الاقتصادية" أول صحيفة عربية تحاور رئيس «فيفا« قبل 6 أيام من انطلاق انتخابات الاتحاد الدولي الـ 61 .. بلاتر لابن همام: كثيرون عجزوا عن إقصائي .. و النزاهة شعاري
http://shooooot.net/newsm/8783.jpg
أكد السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أن لديه الاستعداد لقيادة الكرة العالمية لفترة طويلة، مشددا على أن «فيفا» وكرة القدم هما حياته، ولذلك يرى مدى أهمية هذه الرياضة بالنسبة لتطوير الشباب وتنشئتهم.
وأوضح في حوار خاص مع ''الاقتصادية'' قبل ستة أيام من بداية انتخابات رئاسة الاتحاد لكرة القدم الـ 61، أنه سيتعامل في هذا الجانب بنزاهة تجاه خصمه القطري محمد بن همام مثلما حدث في جميع الانتخابات السابقة.
وكشف بلاتر في حواره عن عديد من القضايا المتعلقة بكرة القدم ومستقبلها ونظرة العالم إلى أكبر منظومة رياضية في العالم من ناحية اقتصادية واجتماعية وجوانب أخرى، فإلى محصلة الحوار:
صورة ضوئية من رسالة من المكتب الإعلامي لرئيس فيفا للرد على أسئلة «الاقتصادية».
كيف ترى أجواء الانتخابات هذه المرة مقارنة بأول انتخابات خضتها لرئاسة ''فيفا'' في فرنسا 98؟
دخلت في منافسة ضد السويدي لينارت يوهانسون رئيس الاتحاد الأوروبي السابق، ولقد تعاملت بنزاهة تجاه خصومي، تماماً كما حدث في جميع الانتخابات الأخرى.
هل تعتقد أنك قدمت الكثير للكرة العالمية من خلال ترؤسك «فيفا» خلال 13 عاما؟
نعم، مسموح لي بأن أقول ذلك بكل تأكيد، وفي أوقات الأزمات والأوقات الحرجة كان ''فيفا'' يمثل الاستقرار والاستمرارية والأمانة، وإن عوامل هذا النجاح تكمن بشكل واضح في الهيكل التنظيمي له، ومن غير الممكن تنظيم لعبة كرة القدم، إلا من خلال التركيب الهرمي، وهذا بدوره هو الأساس في قوتنا وإمكاناتنا المالية، ويظهر الطابع الاحترافي لإدارة ''فيفا'' في التسويق الناجح لحقوق البث الإذاعي وحقوق التسويق الخاصة، حيث أدى إلى زيادة عائداتنا إلى 16 ضعفا، فتصاعدت من 257 مليون دولار في الفترة 1995 ـــ 1998 إلى 4.189 مليار دولار في الفترة 2007 ـــ 2010. ويتم استرداد 75 في المائة من إجمالي نفقات ''فيفا'' مرة أخرى في صورة مسابقات ومشاريع تنموية في مجال لعبة كرة القدم، وهكذا تمت زيادة الدعم المالي لجميع الأندية بشكل مستمر منذ عام 1999 (في الـ 12 سنة الماضية بلغ الدعم المالي 784 مليون دولار)، وتم تنفيذ ما يزيد على 405 مشاريع هدف (جول) في 194 دولة باستثمار إجمالي قدره 262 مليون دولار.
ما أصعب المواقف التي واجهتك في تنظيم بطولات كأس العالم؟
إن كل بلد مضيف له أحداثه الخاصة به، فقد واجهنا في إفريقيا تحديات أخرى غير التي واجهناها في ألمانيا، وعلى سبيل المثال في كوريا واليابان، قمنا بتنظيم بطولة كأس عالم في دولتين في آن واحد، وهذا تطلب منا جهودا مضنية في عملية التواصل، وبجانب البلدان المضيفة والمشجعين نتذكر معا البطولات الثلاث الناجحة لكأس العالم في كل من آسيا وأوروبا وإفريقيا، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي ولكن أيضا على صعيد الثقافة الاجتماعية.
إذا قورنت برؤساء «فيفا'»السابقين، كيف يكون موقعك منهم؟
إنني فخور جدا، لأنني من ناحية جزء من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكذلك لأنني أسهمت بصفتي رئيسا للاتحاد الدولي للعبة ''فيفا''، في بناء جانب من تاريخه الناجح الذي استمر على مدار 107 أعوام.
