حوار الاعلامي سلطان رديف مع صالح كامل في الرياضية

مستعد لخصخصة الأندية السعودية وتحويلها لشركات ربحية

رئيس الغرف التجارية وأحد أهم من صنعوا الاستثمار الرياضي .. صالح كامل في أول حديث رياضي يعلن لـ الرياضية

حوار سلطان رديف - الأحد 30 اكتوبر 2011

--------------------------------------------------------------------------------


يعد رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية رئيس اللجنة العليا لدراسة شؤون نادي الوحدة الشيخ صالح كامل أحد أبرز وأهم رجال الأعمال الذين أسسوا وصنعوا الاستثمار الرياضي ليس على المستوى المحلي فقط بل وعلى المستوى العربي والخليجي وكان لخططه الاستثمارية الرياضية الدور الكبير في زيادة مداخيل الأندية السعودية وذلك من خلال تطويره لمنظومة النقل التلفزيوني والذي نقلها من 9 ملايين في الموسم الواحد ليوصلها لـ‍150 مليون ريال للموسم الواحد ليحقق بذلك قفزة كبيرة وتاريخية في عالم النقل التلفزيوني وينقل معه بذلك الاستثمار الرياضي بشكل عام الذي أصبح اليوم أساس التطور الرياضي السعودي والعربي.
صالح كامل لم يقف عند هذا الحد بل عمل على تطور كرة القدم العربية فأعلن رعاية للبطولات العربية وتقديم مبالغ مالية عالية ساهمت بشكل كبير في خلق دوري عربي قوي تتنافس عليه كبريات الأندية العربية خاصة عندما نعلم بأن مجرد مشاركة أي ناد عربي في دوري أبطال العرب تعني استثماراً مجزياً لهذا النادي أو ذاك مقابل المبالغ المالية التي يحصل عليها .
أما على المستوى الدولي فحقق صالح كامل وعبر الـ‍art الكثير من النجاحات وخاصة عندما استطاع أن يمتلك حصرية نقل منافسات بطولة كأس العالم وتقديمها على مستوى عال من الاحترافية الإعلامية وكانت تعد نقلة نوعية في مفهوم احترافية المشاهدة. «الرياضية» اليوم استطاعت أن تحظى بأول حوار صحفي رياضي مع الشيخ صالح كامل والذي يتحدث من خلاله عن تجربته في الاستثمار الرياضي سواء الماضية أو الحالية أو ما يخطط له في مستقبل الأيام وخاصة من خلال منصبه كرئيس لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية هذا المنصب الذي كان يسمى قديما بـ(شاهبندر التجار).
صالح كامل تطرق للكثير من المواضيع وكشف العديد من الحقائق وكان صريحاً في آرائه ومطالباته بل وقدم الكثير من الحلول والخطط والالتزامات للنهوض وتطوير الاستثمار الرياضي والرياضة السعودية بشكل عام من خلال خصخصة النشاط الرياضي من أندية واتحادات.حوار الشيخ صالح كامل والذي تنشره «الرياضية» على جزأين يتناول في جزئه الأول الذي ينشر اليوم الاستثمار الرياضي بمفهومه وأشكاله ومعطياته بالإضافة لخصخصة الأندية الرياضية وتجربته الاستثمارية وقرار منح القنوات السعودية حصرية بث المباريات ودور المسؤولية الاجتماعية في بناء وتطوير الرياضة بشكلها العام.
كما تطرق صالح كامل للأندية السعودية وطريقة إدارتها وعمل الجمعيات العمومية فيها كيف يمكن تطويرها لمستقبل الاستثمار الرياضي الذي لن يقوم إلا على خصخصة تلك الأندية ونترككم مع الجزء الأول من الحوار والذي جاء على النحو التالي:



ـ هناك من يرى أن رجال الأعمال والمال نظرتهم للرياضة مازالت قاصرة ولا تتواكب مع زمننا وأهميتها للمجتمع وللدول ؟ فما هي نظرتكم للرياضة كرجال أعمال؟
اليوم الرياضة ليست موضة تتبع بل أصبحت اليوم صناعة لابد أن نؤمن بها جميعاً فهي في عصرنا الحاضر لم تعد مجرد هواية تمارس هنا وهناك، نعم نحن نعلم أنها بدأت هواية ولكنها اليوم من أكبر الصناعات في العالم وتتداول فيها مليارات الدولارات، ورجال الأعمال لدينا في السعودية ينظرون للأندية من ناحية وطنية ومن ناحية انتماء للبلدة التي ينتمي لها فهذا هلالي وأنا وحداوي وذاك اتحادي حسب المدينة التي يعيش فيها وحسب المناطق وهذا أمر طبيعي عند الإنسان وليس عيباً أن يكون هناك انتماء مناطقي للبلدة التي نشأت فيها وأصولي تعود لها بل هو أمر طيب.
