عبارة اجتاحت العالم العربي من المحيط الى الخليج
اسقطت حكومات وزعزعت وهزت باقي الحكومات وتتراوح اهتزازها مابين قوية ومتوسطة وبسيطة نعم انها عبارة قوية جدا ومدوية تحمل في حروفها الكثير والكثير من المعاني و الاستفهامات ؟؟؟
لقد استطاعت هذه العبارة حين خرجت من أفواه الشعوب وخاصة الشعب المصري أن تحرك وتزعزع الكيان الصهيوني المتمثل في إسرائيل فقد أصبحت إسرائيل ترتجف خوف وهلع من عبارة الشعب يريد إسقاط النظام ولم ترتجف من الجيوش العربية على قوتهاولم تستطع الجيوش العربية وقف تلك العبارةفعمدت إسرائيل وأمريكا والدول الغربية على تحليل تلك العبارة ومدى خطورتها عليها فاستطاعت أن تفك رموزها ومعانيها في فترة وجيزة فإذا بها تتنفس الصعداء بل تدخل على صف الشعوب وتنادي معهم الشعب يريد إسقاط النظام فهاهي أمريكا أمرت مبارك بالتنحي عن الحكم وهو الذي خدمها من عام 1979 في كامب ديفد حين ما كان نائب الرئيس الراحل أنور السادات الي اليوم وأخر ما قدم لهم من خدمة حصار غزة وبيع الغاز بسعر اقل من تكلفته للكيان الصهيوني
ثم ذهبت الي ليبيا
وتساند المحتجين في ليبيا بعد حكم القذافي لها لأكثر من أربعين سنة فصاح القذافي الأصوليين والقاعدة ستحكم ليبيا ولكن دون جدوى بل قامو يحرضون الشعب على حمل السلاح والقتال لتدخل ليبيا في حرب أهلية وتنشغل بنفسها عن العالم وما يدور به
وهاهي اليمن التي دعمها الغرب بالمال والسلاح وخاصة أمريكا في حربها على القاعدة يطلب الغرب من علي عبدالله صالح التنحي رغبة للشعب أي شعب يقصدون ؟ومن متى الغرب يهتم للشعوب العربية أو يقيم لهم وزن أو حتى يعترفون بهم كشعب أو حتى مخلوقات يستوجب العطف عليهم؟ فقد رأيناهم في حرب غزة ماذا فعلو كانو يدعمون إسرائيل بالسلاح أمام شعب اعزل ومحاصر من جميع الجهات كي يبيدونهم عن بكرة أبيهم
لماذا وهي التي خافت خوف شديد واليوم تنادي معهم
لقد وجدت في العبارة خلل وهي كلمة إسقاط
فلو وجدت بدلها كلمة إصلاح لكان هناك شي أخر أو كما قال ملك ملوك العرب الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله تعالى حين قال وتمنى زوال إسرائيل ليهتفون ويقولون الشعب يريد زوال إسرائيل
أو عبارة الشعب يريد الوحدة العربية وهي العبارة التي ناد بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يرحمه الله ولكنها اطمأنت وعرفت ماذا تعني إسقاط النظام تعني خراب ودمار تعني فراغ سياسي تعني فوضى عارمة وزعزعة الأمن و الأمان ودخول الشعوب في حروب أهلية ويخلوا لها الجو وتعيث في الأرض فساد وتنهي فلسطين على اقل من مهلها
لما لا ؟ والشعب العراقي مازال يتخبط بعد تغير النظام بالقوة بعد سنين وسنين وهو يرزح تحت الفساد والاختلاس فتسع سنوات لم تستطع توفير الماء والكهرباء والغذاء على وجود نهرين دجلة والفرات أو حتى توفير الأمان لشعبها الى اليوم وأخرها ينقلب الشعب على حكومته التي اختارها بنفسه ويريد تغييرها اليوم ويقولون ديمقراطية
وهاهو الشعب التونسي الذي كان أول من اسقط النظام بالسلم لم يستطع إن يستقر به الحال إلى اليوم فكم وزير استقال من بعد إسقاط النظام وكم من متشرد افرزه إسقاط النظام فهاهم اللألاف من الشباب في جزر ايطاليا مشردين فحين ما تنشغل الحكومات والشعوب في التغيير وإلى تغيير يصبح هناك فرغ سياسي ويخلوا الجو لإسرائيل فلا تجد من يشجب ويستنكر على الأقل لما تفعله في فلسطين
إن إسرائيل تسأل أين كانت تلك العبارة مغيبة عن العالم العربي كي تشغلهم وتشغل حكامهم بهم
لقد عمدت الشعوب العربية إلى عبارة الشعب يريد إسقاط النظام
ونسو بل تناسو من يجب إن يسقط بل يغير ظنا منها أنها العبارة التي ستجعلهم الأفضل على الشعوب فإذا بها تضعهم في المحضور والخطاء الشرعي
وهو الخروج على الحكام
فقد قرن الله طاعته بطاعة رسوله وأولي الأمر وقال الله تعالى في كتابة العزيز
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلىِ الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
كما إن هذى العبارة ستؤدي الي صدام بين المتظاهرين و الشرطة في اى حكومة كانت وسوف يقتل أناس من الطرفين فكم قتيل قتل في هذه المظاهرات من محمد بو عزيزي الي اليوم فما حكمهم؟
أين نحن من قول المصطفى علية الصلاة والسلام في الحديث الشريف
فعن الْأَحْنَفِ بن قَيْسٍ قال ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هذا الرَّجُلَ فَلَقِيَنِي أبوبَكْرَةَ فقال أَيْنَ تُرِيدُ قلت أَنْصُرُ هذا الرَّجُلَ قال ارْجِعْ فَإِنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ في النَّارِ فقلت يارَسُولَ اللَّهِ هذا الْقَاتِلُ فما بَالُ الْمَقْتُولِ قال إنه كان حَرِيصًا على قَتْلِ صَاحِبِهِ [إنه قد أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ {
إخواني وأخواتي الدين والعقل والمنطق يرفض هذه العبارة جملة وتفصيل
فقد بين لنا الدين العلاقة بين الحاكم والمحكوم وهى الطاعة في غير معصية الله وذالك أمر مهم جدا لقيام الدولة الإسلامية والشعوب الإسلامية وفيها مصلحة وصلاح العامة والاستقرار والأمن والرخاء
