حوار مع الشاعر السعودي حامد بن عقيل
حاوره : صالح سويسي
كاتب وصحفي تونسي
souissisalah@yahoo.fr
9/10/2005
يعتبر الشاعر و الناقد السعودي حامد بن عقيل من بين أهم الأسماء الشابة التي تضيء سماء الإبداع في المملكة إلى جانب عدد لابأس به من المبدعين الشباب الذين يرسمون لمستقبل الثقافة السعودية خاصة و العربية عامة بخطى ثابتة و عزم على التجديد و الخلق و الإبداع ...
أصدر إلى حد الآن مجموعتين شعريتين " قصيدتان للمغنّي " و " يوم الرب العظيم " و كتابا نقديا بعنوان " فقه الفوضى " و هو عبارة عن قراءة نقدية تأويلية لرواية " الفردوس اليباب " ليلى الجهني .عن بداياته و علاقته الأولى بالكتابة و واقع الثقافة في المملكة و عن قصيدة النثر و محاولاته النقدية حدثنا هذا الشاعر المهووس بالكتابة ، حدثنا أيضا عن تجربة إصدار مجلة " جهات " و عن النشر الإلكتروني و اشياء أخرى كثيرة ....
إذن مع حامد بن عقيل كان هذا الحوار للثقافية
* ماذا لو انطلقنا من البداية ، كيف كانت مغازلاتك الأولى للحرف؟
منذ أن عرفتُ الحرف وأنا أكتب، رسائل لا تهم أحدا، خواطر، جنون لغة أخبئ فيها عثرات طفل لم تكن تعني له المدرسة أكثر من الابتعاد عن أمه. نشأتُ بعيدا عن أسرتي لكي أتعلّم، وربما كانت هذه بداية ربطي للمعرفة بجهد يشبه السير على الأقدام من قرية إلى قرية كلّ أسبوع كي أجلس على مقاعد الدرس. فيما بعد، ولأنني من قبيلة يندر أن تخلو من الشعراء، كان الشعر هاجسي الأول والأخير. وقد ساعدني على تأكيد هذا التوجه نحو الشعر ما كان يحفظه أبي من شعر ويقرأه علينا في أماسي غابرة تلاشى شذاها إلا من روحي التي لا تزال تستعيدها بذات رونقها وبهائها القديم. أقدم النصوص الموجودة لديّ الآن كان معارضة لإحدى قصائد البارودي، كتبتها وأنا في الرابعة عشرة من عمري، وتلاها نهر ممتد من المحاولات التي أخذت طريقها إلى النشر قبل أن أتم عامي الثامن عشر. نشرتُ لفترة قاربت العام في صحيفتيّ اليوم وعكاظ، ووجدتُ من القائمين على ملاحقها الأدبية من الدّعم ما جعلني أنمو بشكل ثابت وواثق من قدرته على الكتابة، وكان منهم من وجّهني لقراءة أمهات الكتب كجواهر الأدب، والأغاني، والعقد الفريد. هذه البداية، ولعلي بعد فترة من معارضة الشعراء الكبار تنبهتُ إلى ما يجب عليّ قوله، ذلك الحرف الخاص بي، الشعر الذي يعني أن أكون أنا فقط، بمعزل عن أسماء كبلتني بالدهشة في سنواتي الأولى.
* أول ما يلاحظ قارىء نصك هو الاشتغال المكثف على الصورة و أحيانا على حساب اللغة ؟
ارتبطت الحداثة لديّ في البدايات باللغة، التنقيب عن ثروة لفظية تخصني، مع إيمان ببهاء العربية وقدرتها على أن تمنحني لذة إشباع هذا التوق اللغوي. بعد أول مواجهة مع الجمهور اكتشفت أن اللغة لا تلد الصورة، وأنني بحاجة إلى طلب الصور الجديدة لأجعل اللغة قادرة على التوالد، وقد تحقق لي شيء من ذلك في نصوص عدة مثل نص "الضفادع"، أول نص أكتبه بعد حوار طويل حول هذه النقطة في النادي الأدبي في الرياض، في ذلك اللقاء استفدتُ من ملاحظات الدكتور سعد البازعي حول إهمالي المتعمد للصورة مقابل اشتغالي على اللغة. وأظن أنني الآن قد جنحتُ كثيرا تجاه ابتداع صوري الخاصة انطلاقا من إيماني بأن البحث عن الصور الجديدة كفيل بخلق لغتي الخاصة، إضافة إلى تحولي أكثر نحو الالتزام بقضايا لم تكن تشغلني من قبل، ومن خلال النص الشعري أردتُ إيصالها إلى المتلقي. بقي أن أؤكد على أن المفهوم الخاص باللغة الشعرية بالنسبة لي ليس مكتملا تماما لأنني أمتلك أداة تعبير مختلف أصلا على تعريفها، لهذا يبدو لي المجال أكثر رحابة للمضي في سبيل المغامرة والتجريب.