هل وصلت إلى الرقم الإحصائي الذي ترغب فيه لانتشار كرة القدم في العالم من هواة ومحترفين خلال فترات رئاستك؟
إن رسالتنا هي ''تطوير اللعبة ونيل إعجاب العالم وبناء مستقبل أفضل''، وما يطلق عليه الركيزة الثالثة، إلا وهو ''بناء مستقبل أفضل'' يعد محركا لي للعمل في ''فيفا'' بوجه خاص، وفي إطار استثماراتنا التنموية، فإننا لم ننفذ ما يزيد على 405 مشاريع هدف (جول) في 194 دولة فحسب، بل أنشأنا بالمثل 20 مركزاً لممارسة هواية كرة القدم فيما يعرف بـ ''كرة القدم مقابل الأمل'' لتعزيز الصحة والتعليم والثقافة في المناطق المحرومة في جميع أنحاء إفريقيا، ويبدي هذا بجانب أسباب أخرى استمرارية واستدامة هذه الكأس، إن أحد اهتماماتي الرئيسة هي التطوير المستمر لكرة القدم النسائية على المستويات كافة.
ظل التحكيم قضية جدلية وما زال في عالم كرة القدم، هل لديك تعليق على هذا الموضوع؟
إن ''فيفا'' ينتهج استراتيجية عدم التهاون المطلق، فنحن لا نقبل أبدا الفساد والتلاعب داخل أو الملعب خارجه، أما فيما يتعلق بحكام المباريات، يمكنني أن أؤكد لكم أننا لن نرى في كأس العالم في البرازيل سوى الحكام المحترفين مهنيا، إن المباريات في كل مرحلة تصبح أكثر احترافية، باستثناء العملية التحكيمية، ولذا قمت بتطوير فكرة واضحة تم تقديمها في المؤتمر، وبفضل فريق العمل الذي يرأسه الألماني فرانس بينكباور تم عرض مقترحات جديدة لزيادة جاذبية لعبة كرة القدم، إننا نأخذ أفكار الجماهير ومقترحاتهم على محمل الجد، وندرس كيفية تطوير اللعبة على هذا النحو.
قضية الرشا في مسألة استضافة بلدان بعينها بطولات كأس العالم تلقي بظلالها على تاريخ ''فيفا''، نطلب الدفاع عن هذه القضية؟
فيما يتعلق بالحالات التي ورد ذكرها في كانون الأول (ديسمبر) عام 2010 يمكنني أن أقول لكم إن اللجنة الأخلاقية في ''فيفا'' تبحث في هذه الواقعة على الفور وبدقة بالغة، حيث أوقفت أعضاء اللجنة التنفيذية المخالفين عن العمل بشكل فوري.
نجحت في تنظيم كأس العالم في قارات عديدة منها إفريقيا وآسيا وأخيرا ستكون في قطر وروسيا، ما صدى هذه الإنجازات على الصعيد الشخصي؟
إن شرق أوروبا والعالم العربي والإسلامي لم ينظّم أي منهما بطولة كأس العالم قبل ذلك، وفي نطاق ما يسمى دول بريك ـــ وهي الدول الساعية للنمو الاقتصادي ـــ تطل علينا الآن البرازيل، وروسيا ـــ وجنوب إفريقيا ممثلة الأسواق الناشئة، فإقامة بطولة كأس العالم لا يمكن أن تكون مقتصرةً على أوروبا وأمريكا الجنوبية، ويجب ألا يكون الأمر كذلك، فإن الهدف من وراء بطولة كأس العالم بوصفها عاملاً محفزاً هو نشر كرة القدم على مستوى المناطق، والاهتمام بأن تكون كرة القدم المنظَّمة قادرة على إرساء قيمتها داخل المجتمع.
أين يكمن سر نجاح بلاتر في رئاسة ''فيفا'' 13 عاما؟
''فيفا'' هي حياتي، وأنا أرى أن الخير يكمن في كرة القدم، وأرى مدى أهمية هذه الرياضة بالنسبة لتطوير الشباب وتنشئتهم، فعقيدتي هي: كرة القدم تمثل وستظل تمثل مدرسة الحياة، فأنا على قناعة تامة بأن في إمكان كرة القدم مساعدة كثير من الناس من أجل مستقبل أفضل، والواجب الآن ترسيخ كرة القدم بشكل أفضل على أنها من المقومات الثقافية الاجتماعية.
