الإصابة بارتشاح الركبة، ويسمى أحيانا ماء فى الركبة، هى حالة شهيرة جدا تحدث عندما تتعرض الركبة لإصابة أو صدمة، أو كرد فعل لالتهاب أو عدوى، أو نتيجة مرض مناعى، والذى يحدث أن يزيد إفراز سائل الركبة بشكل كبير، مما يسبب ألما وورما وتأثيرا على المدى الحركى للركبة، ولابد من علاج ارتشاح الركبة وعدم إهماله، لأن إهماله قد يسبب مشاكل أخرى، منها عدوى التهاب بكتيرى، ضعف العضلات العاملة على الركبة، وقلة المدى الحركى للفرد مما يؤثر على الميكانيكية الطبيعية لغلق الركبة أثناء المشى والوقوف.
ولتعرف كيف يحدث ارتشاح الركبة يجب أن نعرف أن الأغشية المبطنة لغلاف الركبة تفرز سائلا زلاليا، مهمته الأساسية تزييت المفصل لتيسير الحركة ومنع التآكل فى الغضاريف نتيجة احتكاك الأجزاء المتحركة، وأيضا يعمل هذا السائل على امتصاص الصدمات أثناء المشى والجرى، ومن خلاله أيضا يتم توفير الأكسجين والمواد الغذائية للغضاريف، وتتم إزالة المواد الإخراجية نتيجة التمثيل الغذائى للغضاريف، وهناك فائدة أخرى للسائل الزلالى، وهى أنه يملأ جميع فراغات المفصل، مما يعطى للمفصل شكله المعروف.
فى المفصل الطبيعى يكون هناك توازن دائم بين إفراز السائل الزلالى وامتصاصه، فتبقى كميته ثابتة دائما، ولأسباب مرضية أو بسبب تعرض المفصل لإصابة يحدث خللا فى هذا التوازن، فتزيد سرعة عملية إفراز السائل الزلالى عن عملية الامتصاص أو العكس، وفى الحالتين يحدث تراكم لهذا السائل، مما يسبب فى تورم المفصل.
فى حالات الارتشاح البسيط يمكن علاجه بالمنزل ببساطة بالقاعدة الذهبية الثلاثية:
• الثلج
• الرفع
• الضغط
هذه القاعدة الذهبية تمارس دائما عند حدوث إصابة للركبة يحدث بعدها ارتشاح بسيط، فور الإصابة لابد من وضع كيس ثلج على الركبة لمدة عدة دقائق، مع ملاحظة وضع فوطة مبللة بين الثلج والجلد، كما يجب رفع الساق المصابة فوق مستوى الحوض، وأيضا ضغط الركبة باستعمال رباط ضاغط أو ركبة مطاطية.
وفى حالة عدم استجابة المفصل واستمرار الارتشاح أو زيادة الورم بشكل ملحوظ، لابد من العرض على طبيب العظام فقد يعمل على إزالة السائل الزلالى إذا رأى أن كمية السائل الزلالى كبيرة، باستخدام سرنجة طبية وهو ما يعرف بالبزل، وهى عملية بسيطة جدا تتم فى العيادة، وقد يرى الطبيب عمل تحليل لهذا السائل الزلالى إذا رأى تغيراً فى لونه أو كثافته، مما يدل على وجود بكتيريا أو زيادة عدد كرات الدم البيضاء، وسيتقرر نوع العلاج بحسب نتيجة هذا التحليل.
والعلاج الطبيعى يلعب دورا هاما فى علاج الارتشاح باستخدام أجهزة الضغط الهوائى أو الضغط الكهربى، وهى تساعد على التسريع عملية الامتصاص السائل الزلالي، كما أن تمارين تقوية عضلات الفخذ الأمامية هامة جدا فى استعادة وظائف الركبة، ومنها ضبط عمل الأغشية المبطنة للركبة التى تفرز وتمتص السائل الزلالى. مع وجوب مراعاة المدى الحركى للركبة، وخصوصا الفرد الكامل، لأن الخلل فى ميكانيكية المفصل بسبب نقص الفرد الكامل يسبب مزيداً من إفراز السائل الزلالى، مما يدخلنا فى حلقة مفرغة.
الدكتور أسامة حفنى استشارى العلاج الطبيعى
دمتم بصحه وعافيه
منقول