* ولكن ألا تخشى في تركيزك على الصورة أن تسبح نصوصك خارج مياه اللغة الجميلة الخلاقة؟
لازال لدي هاجس اللغة، لكنني لا أستطيع أن أترهب في صومعة التجريب اللغوي، أو أن أجعل من اللغة هدفي النهائي لقول الشِعر. إن ما يشغلني الآن يختلف كثيرا عمّا كنتُ أعبّر عنه في ديواني الأول، لدي قضيايا أريد التعبير عنها، ولدي أمل أن تكون نصوصي محرضا على الوعي، ورسولا إلى المتلقي. في نهاية الأمر، ستشكّل الصورة المعنى، بينما تبقى اللغة هي القالب المتوهج لنقل المعنى، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالشعر. سبق أن أشرتُ في لقاء صحفي سابق إلى حقيقة أنني أجد صعوبة في تحديد بعض المفاهيم المتعلقة بالشعر، كما أنني أرهب امتلاكي لأداة قول يحترمها الإنسان العربي دون أن يتفق أحد على تحديد ماهيتها، وهذا ما يجعلني أسعى للمغامرة. وربما كان الشعر مغامرة أن تعبّر عن الناس بأسلوب مبتكر لا يخرج عن قواعد القول العامة، ولكنه لا يرتهن إليها بشكل مطلق.
* تعتبر من الأسماء الشعرية الشابة في المملكة ، في رأيك بم تتسم هذه المرحلة الجديدة من المشهد الإبداعي في المملكة ؟
إذا كنتَ تقصد الشعر فالمشهد الشعري –تحديدا- في المملكة العربية السعودية بخير، هناك الكثير من الأسماء الشابة التي استطاعت أن تواصل وتضيف إلى ما بدأه سابقوهم في طريق التجديد. أما إذا كنتَ تعني بالمشهد الإبداعي كافة النتاج الأدبي فإنني لستُ متفائل كثيرا –إذا استثنيتُ الشعر- بما نمر به الآن في المملكة من حراك قد يبدو للبعض مبشّرا، لكنه في المحصّلة ليس أكثر من اجترار –ولاسيما في الجانب السردي منه- لتجارب إبداعية قليلة في مقابل وجود الكثير من الخُواء السردي المسوّق بعناية يسهر عليها الفساد الثقافي المتمثل في الشللية، وبيروقراطية المؤسسات الثقافية التي تسعى لإعاقة أي محاولة تنويرية وإقصائها، مقابل رسم منهج أحادي يصب في تعريف بدائي لمعنى الوطن، ودفع الكتاب لتبنيه. إن المشهد الإبداعي في المملكة بعمومه يخضع لسطوة موظفي الثقافة الذين يديرون ثقافة اليوم بنفس آلية ومنطق وأهداف الثقافة قبل أكثر من ثلاثين عاما، وهدفها الوحيد إنتاج ثقافة شبيهه بالكتاب المدرسي لا أكثر. وهذا يعني أن الكثيرين ممن يتصدرون صحفنا المحلية ويعتلون منابرنا الثقافية هم من هذه الفئة المستنسخة.
* في كلامك إتهام صريح للقائمين على الشأن الثقافي؟.
بالنسبة للمؤسسات الثقافية الرسمية لا أعتقد أن هناك من يخالفني الرأي إلا القلة من المنتمين إليها، أو من المستفيدين منها بتماهيهم مع أهدافها. لدينا إصرار غريب على تسكين العقل المثقف وتدجينه، وهذا الذي يحدث في مؤسساتنا الثقافية ما هو إلا امتداد لما يحدث في بقية المؤسسات الرسمية الحريصة على تربية الإنسان السعودي وفق منطق المسلمات، وفي ضوء وهم أن الاختلاف فتنة، وفرقة وطنية. إن خطابنا الثقافي والإعلامي والتربوي خطاب واحد لا يعبّر عن الواقع بقدر ما يعبر عن وهم نظري يحارب العقل كما يحارب أي محاولة لخلق الأسئلة، إذ إن السؤال عدو التسكين الساذج الذي لا يؤمن بأن اليوم يختلف عن الأمس، وأن الغد قادم بالجديد.
