الحزن العالمي لرحيل الفهد رحمه الله

عمت مظاهر من الحزن في أنحاء العالمين العربي والإسلامي، كما عبرت دول غربية عديدة عن مشاعر العزاء في أعقاب وفاة العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وأعلنت عدد من الدول أياما من الحداد ونكست أعلامها.

ففي المنامة, نعت مملكة البحرين رسميا الملك فهد واعلنت الحداد وتنكيس الاعلام لمدة اربعين يوما وفق ما اعلنته وكالة انباء البحرين الرسمية. وقال بيان اصدره الديوان الملكي ان مملكة البحرين "خسرت بوفاة الفقيد الكبير والدا عزيزا وقائدا فذا ورجلا حكيما كرس جهده ووقته من اجل الجميع" وفق الوكالة.

أما المغرب، فقد نعت الملك فهد عبر بيان صدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. وقال البيان إن العاهل المغربي الملك محمد السادس تلقى "بعميق الحسرة والحزن النبأ المفجع, لنعي جلالة المغفور له, خادم الحرمين الشريفين, الملك فهد بن عبد العزيز, شمله الله بواسع رحمته ورضوانه".

وفي دمشق، أعلنت سوريا الحداد الرسمي ثلاثة أيام تنكس خلالها الأعلام وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الرئيس السوري بشار الأسد وجه إلى الملك عبد الله رسالة أعرب فيها عن "تعازيه باسمه وباسم الشعب العربي السوري إلى أصحاب السمو أعضاء الأسرة الكريمة وشعب السعودية الشقيق".

وأكد الأسد في برقيته أن "الملك فهد كان حريصا على تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا وكان مدافعا عن مصالح السعودية الشقيقة وقضايا الأمة العربية".

وأوضحت الوكالة أن "سوريا أعلنت الحداد الرسمي ثلاثة أيام على وفاة الملك فهد", موضحة أنه "تقرر تنكيس الأعلام خلال فترة الحداد في كافة الدوائر الرسمية السورية في سوريا وعلى سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج".

كما قررت سوريا "إلغاء احتفالاتها اليوم الاثنين بعيد الجيش العربي السوري الذي يصادف اليوم تعبيرا عن تعاطغها ومشاركتها للسعودية بمصابها الجلل في وفاة الملك فهد".

وفي الأراضي الفلسطينية، أعلن نبيل شعث وزير الإعلام أن السلطة الفلسطينية أعلنت الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام موضحة أن رئيس السلطة محمود عباس سيتوجه إلى المملكة مساء اليوم للمشاركة في الجنازة.

وقال نائب رئيس الوزراء الفلسطيني لوكالة فرانس برس إن "السلطة الفلسطينية أعلنت اليوم الحداد الرسمي ثلاثة أيام ابتداء من اليوم حدادا على وفاة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية". وأضاف أن محمود عباس "سيتوجه إلى السعودية مساء اليوم على رأس وفد فلسطيني للمشاركة في جنازة الملك فهد".

وأكد شعث أن "الملك فهد كان حليفا حقيقيا للشعب الفلسطيني وللقيادة الفلسطينية ولعب أدوارا مهمة في مبادرات (...) ووضع القضية الفلسطينية على رأس الأجندة العربية والدولية".

وتابع أن العاهل السعودي الراحل "لعب دورا في نجاح قمم عربية عديدة خصصت للقضية الفلسطينية لذلك سيذكره الشعب الفلسطيني دائما".

وفي الجزائر، قالت الإذاعة الجزائرية اليوم الاثنين إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيرأس الوفد الجزائري الذي سيتوجه غدا الثلاثاء للسعودية لتشييع جنازة عاهل المملكة العربية السعودية الملك فهد بن عبد العزيز.

وفي الأردن، نعى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الملك السعودي فهد بن عبد العزيز الذي توفي اليوم الاثنين, وأعلن الحداد في الأردن أربعين يوما.

وأوردت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) بيانا صادرا عن الديوان الملكي نعى "ببالغ الحزن وعميق الأسى المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية". وأعلن الديوان الملكي "الحداد في البلاط الملكي الهاشمي لمدة أربعين يوما اعتبارا من اليوم الاثنين".

كما عبر البيان عن "تأثر وحزن صاحب الجلالة والأسرة الأردنية الواحدة بهذا المصاب الجسيم والوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية والشعب السعودي الشقيق في هذه الظروف الأليمة".