ما زالت الاتحادات القارية والوطنية بحاجة كبيرة لدعم من الاتحاد الدولي، ما الخطة المستقبلية لتحقيق هذا الهدف؟
إن نظام التنظيم الهرمي، بواسطة ستة اتحادات كونفدرالية تمثّل القاعدة الركيزة، وقد أثبت جدارته حتى الآن، وسيظل ثابتا في المستقبل. وأنا مقتنع بهذا تماما. ويسعى ''فيفا'' من الآن فصاعدا إلى تعزيز الديمقراطية والاستقلالية في كل اتحادٍ على حدة، وإلى إضفاء الطابع المهني على الاتحادات الأعضاء، وسيقوم ''فيفا'' بدعم الاتحادات في السنوات الأربع التالية بمبلغ 275 مليون دولا أمريكي. فمن خلال برنامج التطوير الذي أُطلق مجددا PERFORMANCE (الأداء) سنستطيع تقديم الخدمات حسب الاحتياج إلى الاتحادات الأعضاء، وأنا مقتنع تماما بأن إضفاء الطابع المهني داخل كل اتحاد على حدة سيكون له تأثير إيجابي في أداء المنتخبات الوطنية، وذلك لأن المجريات والعمليات الأكثر فاعليةً ونجاحاً في الجانب الهيكلي تؤدي في الغالب إلى مزيد من النجاح على أرض الواقع.
هل تعتقد أن المسابقات التي ينظمها الاتحاد الدولي لجوائز أفضل لاعب ومدرب في العالم مفيدة لتطور كرة القدم؟
نعم، فهذا الوسام هو مكافأة للاعبي كرة القدم المتميزين والمدرّبين، فهو تقدير لإنجازاتهم في السنة السابقة. فكل من مارتا، وليونيل، وميسي، وسيلفيا نيد، ويوسي مورينهو يعتبرون الأمثلة العليا بالنسبة لكثير من الشابات والشبان على مستوى العالم، وهم يُظهرون أنه يمكن التوصل إلى أي شيء بواسطة الجد والإرادة والطموح. فـ ''فيفا'' يعرف تماما مسؤوليته من الناحية الاجتماعية، ولكن يجب أيضا على اللاعبين والمدربين معرفة دورهم بأنهم المثل الأعلى المُحتذى به داخل المجتمع.
نظام احتراف اللاعبين يحتاج إلى ضوابط ولوائح أكثر لمعالجة مشكلة الانتقالات خاصة في دول العالم الثالث؟
أوجد ''فيفا'' بتعاونه مع ما يُعرف باسم ''فيفبرو'' (اتحاد اللاعبين المحترفين)، خطة من أجل هذه المشكلة، وفي هذه الخطة توجد قواعد النقل وخاصة المتعلقة بكرة القدم للشباب، ويقوم ''فيفا'' بتنسيق هذه الخطة مركزيا، فطبقا لقواعدنا لا يُسمح بإجراء أي انتقال دولي ما دام اللاعب لم يكمل الـ 18 من عمره. ويجب أن نقوم بتقوية وسائلنا في المعلب وخارجه أيضاً، فاللاعبون هم أهم الأبطال ويجب حمايتهم.
ما دور «فيفا» في رعاية البراعم والمواهب الكروية؟
كما ذكرت بالفعل فإن ''فيفا'' يعتمد في ذلك على الخطة المعدّة بالتعاون مع ''فيفبرو''، فمثلا هناك مشروع يدعم اللاعبين الشبان الذين تم تعزيزهم في البداية في النادي الخاص بهم قبل انتقالهم إلى خارج البلاد، فيجب علينا الاهتمام بمكافأة الأندية التي تنشّئ لاعبيها وتتيح الوسائل لذلك، ولذا يجب على المدى الطويل خلق نظام تشجيع، حتى تؤتي الأندية ثمارها.