* لك محاولات في التعامل مع النقد و خاصة من خلال كتابك " فقه الفوضى " الذي أسال حبرا كثيرا و أثار جدلا واسعا ، ماذا عن التجربة و عن الكتاب ؟
تجاوزت "ليلى الجهني" سقف روايتنا المحلي بكثير من خلال رواية واحدة هي "الفردوس اليباب"، ولعل من لا يعرف طبيعة وآلية الترويض الذي تتبعه مؤسساتنا الثقافية للمثقفين لا يدرك طبيعة المغامرة التي قامت بها هذه الروائية، وهي -ومعها أسماء قليلة جدا- استطاعت أن تخلق في مشهدنا السردي صدمة لامتلاكها لجرأة الإشارة إلى ما لم يستطع الرجل –وهو مظنة المبادرة من منطق قَبَلي- الإشارة إليه، إضافة إلى ما حفلت به الرواية من مستوى ترميزي فائق البراعة، ولغة فائقة الدقة والجمال. كل هذا جعل منها هدفا للمؤسسة الرسمية التي رأت في خروج الجهنية عن السائد تحديا سافرا، كما استجلبت عداء مجايليها من كتاب السرد الرديء الذين كانوا يظنون أنهم هم من يمثل ثقافتنا المحلية في الوطن العربي بحكم تماهيهم مع متطلبات الثقافة الوطنية.
أما كتاب "فقه الفوضى" الذي استجلب ردود فعل متباينة بعد صدوره قبل ثلاثة أشهر تقريبا، فقد كان دراسة تأويلية لرواية الفردوس اليباب، وقد وافق نشره فترة منع نشر الرواية داخل المملكة بدعاوى واهية، فرأى فيه البعض محاولة منّي لإنصاف مؤلفة الرواية، كما رأى فيه البعض طرحا مستقلا عن محتوى الرواية، بينما هاجمه البعض بالغمز واللمز في منطلقات كتابته أصلا، ورأى البعض أن الكتاب كان قاصرا عن تحديد المنهج المتّبع في تأويل الرواية.
بالنسبة لي، أرى أن تجربة الكتابة حول عمل روائي مميز كالفردوس اليباب كانت تجربة جميلة وثريّة، كما أنني لم أسع أبدا إلى إنصاف كاتبة سبق أن أنصفتها روايتها بحصولها على جائزة الشارقة وطباعتها أكثر من مرّة وانتظامها –المستحقّ- في مشروع كتاب في جريدة الذي نشرها في كامل الوطن العربي، كما أن الكتاب ليس مستقلا عن محتوى الرواية، بل إنه ينطلق في أفق رحب لاعتماده على عمل أينشتايني منثن على نفسه كما يعبر إيكو عن روايات جيمس جويس.
لدي الكثير مما أقوله عن "فقه الفوضى"، ولكن لا زال الوقتُ مبكّرا على ذلك، دون أن يفوتني هنا أن أثني على ما خص به الناقد التونسي الأستاذ فوزي الديماسي الكتابَ من مراجعة واعية، وما قامت به الناقدة السعودية الأستاذة أسماء الزهراني من إثراء واعٍ للجانب النظري للكتاب من خلال إشارتها إلى بعض الملاحظات التي لمستُ فيها حرصها على أن يكون العمل كاملا.
بقي أن أشير إلى أن "فقه الفوضى" لم يكن من المفترض أن يكون كتابي النقدي الأول، فهناك كتاب "عصر القارئ" الذي يقدّم قراءات شعرية تأويلية لشعراء مبدعين مثل الشاعر محمد حسن علوان، والشاعر الكويتي دخيل الخليفة، والشاعرة المصرية ياسمين محمد مسلم، كما يشتمل على قراءة سردية لإحدى قصص القاصة السورية سوزان خواتمي. ولعل ما أبدي من ملاحظات قيّمه حول الإطار النظري لفقه الفوضى سيجعلني أتمهل قليلا قبل إصدار "عصر القارئ".
* إلى أي مدى استطاعت قصيدة النثر العربية / و أنت أحد كتابها / أن تنتزع لها مكانا في منظومة الحس العربي المجبول على الإيقاع؟.
