عاش البواسل.. والجنة للشهداء
عبدالله عمر خياط
.. في كل يوم, بل وفي كل طرفة عين يخطف الموت الآلاف من البشر, إما بالشيخوخة, أو بالمرض, أو بحوادث السيارات, أو في الحروب الظالم أهلها. وكلهم يفضون إلى ما قدموا.. إن خيراً فخير وإن شراً فشر, في الوقت الذي ينعم الشهيد بجنات فيها نعيم مقيم.
والذي لا خلاف عليه أن رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم, من الذين يواجهون الذين أضلهم الشيطان وسوّل لهم سوء أعمالهم, يحظون بشرف الدفاع عن الدين والوطن وأهله, ولهم من الله أجر عظيم في محياهم ومماتهم.
فالفئة الباغية إنما يسعى أفرادها فساداً في الأرض بأعمالهم الإجرامية التي تستهدف قتل الأبرياء, ونشر الفوضى, وزعزعة الأمن الذي تنعم فيه هذه البلاد بفضل الله ثم بفضل تطبيق الشريعة الإسلامية التي جاء بها نبي الرحمة المهداة صلوات الله وسلامه عليه, وتلتزم بها حكومتنا الرشيدة لتوفير الأمن, وترسيخ الأمان الذي أرسى ركائزه مؤسس الكيان الكبير الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.
لكن الذي نحمد الله عليه أن هيأ لهذا البلد من رجال الأمن الأشاوس من يتصدّى لأفراد الفئة الضالة ويلاحقهم حيثما كانوا, ويُخرجهم من أوكارهم التي يختزنون فيها أدوات الإجرام من متفجرات وقنابل, ورشاشات, يُريدون بها التخريب والتدمير والقتل كالذي حدث أخيراً في الدمام فكان عاقبة أمرهم خسراً بهلاكهم وإن ذهب ضحية ذلك بعض رجال الأمن الذين قُتلوا دفاعاً عن دينهم ووطنهم لينالوا شرف الشهادة, إذ يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة (آل عمران): {ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله}, كما يقول عزّ من قائل بسورة (محمد): {والذين قُتلوا في سبيل الله فلن يُضل أعمالهم, سيهديهم ويصلح بالهم, ويدخلهم الجنة عرفها لهم}.
وفي ما روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا, وإن له ما على الأرض من شيء, إلا الشهيد, فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيُقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة). وفي رواية: (لما يرى من فضل الشهادة).
وخرّج الإمام أحمد بإسناد حسن عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر له في أول دُفعة من دمه, ويرى مقعده من الجنة, ويُحلى حلة الإيمان, ويُجار من عذاب القبر, ويأمن الفزع الأكبر, ويوضع على رأسه تاج الوقار, الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها, ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين, ويُشفع في سبعين من أقاربه).
فهنيئاً لشهدائنا من رجال الأمن الذين قتلوا وهم يدافعون عن دينهم ووطنهم وأهله, كما وإني أُبشّر المرابطين في المواقع المختلفة لاصطياد الضالين الذين يتربصون بنا شراً, بما رواه الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إذ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل), وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: من رابط ليلة في سبيل الله كانت كألف ليلة صيامها وقيامها).
فهنيئاً لهؤلاء وأولئك من رجال الأمن الذين نالوا شرف التضحية بأنفسهم وأرواحهم للدفاع عن الدين والوطن وحماية أهله من جرائم الذين يريدون بالبلاد وأهلها شراً والله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين.
