عندما يغرق الانسان في بحر الاعمال التي تعتبر مصدر من مصادر الدعم المادي والمعنوي
له فانه لا يبقى بعيدا عن الوقوع في مصيدة الاحتراق النفسي ،و يعتبر مفهوم الاحتراق
النفسي Psychological Burnoutمن المفاهيم الحديثة نسبياً . ويعتبر فرويدنبرجر
Freudenberger أول من استخدم هذا المصطلح في أوائل السبعينات للإشارة إلى
الاستجابات الجسمية والانفعالية لضغوط العمل لدى العاملين في المهن الإنسانية الذين
يرهقون أنفسهم في السعي لتحقيق أهداف صعبة .
صحيح ان من يصاب بالاحتراق النفس ي هم من اؤالئك الذين يعملون مع اشخاص من نوعية
خاصة مثل من يعمل مع ذوي الظروف الخاصة كالمعاقين جسديا أو المصابين بالتوحد ، الا انه
يصل الى المعلمين في البيئات التي لا توفر قدر من الامكانات الضرورية للتعليم أو عندما يكون
الطلاب من المتخلفين عقليا أو ضعاف التحصيل مع عدم توافر الامكانات المادية والضرورية
لرفع مستوى تحصيلهم فتجد المعلم يرهق نفسه لاصال اهدافة في مثل تلك الاجواء التي ينعدم
فيها التقدير الكافي للمعلم حتى يشعر انه يعمل من دون مقابل.......
علما بأن شعور الفرد بالضغوط المهنية أو الضغوط النفسية في مجال العمل لا يعنى
بالضرورة إصابته بالاحتراق النفسي ولكن إصابة الفرد بالاحتراق النفسي هو حتما نتيجة
لمعاناته من الضغوط النفسية الناجمة عن ظروف العمل .
وفي هذا الصدد ذكرت إحدى الدراسات من خلال استعراض أربعة عشر دراسة بحث عن
أسباب وأعراض الاحتراق النفسي وتبين فيها وجود ثمانية أسباب رئيسية للاحتراق النفسي
وهي :
1- العمل لفترات طويلة دون الحصول على قسط كاف من الراحة .
2- غموض الدور .
3- فقدان الشعور بالسيطرة على مخرجات العمل أو الإنتاج .
4- الشعور بالعزلة في العمل وضعف العلاقات المهنية .
5- الزيادة في عبء العمل وتعدد المهام المطلوبة .
6- الرتابة والملل في العمل .
7- ضعف استعداد الفرد للتعامل مع ضغوط العمل .
8- الخصائص الشخصية للفرد .
وعن أعراض ومؤشرات الاحتراق النفسي تؤكد إحدى الدراسات بأنه يمكن أن نستدل على
وجود الاحتراق النفسي بواسطة ثلاثة مؤشرات أو إعراض بارزة هي :
1- شعور الفرد بالإنهاك الجسمي والنفسي مما يؤدي إلى شعور الفرد بفقدان الطاقة النفسية
أو المعنوية وضعف الحيوية والنشاط وبالتالي إلى فقدان الشعور بتقدير الذات .
2- الاتجاه السلبي نحو العمل والفئة التي يقدم له الخدمة ( طلاب , مرضى , مسترشدين )
وفقدان الدافعية نحو العمل .
3- النظرة السلبية للذات و الإحساس باليأس والعجز والفشل .
وفي ضني ان الانسان في المحيط الاجتماعي يصاب بمثل هذا الاحتراق النفسي أي داخل
الاسرة عندما تتوالى عليه المسؤولية من دون تقدير كافي من جانب اسرته أو محاولة الوقوف
معه ومساندته ، فنجد من بين الأخوة فرد منهم هو الذي يعمل للاسرة في جميع شؤونها حيث
تلقى عليه اعمال الاسرة ومقابل ذلك لا يجد منهم أي نوع من تقديرهم له مثل الاخ الأكبر الذي
يجب عليه ان يتابع اخوته المراهقين كثيري المشاكل ، فمع كل ما يقوم به تجاههم يحترق
نفسيا وهم لا يولونه أي نوع من التقدير والاهتمام حتى يصاب بالاعياء النفسي وربما اصيب
بامراض كالضغط والسكري ...ومثلة الزوج الذي يحمل اعباء الاسرة بالاضافة لاعماله
الخاصة والمحافظة على مصادر رزقه بينما تبقى الزوجة متفرجة على ذلك او ربما انقصة من
قيمة اعماله مضاعفة لاحتراقه نفسيا ، وكذلك الزوجة التي تظل بين الاطفال واعباء البيت
ومطالب الزوج من دون ان تحصل على التقدير الكافي من قبل زوجها على معظم اعمالها ...
فعلينا ان نجب من نحب الاحتراق النفسي باضافة تعابير تقديريه من كلمات وحفالات احتفاءا
بحبيبهم ...
والأفراد الذين يتسمون بالطموح العالي والدافع القوي لإنجاز الأشياء هم المرشحين للوقوع في براثن الاحتراق، حيث يسخر
الفرد وقته وجهده في العمل في نفس الوقت الذي يحقق فيه توقعات الآخرين منه، لذا يشعر بالإنهاك والتعب وعدم القدرة
على إنجاز المهام، وعدم القدرة على التركيز الذهني والعملي والتردد واضطراب النوم والأرق والصداع وهبوط ضغط الدم،
بالإضافة للحساسية تجاه الآخرين العدوانية
ودمتم في رعاية الله
