صنعاء .. والمحنة
أَشْتَاقُ صَنْعَا على الأَمْصَارِ قاطبةً
لأنَّ فيها سلوَّ الرُّوحِ والبَدَنِ
أَشْتَاقُ صَنْعا مَعَ الأحبابِ غانيةً
يُزَيِّنُ الكحلُ طَرْفَ العينِ والوَسَنِ
أَشْتَاقُ جوَّاً غَدَا في الصَّيف معتدلاً
يَجْلُو عنِ النَّفْسِ سُقْمَ العَجْزِ والوَهَنِ
أَشْتَاقُ أَشْتَاقُ يا حُبِّي مُعَذِّبَتِي
كُلَّ المساحاتِ في لُقْيَاكِ والشَّجَنِ
لكِ الجَمَالُ لكِ الغَيْمَاتُ حالِمَةً
لكِ المساءَ آتُ في التِّجْوَالِ والسَّكَنِ
لكِ الورودُ غَدَتْ في الحَقْلِ بَاسِقَةً
تُشَاطِرُ الهَمْسَ في الإحْسَاسِ والزَّمَنِ
جَنَّبْتُكِ الهَمَّ لا تُصْغِي لِحَاقِدِهِمْ
جَنَّبْتُكِ الغَمَّ في الأَحْقَادِ والْفِتَنِ
فَدَيْتُكِ الحُسْنَ إنَّ الحِقْدَ أَرَّقَهُمْ
فَدَيْتُكِ الحُبَّ في الأَرْزَاءِ والْمِحَنِ
أَبْكِي الضَّغَائِنَ في السَّاحاتِ حاشِدَةً
أَبْكِي التَّنَاحُرَ في الإسْفَافِ والغَبَنِ
أَبْكِي العُقُولَ عنِ الإصْلاَحِ غَائبةً
أَبْكِي الحَكِيمَ عنِ الإيمَانِ في شَحَنِ
لا تَخْمِشُوا الوَجْهَ في إشْرَاقِ فَاتِنَةٍ
لا تَسْلِبُوا الأمْنَ في البُلْدَانِ والوَطَنِ
لا تُرْعِبُوا الطِّفْلَ مَجْرَى الماءِ مَلْعَبُهُ
لا تُشْعِلُوا النَّارَ في الأَضْلاَعِ والوَثَنِ
لا تُوْرِثُوا الذُّلَّ في أَثْوَابِ عَاشِقَةٍ
لا تُهْرِقُوا الدَّمَّ في المِحْرَابِ والْكَفَنِ
تَقَادَمَ الوَقْتُ والأَنْظَارُ شَاخِصَةٌ
نَحْوَ الحُلُولِ على شَوْقٍ وفي حَنَنِ
تَقَادَمَ العُمْرُ والأَجْيَالُ نَاظِرَةٌ
كفَّ البَشَائِرِ مِنْ مَيْدي إلى عَدَنِ
فاسْتَمْسِكُوا الوَحْيَ والقُرْآنَ وَأْتَمِرُوا
واسْتَقْبِلُوا أمْرَكُمْ في الخِلِّ والخَدَنِ
ووحِّدُوا الرأْيَ والتَّشْرِيعَ فالْتَزِمُوا
ونَابِذُوا العُنْفَ والتَّشْطِيْرَ في اليَمَنِ
شعر / بلبل تهامة الخميس 17/10/1432 هـ