ـ وهل هذا كافٍ؟
لا أبداً، بل أتمنى أن نلحق بالعالم الآخر الذي أصبحت فيه الرياضة صناعة خاصة تقوم على الربح والخسارة، فنحن بدأنا عملية الاحتراف ولكننا لم نكملها، لذا لابد من الإسراع في عملية الخصخصة للأندية الرياضية، ولا أعتقد أن هذا موضوع صعب فتلك الأندية لابد أن تتحول لشركات والمحبين والمشجعين لهذا النادي أو ذاك بدلاً من أن يكون ارتباطهم معنوياً ليكن ارتباطهم ارتباطاً مالياً من خلال أن يكون مساهماً في نادية بالمال.
ـ ولكن هل القطاع الاقتصادي وأنتم كرجال أعمال جاهزون اليوم للدخول ودفع أموالكم لشراء الأندية والاستثمار الفعلي فيها؟
لا أستطيع أن أتحدث باسم القطاع الاقتصادي كله، ولكن أنا على الأقل مستعد أن أدخل هذا المجال وأن أساهم في خصخصة بعض الأندية وتحويلها لشركات وأرجو بوجودي الآن في اللجنة التي أوكل إليها من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل تطوير نادي الوحدة أن نجهز نادي الوحدة للخصخصة.
ـ بحكم أنكم من الأشخاص الذين أسسوا لمفهوم الاستثمار الرياضي بل أول من خطى نحو الاستثمار الكبير في الرياضة وقفزت بالاستثمار الرياضي من خلال استثمار النقل التلفزيوني الذي أحدث فرقاً شاسعاً في مجال الاستثمار الرياضي؟ هل ترى أن الاستثمار الرياضي اليوم يعد ناجحاً أم مازال هناك قصور؟
نحن بدأنا ولم نكمل الطريق، وأرجو ألا يكون قرار حصرية المباريات للقنوات السعودية يسبب ارتداداً ضد مشروع الخصخصة، فنحن عندما وصل ما ندفعه مقابل حقوق الأندية مبلغاً كبيراً جداً أصبحت الأندية الصغيرة يصلها مليونان وبعضها ثلاثة ملايين ريال في العام الواحد للنادي، لذا لا أود أن ينقطع هذا المورد، ووزارة الإعلام مادام أنها أخذت هذا الحق فعليها أن تحدد مع وزارة المالية ورعاية الشباب ما هو المقابل للأندية وبشكل سريع ومن المفروض أن يكون أكثر مما كان وألا يتراجع المبلغ خاصة وأنه أصبح العمود الفقري لإدارات تلك الأندية، فلابد أن يهتموا بهذا الموضوع وألا يهمل ولا يتأخروا فيه.
ـ نحن نسمع بلجان للاستثمار الرياضي داخل الغرف التجارية ولكنها أشبه باللجان الميتة التي لم تقدم شيئاً؟
في الحقيقة الغرف التجارية لم تدخل بشكل كبير في موضوع الرياضة كمنظمات عمل وإنما دخلت بأشخاص فبعض رجال الأعمال متبنين أنشطة في أندية معينة ولأن الرياضة أصلها اليوم هي عمل غير ربحي والنشاط غير الربحي لا يدخل في اهتمام الغرف التجارية.
ـ أليس من المفروض أن تساهم الغرف التجارية في تطوير الاستثمار والاقتصاد الرياضي؟
تساهم إذا وجدت الرغبة والقرار السياسي بالخصخصة.