رغم انبهاري في البدايات بتجارب نثرية قوية في الوطن العربي كتجربة الشاعر بول شاؤول، ورغم قراءتي قصائد مترجمة لشعراء كانت قصائدهم تستهويني كالأميركي ولاس ستيفنز إلا أنني بقيتُ حذرا في التعاطي مع مصطلح "قصيدة النّثر"، لوعيي بأن الذائقة العربية جبلت على الإيقاع. بالطبع هذا لم يجعلني بمنأى عن كتابة هذا الفن النثري، لكنني ألحقتُه بديواني الأول تحت مسمّى "الملحق النثري". وإلى الآن لازلتُ أتحفظ حول المصطلح، دون أن يثنيني ذلك عن كتابة هذا الفن. بالنسبة لما ألمسه الآن من تغير في الذائقة العربية من تسليم بهذا الفن يبدو لي مقنعا، ولاسيما أن الأسماء التي اعتمدتها الذائقة العربية هي الأقدر على التعاطي مع هذا الفن من منطلق تقني استطاع أن يجعل من قصيدة النثر كائنا شرعيا يحترم ذائقة المتلقي، فكان منهم محمد بنيس في المغرب العربي وإيمان مرسال في مصر وشاؤول وكامل صالح في لبنان، ولدينا في السعودية محمد خضر ومن قبله محمد الدميني الذي يعد في المملكة رائدا من رواد هذا الاتجاه الجديد.
* يرى البعض أن كتابك "يوم الرب العظيم" مثّل حالة خاصة في مدونة الشعر الحديث في المملكة لما حواه من مغامرة في التعامل مع الكتابة الشعرية ، كيف وجدت تعامل النقد معه ؟
في ظل توجه النقدي السعودي الآن تجاه السرد لا يمكن تبين ما أضافه الديوان إلى الكتابة الشعرية في المملكة، سبق ديواني بعض الدواوين التي كان يتوقّع لها أن تضيف، وهي إضافة حقيقة إلى التجربة الإبداعية في المملكة، إلا أن النقد لم يكن منصفا معها، وبالتالي لا يمكن الجزم بالأثر. لدينا أكثر من عائق لمعرفة ما نحن عليه الآن من واقع إبداعي، من ذلك أن القراءات النقدية التي يمكن أن تتناول نصوصك لا تعدو كونها قراءات صحفية عابرة لا تقدّم التجربة كما تقدمها الدراسات النقدية المستفيضة، كما أن النقاد السعوديين في الغالب يتناولون بقراءاتهم كتبا طبعت في الخارج، وبالتالي يصل إلى المتلقي قراءة نقدية لكتاب غير متوفر أصلا. من تجربة خاصة في هذا المضمار، أجد أن النقد السعودي بمعزل عن التجربة الإبداعية السعودية وخصوصا الشِعر. فديواني الأول مثلا تناوله الناقد اللبناني توفيق غريزي في حين لم يهتم بالكتابة عنه أي ناقد سعودي، وديواني الثاني لا زال يواجه مشكلة في التنويه عن صدوره لتوجس القائمين على تحرير الصفحات الثقافية من مسماه ، فكيف أتوقع أن يتناوله أحد بالنقد. لهذا لم يكن غريبا أن يكتب عنه الناقد التونسي فوزي الديماسي في الصحافة التونسية و العربية ، أو أن يقرأه نقديا الناقد المصري جمال سعد محمد في موقع إيلاف ، دون أدنى التفاتة من النقاد السعوديين.
بقي أن أشير إلى أن " يوم الرب العظيم " تجربة شعرية لمستُ من ردود الأفعال حول نصوصه أنها تطور جميل في مسيرتي الشعرية على الأقل ، أما على مستوى المملكة فلازال الوقتُ مبكّرا لمعرفة أثر هذا الديوان داخل منظومة الشِعر السعودي الحديث.
* تشرف على مجلة "جهات" ، ماذا عن هذا المولود الجديد في الصحافة الثقافية؟.
" جهات " التي أصبحت كتابا ثقافيا غير دوري هي حلم أن أصدر ما يشبه "إبداع" أو "قوافل" أو "علامات" التي يصدرها سعيد بن كراد في المغرب. و"جهات" هي ما تواطأتُ والشاعر المصري أحمد محجوب على أن نطلقه ليحمل إبداع من لا ينتمون إلى المؤسسات الثقافية العربية المؤدلجة. وهي أيضا، نافذة للإبداع الحرّ.
الآن، وقد تركتُ التحرير في جهات، أتوقع ألا يتوقف الحلم، وقد علمتُ أن عددهم الثاني يصدر في بداية أكتوبر. ليس لديّ ما أضيفه عن هذه التجربة التي استمتعتُ بخوضها واستفدتُ منها كثيرا، سوى أن أتمنى لزملائي في هذه الدورية الثقافية الاستمرار، وأن لا تثنيهم اشتراطات النشر شبه المستحيلة في الوطن العربي عن صدور عددهم الثالث، وما يليه من أعداد.