وفي باكستان، اعلنت وزارة الخارجية اليوم الاثنين الحداد الوطني اسبوعا في باكستان على الملك فهد عاهل السعودية وقال المتحدث باسم الوزارة نعيم خان ان "باكستان تعبر حكومة وشعبا عن عمق المها وحزنها لنبأ وفاة الملك فهد".

واضاف "تضامنا مع اشقائنا السعوديين, يعلن الحداد الوطني في كل انحاء البلاد لسبعة ايام تنكس خلالها الاعلام". وتابع نعيم خان "الملك (فهد) كان رجل دولة كبير عمل بقناعة في سبيل السلام العالمي وكان مناصرا لقضايا العالم الاسلامي وصديقا حقيقيا لباكستان".

أما في القاهرة، فقد نعت رئاسة الجمهورية المصرية الحداد في مصر لمدة ثلاثة أيام, بحسب ما أفاد بيان رسمي. وقال البيان الصادر عن الرئاسة إن مبارك "ينعي أخا كريما وصديقا عزيزا ليعرب باسمه وباسم مصر شعبا وحكومة عن خالص عزائه لشعب المملكة العربية السعودية الشقيق ولعائلة الفقيد الراحل".

وأضاف أن "المملكة العربية السعودية والأمة العربية فقدت ابنا بارا من أبنائها وزعيما من أعز زعمائها" الذي "أعطى الكثير لشعبه وأمته ولقضايا العروبة والإسلام".

وتابع البيان الرئاسي المصري "سوف يسجل التاريخ للفقيد الراحل ما حققه من إنجازات ضخمة عديدة في خدمة الحرمين الشريفين وشعبه ووطنه والدفاع عن قضايا الأمة".

من جانب آخر، عبرت الرئاسة الفرنسية اليوم الاثنين عن شعور فرنسا ب"تأثر كبير" و"حزن عميق" لوفاة خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز "رئيس دولة صديقة ومحترمة وتتمتع بالسيادة".

وقال قصر الاليزيه في بيان "خلال فترة حكمه, كان الملك فهد حريصا قبل كل شيء على أمن شعبه. وفي زمن الصعوبات كان الضامن لوحدة بلاده والمدافع عن الاستقرار الإقليمي. لقد عرف كيف يرافق بحكمة تقدم المملكة".

ونعى أمير قطر حمد بن خليفة ال ثانى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز واكد فى بيان صدر قبل قليل ان خادم الحرمين الشريفين كان واحدا من ابرز القادة وخيرة الرجال كرس حياته وجهده لخدمة بلده و امته متضرعا سموه للمولى القدير ان يلهم الاسرة المالكة الكريمة والشعب السعودى الشقيق الصبر والسلوان وان يجزى الفقيد العزيز خير الجزاء وان ينزله منازل الصديقين والابرار.

وقدم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تعازيه الى الشعب السعودي اليوم الاثنين اثر وفاة الملك فهد بن عبد العزيز الذي وصفه بـ"رجل الدولة الكبير".

ونقلت وكالة الانباء التونسية الرسمية ان الرئيس التونسي وجه الى الملك عبدالله الذي تولى السلطة خلفا لاخيه رسالة اعرب فيها عن "تعازيه باسمه وباسم الحكومة والشعب التونسيين الى العائلة المالكة والى الحكومة والشعب السعوديين".

واضاف بن علي "ان الملك فهد كان اخا عزيزا لمسنا دوما حرصه الثابت على دعم قضايا العدل والسلام والتنمية فى المنطقة العربية والاسلامية وفي العالم".

وتوقف الرئيس التونسي عند "سعي الفقيد الدؤوب لتمتين اواصر الاخوة وعلاقات التعاون العريقة القائمة بين شعبي تونس والمملكة الشقيقين". وختم قائلا "برحيله نفقد اليوم رجل دولة كبير نكبر فيه خصاله العالية وما بذله طيلة حياته من جهود خيرة فى خدمة المملكة ورقيها وازدهار شعبها".

وشددت الرئاسة الفرنسية على أن الملك فهد "كان متمسكا أيضا بالعلاقات القوية المتسمة بالثقة التي تربط فرنسا والسعودية". وتابعت أن "الصداقة القديمة القائمة منذ إنشاء الجنرال (شارل) ديغول رابطا استثنائيا بين البلدين, اتخذت في ظل حكمه بعدا جديدا تعززه رؤية مشتركة للتحديات الكبرى الإقليمية والدولية".

وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في بيان نشر اثر وفاة العاهل السعودي ان الملك فهد كان "صديقا جيدا لبريطانيا".وقال "لقد كان صديقا جيدا لبريطانيا. وقد استفاد بلدانا كثيرا من حكمته على مر السنين".

وتابع بلير "اثناء حكمه طورنا علاقات سياسية وتجارية ودفاعية وثيقة", مشيرا الى ان الملك فهد "كان رجلا صاحب رؤية واسعة ...وكان له كملك التاثير الكبير على مواطنيه خلال ربع قرن".

اعلنت الحكومة الاسبانية غدا الثلاثاء يوم حداد وطني، وابرق الملك الاسباني خوان كارلوس الى الملك السعودي الجديد عبدالله بن عبد العزيز معربا عن "الم" العائلة الاسبانية المالكة وحكومة وشعب اسبانيا لوفاة الملك فهد الذي كانت تربطه بهم "صداقة ومحبة".
ونشرت الحكومة الاسبانية الاشتراكية بيانا نوهت فيه "بعلاقات الصداقة التاريخية والتضامن بين العائلتين المالكتين في البلدين وبين شعبي وحكومتي اسبانيا والسعودية" واعلنت غدا الثلاثاء يوم حداد وطني لهذه الاسباب.

والى ذلك, نعا الرئيس التركي احمد نجدت سيزر الملك فهد الذي اعتبره "صديقا حقيقيا" لبلاده.
وقال سيزر في بيان ان "جمهورية تركيا فقدت صديقا حقيقيا بوفاة الملك فهد الذي ساهم بحكمته وقيادته في تعزيز الحياة الكريمة في السعودية" واعرب عن عزم بلاده ترسيخ الروابط مع المملكة مشيرا الى ان هذه الروابط هي "وثيقة اصلا".

ومن جهته, وجه الرئيس الافغاني حميد كرزاي "بالدعم القوي" الذي قدمه الملك فهد لافغانستان "خلال سنوات الجهاد ضد القوات السوفياتية". واذ اكد انه "حزين جدا" لوفاة الملك فهد, نوه كرزاي "بشخصية الملك السعودي القوية وحيا تفانيه في خدمة العالم الاسلامي".

وفي بروكسل, ابرق الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الى الملك عبدالله بن عبد العزيز العاهل السعودي الجديد, ووجه تحية الى "الشجاعة" التي قاد فيها شقيقه الراحل بلاده.
وقال سولانا ان الملك فهد "قاد السعودية بشجاعة ورؤية خلال فترات صعبة ومليئة بالتحديات" واعرب عن امله في ان يتابع الملك عبد الله العمل على "ترسيخ علاقات ممتازة بين الاتحاد الاوروبي والمملكة العربية السعودية".

وفي موسكو, ابرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الملك عبدالله معزيا بوفاة شقيقه ونوه بالتحسن الكبير الذي شهدته العلاقات بين السعودية وروسيا في السنوات الماضية.

وقال بوتين في برقيته التي تناولت وسائل الاعلام الروسية مقاطع منها "لطالما سوف نتذكر في روسيا مشاركة جلالته في تنمية العلاقات الروسية السعودية التي بلغت في السنوات الماضية مستوى نوعيا عاليا".

وردود الفعل المعزية اتت ايضا من جنوب افريقيا حيث عبر الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي عن "حزنه الكبير" لوفاة "صديق جيد" لبلاده. وقال مبيكي في بيان "كان الملك فهد صديقا جيدا لحكومة وشعب جنوب افريقيا ونحن نبكي وفاته مع اخوتنا واخواتنا في السعودية".

اما في سويسرا, فقد ابرق الرئيس الفدرالي سامويل شميد الى العائلة المالكة السعودية وقدم تعازيه "باسم شعب وحكومة سويسرا".

ومن جهته, نوه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بالتقدم "التربوي والصناعي والاجتماعي والسياسي الذي شهدته السعودية" اثناء حكم الملك فهد بن عبد العزيز. وقال انان ان خادم الحرمين الشريفين "كانت يسير على هدى مبادىء وتقاليد الدين
الاسلامي تماما مثل اسلافه, وكان ياخذ بعين الاعتبار في الوقت نفسه متطلبات العالم المعاصر".

واشار انان الى ان الملك فهد "كان صديقا حقيقيا للامم المتحدة منذ بداياتها اذ شارك عام 1945 في انطلاقة المنظمة بصفته عضوا في الوفد السعودي" وقال ان "الشعوب الاسلامية والعربية والعالمية ستذكر (الملك فهد) باحترام ووفاء".