مقال محمد الدويش بخصوص حادثة المنصة

أفضل من اختصر ما حدث في المنصة لرئيس نادي الشباب (خالد البلطان) من متوترين هلاليين ماجد عبدالله الذي قال ببساطة: (يعني يا تخلونا نفوز عليكم وألا نطقكم).
وهذه ليست المرة الأولى التي يحوِّل فيها (بعض بني هلال) كرة القدم إلى كرة يد على إداريي ولاعبي وجماهير الفرق الأخرى أو الحكام ولكن التحول هذه المرة جاء (منصياً) أي في قلب الحدث وعلى عينك يا تاجر واللي ما يشتري يتفرج، وليس بين مشجعين ومثلهم، وإنما ضد الشخص الذي لم يجف بعد حبر إشادتهم بمثاليته ولم ينقطع بعد صدى صوت الثناء على تنافسه الشريف، ويبدو الآن أن الذئب لا يهرول عبثاً، فالإشادة الإعلامية والثناء الشرفي محسوبان من حيث التوقيت بعناية فائقة على طريقة (عساه يبلع الطعم ويمضى إلى المزيد من المثالية والمنافسة الشريفة وهما لايعنيان في مصلحة الزعيم سوى المزيد من الخنوع والخضوع والاستسلام).
كانوا ينتظرون من رئيس الشباب (كما طلبوا منه في المنصة) أن يقول لفريقه: افتحوا الباب فأنتم في حضرة الزعيم ويبدو أنهم قد أدمنوا مشاهد الأفلام الهندية.
وكان رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري قد سبق خالد البلطان في نيل شرف التحول المنصي وإن كان قد توقف عند حدود التلويح بالأيدي بعد القصف بالكلمات.. ولم تكن تلك الحادثة الشهيرة لفتح الباب في حضرة الزعيم وإنما: (من أنتم حتى تهزموا الزعيم) وبين حضرة الزعيم ومن أنتم يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأزرق، فأي فريق يقابل الزعيم إما أن المباراة لا تعنيه كمنافس على المركز الأول وبالتالي عليه أن يفتح الباب كي ينال ثناء الزعماء كل الزعماء من أعضاء شرف وإداريين وإعلاميين إن لم يفعل فليس له إلا الطق سواء بالأيدي أو الكلمات.
وإما أن المباراة تعنيه كمنافس أو خروج مغلوب وبالتالي عليه أن يعرف مسبقاً عواقب إغضاب الزعماء بالهزيمة فلا يتجرأ حتى أن يفكر بها وإن لم يفعل فليس له سوى ما تعرض له رئيس الاتفاق وأقله: من أنتم ومن أين أتيتم؟
أرأيتم أن لقب (الزعيم) ليس لقباً كروياً ففي العالم العربي فرق أخرى فازت بأكثر من بطولات الهلال ومع ذلك لم يطلق عليها أنصارها: الزعيم.. إنه الزعيم في مسرحية الزعيم.. أي الآمر الناهي السيد المطاع..
الفلوس والنفوس
ما أن تطل الملايين برأسها على أحد أندية الملالييم حتى تطل الخلافات والانقسامات ويبدأ العد التنازلي للنادي إلى أن يصل أحيانا إلى الضياع الإداري والفني، وحين تتابع هذا المسلسل (الفلوس والنفوس) في العرض الرياضي الكروي ستجد أن طرفاً واحداً يكاد يتكرر كلما أطل برأسه تعقدت الأمور ووصلت إلى طريق مسدود كما حدث في الوحدة بعد دخول الهلال في صفقة عيسى المحياني، إذ انقسم أعضاء الشرف وأعضاء مجلس الإدارة وتم تبادل الاتهامات حتى وصل الأمر إلى القضاء.
وفي قضايا مماثلة أخرى حدثت في الطائي والقادسية والنهضة والتعاون والجبلين بسبب انتقال لاعبين وكأن هناك من يتربص أو ينتظر جنازة يلطم فيها لولا أن الأحداث تؤكد الدور الخفي الذي يلعبه المفاوض الهلالي في اللعب على التناقضات والتقاطعات من خلال البحث عن المعارضين والأضداد وتجييشهم سراً وعلنا لدعم الاتجاه المطلوب ومساندته والدفع به إلى الأمام بما في ذلك بعض الإعلاميين المقربين فيصبح رئيس النادي ومن معه وكأنهم في عزلة تضيق شيئاً فشيئاً حد الاختناق ومن ثم رفع الآيادي والاستسلام وقد يحدث العكس وفقا لمن هو مع أو ضد التفاوض الأزرق، فالغاية تبرر الوسيلة، والمهم هو نجاح المفاوض وبأقل سعر ممكن وليس مهما متى وكيف وعلى حساب من... إنه المفاوض البطل في مسلسل الفلوس والنفوس.