* هنالك من يعتبر الكتابة والنشر الإلكتروني مسألة هامة في التواصل السريع وثمة من يعتبرها مضيعة للوقت والجهد والفكر. بين هذا وذاك، أين نجد حامد بن عقيل؟.
لديّ قناعة مؤكدة أن النشر الإلكتروني هو مستقبل النشر الذي سنتجاوز من خلاله الكثير من المعوقات الرقابية ومعوقات النشر التي يكابد الناشر والمؤلف العربي -على حد سواء- في سبيل تجاوزها، هذا بالنسبة للنشر. أما ما يتعلق بجدوى الكتابة في المواقع الإلكترونية فأظن أنها تؤثر إيجابا حتى على مستوى الطرح، ذلك أن فضاء النشر الإلكتروني يبعد عن ذهنية الكاتب الهاجس الرقابي الذي كان يتحكم في توجيه أسلوبه الكتابي بوعي أو بدون وعي. كذلك ما يمنحه النشر الإلكتروني من تغذية راجعة مباشرة من القراء ليوفّر الكثير من الجهد الذي كان يبذله الكاتب في سبيل معرفة أثر ومستوى كتابته لدى المتلقي، إضافة للحوارات التي تضمن للكاتب التواصل المباشر مع قرائه، كما أن للنشر الإلكتروني جانبه المضيء جدا في مجتمع مغلق كالمجتمع السعودي، حيث أفاد النشر الإلكتروني الكتّاب والكاتبات ومد جسور التواصل والتثاقف فيما بينهم بعد أن عجزت المؤسسات الرسمية ممثلة في الأندية الأدبية عن تجاوز هذه العقبة.
بالنسبة لي، أجد أن تعاملي مع الشبكة العنكبوتية أضاف لي الكثير على مستوى التلقي وعلى مستوى النّشر، كما ساعدت السنوات الخمس الماضية التي تعاملت فيها مع هذا الأسلوب الجيد للنشر من اكتساب أدبيات الكتابة والتواصل مع القراء والمثقفين، مما أفادني كثيرا. أما ما يتعلق بمسألة كون الكتابة في المواقع الإلكترونية مضيعة للوقت والجهد والفكر فذلك مرهون بالسلوك الذي يتبعه المثقف في تصفحه للإنترنت، ورهن لأهدافه التي من أجلها يخوض تجربة الكتابة الإلكترونية.
* وجّهت لك رابطة الأدباء الكويتية دعوة لإقامة أمسية شعرية نهاية العام 2004 ، ولكنك اعتذرتْ متحججا بقضية " البدون " ، هل من تفاصيل حول هذه الموضوع ؟
ليس هنالك الكثير ليُقال حول هذه النقطة تحديدا، الشأن الكويتي خاص بالكويتيين، ويعلم أصدقائي هناك أنني أقدّر الثقافة الكويتية وأحترم كل مواطن كويتي. ما حدث أنني لا أفهم لماذا يوجد مواطن كويتي يتمتع بكامل مزايا المواطنة، وآخر لا تتوفر له بعض مقومات الحياة الأساسية، وبغض النظر عن الأسباب التي أجهلها تماما، رأيتُ أنه من الخطأ أن أقرأ نصوصي التي أزعم أنها تهجس بالعدال والحرية والمساواة في جو أنا لا أفهمه تماما. وربما كنتُ مخطئا في ذلك، لكنني أعلم –بعموم ما في هذه المفردة من معنى- أن ذلك الوضع وضع لا إنساني.
صحيفة الحقائق/ لندن
www.alhaqaeq.net
رد : حوار مع الشاعر السعودي حامد بن عقيل
شكراً أستاذ مسعد الحارثي
والأستاذ حامد يستحق الكثير وهو أستاذ كبير
وتحياتي الجحفانية
رد : حوار مع الشاعر السعودي حامد بن عقيل
لك الشكر أستاذنا مسعد الحارثي
بتجميل منتدانا بهذا الشاعر المتمرد على وعينا الموروث
أهديتنا وعيا جديدا وفكرا حرا ولغتا 000 لن أتجاوز حدودي واعبر عنها لان شاعرنا الكبير أنبأنا ماهية لغتة
حين قال
وفي لغتي
يبحر الحرف/والليل
أستاذنا مسعد لك مني مقدار الحب الذي يكنه لك (( حامد بن عقيل ))