في "نزهة المجالس" عن سيدنا موسى عليه السلام لما قال لله تعالى " يا رب أرني عدلك فقال يا موسى: أريك عدلي،إذهب إلى البئر الفلاني واجلس بجواره و سوف ترى عدلي يا ابن عمران فجاء موسى عند البئر فوجد إنسان وكان فارسا قد جاء و شرب و لما شرب سقط منه كيس ماله على حافة البئر. فلما سقط لم ينتبه له و ترك الفارس المال و بعد قليل جاء ولد صغير وجد الكيس فحمله ووضعه في جيبه وانصرف ثم جاء بعده رجل أعمى ليتوضأ من البئر و بعد أن مشى الفارس أدرك أنه فقد كيس المال عند البئر فرجع ليجد الكيس فلم يجده ووجد هذا الأعمى يتوضأ فقال له هات الكيس فقال الأعمى: أي كيس؟ فقال: كيس النقود واستمرا في الشد و الجذب حتى أخرج الفارس سيفه و ضرب عنق الرجل فقتله و قطع رأسه و بالطبع فإن هذا الأعمى مسكين لم يفعل شيئا قال الله سبحانه و تعالى لموسى: أرأيت عدلي يا موسى؟ فقال له و كيف ذلك يا رب ؟ هذا الأعمى المسكين الصالح كان ذاهباً للوضوء فقتل فكيف بذلك عدلاً؟ و هذا الولد الحرامي أخذ ما ليس له و يكون ذلك عدلاً فقال الله سبحانه و تعالى: يا ابن عمران إن هذا الفارس كان قد سرق هذا المال من والد هذا الصبي و هذا الأعمى كان قد قتل والد هذا الفارس فأوصلت كل ذي حق حقه" فلا تحكم بنظرك أنت فالموضوع به تدخلات من الله سبحانه و تعالى.
