في فبراير الماضي صرفت دولة الكويت منحة لمواطنيها 1,000 دينار (13,000 ريال) بينما في مارس صرفت السعودية "راتبين" لموظفيها.
ما الفرق بين المنحتين؟
في الكويت كانت الجنسية هي معيار المواطنة ولاشيء غيرها، أما في السعودية فقد كان المعيار هو الوظيفة ولا شيء غير الوظيفة.
بمعنى أن في الكويت كل مواطن يحمل بطاقة هوية كويتية حصل على 1,000 دينار، سواء كان –هذا المواطن- وزير أو فراش أو عاطل أو امرأة أو طفل أو معاق أو رجل أعمال، كل كويتي له حق وعليه واجب، كل كويتي استحق بالضبط نفس ما استحقه أخوه الكويتي و جارته الكويتية وصديقه الكويتي و زميلته الكويتية و رب عمله الكويتي و موظفته الكويتية؛ بدون أي اعتبارات أو استثناءات.
في السعودية "موظف الحكومة" فقط هو من حصل على راتبين
أي أن الوزير الذي راتبه 45,000 حصل على 90,000 بينما الفراش الذي راتبه 4,500 حصل على 9,000.
و نستفيد من هذه النقطة أن الوزير أكثر مواطنة –عند الدولة- من الفراش
ماذا يستحق المواطنين كمكافأة على مواطنتهم؟
الوزير يستحق 90,000 تخوله ليسافر و يقضي عطلته الصيفية في أوروبا، بينما الفراش فلا يستحق سوى 9,000 و التي لا تخوله إلا ليقضي العطلة في البيت بعد أن يدفع –بمبلغ المنحة- تكاليف صيانة المكيفات البالية والتي ستخرب السنة القادمة من جديد.
مقارنة أخرى: عدد سكان الكويت يتجاوز المليون نسمة بقليل أي أن الدولة صرفت مبلغ مليار ومائة ألف دينار (ما يعادل أربعة عشر مليار ريال).
في حين تجاوز عدد سكان السعودية الثمانية عشر مليون أي انه يساوي سبعة عشر ضعف سكان الكويت ومع ذلك فقد صرفت دولة السعودية عشرين مليار فقط.
سؤال مهم: كيف عرفت أنها المبلغ هو عشرون مليار؟
الجواب:
عدد موظفي الدولة = 1.4 مليون تقريبا (المصدر: مدونة عصام الزامل)
معدل رواتبهم = 7,300 ريال (المصدر: مدونة عصام الزامل)
1,400,000 (موظف) * 7,300 (ريال) * 2 (راتبين) = 20,440,000,000 ريال
فرضية: لو افترضنا أن السعودية ستصرف عشرة ألاف ريال -وليس 13ألف كالكويت- لكل مواطن فسيكون إجمالي الصرف مائة وثمانين مليار
هذا يعني أن الدولة وفرت على خزينتها 160مليار أي 89% من المفترض صرفه في حين استفاد من هذه المنحة 8% فقط من إجمالي سكان السعودية
أخيرا: لو افترضنا أن الدولة لا تملك ما تمنحه لمواطنيها سوى هذه العشرين مليار فقررت توزيعها على المواطنين بالتساوي، فسيكون نصيب كل مواطن 1135ريال أي 77 دينار فقط.
