أيها الغائب البعيد
وراء الجبال الجرداء
وخلف المحيطات المتجمدة
احتشدت أنفاسي للقائك
وتسابقت نبضات قلبي لرؤيتك
وما ظفرت بك !
أهذا حقي فيك ؟
أم هذا حقي من المعاناة؟
أبسط اليك يدا دافئة
فيثلجها الفراغ
وترجع خائبة
أناديك بصوت مخملي
فيرتد الصدى الشوكي
يلفني في كل مكان يصم آذاني
يؤلمني يفجر أصداء كلماتي !
أيها الغائب الغريب
لم تكن غريبة آهاتك
لم تكن غريبة همساتك
سرت في ركاب الغرباء
وتركتني أسيرة لياليك ونهاراتك
الحنين مزق الليالي
والسهاد غرز خنجره في قلب راحتي...
أيها الغائب الحبيب
أشواقي اليك تضيء خواطري
وألحان الهوى ترتعش على شفتي
تخاف الصمت القاتل
وتقطيع الأوتار
تخاف الغياب
أيها الغائب ...
لا زال الليل طويل المدى
والقلب مستوحش..
كم ليلة سأفني فيها عمري
كم ليلة سأبيع فيها يأسي
والرياح ساكنة
ونفسي مشتاقة للسكون
فالهدوء من حولي صاخب
مللت الانتظار..
والراحلون الى أحلامهم
شقت سفنهم البحور
وأحلامي في مركب مثقوب
مللت الانتظار
والقلوب استحالت صخورا صماء
مللت الانتظار
وملني البقاء
في حديقة بلا زهور
يغني فيها القلب ألحانا
ألحانا لونها الورد
وهيجتها النار
أيها الغائب
لم تكن يوما غائبا...
