http://www.alwatan.com.sa/daily/2005...at.p9.n307.jpg
تعرضوا لعمليات تغرير خلال لقاءات سرية في استراحات الردف
الدمام، الطائف: فهد العيلي
ساهم مجهولون في تحويل مجموعة من الشباب الرياضيين في الطائف إلى انتحاريين بعد أن أقنعوهم بهجر الكرة والسفر إلى العراق، ومن بين هؤلاء الشباب فريق "الرشيد" الذي يعد من أشهر فرق كرة القدم في حواري الطائف، وتتراوح أعمار لاعبيه بين سبعة عشر وخمسة وعشرين عاما، فيما تتراوح مؤهلاتهم بين الكفاءة المتوسطة والثانوية العامة والسنة الأولى بالجامعة.
ووفقا لمصدر مقرب من الفريق، فقد بدأت القصة قبل نحو عام حين استهدف مجهولون عددا من الفرق الرياضية بالطائف ومنها فريق "الرشيد"، وبدؤوا في التأثير عليهم بطرق مختلفة عن طريق الوعظ ونشر الكتيبات والأشرطة، وتكرار استضافتهم في إحدى الاستراحات على طريق منتزه الردف.
وخلال فترة لم تتجاوز الثلاثة أشهر بدأ عدد كبير من لاعبي الفريق في هجر الكرة والانعزال عن زملائهم الآخرين مما أثار حيرة زملائهم الآخرين، إلا أن المفاجأة لم تقف عند هذا الحد إذ لم يمض سوى أسابيع قليلة حتى بدأت المجموعة المنعزلة في الذهاب إلى العراق واحدا تلو الآخر وسط دهشة الجميع.
ومن نجوم الفريق الذين تأكد ذهابهم إلى العراق مهاجم الفريق ماجد السواط، الذي قبض عليه أثناء توجهه لتنفيذ عملية انتحارية في العراق، وظهر على قناة "العراقية" قبل أربعة أشهر تقريبا ليدلي باعترافاته. وذكر أنه وقع ضحية جماعات مشبوهة تحتجز القادمين إلى العراق لتنفيذ عمليات إرهابية. وعلمت "الوطن" أن السواط من مواليد 1403هـ، وحاصل على دبلوم في الإدارة المكتبية ودورة في اللغة الإنجليزية، وكان ينتظر الحصول على وظيفة قبل السفر إلى العراق.
ومن ضمن لاعبي فريق الرشيد أيضا ض. الحارثي لاعب الوسط الأيمن، وكان طالبا بكلية الهندسة في جامعة أم القرى إلا أنه انسحب من الدراسة لأسباب مجهولة، وسافر إلى القصيم عدة مرات بحجة الالتحاق بالكلية التقنية، وكذلك م. السالمي وهو من مواليد 1404هـ وحاصل على الثانوية العامة، ويلعب مدافعا بالفريق، وث. الثمالي ويلعب في خط الوسط وهو من مواليد 1403 هـ وحاصل على الكفاءة المتوسطة وكذلك ص. المدخلي من مواليد 1402 هـ وحاصل على الابتدائية وز. علي مهاجم الفريق من مواليد 1401 هـ تقريبا والتحق بكلية المعلمين في الطائف، وكذلك خ. الحارثي أحد لاعبي خط الوسط وحاصل على الثانوية العامة.
وباستثناء ماجد السواط الذي تم القبض عليه في العراق لم تعرف أخبار لاعبي الفريق المغادرين رغم الأنباء التي ترددت عن مقتل الثمالي، والسالمي في عمليتين مختلفتين إلا أنه لم يتم التأكد من صحة تلك الأنباء.
من جهته، أبدى المواطن مطر بن محمد السواط والد مهاجم فريق الرشيد ماجد السواط ألمه الشديد لما لحق بابنه من خداع وتغرير أدى به إلى الرحيل عن أهله خفية والسفر إلى العراق. وأكد عزمه على مقاضاة من روجوا لفتاوى السفر للعراق عبر مواقع بالإنترنت. وكشف والد ماجد أن ابنه كان مثل كل الشباب يعيش حياة هانئة وهادئة ولم يكن له أي سلوك مريب، وكان يقضي وقته بين المنزل وبعض أقرانه في فريق الرشيد، وسبق له أن تدرب في فريق الاتحاد، ولكنه كان مترددا في السماح له بالتسجيل في نادي الاتحاد بجدة حرصا على مستقبله الدراسي. وأضاف أن ماجد مكث على هذا الحال حتى صيف العام الماضي والتحق لأول مرة ببعض المخيمات الصيفية التي كانت تقام في الطائف كل صيف دون علم منه.. وبعد نهاية الصيف لاحظ أن ابنه أصبح يميل لما يسمى بالالتزام، دون أن تتغير سلوكياته.
