الفتوى كالتالي :
الحديث المشار إليه رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فِراشه بِدَاخِلة إزاره، فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه ".
وفي رواية لمسلم: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ فَإِنَّهُ لا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ ".
وفي رواية للإمام أحمد: " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما حَدَث بعده ".
ولا يَصِحّ ما قيل مِن الإعجاز العلمي التجريبي؛ لِعِدّة اعتبارات:
الأول: قوله عليه الصلاة والسلام: فَإِنَّهُ لا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ. وفي رواية: فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه. وهذا دالّ على أن المقصود منه ما يدخل في الفراش من الهوامّ.
الثاني: إذا قيل إن ما خَلَفه عليه وما حدث بعده هو مَوت الخلايا، لِم يكن لقوله عليه الصلاة والسلام: " فإنه لا يدري ما حَدَث بعده " معنى؛ لأن هذا يدري ما حَدَث بعده، ويدري ما خَلَفه على فراشه.
الثالث: ما ثبت طِبياً أن بعض الحشرات الصغيرة تموت بتعريض الفراش للشمس، وليس بالنفض.
الرابع: ما قاله العلماء التماساً من حِكمة تخصيص داخل الإزار دون ظاهرِه، يتنافى مع ما قيل إنه إعجاز علمي.
ولست ضدّ إثبات الإعجاز العلمي التجريبي، وإنما ضدّ المسارعة في تصديق كل ما يَرِد؛ لأن ذلك سيكون سبباً لتكذيب نصوص الوحيين؛ لأن حقائق النصوص قطعية، والحقائق العلمية ليست قطيعة الدلالة، ولا قطعية الثبوت.
ولأن ذلك يُشعر في كثير من الأحيان بالهزيمة النفسية التي تكون لدى بعض المسلمين، فإذا ما سمعوا شيئاً من الغرب سارعوا إلى تكلّف إيجاد ذلك في النصوص.
والله أعلم
الشيخ عبد الرحمن السحيم