 |
|
 |
|
(ذكرى البحر)
http://dc02.arabsh.com/i/00092/gscer9c8td7g.gif
كيف تضطرب تحت الغيوم الرمادية
يا صفيحة دقيقة من معدن الطفولة
كيف يحطم غضبك الشكيمة
يا قلب الغيمة
كيف أراك بعيوني الواهنة
أية صورة لك تلك التي تبدع الحلم
في مهل فليحطمك الهواء المنكسر إلى أجزاء
أنت الذي تحفظ في المرمر المالح
صورا حية تموجها الريح
أنت الذي تحرك في الفجر الناعم
أصوات الروح
أنت الذي تغذي بحليبك المر
ظلال الشطآن, الخطوات المنسية
قلق من أن يكون فوق بطنك الأخضر
قراصنة مجانين.
http://dc02.arabsh.com/i/00092/gscer9c8td7g.gif
مضيت تجتاح في ارتعاش
ظلالا أغرقت عيونها في هدوئك
اليوم تبلل ذكراك جبهتي مثل مطر بارد
لو أعود الآن للتجوال عبر شطآنك
لو يصيبني كل شيء بالدوار عبر جسدك
لو يعير جسدك الآن لجسدي أسمالا باردة
لو عاريا , متعبا أكون الآن
فأنا أكثر بنوة لك
لو أن الخريف العائد إلى حضني
يحمل إلي الخبز البارد في منقاره
يا صفيحة دقيقة من معدن الطفولة
كل منسي سيبقى كاملا :
سياط, حبال بها كنت تجلدني
رياح تجأر
كل شيء سيغدو من جديد جميلا
رغم أن مخالبك ستخدش جسدي
رغم أن صباحاتك ستكون شموسها
أشد سوادا أثناء رجوعك.
الوصول إلى البحر
http://dc02.arabsh.com/i/00092/gscer9c8td7g.gif
حينما غادرتك,
قطعت على نفسي وعدا بأن أعود
وعدت, تشق قدماي بلورك الصافي
كأنما ذلك تعميق للبدايات
كأنما هو انتشاء بالحياة
الإحساس بالنمو الأكثر عمقا
لشجرة ذات أوراق صفراء
والجنون بطعم فاكهتها الزاهية
كأنه الإحساس بالأيدي مزهرة
وهي تلامس الفرح.
كأنه الإصغاء للنغمة الحادة
للرواه والنسيم.
http://dc02.arabsh.com/i/00092/gscer9c8td7g.gif
حينما غادرتك,
قطعت على نفسي وعدا بأن أعود
كان الفصل خريفا , وفي الخريف
وصلت مرة أخرى إلى شطآنك
(من تموجاتك يولد الخريف
كل يوم أكثر جمالا )
والآن إذ أفكر فيك
بشكل مستديم, إذ أومن...
(الجبال التي تحتضنك
بها نيران مشتعلة
والآن إذ أشتهي التحدث إليك
إشباع ذاتي من فرحك
إنما أنت عصفور من ضباب
ينقر خدي
والآن إذ أشتهي أن أمنحك
كل دمي, إذ أشتهي...
(ما أجمل أن أموت في حضنك أيها البحر
حينما تغدو حياتي لا تحتمل
أرض بدوننا
فليخفق العالم حول ذاته
في ألم!
يبدو العالم كما لو أنه يصحو
من الحلم, أكثر جمالا من ذي قبل.
http://dc02.arabsh.com/i/00092/gscer9c8td7g.gif
الحجر اليوم أشد تحجرا
معدني أصم.
الغيمة اليوم ليست تلك التي
كنا نرى,
هي أكثر غرابة وغموضا
أشد تكونا من أدخنة نائية
وضئيلة لنار مشتعلة
تعدو الريح, ريح الجنوب المبحوحة
المتوحشة والعارية
يعدو المهر المجنون,
فتحركك حوافرهما العطرة
كل الخليقة المشرعة أمام عيني.
http://dc02.arabsh.com/i/00092/gscer9c8td7g.gif
يمضي الضوء مع الضوء
وشجر الحور الأسود
مع شجر الحور الأسود
والطائر مع الطائر
وحدي أنا أوجد وحيدا .
http://dc02.arabsh.com/i/00092/gscer9c8td7g.gif
الماء هنا راكد
وأنا أطل على الماء.
أرى نفسي منعكسا في العمق
كما هو الحال دائما .
يسألني الماء عنهم
وأنا لا أجيب
(لا أريد أن يعرف كيف انتهى كل شيء)
فيخفق العالم حول ذاته
في ألم!
http://dc02.arabsh.com/i/00092/gscer9c8td7g.gif
في كل جدار, في كل انعكاس للضوء
في كل قلب صيف أحمر,
يسأل الواحد,
عتاب أصم.
ليس زمني هو الذي يأتي إلي .
العودة أنا من يبادر بها
واليأس يغمر أعيني المتعبة
التي تحاول أن تغدو جارحة
لعمق الأشياء,
أن ترى ذاتها في الجذع
الصافي للنهر ذاته مرتين.
الأرض بدوننا!
كم تبدو قدمي متعبة!
http://dc02.arabsh.com/i/00092/gscer9c8td7g.gif
ما أشد إيلام سيولة الزمن النابض
النازف دفقات !
تبدو الأشياء اليوم أشد وهمية
مثل أشكال مخلوقات من كوكب
آخر يحيا بدوننا:
ماء ينعكس ساكنا في عمقه
وعاء يحتويني,
مرآة لا ألامسها,
ألم يكن يجب علي أن أرى ذاتي
أنا الآخر محطما
وحينها, أجل يا إلهي
سأحس إنني وحيد !
http://up2.up-images.com/up//uploads...9a02884389.gif
|
|
 |
|
 |
|