ـ ولكن يتردد أن هناك معوقات أمام الخصخصة؟
لا أعتقد أن الخصخصة تعوقها أمور فنية، وإذا كانت هناك معوقات فنية فهذه المعوقات من الممكن أن تذلل في أسبوع واحد كما أن المعوقات المالية إن وجدت فمن الممكن تذليلها هي الأخرى في أسبوع واحد فقط، وأنا هنا لا أتحدث عن كرة القدم فقط بل هناك رياضات كثيرة لابد أن نهتم بها لذا أكرر أن الخصخصة تنتظر قرارا سياسياً وإذا اتخذ هذا القرار السياسي فنحن لن نحتاج سوى شهر واحد فقط لكي يكون كفيلاً بخصخصة كل الأندية الموجودة في السعودية.
ـ ولكن البعض يرى تخوفاً من عدم وجود مستثمرين قد يدعمون هذا التوجه؟
لا لا أبداً هذه ليست نقطة تخوف، بل أرجو ألا تكون نقطة تخوف أو عائق ولا أريد أن أعلن التزاماً ولكن أقول باسم مجتمع الأعمال في السعودية «وافقوا على الخصخصة وسوف تشاهدون المنافسة بين رجال الأعمال وبين المناطق في الارتقاء بأنديتهم».
ـ هل تعتقد أن رجال الأعمال تنقصهم الثقافة الرياضية واستثمارها من حيث الكم والكيف والطريقة وكيفية تنميتها؟
أنا شخصياً تنقصني الثقافة الرياضية، فأنا لا أمارس الرياضة ولا أفهم فيها ولكني تاجرت في الرياضة واستثمرت فيها الكثير، فهي اليوم أصبحت صناعة ويحكمها ما يحكم غيرها من الصناعات والأنشطة التجارية التي فيها الربح والخسارة والنواحي الفنية ليس من الضروري أن يفهمها رجل الأعمال فهذه لها من هم مختصون فيها من مدربين وغيرهم، ويجب علينا ألا نتدخل في أعمال الآخرين، لذا أعتقد أن الرغبة بالاستثمار والدخول في خصخصة الأندية رغبة موجودة لدى قطاع الأعمال في السعودية ولكن المهم اليوم هو القرار السياسي.
ـ لماذا قطاع الاتصالات دخل الرياضة وبقوة ولم ينتظر القرار السياسي ويدفع مئات الملايين؟
قطاع الاتصالات دخل الرياضة بقوة بسبب النواحي الإعلانية وبلاشك أن الإعلان سواء في التلفاز أو على ملابس اللاعبين وفي الملاعب تعد أفضل وسيلة للإعلان خصوصاً أن المنتجات التي تستهدف الشباب تصل من خلال الرياضة.
ـ ولكن باقي الشركات الكبيرة مثل الصناعات الثقيلة والبنوك والمواد الغذائية وشركات الطيران هل من المعقول أنها لا تجد في الرياضة وسيلة هامة للإعلان؟
كل ما ذكرت ليس كشركات الاتصالات وحجمها لأنها تمس كل مواطن بل تجد لدى المواطن الواحد ثلاثة أو أربعة خطوط هاتفية، ولكن الشركات التي ذكرتها قد تكون لفئات معينة ولكن من يصل للجميع هي الاتصالات وفي الكثير من دول العالم المحرك الرئيسي والمعلن الأول في الرياضة هي شركات الاتصالات وليس هذا لدينا فقط.
