وقفت على شاطئ البحر فرأيته دموعا انهمرت من عين الحياة
ونظرت الى الجبال فاذا هي هموم مطبقة على صدر الأرض
وفكرت بالبراكين فاذا هي لوعة أحزان تثور حينا وتهمد أحيانا أخرى...
وجلت بناظري بين الوجوه, تلك التي اعتلاها غبار الزمن
وتلك التي أشرقت مع كل ولادة
وبحثت في كتبي الصفراء
وبين دفاتري الخشنة لعلي أجد اسما له تفسير أو صورة ذات أبعاد
وتسمرت أمام المرآة أنظر فيها فلا أراني
وأسمع صداح الطير فلا أصغي
وأتوارى في لحظات قليلات في عينين تحملاني الى عالم الرؤى
ودنيا الجمال ....
لأستفيق على بساط سليمان
وأجد نفسي بلقيس الحائرة الفاقدة لملكها ولنفسها
بلقيس المستسلمة بلا تردد.....
وأسأل نفسي كم وكم من أيام حياتي طاف على وجه الماء!
وكم وكم من سني عمري علق بخشبة النجاة!
وأنكر تاريخا حمل ما لا يطيق
فأغدق علي ما لا أطيق..
كيف أحبك يا تاريخا أروى صفحاته بدموع اللوعة؟
كيف أحبك يا رجلا عبث بدموع الفراق..وجعل قلبي شاطئا تخوض فيه مراكبه الثقيلة؟
ابك يا قلبي فانك ستجد حتما من يكفكف دموعك..
كما ..وجدت من أرسلها..
فلا شيء أجمل من الحب الا هذه الدموع....
