فوزية الخليوي توثق الموروث الشعبي بروايتها الشعبية في جازان
الوضوح في «نساء العتمة» ..
فوزية الخليوي توثق الموروث الشعبي في الرواية
http://www.jazan4u.com/vb/uploaded/1...1305298037.jpg
محمد العرفج
رشّت المطرة واحنا نلعب بالأزقة
وناكل حمر مع الدقّة ...
عبدو قرصته البقة ...
وجرينا على عشة «أم ملعقة»
نسمع حكاية الجنية الزرقة ..
وضربونا أهلنا بالفلقة ...
هذه المقطوعة من رواية «نساء العتمة» عن دار «كتاب» في دولة الإمارات العربية المتحدة التي أحدثت صدى واسعاً هذه الأيام واستهجاناً من الذكور ، علماً بأن الروائية السعودية فوزية الخليوي اقتبستها من قصة حقيقية .
ورغم أن الروائية تنتمي لمنطقة شمال نجد (القصيم) وأحداث الرواية في أقصى الجنوب السعودي (جازان)
إلا أن الخليوي تمكّنت من وصف المشهد برؤية فنية واجتماعية وأدبية وشعبية وتاريخية قلّ أن نجد مثلها في الخليج ، إذ تذكر استشهادات من الأمثلة ، وكذلك الأناشيد الشعبية في جازان ، فتقول أثناء سردها :
توافدت النسوة بكثافة حتى غصّت الدار بالحاضرات ، وبينما هي تجلس بحبور على قعادتها المرتفعة ، ليتسنى للجميع النظر إليها ، وعقود الفل الأبيض تزيّن رأسها وصدرها ، وقد مدّت يديها للحناية لتنقش الرسوم الجميلة على صفحتي يديها ، ولتتناول رجليها حتى أنصاف الساقين ، تعالى صوت الدفوف ، وبدأت النسوة بالرقص ..
بنتنا بنت الرجال العقال
يعرفون الشريعة ويصونون الجار
وخطيبها خطبها وعادها في (امهندول)
وهب لها حق امخطبة (مية وخمسين دبلول)
فوزية الخليوي من خلال رؤيتها ككاتبة وباحثة اجتماعية وتجربتها في فنّ التأليف حول تربية الطفل والمرأة ، وإلقائها لعدّة محاضرات في الجانبين النفسي والاجتماعي والالتقاء بكافة شرائح المجتمع .. استطاعت أن تسلّط الضوء على تلك الجوانب من خلال خبرتها وتقديمها في قالب روائي فني عبر روايتها «نساء العتمة» ورغم إصرارها على أن الأحداث المحيطة بالحدث الواقعي هي أحداث خيالية .. إلا أنها برعت في تقديم الرواية الواقعية كنموذج من خلال «نساء العتمة» ، نستشف ذلك من خلال وصفها السردي المتقن ، حين تأخذ من الأمثلة المتداول في المجتمع الذكوري فيما يخص النساء كما أسلفت ، وتطبيقه على أرض الواقع ، بل والاستشهاد بتلك الأمثلة كأنها نصوص مقدّسة ، وتقوم الخليوي بتوظيف كل ذلك بشكل جيّد في ثنايا الرواية وأيضاً بوصف الأحداث ومناسبة كل فن شعري أو أنشودة جازانية مثل ذكرها
غرّد حمام الحسيني ...
