تعليمنا والعمل به .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل نفسي كثيرا ما الفائدة من تعليمنا وثقافتنا إذا لم تغير من طريقة حياتنا
وتعاملنا مع الآخرين وتحدث نقلة نوعية في كل مجرى أمور حياتنا .
هل التعلم والثقافة نيل شهادة وكسب خبرات وتنمية مدارك ومفاهيم فقط
أم إن الأهم من ذلك أن ينعكس اثر تعليمنا على أخلاقنا وتعاملنا
فنرتقي بانفسنا فوق كل الصغائر والترهات وعلينا أن نكبر بأعمالنا في أعين الناس
ونرتفع فوق هامات الكل وتجاوز كل ردئ ودنيء .
علينا أن نفعل كما يفعل الكبار حين ارتفعوا فوق ركام الترهات ، لتظل جباههم عالية ونفوسهم كبيرة وعقولهم مصونة من التلوث .
أيها الأحبة لا فائدة من تلك الدراسة والثقافة والعلوم إذا لم تطبق على ارض الواقع
قولا وفعلا وتعاملا وخلقا وقربا من الناس ونصحا وتوجيها وامرا بالمعروف ونهيا عن المنكر .
عن أسامة بن زيد – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كما يطحن الحمار برحاه. فيطيف به أهل النار فيقولون: أي فلان. ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله. وأنهى عن المنكر وأفعله" أخرجه البخاري ومسلم.
إنه وعيد عظيم، يثير الفزع في النفوس، بتصور هذا المنظر المخيف. منظر رجل يلقى في النار فتنصب مصارينه من جوفه، ويدور فيها، فيجتمع أهل النار حوله يتعجبون من هيأته ويسألونه عن شأنه وحاله.
إنه ليس وعيداً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا مطلوب من كل أحد، ولكنه وعيد على ارتكابه المنكر عالماً به، ينصح الناس عنه ثم يخالفهم إليه ويفعله.