العكس بالعكس
كلما حدثت مشكلة للهلال أو من الهلال تذكرت الازدواجية السعودية أي شخصية الرجل بين الشارع والاستراحة، أو شخصية المرأة بين المطار والطائرة.. أعني بعض الرجال وبعض النساء وربما قلة منهم ومنهن، هذه الإزدواجية موجودة لدى معظم الهلاليين وخاصة الإعلاميين، فالمخطئ الهلالي على حق ولديه ما يبرر خطأه مهما كان ثابتاً وظاهراً، والمخطئ غير الهلالي لاسيما النصراوي والاتحادي يستحق أقسى العقوبات حتى لو كان خطؤه غير ثابت، ولا يظن أحد أن ذلك يحدث فقط في الأخطاء المختلفة التي قد يختلف اثنان على حجمها وتأثيرها أو حتى على الأخطاء المتشابهة المتباعدة زمنياً التي قد ينسى أحد تفاصيلها، ولكن تحدث هذه الازدواجية في الأخطاء المتماثلة المتزامنة كما لو أن مدرب النصر أو مدرب الاتحاد ارتكب حماقة مماثلة فإن تعامل الإعلام الأزرق سينعكس تماما إذ ستختفي من قاموسه كل عبارات الحرص الفني وسمعه الرياضة السعودية وغير ذلك من مبررات ذر الرماد في العيون، وستحل محلها عبارات حماية الروح الرياضية وأمن الملاعب السعودية وهيبة المجتمع السعودي وغير ذلك من عبارات الزفة المعهودة.
والغريب أن النصراويين والاتحاديين يأخذون هذه الازدواجية على الهلاليين، ولكن بعضهم أعني النصراويين والاتحاديين يطالب بالعمل بها مع قضاياهم وكأنهم لم يسمعوا بقول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله، ولكن أين نذهب من بعضنا البعض؟! فالازدواجية تحاصرنا في كل شيء وكل مكان.
في المرمى
* حين كان الراحل عبدالرحمن بن سعود يستشهد بالآيات والأحاديث انتقدوه وطالبوا بمنعه من ذلك، واليوم يصفقون لرئيسهم وهو يفعل ذلك.. حتى في هذا مزدوجون.
* لن يستشهد بالشعر لاسيما شعره.. فمعظم ما قاله وهو بعيد عن الرياضة لا يتفق مع ما يفعله في الرياضة.. حقا إنهم يقولون مالا يفعلون.
* بعد عبدالعزيز الدوسري وخالد البلطان سيكون الدور على عبدالعزيز العنقري إلا إذا لم يحضر إلى المحمية الهلالية أعني المنصة الرئيسية في الملز.
* حين كان أعضاء شرف الهلال (يقطون) من أجل ياسر القحطاني رفض المشاركة بالقطة، واستند على فتوى لاتجيز تبذير الأموال على اللهو والعبث.. واليوم ماذا يفعل؟
* بطولة لهم وحدهم مقترح قديم يستحيل تنفيذه ولكن منصة لهم وحدهم من الممكن تنفيذه.. ألم يقل عضو شرفهم للبلطان تصفق هنا يا بلطان؟!.
* قد يضحك على جمهور ناديه بعض الوقت، ولكنه لن يضحك على غيرهم كل الوقت فالأحداث بدأت تكشفه شيئاً فشيئاً لاسيما والعصا بيده.
* لايزال شيخهم وقد بلغ من العمر أرذله يقدم لهم المزيد من (العلم) في التعصب والغطرسة واحتقار الآخرين، ولا غرابة أن يحدث منهم ما يحدث، فهكذا شيخ لهكذا تلاميذ.
* ستكون الصدمة كبيرة في المشاركات الخارجية، فالفريق لن يجد (المحمية المحلية) وقد يتكرر مشهد العين والشارقة كلما خرج من المحمية.