ـ نحن في السعودية لا يوجد لدينا ضرائب وكان المقترح أن تلك الشركات والبنوك التي تحقق المليارات لابد أن تساهم من باب المسؤولية الاجتماعية في الجانب الرياضي الذي يخدم المجتمع وشبابه؟
نحن في هذه البلد المباركة ولله الحمد ليس لدينا ضرائب لأن الله سبحانه وتعالى أغنانا بما منحنا من ثروة من باطن الأرض التي أسأل الله أن يديمها ونحن لدينا الزكاة التي هي أهم من الضرائب سواء من الناحية الشرعية والفرضية فهي مفروضة من خالقنا وليس من ملك أو من وزير مالية أو من البشر ولها أوجه محددة في الإنفاق، ولكن هل هناك في المال غير الزكاة نقول هنا نعم، وآيات الإنفاق والبذل والأحاديث كثيرة جداً والمسؤولية الاجتماعية لا تقف عند تأدية الزكاة بل لابد أن تهتم بمجتمعك الذي يبدأ من أقاربك وجيرانك وأهل بلدتك وأهل وطنك وفي جميع المجالات سواء صحية أو تعليمية أو ثقافية أو رياضية، وعندما يكون لدى رجل الأعمال أو سيدة الأعمال الوعي الكامل بهذا الجانب فنحن سنكون أمام مشاريع عملاقة والحمد الله فمجتمعنا بخير ولدينا مشاريع عديدة وعلى سبيل المثال غرفة جدة أطلقت صندوقاً وقفياً للمنشآت الصغيرة والأسر المنتجة وهذا في المسؤولية الاجتماعية، وجمعنا ولله الحمد في ظرف شهر واحد ما يزيد عن 100 مليون ريال، ولدينا أفكار لصناديق أخرى وقفية فمثلاً المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة لا تلقى الاهتمام المطلوب لهم فهناك دول تهتم بهذه الفئة حتى في الرصيف والشارع وفي كل مكان خدمي ونحن المسلمين الذي ديننا يحث على المساعدة والتكاتف والذي يقول لنا إن إماطة الأذى عن الطريق صدقة لذا لابد من توعية في مجال المسؤولية الاجتماعية.
ـ وهل الرياضة تستحق أن تدخل تحت المسؤولية الاجتماعية؟
نعم تدخل ضمن المسؤولية الاجتماعية والرياضة ماذا تعني..؟ تعني النادي الذي يجتمع فيه الناس ونحن في حاجة الرياضة البدنية فالعقل السليم في الجسم السليم وهذا ضمن ثقافتنا الإسلامية التي تأمرنا بذلك (علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل)، فالرياضة تدخل ضمن المسؤولية الاجتماعية وخصوصاً إذا تطورت الأندية لتكون أماكن للنفع العام وتكون فيها أنشطة ثقافية مختلفة تصل حتى لتدارس أمور المجتمع.
ـ هل تعتقد أن ثقافة النادي ومفهومه غابا بسبب سيطرة فئة من الناس وأشخاص تسعى لجعلها فرق كرة قدم فقط؟
هذا إلى حد كبير صحيح ويجب أن تتحول الأندية لأندية شاملة وليست أندية كرة قدم ولدينا أمثلة قريبة منا مثل أندية مصر فهم ليسوا أفضل حالاً منا وأنديتهم فيها رياضات مختلفة وفيها مكان للعائلة وللأصدقاء وللاجتماع مع كافة أفراد المجتمع وعدد المشتركين فيها بمئات الألوف أما أنديتنا فهي لتمارين اللاعبين فقط وحكر لهم، بل أزيد على ذلك لكي أقول لك إن الجمعيات العمومية لدينا (تكسف) 100 شخص فقط لكي يفوز مجلس الإدارة، فهو يسعى لتصغير الجمعية العمومية لكي يفوز فقط.
ـ ولكن هذا خطأ أعضاء الشرف الذين تتغنى بهم الأندية وهم يعملون ويتفاعلون سلباً مع النادي ضد الجمهور؟
نحن الآن بإذن الله في نادي الوحدة سوف نحاول تفادي كل السلبيات التي ذكرت وتطبيق المفهوم الجديد ووضعها على الأرض.

وهذا الجزء الثاني من الحوار:

دولتان ألغتا المنافسة فجعلت الحجرتين تكسر بعضهما وخرجت
الشيخ صالح كامل يواصل حديثه الرياضي الأول ويؤكد لـ الرياضية

حوار سلطان رديف - الإثنين 31 اكتوبر 2011


--------------------------------------------------------------------------------


يواصل رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية رئيس اللجنة العليا لدراسة شئون نادي الوحدة الشيخ صالح كامل في الجزء الثاني في الحديث عن الشأن الرياضي ليؤكد أن انعدام المنافسة في صناعة الإعلام الرياضي التلفزيوني هو السبب خلف إعلانه الانسحاب كلياً من هذا المجال ليشير في حديثة أن هناك دولتين دخلت هذا المجال بكامل ثقلها لذا كان الواجب حينها أن تترك الـ‍art المجال وتتخلى عن المنافسة بحكم أن معايير التنافس انتهت، وليكشف في ذات الوقت أن تركه أيضاً تمويل دوري أبطال العرب الذي شهد تطوراً ونقلة رياضية تاريخيه في ذلك الوقت يعود لعدم تجاوب الدول وتدخل السياسة في كرة القدم العربية وأن هناك من حاول إضعاف الدوري العربي بترشيحه لأندية الصفوف المتأخرة والذي يعني عدم وجود متابعه جماهيرية وبالتالي يضعف العمل الذي شكل نجاحاً مميزاً في السنتين الأوليين على حد تعبيره مشيراً بأنه كان ضحية القرصنة على اشتراكات الـ‍art في ذلك الحين دون أي حماية تذكر للملكية من قبل الدول العربية بشكل عام.
