اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعقب
تعلم كيف تدخل الى قلوب الآخرين
* هناك نوع من الناس يجبرونك علي أن تفتح لهم أبواب قلبك ليدخلوه رغم أنفك.. هؤلاء يعجبك فيهم أشياء كثيرة تشدك وتجذبك إليهم...
فلننظر إلى بعض ما يستلب القلوب:
1ـ الإخلاص لله تعالى: فمتى استحكمت في نفس العبد مخافة الله ومحبته وصحبته جعل الله في قلبه نورًا وفي وجه نورا وجعل له في قلوب العباد محبة وهبة.
2ـ حسن الخلق: فهو من أهم أسباب كسب قلوب الآخرين، لأن الأخلاق هي الجمال الحقيقي فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا ) السلسلة الصحيحة.
3ـ إفشاء السلام ورد التحية بأحسن منها مفتاح القلوب ، قد يمكث الناس دهرا ليس بينهم رد فيزرعه التسليم واللطف ، وقوله عليه الصلاة والسلام: ( أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) صحيح مسلم.
4- الابتسامة الصادقة فمع قلة تكلفتها إلا أنها تفعل الأعاجيب ، يقول النبي صلي الله عليه وسلم: ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو تلقى أخاك بوجه طليق ).
5ـ التسامح والعفو : فالعاقل من تجاوز عن هفوات الآخرين وتناسى أخطاءهم ، وغض طرفه عن زلتهم ، فلا تدفع الإنسان هفوة بدرت من أخيه مقاطعته ، بل نستحضر محاسنه لتشفع له عندها ، ونتعيش قول الحق تبارك وتعالى: ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ).
6ـ التواضع : فهو يحرك انطباعا قويا ومؤثرا في نفوس الآخرين ، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر ) صحيح مسلم.
7ـ الهدية : فالإهداء من كرم النفوس وصفاء الصدور ، فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها ، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر ) سنن الترمذي.
8- السعي في حاجة أخيك : فالذي يقدم الخدمات للناس ينال محبتهم ، وينال ثقتهم، وكسب الثقة يولد بذرة المودة والصحبة في القلوب ، فمن أحبك أطاعك.
9ـ حسن الاستماع باب واسع يفتح قلوب ومحبة النفوس خاصة بث الهموم والغموم والمشاركة فيها ، وتهوينها ، والبحث عن حلول لها.
10ـ التأدب واللين مع الآخرين في القول أو الفعل ، حيث يراعي دائمًا مشاعر الآخرين وحقوقهم وحاجاتهم واحترامهم ، سواء بالإفساح لهم في المجلس أو إشعارهم بالتقصير في حقهم وطلب المسامحة ، وتذكر قوله تعالى: ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ).
11ـ الدعاء للآخرين مع مراعاة حال المدعو له ، ومناسبة الدعاء له ، فإن كان من المنفقين دعا له بالخلف والقبول ، فلما كانت الكلمة الطيبة صدقة فإن أطيبها الدعاء الصالح لتهذيب النفوس وفتح القلوب.
12ـ ترك العصبية والاحتفاظ بالهدوء ورباطة الجأش عند الاستفزاز ، وتذكر وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث ، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني ، قال: ( لا تغضب ). فردد مرارا ، قال: ( لا تغضب ) صحيح البخاري.
13ـ عدم السخرية من أحد سواء بالقول أو بالفعل ، فعلى الإنسان أن يزن الكلمة في نفسه قبل أن يقذفها بلسانه ، وأن تكون تلك الكلمة سالمة طيبة في سبيل الخير.
14ـ لا تخلف وعداً أبدًا : فالوفاء بالوعد وصدق الحديث يجعل الآخرين يحبوك ، وان لم تستطع أن تفعل لهم ما يريدون.
15ـ الإحسان إلى الناس : فقد فرض الله الإحسان في كل شيء وله وسائل متنوعة في إحسان الخير والمعروف إلى الآخرين ، كما أنه لا يقتصر الإحسان على المال ، بل معناه أوسع وأشمل. 16ـ النظافة في البدن والفم والملبس والأناقة غير المبالغ فيها ، وطيب الرائحة مما يربح المتعامل معك ولا ينفره منك.
قال عليه الصلاة والسلام : اتق الله حيثما كنت
، وأتبع السيئة الحسنة تَمْحُها
، وخَالِق الناس بِخُلُق حَسَن . رواه الإمام أحمد والترمذي .
قال ابن القيم رحمه الله :
جَمَعَ النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوي الله وحسن الخلق
؛ لأن تقوى الله يُصلِح ما بين العبد وبين ربه ،
وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خَلْقِه
، فتقوى الله تُوجِب له محبة الله ،
وحسن الخلق يدعو إلى محبته .
وقال رحمه الله :
الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها عشرة : [ أي الجالبة لمحبة الله ]
أحدها : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به
، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهّم مراد صاحبه منه .
الثاني : التّقرّب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض
، فإنـها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
الثالث : دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل
والحال ، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذِّكر .
الرابع : إيثار محابِّه على محابِّك عند غَلَبَات الهوى
، والتّسنُّم إلى محابِّـه ، وإن صعب المرتَقَى .
الخامس : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ، ومشاهدتـها ومعرفتها ،
وتقلُّبه في رياض هذه المعرفة ومباديها
، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحَـبّـه لا محالة ، ولهذا كانت المعطِّلة والفرعونية والجهمية
قطّاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب .
السادس : مشاهدة بِـرِّهِ وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة
والظاهرة ، فإنـها داعية إلى محبّتِه .
السابع : ـ وهو من أعجبها ـ انكسار القلب بكُليّته بين
يدي الله تعالى ، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسمـاء والعبارات .
الثامن : الخلوة به وقت النـزول الإلهي لمناجاته وتلاوة
كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه
ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
التاسع : مجالسة المحبين الصادقين والْتِقَاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر
، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام ، وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ، ومنفعة لغيرك .
العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل .
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المُحِبُّون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب .
وملاك ذلك كله أمران :
1 ـ استعداد الروح لهذا الشأن .
2 ـ وانفتاح عين البصيرة .
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } مريم96
أي يجعل لهم محبةً في قلوب الخلق
إذا أحبك الله جعل لك القبول في الأرض
قال صلى الله عليه وسلم :" إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض"
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6040- خلاصة حكم المحدث : صحيح .
أخي المُعقب ها أنت تدخل القلب بطرحك السامي .. قول آمين
أسأل الله أن يجمعنا بك على منبر المتحابين في الله
الله يجزاك كل خير على طرحك المبارك