بين إنسانية المبتعثين في اليابان ومعاملة البائسين النازحين بجازان
[list][*]صحيفة عكاظ - الأحد 29/04/1432 هـ 03 أبريل 2011 م العدد : 3577 [/list]تضامناً مع اليابانيين.. المبتعثون السعوديون يسلّمون شققهم للنازحين
عدنان الشبراوي ـ جدة
أطلقت الملحقية الثقافية السعودية في طوكيو موقعا على الإنترنت بعنوان «نحن مع اليابان»، تعبيرا عن التضامن مع الشعب الياباني في المحنة التي يمر بها، حيث اشتمل الموقع على الأخبار الخاصة ببرقيات التعزية لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده لإمبراطور اليابان، إضافة لصور ومقاطع فيديو ومعلومات عن الزلزال والنازحين، وكيفية إدارة الأزمات في اليابان.
وذكر الملحق الثقافي السعودي في اليابان الدكتور عصام أمان الله بخاري أن المبتعثين كانت لهم مواقفهم المتميزة، حيث سلم المبتعثون السعوديون في مدينة سينداي مفاتيح شققهم للمسؤولين ليستفيد منها النازحون، وأبدى المبتعثون رغبتهم في المساهمة في الأعمال الخيرية لإغاثة النازحين.
يذكر أن الملحقية الثقافية السعودية في اليابان، عقدت اجتماعا في مقرها في طوكيو بحضور 50 ممثلا للجامعات اليابانية، في خطوة هي الوحيدة من نوعها بين الملحقيات الثقافية الأجنبية في اليابان، للتنسيق بشأن تعاون الجامعات مع المبتعثين السعوديين في حال تأخرهم عن بداية الفصل الدراسي في تسجيل المواد وتعويضهم عن المحاضرات الأكاديمية، وشرحت الموقف الحالي، مع التأكيد على بذل كل ما يمكن لإنجاح الشراكة الأكاديمية السعودية اليابانية، المتمثلة في تطوير وتدريب الموارد البشرية السعودية على أعلى المستويات. وقد لقي هذا الاهتمام والاجتماع التقدير والشكر والوعد بالتعاون من المؤسسات الأكاديمية اليابانية، وتلقت الملحقية اتصالات وخطابات شكر من مديري الجامعات اليابانية، مؤكدين تقديرهم للمملكة العربية السعودية ووقفتها مع اليابان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
في الوقت الذي فيه آلاف النازحين - من محافظة الحرث – يعانون الأمرين من معاملة أبناء جلدتهم ، وأبناء وطنهم ، وإخوانهم الذين تجمعهم وحدة الدين واللغة ، والنسب ، والمصاهرة ، والجوار ، تلك الروابط كلها ضرب بها في عرض الحائط ، وانجرفتْ مع اللعاب السائل للمادة ، وتلاشت مع زفير الأنفاس اللاهثة خلف الأطماع ، من ملاك العقار بمحافظات صامطة ، والمسارحة ، وجازان وأبي عريش ، وصبيا والعارضة .
- أولئك السكان الجيران ، وذوي النسب ، والقربى ، من قبائل ذات أصالة ، وعروبة ، وعادات ، انصهرت كل الأعراف المسجلة في عروقهم ، لتكون أكواما من المشاعر الجامعة ، وترسم أشباحا مخيفة مرعبة ، تجسد أبشع صور الأطماع ، وأسوأ أساليب الاستغلال ، ممثلة في :
* التدرج في رفع عقود التأجير بمعدل ثلاث مرات خلال العام الواحد ، دون احترام للعقود المبرمة ، ولا يملك النازحون إلا الرضوخ لنقض ملاك العقار لعقودهم المبرمة ، خشية تشرد أسرهم .
* وفي المزابنة بين المستأجرين من النّازحين ، من خلف الظهور ، بعقد اتفاق مع نازح مضطر، مستعد لدفع إجار بزيادة خمسمائة ، أو ألف ريال على ما يدفعه النازح الساكن في غفلة منه .
* ومن لا يملك عقارا يمتهن مهنة السمسار ، فيعمل على جلب النازحين ليحلوا محل نازح سابق لتحقيق أعلى قدر من سعر الإجار ...
* ومن خلال مضايقة المستأجرين ، بتسليط شركة الكهرباء على فصل التيار ولو كان مبلغ الفاتورة ثلاث مئة ريال ، أو قطع الماء رغم إنه مشروع حكومي ، ومن ثم يدلّك على اسم صاحب وايت تتعامل معه .
* أو باللجوء للمحاكم لإخراج النازح بحجة حاجة مالك العقار للمنزل ، ويقوم بتأجيره قبل اكتمال نقل العفش.
* تراوح الأجور ما بين ( 4000 - 7000) شهري ، كأعلى سعر تدفعه وزارة حكومية ،أو مصلحة ، حيث أصبح كل فرد من المواطنين النازحين بمقام وزارة في دفع الإجار ...
= كل ذلك في ظل لجان ظالمة تشرف على إيواء النازحين ، بادرت إلى حرمان النازحين من الإعانات ، ارتجلت حرمان أكثر من ستة ألف نازح من الأفراد البالغين المستقلين ، وتقليص الإعانة ربع الاستحقاق من إعانة السكن ، ومصادرة كامل إعانة الإعاشة ، ومن خلال إيقاف الإعانات بحجة أخطاء في البيانات ، أو بحجة بلاغ كاذب لدى لجنة أفرادها لا يعرفون القبائل ، مندوب صحة من محافظة المسارحة ، تلبسه الحسد ، ومندوب تعليم عشش في صدره الحقد ، أو قدّم حقوق النازحين قرابين لتقربه لدى المسؤولين من المستفيدين الحقيقيين من المبالغ الموقوفة التي تسبب في حرمان النازحين منها ، ومندوب مباحث إدارية يقر الصرف لغير النازحين ، ويصر على حرمان النازح الحقيقي ، ومندوب إمارة المنطقة ، يقر نزوح قرى أهلها ساكنين مستقرين ، ومؤجرين بيوتهم ، وتم تسجيلهم نازحين ، ومدارسهم مفتوحة ، وبيوتهم عامرة ، وأراضيهم مزروعة ، ومواشيهم وافرة ، ومندوب دفاع مدني ، يقوم بحصر أضرار قرى لم تنزح أصلا ، ويرى أهلها ساكنين حين قيامه بحصر الأضرار ....
= للمقارنة فقط ، أتيت بهذا التعليق المتضمن لكل أنواع الحقد والحسد والاستغلال ، وجم الغضب الذي يصبه أناس في جازان على النازحين المنكوبين الممتثلين لولاة الأمر ضحوا بكل ساكن ومتحرك ، وبأموال ، وأرض وسكن في سبيل الولاء والطاعة ليلقوا هذه المعاملة التي لا مثيل لها في قانون العقوبات .
أتيتُ بهذا التعليق لمقارنته بإنسانية المبتعثين السعوديين في اليابان الذين ضربوا أروع مثال للتضحية بسكنهم واستقرارهم ، في أرض الغربة ، وخرجوا إلى العراء تضامنا مع منكوبي زلازل اليابان ، فأين الثرى من الثريا ، وأين الإنسانية من هذا التكالب الذي لم يستطع ردعه مسؤول ، ولا عاقل ، ولم يرفعه عن النازحين من يخاف الله أو يراعي الأعراف ، والأخلاقيات ...
رد: بين إنسانية المبتعثين في اليابان ومعاملة البائسين النازحين بجازان