الشيخ صالح كامل عرف بصراحته البسيطة بعيداً عن التكلف وهو ما ظهر في حديثة عن نادي الوحدة ليعلن أنه لو كان صاحب قرار في وقت سابق لما حصل نادي الوحدة على لقب أول ناد سعودي يحاكم اتحاد وطنه في المحاكم الدولية مشيراً بأنه كان سيعمل ليس على حل المشكلة فقط والتي كان من الممكن في الإطار المحلي بل لما حدثت المشكلة من الأساس لأن مخالفة النظام ليست أمراً احترافياً في العمل مشدداً على أنه سيلغي الفكر الوحدوي القديم بفكر جديد يصدر لكل الأندية السعودية كاشفاً في ذات الوقت عن الأسباب التي جعلته يرفض أن يتولى ابنه محيي الدين رئاسة نادي الاتحاد رافضاً أن ينظر له على أنه مجرد (كيس فلوس ). الشيخ صالح كامل في شفافيته لم يقف عند هذا الحد بل تحدث عن مؤامرات الفيفا وبن همام والرشاوى للدول وغيرها الكثير في ثنايا حديثة في الجزء الثاني والأخير «للرياضية»:



ـ الإعلام الرياضي لن ينسى القفزة التي قام بها الشيخ صالح كامل له ولكن فجأه صالح كامل قرر الانسحاب وترك الإعلام الرياضي بكل مافية فهل هذا يعني نهاية الـ‍art أو الشيخ صالح كامل عن الإعلام الرياضي؟
رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ولعلــي بدأت بخطوة جديدة ومتطورة وســــباقة للإعلام الرياضي في الشرق الأوسط ولله الحمد أنجزنا الشيء الكثير سواء كان على المستوى الوطني أو العالمي وفجأة وجدت حكومتـين تتنافسان معـي والحكومـــات لا يهمها الربح والخسارة بل يهمها الاستحواذ وخزائنها مليئة ماشاء الله تبارك الله لذا لم يعد هناك أمل.
فعندما تتصارع دولتان في هذا المجال فأين أذهب أنا وعندنا مثل يقول (بيضة ما داقش حجر) لذا أنا بيضة أنكسر بسرعة وهم حجر لذا تركت الحجار تضرب في بعضها وخرجت من هذا المجال.
ـ الاتحاد العربي لكرة القدم والشباب العربي استبشر خيراً بدخولكم وتخصيص ميزانية كبيرة للبطولات العربية ولكن بعدها انسحبتم بعد أن أحدثتم نقلة كبيرة في تلك البطولات فما هو السبب؟
السبب الوحيد هو عدم التعاون من الدول العربية فهم كانوا مهتمين بالدوريات المحلية أكثر من الدوري العربي ففي أول موسم وثاني موسم كانت قوية جداً ولكن بعد ذلك أصبحوا يرشحون لنا من الأندية النطيحة وما أكل السبع فليس من الممكن أن يكون دوريا عربيا قويا ويلقى متابعة من الجمهور على المستوى العربي وأنت تخبئ نواديك الكبيرة للدوري المحلي فللأسف لم نجد تعاونا ليس من كل الدول بل من بعضها.
ـ السياسة والخلافات بين الدول في ذلك الوقت هل أثرت عليكم؟
بالطبع فالسياسة تتدخل في كل شيء وتتأثر بكل شيء.