هل تعتقد أن بطولة كأس العالم للأندية حققت الفوائد المرجوة منها؟
لقد أسهم دوري أبطال أوروبا بالفعل في أن تنتشر كرة القدم أيضا انتشاراً قوياً في العالم الآسيوي والإفريقي، فقد أصبحت كرة القدم بذلك أكثر جاذبية على المستوى العالمي، فأفضل اللاعبين من أمريكا الجنوبية وإفريقيا يلعبون في أوروبا، والغالبية العظمى منهم في دوري أبطال أوروبا. وهذا يؤدي بالتالي إلى زيادة الطلب من المتفرجين في البلاد المعنية التي ينتمي إليها اللاعبون، وإضافة لذلك فأنا أعتقد أن هذا يؤثر أيضا تأثيراً إيجابيا في أداء المنتخبات الوطنية.
ما سر نجاح «فيف» في تحقيق نتائج مالية إيجابية على الرغم من أن العالم شهد خلال الفترة الأخيرة أزمات تسببت في إفلاس كثير من الشركات الكبرى والمنظمات الدولية؟
سعى ''فيفا'' نحو التطوّر باستمرار، فنحن لسنا شركةً تعمل في الاستثمارات النظرية أو تستدين بأكثر من طاقتها، فـ ''فيفا'' يرتكز بشكل واضح على الاستقرار وإيجاد الاحتياطات لتأمين تنظيم بطولات كأس العالم، فالنجاح المالي نتيجة لهذه الاستراتيجية.
هل ترى أن ''فيفا'' نجح في الحد من تدخل السياسة في شؤون الرياضة؟
يكمن هدف ''فيفا'' في تقوية الديمقراطية والاستقلالية للاتحادات الأعضاء البالغ عددهم 208، ونحن نعرف تماما القيمة والأهمية التي تحوزها كرة القدم في هذه الأيام، ونعلم أيضا أن كرة القدم مرسّخة بقوة في مجتمعنا، وعلى أي حال فإن ''فيفا'' يسعى إلى تحسين اتصالاته في هذه الأيام.
ماذا تقول للمختلفين معكم في الرأي حول إدارة للاتحاد الدولي والقضايا الرياضية الأخرى؟
من المهم بالنسبة للأشخاص الخارجين معرفة أن أعضاء ''فيفا'' المنفردين، وكذلك ''فيفا'' كمنظمة يتخذون جميع القرارات التي تصب في مصلحة كرة القدم.
هل يمكنك أن تقول إن العلاقة تطورت بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي خلال السنوات الأخيرة، وكيف تدعم أجابتك؟
نعم، أعتقد ذلك، فإن ''فيفا'' يستند إلى خبرات اللجنة الأولمبية الدولية، وسيعززّ من مجالسه فيما يخص حوكمة الشركات Corporate Governance والتطويع Compliance حسب نموذج اللجنة الأولمبية الدولية، إلا أن لجان ''فيفا'' تقوم باختبار ما إذا كنا سنطبّق نظام اللجنة الأولمبية الدولية عند الاختيار في المستقبل، ولذلك فإن اللجنة التنفيذية تعد هي أفضل مكان للتنظيم، وسيُجري مؤتمر ''فيفا'' في النهاية تصويتا حول ذلك، باعتباره أعلى هيئة في ''فيفا''.
ما تطلعاتك وخططك ومشاريعك المستقبلية لتطوير كرة القدم في العالم حال فوزك برئاسة ''فيفا'' لدورة أخرى؟
أهدافي الأساسية لإتمام مهمتي هي النقاط الست التالية، التي يجب أن نصل إليها بأي حال: تعزيز الديمقراطية والاستقلالية لجميع الاتحادات الأعضاء، إضافة إلى مليار دولار أمريكي لتعزيز كرة القدم في السنوات الأربع المقبلة، تحسين جودة كرة القدم، عدم التسامح، والإنصاف، تعزيز عالمية كرة القدم، وتشكيل مستقبل أفضل بواسطة كرة القدم. إنني أمتلك الحافز، والخبرة، والرؤية، والطاقة الضرورية لإتمام مهمتي.
أخيرا نشكرك على تجاوبك معنا ونتمنى لكل التوفيق والنجاح، ويمكن أن تضيف كلمة أخرى لقرائنا في الوطن العربي؟
وأنا أيضا أشكر الناس في العالم العربي على دعمهم وحماسهم لكرة القدم، حيث إننا نتقاسم معا هذا الدعم وذلك الحماس.
(الاقتصادية)