وأردف أنه لاحظ أن ابنه بدأ في هجر الكرة ولم يعد يهتم بها كالسابق وخلال شهر رمضان الماضي خرج لأول مرة إلى المدينة المنورة ومكث خمسة أيام دون أن تعرف الأسرة مرافقيه في هذه الرحلة، وحين عاد كان أكثر انعزالا من ذي قبل. وأكد الأب أنه فوجئ بابنه أثناء قضاء إجازة عيد الفطر يحاول مناقشة موضوع وجوب الجهاد في العراق معه ومع بعض أعمامه، ولكن الجميع شرحوا له موقفهم في حينه، وأن الجهاد في العراق لا يمكن الآن لما يحصل من إشكاليات كبيرة في الذهاب إليه إضافة إلى فتوى كبار العلماء في المملكة التي لا تبيح ذلك فضلا عن الموقف الرسمي للدولة من هذه الأمور.
واستطرد الأب قائلا إن ابنه أظهر شيئا من الاقتناع دون أن نعلم أنه يعد العدة لذلك، حيث فاجأ أسرته بعد مضي حوالي 9 أيام برغبته الذهاب إلى مكة المكرمة لزيارة صديق له على حد زعمه، ولكن حين عاد في المساء فوجئ بأن ماجد لم يذهب بسيارته الخاصة بل ترك كل أغراضه الخاصة في المنزل ولم يعثر عليه إطلاقا، فقام بالاتصال بالجهات الأمنية فورا، والتي أكدت أن ماجد خرج من السعودية في اليوم الثالث عن طريق منفذ حالة عمار متوجها إلى سوريا، وأدرك الأب حينها أن ابنه ضحية جماعة منظمة غررت به.
وتابع والد ماجد بكل ألم حديثه قائلا إنه تلقى اتصالا من مجهول يتحدث باللهجة الشامية بعد سفر ابنه بأيام قليلة، قال له فيه: تفضل كلم ابنك. وبالفعل جاء صوت الابن مخنوقا، يطلب مني السماح فقط لتنقطع المكالمة دون مزيد من المعلومات. وأضاف أبو ماجد السواط أنه خلال شهر صفر من العام الحالي فوجئ بظهور ابنه على قناة العراقية، وتحدث عن كيفية ذهابه إلى العراق بحجة وجوب الجهاد على كل الشباب واعتمادا على فتاوى عديدة ذكر منها تحديدا فتوى من سموهم بـ"الستة والعشرين". وأضاف أنه ذكر أن مشايخ يعرفهم ولم يسمهم أقنعوه في الطائف أنه لا يلزم تبليغ ولي أمره في موضوع الجهاد.
وأردف أن ابنه واصل اعترافاته بقوله إنه دخل العراق عن طريق التهريب حيث يتم دفع مبلغ خمسة آلاف ريال عن كل شاب سعودي يدخل إلى العراق ويقبض الثمن أشخاص من الجنسية السورية.
وتابع أن ابنه اعترف بأن جماعات مشبوهة احتجزته لمدة خمسة أشهر هو وعدد من الشباب السعوديين وطلبت منهم تنفيذ عمليات انتحارية ولكن ابنه رفض ذلك بحجة رغبته في الجهاد الذي كان يتصوره ولكن زعيم المجموعة التي تحتجزهم واسمه أبو سعد كما ذكر ابنه في التلفزيون رفض مطالبهم. وأكد أنه ليس لديهم سوى عمليات انتحارية أو تفجير أماكن تجمع الشيعة، وبعد أن يئس من استجابة ابنه ومن معه لمطالبه أخذ ابنه في سيارة مجهولة، وقال له: سأعيدك إلى الحدود وأنت على ضوء ذلك تتصرف وتعود إلى بلدك. وبالفعل، ركب معه شخصيا في سيارة لا يعرف ما بها وأخذه إلى إحدى نقاط التفتيش وحين اقتربا من الشرطة العراقية قال له: انتظر واختفى عن الأنظار وبعد دقائق فوجئ بالشرطة العراقية تقبض عليه، ليكتشف أنه داخل سيارة مليئة بالمتفجرات، ولكنها لم تنفجر لخلل في التوقيت على ما يبدو.
وأضاف أن ابنه أبدى ندما خلال المقابلة على سفره إلى العراق لأنه أكد أن الوضع لم يكن كما كان يتوقع هو ومن ذهب معه حيث طالب ماجد بتسليمه إلى السلطات السعودية.
وأكد والد ماجد أنه بعد ذلك تلقى العديد من المساومات من أشخاص مجهولين أكدوا له أن ابنه ماجد في سجن الموصل، وطالبوه بمبالغ مالية تصل إلى 370 ألف ريال من أجل إطلاق سراحه.
واختتم أبو ماجد حديثة بالدعاء على كل من غرر بابنه وخدعه بالذهاب للعراق وكل من قام بتلقينه فكرا لم يكن ماجد أو أي من عائلته يعرفه مؤكدا أنه منذ أن غاب ماجد لم يصل صلاة إلا ورفع يديه داعيا على هؤلاء المتسببين في غياب ابنه بهذه الطريقة الخادعة، منوها بأنه أرسل برقية لوزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز شرح فيها كل التفاصيل الخاصة بموضوع ابنه. كما أكد أنه وأسرته وكافة أفراد قبيلته ملتزمون بالطاعة والوفاء لولاة الأمر.