ـ حماية المنتج أزمة تعاني منها الأندية والرياضة وتــرى أن الغرف التجارية عليها دور كبير في ذلك فالقرصنة على منتجات الأندية مرض مستشر في جسد الاستثمار الرياضي؟
أنا أكبر ضحية لعدم حماية الحقوق الفكرية والأدبيــــة والملكية الفكرية ومن الأسباب التي جعلتني أتخلى عن التطوير في الـ‍‍‍art السرقات التي كانت تحدث للاشتراكات وكانت على عينك يا تاجر والحكومات في منطقة الشرق الأوسط عموماً لم تهتم بمحاربة سرقة الملكية الفكرية بالشكل الجيد.
نعم الغرف التجارية عليها مسئولية ولكن ليست لديها سلطة ولا يمكن أن تفرض على أحد بل هذا الموضوع يحتاج لقوة أكبر وأقوى من الغرف التجارية تقوم بتلك الحماية بالشكل الصحيح.
ـ نحن لا يوجد لدينا أندية شركات وفي الدول المجاورة هناك فرق تتنافس على الدوري تملكها الشركات بل أندية شركات فهل تريد أن نرى غداً نادي دله البركة يشارك في الدوري؟
نحن داخل مجموعة دله لدينا مجموعة من الفرق الرياضية ولدينا منافسة سنوية ولكن كناد للشركة بمعنى النادي إذا لم تكن هناك خصخصة فلا يمكن أن تسجله كشركة ولكن أنا في مجموعتي جزء من دله هناك إدارة رياضية تهتم بهذا الجانب وتنظم مسابقات في مختلف أنواع الرياضة وفي مقدمتها كرة القدم وكنا نبثها على قنوات الـ‍‍art .
ـ هل نحن بحاجة لإنشاء هيئة وطنية تهتم بالاســــتثمار الرياضي وبالرياضة تفكر وتخطط وتهيئ وتبني وتفتــح آفاقا أكبـــر للاســــتثمار الرياضي وتنظيماته وعلاقاته بشتى الجهات والقطاعات وتنميته بشكل أوسع؟
الرئاسة العامة لرعاية الشباب فيها الخير والبركة والكفاية ولكن إن هي حاولت أن تجمع القطاع الخاص وتعطيه الحرية لكي ينطلق فلعل ذلك يكون أفضل وأنسب.
ـ بحسب إطلاعي كان هناك أكثر من محاوله للرئاسة لجذب القطاع الخاص عن طريق الغرف التجارية ولكن لم تكن هناك جدية وتفاعل من الغرف التجارية؟
أنا جديد في الغرف التجارية ولم أمض سوى سنتين ولم أشاهد أن هناك من حاول أن يجذبنا إلى هذا المجال وأرجوا أن الأمير نواف بن فيصل يهتم بموضوع الخصخصة ويستعجلوا فيها لأنها هي الأساس.
ـ ترأستم لجنة لدراسة نادي الوحدة وإعادة هيكلته وصياغته من جديد ؟ هل تعتقد أن الوقت الآن مناسب لكم في ظل صراعات داخليه في نادي الوحدة متأصلة فيه منذ سنوات ؟
أحد أهم مشاكل نادي الوحدة هو ما تحدثت عنه في سؤالك وفي وقت سابق قريب أي في الأيام القريبة الماضية وأعتقد أنك كنت حاضرا كان هناك بفضل الله اجتماع كبير في منزلي في جدة وضم مجالس إدارات ســـابقة مع مجلس الإدارة الحالي وهذا حدث لأول مرة لأنهم كانوا دائماً عندما يحضر مجلس إدارة جديد يعتبر القديم مقصى وهذا خطأ لأننا لابد أن نوجد التواصل وأن نعرف أننا نبني على بناء من كانوا قبلنا ولابد أن نستفيد من آراء الجميع وتم الاتفاق في ذات الاجتماع الذي تم في منزلي على أن رؤساء نادي الوحدة في فترات مختلفة لابد أن يجتمعوا اجتماعا شهريا يناقشوا فيه أمور النادي فنحن لا نريد أن تنتهي صلتك بالنادي لأنك لست في مجلس الإدارة أو أنك لست رئيسا.
كل وحداوي يجب أن يســـاهم بفكره وجهده وماله في دعم نادي الوحدة.
