحياة يقف بنا قطار العمر في محطات كثيره فنلتقي بأناس مختلفين .. نصافح وجوههم .. نصافح أناملهم .. نصافح قلوبهم
ومعهم نتذوق طعم البدايات .. بداية الفرح .. بداية الحلم .. بداية الحب بداية الغيره .. بداية أشياء كثيره أشياء بطعم السكر وأشياء بمرارة المر
ومعهم ندخل في حالة من الحلم الجميل حالة تشبه الذهول حالة من الهذيان الدافىء فيخيل إلينا أن الشر غادر الكرة الأرضيه للأبد وأن الأرض أصبحت ملكنا وحدنا ونتمادى في الخيال بهم ومعهم
وفجأه نستيقظ قد توقظنا صرخة واقعيه أو صفعه قاسيه على وجه أحلامنا فنتوقف عن الأحلام ونتوقف عن الخيال ويصبح حجم الدهشه باتساع الأرض ويصبح حجم الخوف باتساع الدهشه ..
وعندها نعود إلى وعينا نعود إلى أنفسنا إلى حقيقه طال هروبنا منها حقيقه تنص على أن العهد الجميل انتهى وأن النبض الحي توقف عن الحياة ..
ونتلفت حولنا نحاول التقاط أنفاسنا المرهقه ونحاول إحصاء عدد البقايا الجميله فينا فلا تصافح قلوبنا سوى الألم ولا تلمح أعيننا سوى الندم ونحاول عندها أن نجمع بقايا انكساراتنا والمؤلم أن نكتشف أن ليس كل تبعثر يمكن جمعه ..
ولا نعلم عندها كم سنحتاج من الوقت كي نتخلص من إحساسنا بالندم على إحساس خطأ كان يجب أن لا نفتح أبوابنا له ولا نعلم كم سنحتاج من العمر كي نطوي مرحله قديمه ونستقبل أخرى جديده ..
فمتى سنتعلم أن لا نندم ؟ متى سنتعلم أن نعطي مراحلنا القديمه حقها من الذكرى ؟ متى سنتعلم أن لا نعطي الجديد عند ميلاده فرحة أكبر من حجمه ؟ متى سنتعلم أن نبتسم لأحلامنا ونحن نلوح لها مودعين ؟ متى سنتعلم أن نعترف بأنه حتى أحاسيسنا الخاطئه تمنحنا بعض الفرح في فترة من العمر ؟ متى سنتعلم فن الصمت !!!
ربما ياتي الغد سعيدا
ربما تكون هناك بسمة . .. أمل ... تفاؤل
تعبت وانا اجمع الآلامي وأكون سيد الحزن
تعبت وانا ابكي لحالي الضائع
تعبت وانا اتخيل يوم الغد مشرقا بوجع جديد
تعبت امسح دموعي من على ملجأي وسريري
وحتى ذلك الحين سألتزم الصمت المباح البواح !!
