كُوني كما شِئْتِ أشْواكًا وأغْصانـا
فقـدْ عشِقْتُـكِ زقُّومًـا ورُمُّـانا
كُوني كما العِشْقُ يأْتِ الحُبُّ عاصِفَةً
كُوني كما الوجْدُ يأْتِ الشَّوقُ نيرانا
كُوني كما الحُلْمُ يغْفو في وَسائـدِهِ
بيْنَ العُيُونِ فيبْدو السِّحْـرُ أجْفانـا
كُوني كما الشِّعْرُ ما غَنَّيْـتُ قافِيـةً
إلا وكُنْـتِ لهـا وَزْنًـا وألْحـانـا
كُوني كما شِئْتِ غِيبي حيثُ لاأحَـدُ
تَلْقَيْنَ شاعِرَكِ المَجْنـونَ نَشْوانـا
وعاتبيني على جَمْرِ الغَـرامِ فكـمْ
عاتبتُ فيكِ نجـومَ اللَّيْـلِ ولْهانـا
سأَلْتُها عنْكِ ليلَ الهَجْـرِ فارْتَحَلَـتْ
ودمْعُها مثلَ دمْعـي بـاتَ هَتَّانـا
لكُـلِّ قَلْـبٍ حَبيـبٌ يستريـحُ لـهُ
وماوَجَـدْتُ لهـذا القلـبِ إنْسانـا
هوَ الفِراقُ إذن فَلْتَمْسحـي رقمـي
وسَجِّلي بدلَ الأرْقـامِ " قـدْ كانـا"
غَـدًا تقوليـنَ كـمْ عَذَّبْتُـهُ زَمَنًـا
غَدًا تقولينَ كمْ قاسى وكـمْ عانـى
غدًا تقولينَ كان الحـبُّ فـي يـدِهِ
كغَيمَةٍ لمْ تجِدْ في الأفْـقِ أحْضانـا
غـدًا إذا حملونـي تسكبيـنَ دمًـا
تفجَّرتْ منهُ ذكرى الحـبِّ بركانـا
شمْسُ المحَبَّةِ يامحْبوبتـي غَربـتْ
ولمْ أزَلْ في بحارِ الشَّـوْقِ غَرْقانـا
فلاتكوني سُكُونَ المَوْتِ في وَجَعـي
ولا السَّرابَ إذا ماجِئْـتُ عَطْشانـا
أَتَشْربيـنَ كُـؤوسَ النَّـوْمِ هانِئـةً
وقدْ شربْتُ كؤوسَ السُّهْدِ حِرْمانـا
عُودي إليَّ فقـدْ مَزَّقْـتُ أشْرِعَتـي
مُسْتَسْلِمًا لجُنـونِ البحْـرِ هَيْمانـا
تَرَكْتُ في وجْهِكِ الـوَرْدِيِّ ذاكِرتـي
فلاتَصُبِّـي علـى ذِكْـرايَ نِسْيانـا
لاتَمْسحي القُبْلَةَ الأولى لَعَـلَّ بهـا
إنْ أذْنَبَ القَلْبُ يومًا يَلْـقَ غُفْرانـا
إنْ لمْ تعـودي فكونـي يامُعَذِّبَتـي
عِيدًا لأذْبَـحَ هـذا الحـزْنَ قُرْبانـا
لمْ ألْـقَ للحُـبِّ شُطْآنًـا تُعانِقُـهُ
قلبي هوَ البَحْرُ كوني أنتِ شُطْآنـا