ـ نادي الوحدة دخل التاريخ ليكون أول ناد سعودي يحاكم اتحاد بلده المحلي في محاكم دولية ! لو كان الأمر بيدك قبل أن يحدث ذلك هل ستتخذ هذه الخطوة وتذهب لهذا الاتجاه؟
صدقني ما كنت سأتجه لهذا الاتجاه وأتخذ ذلك القرار لأنه كان من الممكن حل هذه المشكلة محليا بل أقول لك لو كنت حينها في النادي لما حصلت المشكلة من الأساس فما هو السبب الذي يجعلني أعرض نفسي لأمور غير قانونية.
ـ مستقبل الوحدة يستطيع أعضاء الشرف أن يصنعوه الآن خاصة أن هناك انقساما بل هناك من قدم استقالته احتجاجاً؟
نادي الوحدة ليس ملكاً لأعضاء الشرف وليس ملكاً لأعضاء مجلس الإدارة بل هو ملك لكل مكاوي بل لكل محب لمكة وليس فقط لأهل مكة وهذا الشعار الجديد الذي نضعه لمستقبل النادي فنادي الوحدة لكل محب لمكة قفل لي اليوم من من المسلمين لا يحب مكة.
ـ دخلت الرياضة كمستثمر ونجحت في ذلك وحققت الكثير وأولويات وإنجازات في هذا الشأن واليوم تدخله كمصلح؟ هل تعتقد أن الاستثمار كالإصلاح؟
الإصلاح بين الناس وجمعهم وزرع الود والتعاون بينهم فيه خير أكثر بكثير من الاستثمار وهذه مهمة غابت في مجتمعاتنا ولابد أن نحيي هذه الروح من جديــــد فالإصلاح بين الأفراد والإصلاح بين العوائل والمنشآت الاجتماعية مهمة غالية وكريمة وهي زكاة البدن والجاه والمال ولابد أن يعمل كل واحد منا دورا إصلاحيا في مجتمعه وألا نفرق ونحن ديننا يحث على الأخوة وعلى التعاون وإصلاح ذات البين فلابد أن تسود هذه الروح وأنا أعتقد أن الإصلاح أهم وأصعب من الاستثمار فالاستثمار قرار فردي أتخذه وأبدأ فيه ولكن الإصلاح فيه أطراف عديدة لابد أن تشترك معي في الرغبة في الإصلاح.
ـ الإعلام أظهر في وقت سابق أنكم رفضتم أن يتولى ابنكم محيي الدين رئاسة نادي الاتحاد وكان الرفض بشكل شخصي منكم والآن أنت تتولى ليس رئاسة نادي الوحدة بل إعادة بناء وصياغة وتطوير نادي الوحدة؟ فهل أعتبر هذا تناقضا أم ماذا؟
لا .. لا .. عليك أن تعتبر هذا تحيزا لمكة .. أعتقد أن هناك فرقا بين رئاسة ناد وبين مهمة مؤقتة لإعادة هيكلة.
فإعادة الهيكلة تدخل فيها الأمور الإدارية والتجارية والخبرة العمرية والتراكمية ولكن رئاسة النادي تحتاج لتفرغ وفهم والدخول في تفصيلات كثيرة وأنا منعت ابني محيي الدين من أن يخطو هذه الخطوة لسببين الأول منهما أنه مشغول جداً في عمله فلو تركته يرأس نادي الاتحاد فذلك سيؤثر على عملي والسبب الثاني يكمن في أنني أعرف أن محيي الدين يعشق الكورة وأنا لا أعشق الكورة أنا أعشق الوحدة لذلك لا أنفعل بالهزيمة والفوز لذلك أقول إنني أخشى على صحة ولدي عندما يصبح رئيس ناد، فهناك بعض الإخوان من رؤساء النوادي دخلوا المستشفيات بسبب الانفعال أنا مع الوحدة أو مع كرة القدم لا تؤثر معي فأنا أدعوا الله أن يفوز نادي الوحدة في كل مباراة ولكن إذا لا سمح الله خسر لا يرتفع ضغطي فلا يوجد لدي هذا النوع من المشاعر الذي أثر على بعض رؤساء الأندية ومن أجل هذا منعت ابني محيي الدين من الدخول ورئاسة نادي الاتحاد.