مدري عريسنا يانور عيني
أو الإغراق في المحلّية لتعطي الرواية نكهتها:
برويدا ياذا البالش
شليتني باموالش
هلّ عتودي ولا دربي
أو ذكر المكان سردياً كما يتوجب في فنّ الرواية أو شعرياً كذكرها:
هايم وشي يلعبي
وسط الحشا متخبي
سايح في «جيزان» قلبي
وكذلك تروي:
ذكرتني امنجاعي وأنا جويهل راعي
في «بيش» فرّقت قلبي
فوزية الخليوي في روايتها .. تحاول إظهار رؤية الرجل ، ورؤية المرأة كذلك
من خلال تقديم كلتا الرؤيتين عبر الحوار الذي أضفى على السرد الروائي قوّة روائية في أولى روايات الخليوي ، نجد ذلك من خلال تقديم اللباس الشعبي للمرأة الجازانية أثناء الاحتفال بالزواج حيث تسرد الخليوي في روايتها:
وقد تزيّنت والدتها بثوبها المزركش ومشّطت شعرها المتموج بعد أن نقضت جدائلها ، وقد اكتحلت بالسواد الذي مررته بزاوية عينيها ، ثم عركت خديها بدائرتين من اللون الأحمر ، والتمعت شفتاها بالأحمر القاني! تعالى التصفيق والرقص عندما بدؤوا بإنشاد «سايح بجازان قلبي»:
محلاك يا ذا الطارق مع امنوار امشارق
في السلب فرّقت قلبي
شبيت بالشبابة نار الهوى وأسبابه
واسقينني من كأس غلبي
أو في وصفها الآتي:
أرادت أم أحمد أن تبدد غمامة الحزن التي أظلتنا ، فأحضرت إناءً صغيراً ، يحوي عجينة الحناء ، تناولت كفينا براحة يديها ، وغمست بها كرة حناء وأطبقتها ، ثم لونت أظفارنا بالحناء ، ثم مزقت قماشاً قديماً ولفته على يدينا ، وهي تنشد لنا:
امعروسه هدّي والعبي
ابن عمك ماهو أجنبي
كما لا تنسى الروائية الخليوي أن تصف الرجال أثناء السرد
أما الرجال في المساء ، فينشدون الأنشودة التراثية
وقد اصطفوا صفاً طويلاً وقد ارتدوا الوزرة المقلّمة ، يعلوها قميص أبيض ، وقد تعمموا بالشماغ الأحمر أو الأبيض المزركش وامتشقوا الجنبية (الخنجر) ، ولبسوا حزام المسبت ، لتثبيت البنادق ورصاصها ، التي يحملها الرجال بصورة شبه دائمة كونها تعد من لوازم الرجولة ، وهم يتقدمون بخطى مدروسة للأمام ثم الخلف «
من جماليات الرواية أن تذكر الخليوي فناً من الفنون الشعرية في جنوب السعودية باسمه من خلال الحديث بين أبطال الرواية وهو فن الزامل:
«صويحباتها في الأسفل ينشدن معها بصوت عال ، ويتمايل رأسها ، والريح تتقاذفها على الأرجوحة .
ياطير بدري موعد الصبح ماحان
عذبتني ياطير رايح وغادي
هذا حبيبي كل شيء فيه قد زان
مثل اكتمال البدر والخد نادي
تتوقف فجأة:
مبروكة ...كفى! أفسدتي علينا الزامل!
ترتسم نظرات الاعتراض في وجه مبروكة
كانت تؤكد:
أعجبك وإلا هذه أرجوحتي ...!
ثم تكمل:
أموت وأحيا فيك ياطير جيزان
آية خلقها الله رب العبادي
ـــــــــــــــــــــــــــ
wrwrwrwrwr
رد: فوزية الخليوي توثق الموروث الشعبي بروايتها الشعبية في جازان
اقتباس:
أما الرجال في المساء ، فينشدون الأنشودة التراثية
وقد اصطفوا صفاً طويلاً وقد ارتدوا الوزرة المقلّمة ، يعلوها قميص أبيض ، وقد تعمموا بالشماغ الأحمر أو الأبيض المزركش وامتشقوا الجنبية (الخنجر) ، ولبسوا حزام المسبت ، لتثبيت البنادق ورصاصها ، التي يحملها الرجال بصورة شبه دائمة كونها تعد من لوازم الرجولة ، وهم يتقدمون بخطى مدروسة للأمام ثم الخلف «
http://www.youtube.com/watch?v=vpRd9...eature=related
كي يكتمل المشهد
شكرا ملايين يا ابو وحيد
وشكرا اخرى لفوزية الخليوي
,
رد: فوزية الخليوي توثق الموروث الشعبي بروايتها الشعبية في جازان
كثرت في الآونة الأخيرة الأعمال الأدبيّة التراثيّة
وفي حديث جمعني مع الأديب العميد ركن عمرو العامري مؤخراً في جدة
ناقشنا مسألة أنّ جازان أرض خصبة للكتابة
وثرية جداً , ومتقبلة لأي أعمال أدبية تتحدث عن أرضها وتاريخا وإنسانها ,
وخصنا الأدميرال عمرو أنه في صدد كتابة عمل طويل عن جازان ,
وفي رواية ساق الغراب ( امهربة ) للروائي يحيى امقاسم ,
نجد الإنسان الجازاني بارز وثابت في عمل تهتز من حوله البيئة المجاورة ,
ليكون ركن هام في العمل الأدبي .
نساء العتمة سيكون حاضر بقوة في المناسبات الثقافية القادمة
ممتن لك أبووحيد .