ـ يعني أنت لم تمنع محيي الديــن رفضاً للفكرة وإنما خوفاً عليه؟
خوفاً عليه وعلى عملي وتجارتي.
ـ الدكتور محمد عبده يماني ـ يرحمه الله ـ قدم الكثير للوحدة ولكن ماذا قدم له نادي الوحدة؟
الدكتـــور محمد عبده يماني قدم أشياء كثيرة لوطنه وفي مجالات مختلفة ولم يكن ينتظر الرد من أي من قدم لهم خدمات جليلة بأن يكافئوه، ويمكن أن يكون حب محمد عبه يماني للوحدة وانشغاله بهمومها أحد المؤثرات العاطفية علي لكي أكمل المشوار عندما قبلت هذا التكليف أو التشريف من الأمير نواف بن فيصل ونادي الوحدة ورجاله يذكرون محمد عبده يماني بالخير وفي اجتماعنا الأخير في منزلي، غيري هو من بدأ الاجتماع بالدعاء للدكتور محمد عبده يماني ولا أعتقد أن هناك وحداويا مخلصا ينسي محمد عبده يماني من الدعاء له.
ـ تربطكــم علاقة جيدة وعميقة برئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام وهو يقدر لكم هذه العلاقة ؟ ما حدث لمحمد بن همام مؤخراً كيف تراه؟
يؤسفني كثيرا ما حدث له... محمد بن همام شخصية عربية فريدة من نوعها استطاع أن يوجد للعرب على الخارطة الدولية في كرة القدم مواقع مشرفة وأعتقد أنه تعرض لا أريد أن أقول مؤامرة ولكن أجواء «الفيفا» كلها فيها هذه المشاكل، فأعتقد أنه كان ضحية أكثر من أن يكون مجرما أو مخطئا بل هو ضحية لواقع «الفيفا».
ولأول مرة أقول بأنه إذا كان هناك من يريد أن يقول أن محمد بن همام يعاب عليه أنه حاول رشوة بعض الدول فأنا أقول (أروني دورة من دورات رئاسة «الفيفا» لم تمارس فيها الرشوة للدول ).
ـ الشيخ صالح كامل دخل الرياضة لكي ينهض بنادي الوحدة رسالتك لمن ينظر لصالح كامل كثروة ومال وليس كفكر وعمل وجهد؟
سبق و قلت لإخواني في نادي الوحدة في أول لقاء عليكم ألا تنظروا لي (ككيس فلوس) فأنا لا أقبلها على نفسي بل أنا أتيت لكي أساهم بجهدي وفكري وحبي وإذا كان الله رزقني بمال أستطيع من خلاله تطوير النادي فلن أبخل به، ولكن لا أحد ينظر لي بأني أتيت والنادي انحلت كل مشاكله، صالح كامل ليس شخصية دائمة بل على كل مكاوي أن يشترك في عضوية الجمعية العمومية بنادي الوحدة وكل شخص على قدر قدرته فنحن لا نطلب من الناس مئات الألوف ولا ملايين الريالات نحن نقول بـ(200 ريال) في السنة نرحب بأي شخص عضو في الجمعية العمومية.
ومن الأهداف التي وضعناها لنا في اللجنة أن نصل بعدد الجمعية العمومية لنادي الوحدة لعشرة آلاف عضو الآن الجمعية العمومية 120 عضوا وهذا أمر ليس معقولا ولا مقبولا وعندما سألت وجدت كل الأندية (في الهواء سوى) بهذا الشكل أعضاء الجمعيات العمومية لديهم ما بين 24 و80 و100 عضو والفكرة من ذلك هو تصغير الجمعية العمومية لكي يسهل التحكم فيها في الانتخابات والترشيح لمجلس الإدارة وكأنها شركة خاصة أو عزبة خاصة.
هذا ناد اجتماعي ثقافي رياضي لبلد ولمكة عاصمة المسلمين ونحن نتطلع لأعضاء يصل عددهم عشرات الألوف وكما قلت 200 ريال تكفي للعضوية ولعلنا لا نريد أن نكون كما قال المثل (حبيني وكلي بصل) فكيف تحب الوحدة ولا تدفع للوحدة كيف تحب الوحدة تريد مني أن أعطيك تذكرة تحضر بها للملعب فلابد من البذل ولو بالقليل.